* المنافسة مؤهلة للمونديال والجزائر سترفع من قيمتها
أبدى رئيس اللجنة الوطنية المكلفة بتنظيم كأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 17 سنة، جمال مربوط، ارتياحه الكبير للظروف التي تجري فيها التحضيرات تحسبا لاستضافة عرس كروي قاري، وأكد بأن الجزائر أصبحت لها تقاليد تسمح لها بكسب رهان تنظيم أي تظاهرة رياضية بطابعها الإفريقي مهما كان حجمها.
حاوره: صالح فرطـاس
وقال مربوط في حوار خص به النصر أمس، بأن رفع عارضة الطموحات عاليا يبقى الهدف الرئيسي من دورة «كان» الأشبال، وذلك بمواصلة المشوار يساير ذلك الذي فرضته الجزائر في تنظيم «الشان» قبل نحو شهرين، بحثا عن نقاط إضافية قد تكفي لتحقيق المبتغى، وكسب ثقة مسؤولي الكاف، على أمل أن تكون ثمار ذلك انتزاع شرف احتضان الجزائر دورة «كان 2025»، مادامت كل مقومات النجاح متوفرة، وفي مقدمتها تجند الدولة الجزائرية لإنجاح هذه المنافسات الإفريقية، مع توفير إمكانيات مادية معتبرة تحسبا لهذه التظاهرات.
نستهل هذا الحوار بالاستفسار عن درجة الجاهزية التي بلغتها لجنة التنظيم تحسبا للعرس الكروي الإفريقي؟
قد أكون مبالغا إذا قلت بأننا على أهبة الاستعداد للشروع في العمل الميداني، والدخول مباشرة في صلب الموضوع، لأن كل الظروف مهيأة لتنظيم هذه النسخة من كأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 17 سنة، ووصول أغلب المنتخبات إلى الجزائر يعني بأن الأمور الجدية قد انطلقت، رغم أننا كنا قد باشرنا العمل منذ عدة أسابيع، مادام التحضير لمثل هذه التظاهرات يمس الكثير من القطاعات، ولو أن الحقيقة التي وقف عليها مسؤولو الكاف أن الدولة الجزائرية تتجنّد دوما لاحتضان المنافسات الرياضية، والتجربة الأولى كانت في الصائفة الماضية، بكسب رهان تنظيم دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، والذي أبهر العالم برمته، ثم كان الموعد مطلع السنة الجارية مع بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، لأن نجاح «الشان» فاق كل التوقعات، وجعل الجزائر تنال التقدير والثناء بالإجماع، الأمر الذي عبّد لنا الطريق لمواصلة المشوار بنفس الديناميكية، مادامت السلطات العليا للبلاد قد عملت على توفير الإمكانيات، الكفيلة بإنجاح الجانب التنظيمي لهذه المنافسة القارية.
نفهم من هذا الكلام بأن كل الأمور مهيأة لانطلاق المنافسة في الأقطاب الثلاثة؟
اختيار 3 مدن لاستضافة هذه التظاهرة لا ينقص من حجم الإمكانيات المتوفرة في وهران، لكن نمط المنافسة يستوجب تقسيم المنتخبات على ثلاثة أفواج، وعليه فإن التنظيم أسند إلى قسنطينة وعنابة برفقة الجزائر العاصمة، وما يجب الوقوف عنده في هذا المجال أن تزامن التحضيرات لدورة «كان» الأشبال مع شهر رمضان المعظم أثر نسبيا على سير الأمور ميدانيا، خاصة فيما يتعلق بتجديد العديد من الملاحق على مستوى الملاعب، وجعلها مطابقة لشعار هذه التظاهرة، إلا أننا نجحنا بالتنسيق مع الشركة الوطنية للنشر والإشهار في تدارك قصر الوقت، وذلك بعد الدخول في سباق ضد الساعة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وحتى في عطلة عيد الفطر المبارك، لتكتسي كل المرافق حلة جديدة، مع تغيير المظهر الذي كانت عليه في «الشان»، وهذا الأمر لم يكن سهلا، لنجد أنفسنا بصدد وضع آخر الروتوشات على الجانب التنظيمي، لأننا يجب أن نأخذ كافة التدابير الكفيلة بضمان السير الحسن للمنافسة في الأقطاب الثلاثة، وهذا بعد الاطمئنان على الجاهزية التامة لهياكل الاستقبال والإيواء، وكذا المرافق الرياضية المخصصة لإجراء التدريبات واحتضان المباريات الرسمية، وما الترتيبات التي نحن بصدد استكمالها تخص بالأساس لجان التنظيم.
