إجراءات التقشف آحالت المسرح على البطالة
أكدت المخرجة المسرحية حميدة ايت الحاج بأن الركح الجزائري يعرف حالة من الركود في الآونة الأخيرة حيث توقفت الأعمال و الانتاجات بسبب غياب الأموال و عدم توفر ميزانيات كافية للنشاط بحسب ما يروج له مدراء المسارح حسبها، مشيرة إلى أن إجراءات التقشف الأخيرة التي تعيشها الجزائر أثرت بالسلب على نشاط الركح و أحالته على البطالة الإجبارية إلى أجل غير معلوم. المخرجة قالت في اتصال مع النصر، بأنها واحدة من بين أبناء أبي الفنون الذين ينتظرون إشارة من المسارح للعودة للنشاط، إذ تلقت كغيرها العديد من العروض و المشاريع لكن تفعيلها تأخر بسبب عدم توفر السيولة اللازمة للعمل، إذ تعتبر مسرحية ماسينيسا وصوفونيسبا، آخر عمل إخراجي قدمته مع مسرح بجاية و قد عرف مشاركة خاصة في فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ويعد النجاح و المستوى العالي الذي جاء به العمل نتاج لإسناده لأياد متمكنة و خبيرة تفهم أصول المسرح، اعتمدت بدورها على مؤرخين و دكاترة أثروا النص و أعطوا للأحداث بعدا جماليا حقيقيا، عكس العديد من الأعمال الأخرى التي باتت تنتج فقط لتضاف إلى أرقام أخرى سبقتها لكن دون أن تقدم للركح الجزائري الجديد كما عبرت المتحدثة، مشيرة إلى أن المسرح الجامعي صنع الاستثناء و بات بمثابة نفس جديد و إضافة نوعية تعد بالكثير
و أضافت المخرجة بأن إشكالية المسرح الجزائري اليوم هي إشكالية مخرجين، فأبناء المسرح الحقيقيون غادروه بسبب التهميش الذي طالهم، بعدما طغى الفكر الإداري على الركح، و فتح المجال أمام الدخلاء على المهنة و الإبداع، لدرجة أصبحنا معها نتعامل مع مخرجين لا يتعدى مستواهم السادسة ابتدائي و لم يدرسوا فنون الإخراج يوم، كما قالت، وهو واقع انعكس بالسلب على مردود الركح الذي سيطر عليه مدراء يعملون من أجل الحفاظ على كراسيهم أكثر مما يجتهدون لتطوير المسرح و الرقي به وهو ما لم يسئ للخشبة فحسب بل حطمها.و بخصوص قضية ضعف النص المسرحي قالت المخرجة، بأن المشكلة الحقيقية لا تكمن في النصوص بل في تصور لجان القراءة المسؤولة على اختيارها و الموافقة عليها، و التي تحتكم لذوقها الشخصي أكثر مما تحاول تلبية كافة الأذواق و خلق التنوع في الأعمال ليشمل مختلف الشرائح، فعلى سبيل المثال تضيف المتحدثة، نملك روايات جزائرية هامة لكتاب كبار أمثال رشيد بوجدرة واسيني الأعرج، ياسمينة خضرا، و ميشاكرة و مقدم و مايسة باي و أمين زاوي، من شأنها أن تنجب للمسرح أعمالا ناجحة لو استغلت بالشكل الجيد، غير أن لجان القراءة ترفض القبول بها و تفضل ما يتناسب مع أهوائها بترجيح الكفة لصالح الأدب العالمي .
المخرجة تطرقت كذلك إلى واقع المهرجانات المسرحية و تحديدا المسرح الأمازيغي مشيرة إلى أن مشكل الكفاءة يطرح بالنسبة لها أيضا، إذ من غير المنطقي أن يتم اختيار محافظة لا تتوفر على خبراء في المسرح لتسيير هكذا فعالية هامسة، لأن النتيجة تكون سلبية و الضحية هو الفنان و المخرج الذي يوضع في خانة واحد مع الأعوان التقنيين و الموسيقيين، و يحرم من هامش واسع من حقوقه.
نور الهدى طابي