18 طلبا دوليا لحماية الملكية الفكرية للبراءات في الجزائر
كشف محمد السالك أحمد عثمان، ممثل المنظمة العالمية للملكية الفكرية« الويبو» التابعة لهيئة الأمم المتحدة، بأن هناك وعيا متزايدا في أوساط الجزائريين بأهمية الحصول على الحماية الوطنية و الدولية لأصوال الملكية الفكرية ، قائلا إن التقرير السنوي للمنظمة لسنة 2022، يشير إلى إيداع 18 طلبا للحصول على الحماية الدولية بموجب معاهدة التعاون بشأن البراءات.
رميساء جبيل
و أوضح في حوار للنصر، أن « الويبو» ، تقدم نفاذا مجانيا إلى قواعد بيانات فريدة من نوعها، تضم معلومات تقنية و علمية معتبرة، كما تعمل المنظمة على إقامة نظام دولي متوازن يخص الملكية الفكرية لتلبية احتياجات المجتمع المتنامية، و تساعد الدول الأعضاء في مجال تكوين الكفاءات و تعزيز القدرات.
النصر: زاد الحديث مؤخرا عن أهمية الملكية الفكرية و دورها في مجالات التنمية، و ظهرت منظمتكم كطرف فاعل في العملية ما الذي تقدمونه تحديدا كخدمات؟
ـ محمد السالك أحمد عثمان: منظمتنا هي إحدى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، التي تعنى بالملكية الفكرية أي إبداعات العقل من اختراعات و مصنفات أدبية و فنية و تصاميم و شعارات و أسماء و صور مستخدمة في التجارة .وهي من أقدم المنظمات الدولية التي مرت بعدة مراحل والجزائر تحتضن المكتب الخارجي الوحيد في العالم العربي و واحد من المكتبين الموجودين بإفريقيا .
الجزائر تحتضن المكتب الخارجي الوحيد في العالم العربي
نتعامل مع السلطات المختصة وكل الجهات الناشطة في مجال الابتكار والإبداع، على غرار المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، ولدينا أيضا تعاون مع الجامعات ومراكز البحث و وزارة اقتصاد المعرفة، من أجل ترسيخ ثقافة الملكية الفكرية في المجتمع الجزائري، وتسليط الضوء على العقول المبتكرة والحيوية والمبدعة، وإبراز الدور الذي يؤديه الشباب في مجال الابتكار وريادة الأعمال، مع تهيئة بيئة أكثر ملاءمة لتعزيز الإبداع.
وتختار المنظمة في كل سنة شعارا لحملاتها تحتفل به في اليوم العالمي للملكية الفكرية الذي يصادف 26 أفريل، وهو اليوم الذي انضمت فيه المنظمة إلى أسرة الأمم المتحدة، وشعار هذه السنة هو « المرأة والملكية الفكرية تسريع الابتكار والإبداع».
كيف ستساهمون في دعم المقاولاتية والمؤسسات الناشئة في الجزائر؟
ـ لدينا مشروع لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر للنهوض بقطاع المقاولاتية و فهم قواعد الملكية الفكرية و فوائدها و استغلال أدواتها لحماية منتوجاتها و خدماتها و زيادة تنافسيتها في الأسواق.
يأتي هذا المشروع بالتعاون مع المعهد الوطني للملكية الصناعية والوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية و وكالة تنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة ودعم الابتكار.
طلبات الحماية الفكرية الوطنية في تزايد مستمر
هل قوانين الملكية الفكرية في الجزائركافية لحماية حقوق المبتكر و أفكار المشاريع ؟
ـ انظمت الجزائر إلى المعاهدات الدولية الرئيسية في مجال الملكية الفكرية و لديها أيضا ترسانة قانونية كاملة في هذا مجال.كما سيتم مستقبلا الشروع في إعداد استراتيجية وطنية للملكية الفكرية، وهي فرصة لفحص ودراسة كل القوانين الموجودة وتقييمها بشكل كامل، وفي حال وجدنا بعض المجالات تتطلب مراجعة النصوص المعمول بها أو استحداث نصوص جديدة، سنقدم حينئذ توصيات للسلطات الجزائرية من أجل النظر في الأمر، لكن على وجه العموم هناك قوانين مطابقة للمعاهدات الدولية التي انضمت إليها الجزائر وهي تشمل شتى جوانب الملكية الفكرية.
