* توزيع 1600 سكن في النصف الثاني من هذا العام
كشف والي باتنة، محمد بن مالك، في حوار للنصر عن شروع مؤسسة كوسيدار في توطين ورشاتها تحسبا لانطلاق أشغال إنجاز قناة ثالثة تربط سد تيمقاد ببني هارون، بصفقة تعاقدية مباشرة، للإسراع في نقل المياه مجددا بعد تخفيض الضخ بسبب التسربات، وطمأن بتسطير برنامج استباقي يتضمن تأهيل آبار وتحويلات في القنوات والشبكات بين البلديات، وتحدث المسؤول الأول للهيئة التنفيذية، عن أولوياته التنموية بتحقيق التغطية الشاملة للربط بالكهرباء والغاز، وأكد سعيه الدؤوب مع الجهات المركزية لرفع التجميد عن مشاريع كالترامواي، ووصف، حصيلة نشاطاته بالإيجابية في مختلف القطاعات منذ تنصيبه على رأس عاصمة الأوراس في سبتمبر 2022.
حاوره: ياسين عبوبو
* بداية، ما هي احتياطات مواجهة أزمة الماء بعد نضوب سد تيمقاد الذي يزود 14 بلدية بالولاية؟
أنذر تراجع الضخ من سد بني هارون نحو سد تيمقاد بسبب التسربات من قناتي التوصيل بين السدين، بالإضافة لشح الأمطار وتدني تدفق عديد الآبار الارتوازية، بضرورة التجند لتوفير المياه الشروب للمواطن، وكان لزاما علينا تسطير برنامج استعجالي، تضمن تعديل التوزيع بالانتقال من 1/ 3 أيام إلى 1/4 أيام بنسبة 15 بالمائة من إجمالي عدد سكان الولاية، بالإضافة لتأهيل 15 منقبا عالي التدفق ما سمح بالاستفادة من حجم إجمالي يقدر بـ 8000 متر مكعب يوميا.
عمدنا أيضا إلى ربط مناقب مساجد ببلديتي باتنة وبريكة، حيث تم ربط 6 ببلدية باتنة سمحت بالاستفادة من 1500 متر مكعب يوميا بمعدل 24 لترا في الثانية لتموين 7000 نسمة، وتم ببريكة ربط 4 مناقب أخرى، ومن بين أهم الإجراءات المتخذة ربط بلديات ببعضها، حيث يتم ضخ 14 ألف متر مكعب يوميا من جرمة نحو باتنة، و4 آلاف متر مكعب من زانة البيضاء نحو مروانة، وتحويل 3 ألاف متر مكعب من عين التوتة نحو معافة، وفي حال توقف نظام بني هارون ستحول المياه من بريكة نحو سقانة ومن باتنة نحو عين التوتة.
نسابق الزمن لإنجاز قناة جديدة تربط سد تيمقاد ببني هارون
*هل تكفي المياه الجوفية للآبار خلال فصل الصيف ولاية مليونية تحصي 61 بلدية؟
حرصنا على اتخاذ تدابير على المديين المتوسط والطويل، لتوفير المياه للمواطن تحسبا لفصل الصيف وفق استراتيجية علمية تتضمن إجراءات أخرى، بالإضافة للتي ذكرتها من خلال حشد المياه، وفي الوقت نفسه الحفاظ على مياه الطبقة الجوفية التي عرفت انخفاضا يتطلب الحفر ببلوغ 600 متر في أغلب المناطق، لهذا نمنع استغلال الآبار التي يقل مردودها عن 20 لتر /ثانية.
من الإجراءات المتخذة أيضا وضع حيز الخدمة لـ 18 منقبا في إطار برامج مخططات التنمية للبلديات عبر ثنية العابد، وتيمقاد، ورأس العيون، والقصبات، ومروانة، وحيدوسة، وتيغرغار، ومنعة، وإينوغيسن، وفم الطوب، وأولاد عمار، والجزار، وعزيل عبد القادر، والشمرة، وبيطام، وتيغانيمين، وأولاد عوف، بالإضافة لوضع 4 مناقب منجزة في إطار قطاعي عبر بلديات تاكسلانت، والرحبات، وسريانة، والزانة البيضاء.
