فضلتُ الاستعراض وألبومي تأخر 20 سنة
أرجعت الفنانة و الممثلة الجزائرية المتميزة نسيمة شمس سبب تأخر طرح أول ألبوم لها، بالرغم من أنها دخلت الساحة الغنائية منذ أكثر من 20 عاما، لفرض الناشرين عليها أداء أغان لا تناسبها ، في حين تمسكت هي بحرية انتقاء الأغاني التي تفجر أحاسيسها و طاقاتها الإبداعية، و بخصوص رأيها كممثلة في الدراما الجزائرية التي قدمت في السنوات الأخيرة، اعترفت بأنها في حالة تقهقر ، و يعود ذلك أساسا ، حسبها، إلى كون عمليات الكاستينغ تنظم بطريقة سرية و شكلية في الغالب، و يتم فرض ممثلين معينين في كل مرة على المخرج إلى جانب نقص الإمكانات المادية.
حاورتها: أسماء بوقرن
. انطلاقتك كانت في عام 1994من خلال برنامج اكتشاف المواهب الغنائية" أنغام و مواهب"، أي "ألحان و شباب" حاليا، إلا أن طرحك لأول ألبوم غنائي تأخر لمدة 20 سنة، ما السبب؟
ـ حقيقة، بدايتي في المجال الفني كانت قوية خلال الطبعة الأولى للبرنامج الإذاعي "أنغام و مواهب" في 1994، رفقة مغنين متميزين مثل ندى الريحان، غير أنني لم أصدر ألبوما طوال هذه المدة، لأن الناشرين و بعد خروجي من البرنامج ،كانوا يفرضون علي الأغاني و الطابع الذي أؤديه، و أنا أحب أن تكون لي حرية الاختيار، و أن أغني بإحساس، فاكتفيت بتسجيل أغان للإذاعة و أبرزها كليب " متحيرنيش" سنة 2001، و هي مزيج من الكلمات بالعربية و الفرنسية، و كما كنت أشارك حينها في الأوبيرات و الملاحم رفقة الموسيقار المرحوم محمد بوليفة.
. بعد تجربتك الغنائية اتجهت إلى الاستعراض الفني و نجحت في ملحمة "الجزائر الكبرى"، لماذا هذا التوجه ؟
انا مولعة بالتمثيل و الغناء معا، فبعد تجربة "أنغام و مواهب"، فضلت المشاركة في الملاحم، لأنني وجدت نفسي في الاستعراض الفني، باعتباره يجمع بينهما، حيث شاركت في عدد كبير منها بعضها رفقة علي معاشي و محمد بوليفة، كـ"رحلة حب"، و "حب و جنون في زمن المحبوب"، و أبرزها ملحمة " الجزائر الكبرى" التي تألقت فيها، و شاركت فيها عندما أعيد عرضها سنة 2014 ، مع تقليص عدد المشاهد، و في سنة 2015 شاركت في ملحمة أخرى بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حيث أديت دور الكاهنة، و قد تم حينها تقليص المقطع الذي قدمته، لأن بعض الجمل لا يمكن تمريرها.
الفن في الجزائر نظيف
. إلى جانب الملاحم، ظهرت في العديد من الأعمال السينمائية و الدرامية، هل تم اكتشافك أم أنت اخترت خوض التجربة؟
ـ دخولي إلى عالم التمثيل كان صدفة، فقد اكتشف الممثل السينمائي رشيد فارس موهبتي في التمثيل، إلى جانب الغناء، و ذلك خلال مشاركتي في أوبيريت "حب و جنون" في أسبوع ثقافي بالإمارات العربية المتحدة، حيث أُعجب بأدائي، و اقترح علي بطولة فيلم سينمائي بعنوان "ما وراء المرآة"، و وافقت و تم عرض الفيلم سنة 2007 في عديد المهرجانات داخل و خارج الوطن، و توج بجائزة الجمهور بمهرجان بمراكش، غير أنه لم ينل حقه في الجزائر، بعد ذلك شاركت في المسلسل الدرامي "قلوب في صراع" و نلت عن دوري فيه جائزة الفنك الذهبي لأحسن دور نسائي ثانوي، كما شاركت في فيلم "دارنا القديمة" للمخرج لمين مرباح، و في مسلسل "الذكرى الأخيرة".
