أتوق لتقمص شخصية تاريخية في عمل درامي جديد
أستعـــــد لتصويـــــر دوري في الجــــــزء الثانـــــي من «عاشـــــور العاشـــــــر»
أكد الفنان صالح أوقروت، بأنه يتوق للمشاركة في عمل درامي تاريخي، مشيرا إلى أن تألقه في الأدوار الكوميدية التي ألفها الجمهور و ارتبطت به طويلا، لا يعني عزوفه عن الأدوار الدرامية فهو، كما قال ، مستعد لتجسيدها بنجاح لو أتيحت له الفرصة ، مشيرا إلى أنه كممثل يستطيع تقمص أي شخصية تعرض عليه. الفنان الذي حاورته النصر على هامش مشاركته مؤخرا في الطبعة الثالثة للمهرجان الوطني الجامعي للفيلم القصير بباتنة، قال بأنه متحمس لأداء دور درامي تاريخي، مرجعا الفضل في بروزه فنيا لمخرجين من أمثال محمد أوقاسي وجعفر قاسم ، مؤكدا بأن الواقع الثقافي في الجزائر، بحاجة إلى ثورة للنهوض به، خاصة و أن المواهب والإمكانيات متوفرة لبلوغ قمة العطاء الفني و تقديم أعمال في المستوى المنشود، من حيث الجودة و الإتقان، حسبه، كما تحدث أوقروت عن سبب عدم إعادة إنتاج أفلام ناجحة مثل «كرنفال في دشرة» وأمور أخرى.
حاوره: يـاسين عبوبو
النصر: بداية، مرحبا بك في عاصمة الأوراس باتنة، ما رأيك في الأجواء السائدة خلال فعاليات الطبعة الثالثة للمهرجان الوطني الجامعي للفيلم القصير؟
صالح أوقروت: شكرا لك، في حقيقة الأمر هي ليست المرة الأولى التي أزور فيها ولاية باتنة، التي سبق لي وأن صورت أعمالا فنية بها، كما أن لي في هذه الولاية أصدقاء و زملاء في الفن، و كان حضوري لتظاهرة الطبعة الثالثة للمهرجان الوطني الجامعي للفيلم القصير بباتنة، فرصة للالتقاء بهؤلاء الأصدقاء، بعد أن وجهت لي الدعوة للحضور الشرفي وكنت ممتنا بقبولها.
النصر: ما رأيك في تنظيم مهرجانات وتظاهرات فنية في الوسط الجامعي؟
صالح أوقروت: بخصوص إقامة مهرجانات للسينما والفن عموما في الوسط الجامعي، أصدقك القول بأن هذه المرة الأولى التي أشاهد فيها السينما بالجامعة، وأشاهد أفلاما قصيرة للطلبة، وهو أمر أبهرني، وأجده يستحق فعلا التشجيع من طرف المسؤولين والقائمين على الجامعات، للدفع بمثل هذه التظاهرات قدما و توسيع مجالها وسط الشباب والطلبة، بإعطائها بعد مغاربي و لما لا عالمي، وهكذا نضمن تخرج أجيالا مستقبلية تواصل العمل الفني و السينمائي، ولما لا حصد سعفة ذهبية مستقبلا، مثلما فعل المخرج لخضر حامينا.
النصر: برأيك كيف يمكن للشباب أوالطلبة الطامحين للبروز في الساحة الفنية والسينمائية، أن يقتدوا بتجربتك و تكتشف مواهبهم؟
صالح أوقروت: كما سبق وأن قلت لك، التظاهرات والمهرجانات كالتي تقام في الوسط الجامعي، من شأنها إبراز المواهب الشبانية واكتشافها، والأكيد أن هذا الاكتشاف يجب أن يأتي بعد تقديم أعمال يتم عرضها أمام مخرجين يبحثون عن المواهب و يتيحون لها الفرصة للظهور أمام الكاميرا، والأكيد أن المواهب الشبانية والطلابية متوفرة، وتزخر بها الجزائر، لكنها ظلت مهمشة، كونها لم تجد الفرصة المواتية للظهور.