وستنطلق أشغال 10 مناقب جديدة عبر بلديات باتنة، وجرمة، وتازولت، وبريكة، ولازرو، وعين التوتة، وأريس، مع الشروع في تأهيل منقبين ببريكة، وربط 28 منقبا بشبكة المياه بعدة بلديات. هذه العمليات صاحبها اقتناء 200 مضخة احتياطية وأنابيب الرفع اللولبية، كما قمنا بربط قناة الضخ لسد بني هارون بمحطة المعالجة مباشرة مما يسمح بالاستفادة من 50 ألف متر مكعب، لهذا أطمئن بتوفر المياه وتبقى الاختلالات المسجلة مردها التسربات المائية، بحيث نسجل ضياع 30 بالمائة من شبكة المياه بالإضافة لقدم بعض التجهيزات وهي نقائص نعمل على استدراكها.
* ماذا عن صيانة أو تجديد قنوات الربط من بني هارون نحو سد تيمقاد وما هي أجال المشروع؟
بالنسبة لتحويل المياه من سد بني هارون بولاية ميلة نحو سد كدية لمدور بتيمقاد، فالعيوب التقنية في القناتين المحولتين، حالت دون وصول المياه بسبب التسربات ومع ذلك قمنا بربط قناة تشتغل بنصف طاقتها بمحطة المعالجة مباشرة، غير أن الحل الجذري يتمثل في إنجاز قناة جديدة ثالثة للتحويل من سد بني هارون نحو سد تيمقاد، وهو المشروع المندرج ضمن البرنامج الاستعجالي الذي حظي بموافقة السلطات العليا، وتجري حاليا عملية توطين الورشة بعد عقد الصفقة بصيغة مباشرة، حيث نسابق الزمن لإنجاز المشروع وفق معايير تقنية عالمية تسمح بتحويل المياه بكميات أكبر وتجاوز العيوب والتراكمات السابقة، التي أثرت في توصيل المياه.
المشروع مهم في استغلال المياه السطحية والحفاظ على المياه الجوفية التي بات يتطلب بلوغها حفر 600 متر، ويتضمن البرنامج الاستعجالي أيضا حفر مناقب جديدة عبر 10 بلديات، وإعادة الاعتبار لـ 20 منقبا وتجهيز وكهربة 28 منقبا في مرحلة إعداد دفاتر الشروط.
أما بخصوص آجال مشروع القناة الجديدة، فنحن نسابق الزمن، وأهم مرحلة أنه تم التعاقد المباشر مع مؤسسة عمومية شرعت في توطين تجهيزاتها وآلياتها استباقيا، لأن إجراءات المناقصة وما يتخللها من جدوى وعدم جدوى تستغرق وقتا يتجاوز عام ونصف.
* ما مدى إمكانية رفع التجميد عن مشاريع على غرار الترامواي الذي سبق وأن عاينتم مسار دراسته؟
أعمل جاهدا منذ تنصيبي على رأس الجهاز التنفيذي لولاية باتنة في سبتمبر من السنة الماضية، على إعادة بعث المشاريع المجمدة بالتواصل المستمر مع الجهات المركزية. لاحظتم خلال خرجاتنا الميدانية معاينة مسار الترامواي الذي حددته الدراسة، حيث قمنا باسترجاع أوعية عقارية وأزلنا عراقيل تقنية يمكن أن تعيق تجسيد المشروع مستقبلا.
في انتظار أن ينطلق المشروع فعليا تكمن أولوياتي في رفع مؤشرات التنمية بالولاية، والمتعلقة بالربط بالشبكات الطاقوية من كهرباء وغاز وتوفير المياه، والتحسين الحضري والتي أجدها متأخرة مقارنة بولايات أخرى بالنظر لتواجد تجمعات سكنية دون كهرباء وغاز على مشارف عاصمة الولاية، وتحديدا بطريق تازولت.
انطلقت مؤخرا أشغال ربط زهاء 7 آلاف سكن بالكهرباء والغاز بمرفق سيدي بلخير ليس ببعيد عن وسط مدينة باتنة سوى ببضع كيلومترات، وهذا بفضل الحصول على رخصة استثنائية تسمح بربط التجمع بشبكتي الكهرباء والغاز في انتظار تمديد شبكة الصرف.