الممثلون يفرضون على المخرج مسبقا
. الإنتاج التلفزيوني يشهد في الفترة الأخيرة تدهورا ملحوظا، إلى ماذا ترجعين ذلك؟
ـ رداءة الإنتاج التلفزيوني الجزائري في السنوات الأخيرة، ترجع إلى فرض ممثلين معينين على المخرج، حيث لا تكون لهذا الأخير حرية الاختيار، بالرغم من أنه المسؤول عن ذلك، و الكاستينغ ينظم في سرية تامة و بطريقة شكلية، حيث يتم ضبط قائمة الممثلين مسبقا، و أنا كممثلة لا أسمع عن إنتاج جديد، إلى غاية عرضه على شاشة التلفزيون أو في قاعات السينما.
كما أن عدم توفير الإمكانات المادية اللازمة للإنتاج من بين أسباب تدهوره، حيث يتكفل الممثل بشراء الألبسة التي يرتديها، حتى و إن تقمص شخصية بورجوازية، و هذا يؤثر كثيرا على نوعية الدور، و يبرز عدم الانسجام بين طبيعة الشخصية و المظهر الخارجي، فالممثل غير قادر على اقتناء ملابس باهظة الثمن و بكميات كبيرة.
. من خلال كلامك نفهم بأنك تبرئين المخرج من مسؤولية تدهور الإنتاج؟
ـ في هذه الحالة هو غير مسؤول، فالجزائر تمتلك طاقات شبانية هائلة في هذا المجال، كالمخرج نزيم قايدي، فهو متمكن و بإمكانه تقديم الكثير، و أنا شخصيا أحبذ العمل معه، أغتنم الفرصة لأطلب من الجهات المعنية من خلال النصر، إتاحة الفرصة للشباب لإعطاء دفع جديد للمجال الفني، كما أطلب من القائمين على الإنتاج، الابتعاد عن الكم على حساب الكيف، و أدعوهم لإفساح المجال للممثلين الأكفاء للبروز و المساهمة بالنهوض بالفن الجزائري و عدم الاكتفاء بنفس الوجوه، التي ألفنا رؤيتها منذ سنوات.
. ما هي الأدوار التي ترفضين تقديمها؟
ـ أرفض الأدوار غير النظيفة، و التي تمس بسمعتي، الحمد لله في الجزائر فن التمثيل نظيف و كل الأعمال التي تم إنجازها حتى الآن لا تتعارض مع قيم المجتمع الجزائري و ديننا الحنيف.
«غلطانة» لم تكن ضمن ألبومي الجديد وتسجيلها كان صدفة
. أطلقت مؤخرا أول ألبوم غنائي لك و حمل عنوان إحدى أغنياته و هو "غلطانة" التي لم تكن مبرمجة وقمت بتسجيلها في ظرف وجيز...ما قصة ذلك؟
ـ أغنية "غلطانة" ذات طابع عصري يميل إلى الراي، و هي مفاجأة ألبومي الأول الذي كان سيحمل تسع أغان فقط، لكن عندما كنت أسجل أغاني الألبوم في الأستوديو، دخل الملحن و الكاتب هواري شومان و استمع إلى الأغاني التي كنت أسجلها، فأعجب بأدائي و قال لي بأن لديه أغنية تناسب صوتي، و عندما سمعتها أعجبتني كثيرا و حفظتها و سجلتها في ظرف يومين، ثم اخترت عنوانها "غلطانة" كعنوان لألبومي الذي ضم عشر أغان جزائرية ذات طابع عصري، ثلاث أغنيات منها تتناول مواضيع اجتماعية، و هي "أمي"، "ابنتي" و "أبي"، و أغنيتان رومانسيتان هما "روح" و "منك جات" من كلمات و ألحان محمد بوليفة و توزيع أمين دهان، و أخرى وطنية بعنوان"بلادي.. لا" من كلمات عبد الرزاق جبالي و ألحان عبد القادر شكري.
هناك عدم انسجام بين الأدوار و مظهر الممثل
. بعد طول انتظار أطلقت ألبوما بطابع يميل نوعا ما إلى الشرقي ... لماذا اخترت هذا اللون بالذات و هل تفكرين في أداء أغان بطبوع جزائرية أخرى؟
ـ أجد نفسي كثيرا في هذا الطابع، لكن هذا لا يمنعني من أداء أغان بطبوع جزائرية مختلفة ، كالشاوي و السطايفي، بشرط أن تكون مناسبة لصوتي.
. ما هي مشاريعك المستقبلية؟
ـ حاليا أنا بصدد التحضير لعمل فني، إلى جانب الترويج لألبومي الغنائي.
أ. ب