النصر: بالعودة إلى صالح أوقروت الفنان، ما هو سر نجاحه وبروزه فنيا، خاصة في الكوميديا؟
صالح أوقروت: شكرا لك على الإطراء، في الحقيقة إذا ما تحدثت عن نفسي، فأنا أتذكر ومنذ كنت طفلا في التاسعة من العمر، وأنا أهوى التمثيل، ربما كنت موهوبا، فقد كنت أمارس نشاطات ثقافية في الطور الابتدائي، حيث كانت تتاح لنا الفرص للتعبير عن مواهبنا، كما أتذكر أننا كنا نقدم عروضا في المخيمات الصيفية، فكانت تعطينا دفعا قويا من خلال احتكاك المواهب في ما بينها والعمل بارتجال.
المخرج محمد أوقاسي اكتشفني في “كرنفال في دشرة”
النصر: لمن يعود الفضل تحديدا في اكتشاف صالح أوقروت؟
صالح أوقروت: يعود الفضل للمسرح، الذي أعطاني دفعا كبيرا في صقل موهبتي والمضي قدما في مسيرتي الفنية، و أيضا إلى معلمنا الشيخ عبد الرحمان سطوف رحمه الله، الذي منحني أفقا و نظرة أخرى للتمثيل، أما انطلاقتي الفعلية فأرى أنها كانت بعد الفرصة التي أتيحت لي من خلال فيلم “كرنفال في دشرة” حيث كان المخرج محمد أوقاسي هو من اكتشفني.
النصر: إلى أي مدى يمكن للمخرج التلفزيوني، إبراز قدرات الممثل، خاصة و أن للمخرج جعفر قاسم لمسة خاصة في أدوارك بعد محمد أوقاسي؟
صالح أوقروت: أشاطرك الرأي في ما يتعلق بدور المخرج في إبراز قدرات الفنان، لأن المخرج هو من يضفي لمسته في العمل الفني، وكما سبق و أن قلت لك، فإن محمد أوقاسي كان له الفضل في اكتشافي و رسم انطلاقتي الحقيقية في الفن، بعد أن منحني دورا في فيلم “كرنفال في دشرة”، و كذلك الأمر بالنسبة للمخرج جعفر قاسم الذي أعتبره مخرجا مختلفا تماما عن أزيد من 50 مخرجا اشتغلت معهم، فهو شخص كفء و يحب إتقان عمله، بالنسبة إلي فإن جعفر قاسم له لمسته الخاصة التي أعطت للتمثيل شكلا جديدا، وأعطتني أنا شخصيا دفعا لإبراز قدراتي في أعمال فنية تلفزيونية، على غرار سلسلة “ناس ملاح سيتي”، و”جمعي فاميلي” و”عاشور العاشر”.
لم تُتح لي الفرصة ليكتشفني الجمهور في عمل درامي
النصر: تظهر في أدوار أساسية و بطولية، فما هي المعايير التي تحدد أداء الأدوار، وما الشخصيات التي ترغب في أدائها؟
صالح أوقروت: أصدقك القول بأنني لا أركز على شخصية محددة، بقدر ما أركز أكثر على السيناريو والحبكة في الكوميديا أو الدراما، فأداء الأدوار أو تقمص الشخصيات يتوقف على كتابة السيناريو، وبالنسبة إلي بإمكاني تقمص أي دور لكن على ما أظن تقدمي الآن في السن(ضحك) قد يمنعني من أداء بعض الأدوار، و بالنسبة للأدوار التي أرغب في أدائها، أتمنى أداء دور في عمل تاريخي درامي وليس كوميدي.