أولويتنا تحقيق نسبة 100 في المائة الربط بشبكتي الكهرباء والغاز
وقد انصبَ اهتمامنا على رفع نسبة الربط التي بلغت 96.21 بالمئة في شبكة الكهرباء، بعد أن كانت لا تتعدى قبل 7 أشهر 90 بالمائة، كما ارتفعت نسبة الربط بالغاز إلى 87 بالمائة، ونولي أهمية للمناطق النائية والمتضررة من العشرية السوداء لبعث الحياة فيها.
* رغم ذلك، هناك مناطق صناعية لا تزال تفتقر لمصادر الطاقة؟
صحيح أن مصادر التزود بالطاقة الكهربائية والغاز، بالإضافة للربط بمختلف الشبكات لا يزال هاجسا على مستوى بعض المناطق الصناعية ومناطق النشاط، وهذا نتيجة تراكمات سابقة ما شكل عائقا لدى بعض المستثمرين، لكن هذا لا يقلل من المجهودات المبذولة لاستدراك تلك النقائص، وخير دليل على دعم الدولة للاستثمار والمستثمرين وتحول ولاية باتنة إلى قطب صناعي في مجال صناعة السيراميك، حيث عمدنا إلى رفع عراقيل ومنح تراخيص، ومكن إنتاج 11 وحدة لصناعة السيراميك التي تنتشر عبر عدة مناطق صناعية من رفع قيمة صادرات الولاية إلى 27 مليون دولار في ظرف 6 أشهر.
كان لتصدير السيراميك نحو مختلف قارات العالم القسط الأكبر منها، ومن المرتقب دخول 4 وحدات جديدة لصناعة السيراميك حيز الخدمة خلال السنة الجارية 2023، لقد ساهمت هذه الصناعة في امتصاص البطالة من خلال توفير أزيد من 12 ألف منصب شغل، فضلا عن صناعات أخرى كالجلود والأدوية والصناعات الغذائية التحويلية.
* ما تشخيصكم لأسباب انسداد 21 مجلسا بلديا بعد إيفاد لجنة تحقيق؟
أوفدتُ عدة لجان آخرها لجنة مشتركة لبحث وإنهاء الانسدادات عبر 21 مجلسا بلديا، وكللت جهود اللجنة المكونة من إطارات بالولاية بينهم المفتش العام ومدير الإدارة المحلية، إلى جانب أعيان من شيوخ ومجاهدين ومنتخبين بالمجلس الشعبي الولائي، برفع حالة الانسداد بـ 11 مجلسا بلديا، فيما اضطررنا بعد استيفاء الإجراءات القانونية إلى تطبيق سلطة الحلول بإسناد تسيير 9 مجالس إلى رؤساء الدوائر.
من ضمن هذه البلديات، بلدية باتنة وحاليا نسعى إلى المرور لمرحلة رفع سلطة الحلول من خلال الحوار والتشاور، أتأسف لأن أغلب حالات الانسداد مردها تعنت منتخبين والتسبب في انسداد ليس له صلة بالتسيير الإداري، وهو ما راح ضحيته المواطن الذي ينتظر دفع التنمية وتجسيد مشاريع، خاصة بالنظر لما رصدته الدولة من أموال لفائدة البلديات، حيث استفادت مؤخرا من غلاف مالي إجمالي تم توزيعه يقدر بـ 600 مليار سنتيم موجه لتحسين إطار الحياة للمواطن خاصة ما تعلق بتحسين ظروف التمدرس للتلاميذ.
* ماذا عن البلديات التي لم تحظ بزيارات تفقدية؟
أؤكد أن البلديات التي لم أزرها بعد، مبرمجة بحكم أن ولاية باتنة شاسعة جغرافيا وتحصي 61 بلدية، كنت قد زرت وعاينت 30 بلدية، وأعمل على تطبيق خارطة طريق تنموية شاملة تمس كافة البلديات بعيدا عن الشعبوية.
* لماذا تأخر بعث مشروع ربط باتنة بالطريق السيار؟
تأخر بعض المشاريع من بينها ربط الولاية بالطريق السيار، عبر شلغوم العيد بولاية ميلة، مرده تراكمات وعراقيل تقنية نعمل على تذليلها، شأنه شأن مشاريع قطاعية منها طريق الشلعلع بوادي الماء، وطريق ماركونة بتازولت. نسعى بالتنسيق مع الوكالة الوطنية للطرق السريعة المكلفة بمشروع ربط ولاية باتنة بالطريق السيار لبعث المشروع مجددا حيث قامت الوكالة باستدعاء مقاولات الإنجاز للعودة مجددا لورشات الإنجاز.