وماذا عن مراسيم حفل الافتتاح والتحضيرات الخاصة بهذا الجانب؟
لقد أبرمنا اتفاقية عمل مع إحدى الشركات الخاصة، تحسبا لمراسيم حفل الافتتاح، وهي شركة سبق لها وأن تعاملت مع لجنة تنظيم «الشان»، لكن في مجال آخر، وقد ضبطنا معها خارطة الطريق وفق متطلباتنا، والتي تراعي بالأساس الفترة الزمنية المخصصة لمختلف العروض، وكذا ما يجب تقديمه خلال الحفل، والذي سيكون مفاجئا للمتتبعين، لأننا ننتظر قدوم العديد من الوجوه الرياضية البارزة، إضافة إلى سلك ديبلوماسي، وما سطرناه من برنامج يجعل الحفل بسيطا في شكله، قصيرا في مدته، غير أنه سيقدم صورة تعكس عمق تاريخ الجزائر وإرثها الثقافي وكذلك الشأن بالنسبة للقارة الإفريقية والتقاليد التي تشتهر بها، لأن العرس رياضي في مظهره وشكله، لكنه يجب أن يكون بأبعاد أخرى تجسد شعار الأخوة بين أبناء القارة الواحدة، على اختلاف بلدانهم، وتجمعهم تحت مظلة واحدة، بسبب منافسة كروية.
بودّنا أن نستفسر عن آخر الترتيبات المتخذة على مستوى الأقطاب الثلاثة قبل يومين من انطلاق المنافسات الرسمية؟
الحديث عن هذا الأمر يجرنا إلى تقديم حوصلة عن الزيارة الميدانية التي قادتنا في اليومين الماضيين إلى قسنطينة وعنابة، حيث كانت لنا جلسات عمل مع السلطات المحلية، والتي شكلت فرصة سانحة للوقوف على مدى تجند الجميع لهذه التظاهرة، إلى درجة أنني شخصيا ارتحت كثيرا للظروف التي جرت التحضيرات في هذين القطبين، لأن إقدام الولاة على قطع خطوات عملية في إطار الاستعدادات لهذه المنافسة يجسد إصرار الدولة الجزائرية على رفع التحدي، وكسب رهان التنظيم، ووقوف السلطات العليا للبلاد على كل كبيرة وصغيرة تخص الجانب التنظيمي، يكفي للاطمئنان مسبقا على النجاح، لاسيما وأن الجميع يدرك بأن ولايتي قسنطينة وعنابة تتوفران على هياكل استقبال ومرافق رياضية تسمح لها باحتضان أكبر منافسة في القارة الإفريقية، والخبرة التي اكتسبتها اللجان المحلية المكلفة بالتنظيم على مستوى كل قطب بعد تجربة «الشان»، ساعدتنا كثيرا للدخول مباشرة في صلب الموضوع، خاصة وأننا عمدنا إلى تجديد الثقة في أغلب رؤساء اللجان الفرعية في الأقطاب الثلاثة، لضمان الاستقرار وبالتالي الاستمرارية في العمل، كما استغليت الفرصة لتنظيم جلسات تواصل مع كل لجنة محلية، كان الهدف منها تحسيس الجميع بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا، لأننا لا بد أن نتقاسم روح المسؤولية في التنظيم، بوضع اليد في اليد، والعمل على تشريف الجزائر، وإنجاح العرس القاري، والخروج من هذه الدورة بخبرة إضافية، تسمح لنا بالاطمئنان أكثر على الجانب البشري في حال نيل شرف تنظيم «كان 2025».
وكيف تنظرون إلى مستوى المنافسة من الناحية الفنية، لاسيما وأن أغلب المنتخبات حطت رحالها بأرض الوطن؟
رهاننا الأول والرئيسي يبقى منحصرا في نجاح الجانب التنظيمي، لأن نظرتنا تبقى موجهة إلى دورة «كان 2025» للأكابر، ونحن نأمل أن تكون دورة الأشبال محطة عبور إلى الحدث الكروي القاري الأكبر، بعدما كانت الجزائر قد نالت نقاطا إضافية قبل شهرين، بالنجاح في تنظيم «الشان»، من خلال إخراج هذه المنافسة إلى الأضواء، بعدما كانت تظاهرة «مجهرية» في رزنامة الكاف، لكن مسؤولي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، اقتنعوا بأن الجزائر ساهمت بشكل مباشر في إعطاء هذه المنافسة حجما يليق بمقام اللاعب المحلي الذي ينشط في القارة، ودورة «الكان» لفئة أقل من 17 سنة، تعد من المنافسات التي تحظى بمتابعة كبيرة ومعمقة من طرف المتخصصين في اكتشاف المواهب الشابة، وما يزيد من قيمة الرهان أكثر في هذه التظاهرة أن دورة الجزائر تعد تأهيلية إلى المونديال، لأن المنتخبات الأربعة التي ستعبر إلى المربع الذهبي، ستنال شرف تمثيل القارة في الطبعة القادمة من نهائيات كأس العالم، وهذا ما من شأنه أن يزيد من حدة التنافس بين المنتخبات، ونأمل أن يكون المنتخب الوطني أحد المتأهلين إلى المونديال، خاصة وأن استراتيجية العمل التي ينتهجها المكتب الفيدرالي، مبنية بالأساس على ترقية المواهب الشابة، بدليل أن النخبة الوطنية، ومنذ التتويج باللقب العربي أجرت 9 تربصات خاضت خلالها 17 مباراة ودية إعدادية.
ص / ف