اعتبر مدرب ترجي قالمة طارق رداف، انطلاقة فريقه في بطولة الموسم الجاري، بمثابة مؤشر أولي، يكفي لإبداء التفاؤل بخصوص القدرة على تجسيد حلم عودة «السرب الأسود» إلى الرابطة الثانية، وأشار إلى أن الموسم لا يزال في بدايته، وأغلب الفرق لم تتجاوز بعد مرحلة الترويض.
ردّاف وفي حوار خص به النصر، أكد بأن التعادل المحقق أمام جمعية عين مليلة لم يكن سهلا، ولو أنه أوضح بأن الترجي، كان قادرا على العودة بالزاد كاملا لولا نقص النجاعة الهجومية، كما ألح على ضرورة التفاف كل الأطراف حول الفريق، لأن الصعود لن يتحقق سوى بتضافر جهود الجميع.
*ما تعليقك على التعادل المحرز في القمة التي كانت أول أمس بعين مليلة؟
أبسط ما يمكن قوله عن هذه المواجهة أننا أدينا مقابلة في المستوى، وأثبتنا من خلالها أن أداء التشكيلة في تصاعد من جولة لأخرى، رغم أننا مازلنا لم نكمل بعد البرنامج المكمل للتحضيرات، لأننا أنهينا الأسبوع الخامس من البرنامج الإعدادي المسطر استثنائيا موازاة مع سير المنافسة الرسمية، ومع ذلك فإننا قدمنا أفضل مباراة، وكانت أمام منافس يراهن بدوره على العودة بسرعة إلى الوطني الثاني، فضلا عن استفادته من عاملي الأرض والجمهور، دون تجاهل تأثير عامل الأرضية، ففريقنا ليس متعودا على العشب الطبيعي، ومع ذلك فقد كان رد فعل اللاعبين جد إيجابي، لأننا كنا الأحسن تنظيما وانتشارا، واستحوذنا أكثر على الكرة، وكنا الأقرب لهز الشباك لولا غياب النجاعة الهجومية، والتعادل المسجل يعد منطقيا إلى أبعد الحدود.
*لكن الملاحظ أن خط الهجوم يبقى عقيما، موازاة مع الصلابة الدفاعية، فهل من حلول؟
الحقيقة أن تضييعنا الفوز في عين مليلة كان بسبب غياب الفعالية في الهجوم، بالنظر إلى الفرصة التي أتيحت لنا في اللحظات الأخيرة، عند الانفراد بحارس الجمعية، وهذه الوضعية كانت قد حدثت أيضا في الجولة الثانية لما تعادلنا في عقر الديار مع اتحاد الفوبور، الأمر الذي أبقى هجومنا صائما عن التهديف لمقابلتين متتاليتين، ونحن نتحسر على تضييع النقاط بهذه الطريقة، رغم أننا نعمل كثيرا على هذا الجانب في التدريبات، لاسيما وأن دفاعنا أبان عن تماسك كبير، وفي لقاء أول أمس، سجلنا الدخول المميز للحارس المخضرم براهيمي عبد اللطيف، وكذا المدافع المحوري غريبي، إضافة إلى المهاجم بولبريمة، وهو الثلاثي الذي سجل مشاركته لأول مرة منذ انطلاق البطولة، لذا فإننا رسمنا معالم التشكيلة الأساسية.
*في ظل هذه المخلفات، ما هي نظرتك لباقي المشوار، خاصة وأن الصعود يبقى الهدف المسطر؟
المشوار لا يزال في بدايته، والجولات الثلاث الأولى أعطت نظرة عن وضعية كل فريق وطموحاته، وترجي قالمة يبقى من بين المرشحين للتنافس على تأشيرة الصعود إلى الرابطة الثانية، لكن تجسيد هذا الهدف لن يكون إلا بالتعايش مع الواقع الميداني، لأن معطيات المنافسة تفتح باب الاحتمالات على مصراعيه، رغم أننا نمتلك تعدادا باستطاعته الوصول إلى المبتغى، وصنع أفراح القالميين في نهاية الموسم، على اعتبار أن المجموعة مازالت بحاجة إلى التنسيق والانسجام فيما بينها، وهو أمر سيتحقق مع تقدم البطولة، لذا فإننا نتوقع الظهور بوجه أفضل في قادم المباريات، وما علينا سوى الإيمان بقدرات التشكيلة، وتوفير الظروف الكفيلة بتحفيز اللاعبين على مواصلة العمل الميداني بجدية.
حاوره: ص/ فرطاس
