صنّف المدرب كمال مواسة عودته إلى ترجي قالمة في خانة الاستجابة إلى نداء الواجب، وأكد بأن موافقته على قيادة «السرب الأسود» أملتها الوضعية المزرية التي يتواجد فيها الفريق منذ سنوات طويلة، على أمل النجاح في تجسيد المشروع المسطر.
*نستهل الحور بالاستفسار عن كيفية عودتكم لتدريب ترجي قالمة بعد فترة طويلة من الغياب؟
أبسط ما يمكن قوله في هذا الشأن، أن الوضعية التي يتواجد فيها الترجي ليست وليدة الموسم الحالي، بل إنها تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، لما سقط الفريق من القسم الأول، ومنذ ذلك الحين فقد «السرب الأسود» مكانته في الخارطة الكروية الوطنية وتدحرج إلى الجهوي، وتشريح هذه الوضعية جعل من الفريق حقلا للتجارب، لكن دون النجاح في تحقيق المبتغى، وبصفتي واحدا من أبناء الولاية، وغيورا على المدرسة التي تتلمذت فيها، فإنني لم أتردد ولو لحظة واحدة في تقديم يد المساعدة للترجي، سواء في المواسم السابقة، أو خلال الموسم الجاري، ولما عرض عليّ الرئيس لعفيفي، فكرة الإشراف على العارضة الفنية أعطيت موافقتي المبدئية، وقد تأجل إلتحاقي بالفريق إلى غاية استكمال بعض الإجراءات، فكانت العودة بعد 27 سنة.
*وكيف وجدتم الفريق، خاصة وأنكم تعودتم على العمل في مستويات أعلى؟
الحقيقة التي يجب قولها أن تواجدي على رأس العارضة الفنية للفريق، كان بمثابة استجابة لنداء الواجب، لأن ترجي قالمة بحاجة إلى خدمات كل أبناء الولاية، وإصرار الرئيس لعفيفي على ضرورة إشرافي على التشكيلة، أرغمني على قبول هذه المهمة، ولو أن المسؤولية ثقيلة، ليس من باب التخوف من الفشل الميداني، وإنما للوضعية التي يتواجد فيها الفريق، والجميع يعلم أن غياب «السرب الأسود» عن الأضواء يعود إلى أزيد من ربع قرن، وآخر محاولة خضتها كانت في سنة 1997، لكن الأمور سارت بعدها نحو الأسوأ، وقد حاولت التركيز منذ الوهلة الأولى على الجانب البسيكولوجي، دون الخوض في تفاصيل التعداد، لأن الأمور الميدانية تبقى مرهونة برد فعل اللاعبين، عند خوض مباراة الغد.
*نلمس في هذا الكلام بأنكم تتحفظون نسبيا بخصوص الصعود كهدف؟
كما سبق وأن قلت فإن أزمة ترجي قالمة وغيابه عن الأضواء ليست وليدة هذا الموسم، وإنما تعتبر من تراكمات سنوات طويلة، ومن المستحيل أن تكون الانتفاضة بين عشية وضحاها، كما أنني مجرد عنصر من مجموعة، ولا أملك العصا السحرية التي من شأنها أن تحقق الصعود مباشرة، وعليه فإنني كأي مدرب لا بد أن أركز أكثر على العمل الميداني، ولا يمكن أن أبيع الأوهام للأنصار، لأنني غيور على الفريق، وحلمي ككل القالميين رؤية الترجي في الوطني الأول، لكننا لم نجد بعد نقطة الإقلاع الجديد، ونحن من خلال هذه التجربة نحاول تهيئة الأجواء، الكفيلة بتجسيد هذا الهدف في أسرع وقت ممكن.
حاوره: ص / فرطاس