اعتبر رئيس ترجي قالمة مهدي لعفيفي، موافقة كمال مواسة على تدريب الفريق في الظرف الراهن بمثابة حافز كبير، لما لهذا المدرب من خبرة ميدانية في الميادين، وكذا مكانته في الساحة الكروية الوطنية، الأمر الذي جعله يبدي الكثير من التفاؤل بخصوص مستقبل التـرجي.
لعفيفي، وفي حوار خص به النصر، اعترف بأن صفقة مواسة تجسدت ميدانيا بشق الأنفس، لكنها اندرجت ضمن المخطط الرامي إلى ضرورة مساهمة كل أبناء الولاية في تقديم يد المساعدة، سعيا لتجسيد حلم الأنصار، المتمثل في عودة «السرب الأسود» إلى الأضواء، بعد غياب عن الرابطة الثانية دام ربع قرن.
*هل لنا أن نعرف كيف تم إقناع مواسة بالإشراف على الفريق، بعدما كان قد اعتذر منذ أسبوع؟
الحديث عن صفقة مواسة، يعود إلى الجولات الأولى من الموسم الجاري، لأنني كنت قد التقيته شخصيا، وتبادلنا وجهات النظر حول مستقبل الفريق، فأبدى لي نواياه الجادة في تقديم يد المساعدة، الأمر الذي دفع بي إلى الاتصال به عند حدوث الطلاق بالتراضي مع رداف بعد الجولة الخامسة، وقد تحصلت حينها على موافقته المبدئية، لكنه أرجأ ترسيم الأمور لبضعة أيام، مما جعلنا نكلف مدرب الأواسط هشام قارة بقيادة الفريق رفقة المحضر البدني رضوان بن خريف، لأننا كمسيرين بقينا في انتظار الرد الرسمي والنهائي لمواسة، وكنا متمسكين بخدماته، بدليل أن الفريق خاض 5 لقاءات تحت قيادة الطاقم الفني المؤقت، ولو أن مواسة أعطاني موافقته الرسمية قبل 24 ساعة من موعد مباراة ميلة، إلا أن الظروف التي سارت فيها تلك المواجهة أخلطت كل حساباتنا، خاصة بعد تكهرب الأجواء في نهاية المقابلة، الأمر الذي حال دون إتمام المرحلة الأخيرة من المحادثات، مع تردد المدرب نسبيا، لكننا قررنا تفعيل الملف من جديد، والحديث مع مواسة كان من زاوية إلتفاف كل أبناء ولاية قالمة حول الفريق، على أمل النجاح في تجسيد حلم الصعود إلى الرابطة الثانية، وهو الوتر الذي كان كافيا لوخز المشاعر، فكانت موافقته الرسمية، ليباشر عمله مساء أول أمس، بالإشراف على أول حصة تدريبية.
*وكيف كانت نظرة المدرب الأولية عن الفريق، خاصة التعداد؟
لقد سبق لمواسة متابعة بعض الحصص التدريبية، كذا عاين التشكيلة في المباراة الأخيرة من البطولة أمام شباب ميلة، ونظرته كانت من زاوية مغايرة، لأنه أكد على أن العمل الكبير الذي ينتظره يرتكز بالأساس على الجانب البسيكولوجي، وذلك بإعطاء اللاعبين الثقة التي افتقدوها، مع السعي لتوفير جو وسط المجموعة، يسمح بخلق تلاحم كبير، لأنه ومن خلال الرسالة التي وجهها للاعبين في أول حصة تدريبية، وضع بصمته بصورة جلية على الجو العام، وذلك بإعطاء المجموعة دفعا جديدا، وهنا ارتسمت الخبرة الميدانية لهذا المدرب، لأن تجاوب اللاعبين بسرعة البرق معه تجلى في رد فعلهم الميداني، وكذا الأجواء التي جرت فيها التدريبات، دون تجاهل العمل الميداني الذي يمس الجانبين التقني والتكتيكي.
*وماذا عن الأهداف المسطرة، ولو أنكم تتحدثون عن الصعود كمشروع؟
يمكن القول بأن موافقة مواسة على العودة لتدريب الترجي، بعد غياب دام 27 سنة جاءت لتكشف النوايا الجادة لأبناء ولاية قالمة في الإلتفاف حول الفريق، والعمل على تجسيد المشروع الرياضي التي كانت قد راهنت عليه مند انتخابي على رأس النادي قبل سنتين، لأن هذا المدرب من خيرة التقنيين على الصعيد الوطني، وله خبرة ميدانية طويلة في أعلى المستويات، وتأثره بالوضعية التي يتواجد فيها «السرب الأسود» كان كافيا لإرغامه على العودة لتدريب الفريق، خاصة وأن مواسة لم يدرب أي فريق في بطولة ما بين الجهات منذ فترة طويلة جديدة، لكن عندما تعلق الأمر بالترجي القالمي فإنه ضرب بكل المعطيات والحسابات عرض الحائط، وموافقته كانت دون شرط أو قيد، وحتى مع عدم الخوض في الشق المالي، لأنه جاء بنية المساهمة في تحقيق حلم الولاية، وما علينا الآن سوى الاستثمار في هذه الصفقة، بعد التخلص من الإشكال المقترن بالجانب الفني والتقني، والعمل على توفير الظروف والأجواء الكفيلة بتمكين الفريق من تحقيق نتائج تتماشى والطموحات، لأننا نتواجد ضمن كوكبة المتنافسين على تأشيرة الصعود، وهدفنا المسطر لا يخرج عن نطاق البحث عن التذكرة المؤدية إلى الرابطة الثانية، لأن المشوار لا يزال طويلا، وفرص تدارك التعثرات المسجلة في الثلث الأول من الموسم متوفرة، سيما وأننا ضيعنا 4 نقاط داخل الديار. حاوره: صالح فرطاس