ماهي الحصيلة النهائية لعدد طلبات الحماية الفكرية الدولية المسجلة إلى حد الآن؟
ـ يظهر التقرير السنوي الأخير الذي أنجزته المنظمة العالمية للملكية الفكرية، أنه تم إيداع 18طلبا لبراءات اختراع بموجب المعاهدة الدولية ذات الصلة، بينما لم يتعد هذا العدد 7 طلبات فقط السنة الفارطة، ما يدل على أن هناك انفتاحا على ثقافة تسجيل الملكية الفكرية و أهمية الحصول على الحماية الدولية.
هكذا نتدخل لحل النزاعات حول استغلال الأفكار
أما بالنسبة لعدد طلبات الحماية في الجزائر، فالمعهد الوطني الجزائري للملكية الفكرية الصناعية« إينابي»،هو المسؤول عن هذه المعلومات.
كيف يمكن لحقوق الملكية الفكرية أن تحمي الشركة من المنافسة خاصة غير المشروعة؟
ـ عندما يتحصل المعني على الحماية من المعهد الوطني للملكية الصناعية، لابتكار ما أو علامة تجارية أو نموذج صناعي لا يسمح لمنافسيه باستعمال هذه العلامة أو استغلال الابتكار إلا في حالة قبول صاحبها. و عند استغلال علامة الآخر دون الحصول على ترخيص، يحق لصاحب الحق اللجوء إلى المحاكم و مقاضاة من قام بالتعدي على حقوقه، فالحماية مثلا تعطي صاحبها الأحقية في استغلال البراءة لمدة قد تصل إلى عشرين سنة و لمدة عشر سنوات بالنسبة للعلامات التجارية، وفي حال الرغبة في استغلال أصول مملوكة و محمية، يجب على المعني الاتصال بالمالك والاتفاق معه وفق عقد واضح، وفي إطار يحدد المردودية المالية كعملية تجارية مدرة للدخل، لكن إن لم يقم الشخص المعني بحماية ثمرة عقله وتسجيلها خلال الآجال المحددة، يمكن لأي شخص آخر استغلالها دون أن تعود على صاحبها بالفائدة.
كيف تتدخلون عند تسجيل نزاعات؟ وهل وقفتم على حالات معينة في الجزائر؟
ـ النزاعات تدخل ضمن اختصاص المحاكم الوطنية والدولية بعد أن ترفع إليها هذه القضايا فتنظر فيها، لكن المنظمة العالمية للملكية الفكرية توفر مركزا للوساطة والتحكيم بين الأطراف المتنازعة، لفك وحل النزاعات والوصول إلى حل.
و بدلا من اللجوء إلى المحاكم، و المرور عبر إجراءات قانونية مطولة ومكلفة، يوفر المركز أدوات وآليات بسيطة برسوم متواضعة جدا من أجل حل النزاعات وفق الصلاحيات التي يمتلكها.
الجزائر تسير في الاتجاه الصحيح
كيف تتقدم الجزائر في هذا المجال ؟
ـ تسير الجزائر في الاتجاه الصحيح نحو تنويع الاقتصاد وتشجيع الابتكارات والمشاريع المقاولاتية، مع دعم أصحاب المؤسسات الناشئة، فالمصطلح الأكثر رواجا هذه الفترة هو « مؤسسة ناشئة» ما يؤكد توجهات كبيرة نحو عالم الابتكار، والعمل على تشجيع المبدعين والمقاولين، وفق سياسة شاملة تهدف إلى تنويع الاقتصاد والاستفادة من العقول البشرية وإبداعاتها الفكرية، من أجل خلق قطاعات منتجةأخرى.