النصر: قلت، بأنك ترغب في أداء دور تاريخي درامي، لكن جمهورك تعود على مشاهدتك في أدوار كوميدية
صالح أوقروت: صحيح أن الجمهور ربما تعود على مشاهدتي في أدوار كوميدية في جل الأعمال التي قدمتها، لكن دعني أنتهز الفرصة عبر النصر، للتأكيد على أن الجمهور لم يكتشفني بعد في الدراما، وإن أتيحت لي الفرصة، سوف يكتشفني جمهوري في أدوار أخرى بعيدا عن الكوميديا.
النصر: ما تقييمك للأعمال الفنية الجزائرية التي تنتج حاليا سواء الكوميدية أو الدرامية؟
صالح أوقروت: يتعذر علينا التقييم في ظل شح الإنتاج، إن لم نقل انعدامه بالنسبة إلي كل ما يعرض هو تجاري، فقد طغى الجانب التجاري على الأعمال التلفزيونية التي تنتج، ما أدى إلى غياب الإتقان والجدية في الأعمال، التي أصبحت كالجسد دون روح، كما أن لغياب الاهتمام والتشجيع من المحيط تأثير في تكريس الوضع القائم.
صــــدق السيـــــنما الإيرانية ســــر تطورها و بعـــدها العالـــمي
النصر: لماذا لا يتكرر برأيك إنجاز أعمال مثل “كرنفال في دشرة” خاصة و أن المشاهد متعطش إليها؟
صالح أوقروت: صحيح فيلم “كرنفال في دشرة” ترك بصمته لدى المشاهد الجزائري، لأنه عمل هادف، وهو ما جعلني أؤكد لك من قبل، أن للمخرج دور بارز في إنتاج أعمال هادفة ومتقنة، وإلى جانب المخرج يوجد السيناريست الذي يلعب دورا مهما أيضا، وبرأيي أن ما ينطبق على الأفلام التلفزيونية ينطبق على السينما، فالمخرج الجيد يقدم عملا جيدا، حتى وإن استغرق الأمر عشر سنوات، لكن المخرج التاجر عمله لا يكون متقنا، وبالتالي فهو ليس صادقا، ودعني هنا أعطيك كنموذج تطور السينما الإيرانية، التي قطعت أشواطا كبيرة وأصبحت ذات بعد عالمي، ما جعل أفلامها تنافسية وتحصد الجوائز في المهرجانات الدولية، وهذا راجع لصدق أعمالها.
النصر: رسمت صورة سوداوية عن التمثيل بالجزائر، كيف يمكن النهوض به؟
صالح أوقروت: لم أرسم صورة سوداء، بل هو واقع الحال، وأظن أننا بالجزائر بحاجة إلى ثورة ثقافية من أجل تهيئة وتحضير الأجيال المستقبلية، قصد النهوض بالفعل الثقافي، وما قلته عن الواقع الفني في مجال التمثيل، قد لا يختلف عن باقي المجالات الفنية من بينها السينما وأظن أن حالنا حاليا تنطبق عليه مقولة “لا خير في قوم لا يتناصحون ولا خير في قوم لا يقبلون النصيحة”، لذا وجب علينا التعاون و التكاثف، وواقع الحال الذي تحدثت عنه لا يعني أنني لست متفائلا، بل على العكس تماما أنا أؤمن بأن الجزائر هي بلد المعجزات.
النصر: ما هو جديدك؟
صالح أوقروت: بالنسبة للجديد، سأشرع في بداية العام الجديد 2017 في التحضيرات الخاصة بالجزء الثاني من سلسلة “عاشور العاشر”، من أجل بثها عبر قناة خاصة في شهر رمضان المقبل.
النصر: كلمة أخيرة لجمهورك
صالح أوقروت: أشكركم، و أشكر جريدة النصر، و أؤكد في الختام بأن الجزائر بلد المعجزات و أتمنى كل الخير و النجاح لبلادنا في كل المجالات.
ي.ع