الأصوات النسائية لا نمكنها أن تصدح منفردة في مدينة قسنطينة
أكدت مغنية المالوف حسنية القسنطينية، بأن مصير البنات اللائي يتعلمن المالوف هو التوقف و الانسحاب من الساحة الفنية، لأنه لا يمكنهن الاستمرار فيها ،نظرا للعوامل الاجتماعية والأسرية العديدة التي تقف في وجه محاولتهن للتوجه إلى عالم الموسيقى و الغناء، معربة في سياق حديثها عن أسفها لعدم استمرار التقاليد النسائية في الغناء القسنطيني.
المغنية التي القيناها مؤخرا أثناء إحيائها لحفل فني بقاعة الحفلات بدار بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة ، تأسفت للوضعية التي تعيشها كل فتاة تعلمت الفن الأصيل من خلال انخراطها في الجمعيات، حيث قالت أن الأولياء يقبلون غناء بناتهن ضمن فرقة، لكنهم لا يقبلون أن تصبحن مغنيات منفردات ويصدرن ألبومات غنائية خاصة بهن.
وقارنت الفنانة القسنطينية بين مسار الفتيات اللائي يتعلمن الحوزي وغيره من الطبوع الأندلسية في الجزائر، مؤكدة بأنهن يمكنهن الاستمرار على غرار ريم حقيقي وليلى بورصالي، حسيبة رؤوف، لكن في قسنطينة يتم وضع حواجز عدة أمامهن، لكي لا يصدحن منفردات، وذلك راجع لاعتبارات اجتماعية وأسرية وبحجة أن الأسر في مدينة قسنطينة محافظة.وتساءلت حسنية القسنطينية عن جدوى إرسال البنات لتعلم المالوف ضمن جمعيات فنية لمدة خمس سنوات ، و توقيفهن مباشرة بعد ذلك، حيث اعتبرت في سياق حديثها ،بأن هناك خللا ما، و استغربت بأن ترسل الفتاة لتتعلم ويتم إخبارها بأن ما تعلمته يجب أن تتركه جانبا ،بحجة ضرورة التوجه إلى الحياة العملية أو الأسرية.وتمنت المغنية القسنطينية لو واصلت مغنيات برزن في مرحلة زمنية سابقة كالمغنية الكبيرة زهور، والفنانة ثريا، مسارهما ،لأنهما مهدتا الطريق للمرأة للفن الأصيل بطريقة محترمة، لكن هذا الجيل لم يواصل هذه التقاليد بالشكل المطلوب، حيث أن الأصوات النسائية التي تؤدي الأغنية الأصيلة والملتزمة حاليا يمكن عدهن على عدد الأصابع.
علما بأن المغنية حسنية القسنطينية صوت نسوي رقيق وعذب، أمتع الجمهور الجزائري في مهرجانات الأغنية الأندلسية المختلفة، كما أنها شاركت في مهرجانات دولية عديدة على غرار المهرجان الدولي للمالوف الذي أقيم في قسنطينة.
الفنانة التي تدمج ما بين المالوف باعتباره نوبة تقوم على أسس فنية صارمة ،وما بين خفة الحوزي والمحجوز ،و رغم أنها كانت تغني منذ صغرها مع الفرق الغنائية المختلفة التي كانت تنشط بقسنطينة، إلا أنها في سنة 2008 قررت أن تنتقل لمرحلة الاحتراف وتصنع لها اسما فنيا اقترن حاليا بالمالوف القسنطيني الذي يؤدى بأصوات نسائية.
المغنية القسنطينية أصدرت ألبوما غنائيا في سنة 2011 يحمل عنوان «غزالي واينو»، كما أنها ممثلة ظهرت في العديد من الأعمال التلفزيونية على غرار مسلسل «السرعة الرابعة» للمخرج حسين ناصف و السيناريست نادية درابلية و كذا سلسلة «نحس ونص».
حمزة.د