صنّف مدرب اتحاد بوخضرة، عبد القادر جابر، الفوز المحقق على حساب نجم تازوقاغت في خانة جرعة الأوكسجين، وأكد بأن النجاح في تذوق طعم الانتصار جاء بعد فترة طويلة، رغم الأزمة الداخلية التي يعيش على وقعها الفريق، بسبب طفو مشكل المستحقات المالية مجددا على السطح.
وأوضح جابر في حوار خص به النصر بأن اتحاد بوخضرة، يتوفر على تعداد قادر على تجسيد الهدف المسطر، والمتمثل في ضمان البقاء لموسم آخر في قسم ما بين الجهات، لكنه تخوّف من تفاقم الأزمة، بسبب المشكل المادي، في غياب مؤشرات الانفراج.
كيف هي الأجواء داخل الفريق، خاصة بعد النجاح في إحراز تحقيق الفوز على تازوقاغت؟
ما يمكن قوله في هذا الشأن، إن سلاح الإرادة كان كافيا لرفع التحدي وصنع الفارق، والفضل في النتيجة المسجلة يعود بالدرجة الأولى إلى اللاعبين، لأن قضية المستحقات المالية مازالت مطروحة، وتبقى أكبر هاجس يؤرق اللجنة المسيرة، لكن التشكيلة وضعت هذه المشاكل جانبا، وأدت مقابلة في المستوى، أمام ضيف يمتلك تعدادا ثريا، وقد تمسكنا بحظوظنا في الفوز إلى غاية آخر لحظة من عمر المواجهة، ولم تظهر على اللاعبين آثار تذبذب التحضيرات، فكانت ثمار ذلك انتصار عن جدارة واستحقاق، سمح لنا بالحصول على جرعة أوكسجين، وذلك بالتخلص من المركز الأخير، وهذا أهم مكسب في المرحلة الراهنة.
لكن النتائج المسجلة منذ عودتكم إلى العارضة الفنية كانت إيجابية، بتحصيل 4 نقاط في لقائين، فما سر ذلك؟
ليس هناك أي سر، وكل ما في الأمر أن معرفتي الجيدة بخبايا الفريق ساعدتني على الدخول مباشرة في صلب الموضوع، لأن الأوضاع كانت معقدة، وخرجتي الأولى كانت بالتعادل في قالمة، مع منافس يلعب الأدوار الأولى، ليكون بعدها التأكيد عند استقبال نجم تازوقاغت، الذي يعد من أفضل فرق المجموعة الشرقية، إلا أننا نجحنا في تجاوز الاختبارين بسلام، وهذا بفضل تظافر جهود الجميع، لأنني لا أملك العصا السحرية الكفيلة بإعادة التوازن للمجموعة بين عشية وضحاها، غير أن العمل الجبار الذي قمنا به من الناحية البسيكولوجية أعطى اللاعبين القليل من الثقة في النفس والإمكانيات، مع الإلحاح على ضرورة وضع مصلحة الفريق فوق كل اعتبار، فكانت ثمار هذا العمل الخروج من المراكز الثلاثة الأخيرة في سلم الترتيب.
في ظل هذه المعطيات، ما هي نظرتكم بخصوص مستقبل الفريق؟
عودتي إلى العارضة الفنية، يمكن أن تندرج ضمن مخطط إنقاذ اتحاد بوخضرة من شبح السقوط إلى الجهوي، لأن تلبية النداء كانت ضرورية، بالنظر إلى الذكريات الغالية التي كانت لي مع الفريق، خاصة بعد «ملحمة» الصعود التاريخي إلى قسم ما بين الجهات عبر بوابة جهوي عنابة، لكن الإدارة اصطدمت بمشكل نقص مصادر التمويل، وتكاليف اللعب في بطولة ما بين الجهات تفوق بكثير مصاريف الجهوي، وهذا ما أزّم الوضعية، ومع ذلك فإننا نعمل على تجاوز هذه الأزمة، لأن حقيقة الميدان أثبتت بأننا نتوفر على تعداد باستطاعته التجسيد الميداني لهدف البقاء، ومباراة الكأس أمام اتحاد عنابة بكل أريحية يمكن تصنيفها في خانة المعيار الذي نقيس به مستوى الفريق، إلا أن إشكالية المستحقات المالية تلقي دوما بظلالها على أجواء المجموعة، وهذا ما يجعلنا نتخوف أكثر على مستقبل الاتحاد، لأن هذه القضية تطفو على السطح قبل كل لقاء، وما لها من تأثير على تركيز اللاعبين .
حــاوره: ص / فرطاس