إلى أي مدى خدم تسجيل الملكية الفكرية المجال الصناعي في بلادنا؟
ـ الملكية الفكرية كما قلت، تشجع الصناعة وبشكل دائم لأنها توفر أدوات تضمن للمهندس أو المبتكر الاستفادة من ثمرة إبداعاته وهذا لا يتعلق بالأفراد فقط، بل حتى بالمؤسسات والجامعات والهيئات و الشخصيات المعنوية.
وبغض النظر عن طبيعة هؤلاء المبدعين واختلاف أعدادهم، يبقى الحافز المشترك هو علم الشخص بوجود إطار قانوني يحميه ويتكفل بحقوقه، وأنه في حالة تسجيل و حماية ما قام بابتكاره أواستحداثه من تقنية جديدة، سيتمكن بموجب هذا الإطار القانوني من الاستفادة من عائدات مالية.
ماهي أكثـر المشاريع التي تلقيتم طلبات تخص تسجيل أفكارها؟
ـ نسعى بشكل عام إلى تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على استغلال أدوات الملكية الفكرية لحماية منتوجاتها و خدماتها و تميزها عن غيرها للتأسيس لمنافسة سلمية في الأسواق ، ونعمل حاليا على سبيل المثال، مع حرفيات ببابار بولاية خنشلة، لاستحداث علامة جماعية مسجلة « لزربية بابار» لتمييزها عن بقية الزرابي المعروضة في الأسواق الجزائرية و حتى الأجنبية. كما سندعم المنتجين من أجل التعريف بخصوصيات هذه الزربية ومميزاتها.
و نساعد منتجيي عسل ششار في نفس الولاية للحصول على مؤشر جغرافي خاص بهذا المنتوج، بما سيسهم في إضافة قيمة جديدة لهذين المنتوجين وزيادة حصصها في الأسواق المحلية و ربما الخارجية، علما أننا نقوم بهذه المشاريع بالتعاون مع القطاعات المعنية خاصة وزارات الفلاحة و الصناعة التقليدية و المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية.
مشروع لحماية زربية بابار و عسل ششار
ـ حدثنا عن براءات الاختراع الجزائرية التي تم تسجيلها مؤخرا بمنظمة الويبو؟
ـ تقوم المنظمة بإعداد تقرير سنوي عن طلبات الحماية لبراءات الاختراع و العلامات التجارية والنماذج، وقد أظهر آخر الأسبوع الماضي، ارتفاعا في عدد طلبات حماية براءة الاختراع المقدمة من الجزائر من 7 طلبات سنة 2021 إلى 18 طلبا هذه السنة .
ماذا عن المسابقة العالمية التي سيتم تنظيمها في إطار اليوم العالمي للملكية الفكرية؟
ـ شعار اليوم العالمي للملكية الفكرية لهذه السنة هو « المرأة و الملكية الفكريةـ تسريع الابتكار و الإبداع »
مسابقة للنساء المبتكرات
وفي هذا الإطار تنظم الويبو مسابقة لإبراز دور الفتيات و النساء في الابتكار و الإبداع و أهمية توجههن نحو مجال الملكية الفكرية و كيف يستفيد المجتمع من مهاراتهن و قدراتهن والمشاركة في هذه المسابقة مفتوحة حتى يوم 19 من الشهر الجاري عبر موقع المنظمة.
ننظم أيضا، مسابقة أخرى للشركات الصغيرة و المتوسطة في إطار جوائز الويبو العالمية لعام 2023، و هذه المسابقة مفتوحة إلى غاية 31 من الشهر الجاري، أمام جميع الشركات الصغيرة و المتوسطة في الدول الأعضاء، ممن يستخدمون حقوق الملكية الفكرية بغرض تحقيق أهدافهم التجارية، و يسعون في الوقت ذاته إلى تسخير ابتكاراتهم و إبداعهم لصالح المجتمع . ر. ج