* هل ستتم برمجة رحلات جوية جديدة من مطار مصطفى بن بولعيد؟
كان مطار مصطفى بن بولعيد يشهد ضعفا في الرحلات الداخلية والدولية، خاصة خلال فترة جائحة كورونا، حيث توقفت أغلب الرحلات الجوية المبرمجة، وقد عملنا بعد إعادة تهيئة المطار وكافة مرافقه، وهي العملية التي شملت توسعة وإنارة مدرج الهبوط لتأمين معايير السلامة الدولية لهبوط الطائرات، على التنسيق الدائم مع الجهات المعنية لإعادة برمجة الرحلات الداخلية والخارجية وهو ما حصل بعودة الرحلات وإضافة رحلة أسبوعية نحو الجنوب. لا يزال مطلبنا قائما إلى جانب المنتخبين والمجتمع المدني والمرصد الوطني للشباب ببرمجة رحلات إضافية، ورفع التجميد عن المشاريع الكبرى لفائدة سكان ولاية باتنة.
27 مليون دولار قيمة صادرات السيراميك وفتح 12 ألف منصب شغل
* ما هي الحصص المتبقية للتوزيع من السكن الاجتماعي الإيجاري العمومي؟
قطاع السكن لا يقل أهمية عن باقي القطاعات ويندرج ضمن خارطة الطريق التنموية التي رسمناها، حيث نجحنا في إعادة بعث مشروع 780 سكن «عدل» بإقليم بلدية وادي الشعبة بعد رفع كافة العراقيل والتحفظات المتعلقة بطبيعة الأرضية، وكنا قد أشهرنا منذ تنصيبي على رأس الولاية 9 قوائم من صيغة السكن الاجتماعي الإيجاري العمومي بما مجموعه 1360 وحدة، وتسليم مفاتيح 1060 سكنا ترقويا مدعما شملت حصة 140 سكنا بفسديس ظلت الأشغال متوقفة بها لأزيد من 10 سنوات، ومن المرتقب تسليم أزيد من 1600 وحدة سكنية من مختلف الصيغ فيما تبقى من السداسي الثاني لسنة 2023، وذلك من إجمالي حصص تتجاوز 4 آلاف سكن تجري بها الأشغال.
* ما الذي حملته الزيارات الوزارية الأخيرة لولاية باتنة؟
كللت الزيارات الوزارية بنتائج ملموسة دعمت الحركة التنموية، حيث أتاحت زيارة وزير الفلاحة والتنمية الريفية عرض عائق بعث مشروع إنجاز 780 سكن «عدل» بسبب طبيعة الأرضية وضرورة اقتطاعها من الطابع الفلاحي غير المستغل، وهو ما طرحه الوزير على مجلس الوزراء الذي وافق على الاقتطاع وبعث المشروع المتوقف منذ أزيد من سنة، كما أن وزير الفلاحة وافق على رفع حصة الولاية من مسحوق الحليب المدعم.
وسمحت زيارة وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون، ببعث وتدشين مصنعين لمستثمرين خواص لإنتاج الأدوية المضادة للسرطان ولإنتاج شرائح قياس نسبة السكر. وبالنسبة لزيارة وزير التربية الوطنية، فكللت بالموافقة على إنجاز مرافق تربوية جديدة لفك الضغط والاكتظاظ، ناهيك عن تدشين ثانوية ببلدية أولاد سلام، ومتوسطة قاعدة 6 ببلدية أولاد سي سليمان، وابتدائية نمط –د- ببريكة، بالإضافة إلى مطعم مدرسي 200 وجبة ببلدية تالخمت وما مجموعه 62 قسما توسعيا بمختلف الأطوار على مستوى الولاية.
ومن المرتقب استلام 11 مؤسسة تعليمية جديدة في الأطوار الثلاثة مع بداية الدخول المدرسي المقبل، كما ارتفعت حضيرة حافلات النقل المدرسي من 302 إلى 330 حافلة، وخلال زيارة وسيط الجمهورية كنا قد وضعنا حيز الخدمة والانطلاق مشاريع مهمة لفائدة المناطق النائية ببلدية عزيل عبد القادر.
ي.ع