أوافق ماجر في مقترحاته و محرز بإمكانه اللعب بسهولة في برشلونة
خص نجم الكرة التونسية ومحلل قنوات بي إن سبورت طارق دياب النصر بحوار حصري من العاصمة القطرية الدوحة، حيث تحدث فيه بإسهاب عن واقع الكرة الجزائرية والمغاربية، بالإضافة إلى الليغا الإسبانية، وعدة أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار الشيق.
*مرحبا طارق دياب، معك جريدة النصر من الجزائر ؟
مرحبا بكم وبكل الجزائريين وأنا تحت تصرفكم، وجاهز للرد على كافة أسئلتكم.
*نبدأ من نهائيات كأس الأمم الإفريقية الماضية، والتي عرفت خيبة كبيرة للمنتخبات المغاربية، ما هي الأسباب من وجهة نظرك؟
في الوقت الحاضر المنتخبات الإفريقية أفضل منا بكثير، حيث تطورت بشكل ملحوظ، وهي الآن بصدد حصد ثمار النجاح، على عكس منتخباتنا المغاربية التي هي في تراجع مستمر، وهي تدفع ثمن التسيير الخاطئ. اعتقد بأن المنتخبات المغاربية مرت جانبا في «كان» الغابون الماضي، باستثناء المنتخب المغربي الذي قدم دورة مشرفة، ...كما يجب أن نعترف بأننا لا نمتلك أسماء كبيرة تنشط في فرق أوروبية عريقة.
*في الجزائر صوروا لنا منتخبنا الوطني بأنه المرشح الأبرز للتتويج بـ الكان، ما رأيك في هذا الموضوع؟
قبل انطلاق دورة الغابون قلت بأن المنتخب الجزائري لن يذهب بعيدا في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2017، في ظل امتلاكه لدفاع هش، وهو ما وقفنا عليه في بداية تصفيات مونديال روسيا 2018، حيث تعثر الخضر داخل الديار أمام الكاميرون، كما تلقوا هزيمة قاسية في نيجيريا. لا يمكن أن تفوز بمسابقة بحجم «الكان» وأنت لا تمتلك سوى أربعة لاعبين مميزين في الهجوم.
المنتخب الجزائري يفتقد للتوازن بين خطي الهجوم والدفاع، ومن يريد اعتلاء منصات التتويج يجب أن يمتلك ما بين 17 إلى 20 لاعبا من نفس المستوى، وفي هذا الخصوص أريد أن أضيف شيئا مهما.
*تفضل...
دفاع المنتخب الجزائري ضعيف جدا، وحتى مع منتخب زيمبابوي المتواضع تم التسجيل عليه في مناسبتين متتاليتين، وكان قادرا على أن يتلقى أهدافا أخرى، كما واصل هذا الخط الانهيار في المباراتين أمام تونس والسنغال، لا يعقل أن ننتظر الكثير من منتخب تلقى ستة أهداف كاملة خلال الدور الأول، وإذا نظرنا إلى المنتخبات التي وصلت إلى المحطة النهائية نجد بأن الكاميرون ومصر تألقتا بفضل خطيهما الدفاعيين اللذين تلقيا أقل حصيلة من الأهداف.
*الصحافة التونسية وحتى المدربين التونسيين حذروا من مغبة التعاقد مع مدرب مثل جورج ليكنس، ما تعليقك؟
الجزائر تستحق أكثر من المدرب البلجيكي جورج ليكنس، الذي اعتقد بأن لديه مسؤولية كبيرة في الخروج المبكر للخضر من نهائيات كأس الأمم الإفريقية الماضية، منتخب مثل الجزائر بحاجة إلى مدرب كبير يمتلك شخصية قوية، ويكون قادرا على التحكم في المجموعة، وهي المواصفات التي لا يمتلكها الناخب الأسبق للخضر بحكم معرفتي الجيدة به، كونه درب نسور قرطاج من قبل، وأبان عن محدوديته الكبيرة.. أنا أتمنى رؤية مدرب عالمي مع الجزائر في المرحلة المقبلة، خاصة وأن جيل رياض محرز بإمكانه تقديم الكثير للكرة الجزائرية التي فقدت الكثير مؤخرا.
* ماذا افتقدت المنتخبات المغاربية في «الكان» الماضي، مقارنة بالمنتخب المصري الذي وصل إلى المحطة النهائية بلاعبين شباب ؟
المنتخبان الجزائري والتونسي خيبا الظنون، بالنظر إلى الآمال التي كانت معقودة عليهما قبيل انطلاق دورة الغابون، على عكس المنتخب المغربي، الذي ظهر بمستوى جيد جدا رغم أنه لم يكن مرشحا، إذ لاحظنا تطوره مع الناخب هيرفي رونار، الذي عرف كيف يتجاوز الغيابات المهمة في فريقه، وكان أسود الأطلس الأقرب للتأهل على حساب مصر في الدور ربع النهائي، لولا الحظ الذي لم يقف إلى جانبهم. لا يجب أن نبكي على الأطلال، خاصة وأن الكرة لن تتوقف عند نهائيات كأس أمم إفريقيا، وهناك عدة تحديات في انتظار منتخباتنا المغاربية، ولكني أخشى أمرا مهما، وهو أننا لم نعد نمتلك المنتخبات القادرة على منافسة المنتخبات الإفريقية، على غرار، غانا ونيجيريا والكاميرون وكوت ديفوار، والكونغو وبوركينافاسو التي أصبحت فرقا مخيفة بالنسبة لنا.
*كيف ترى حظوظ منتخباتنا في التأهل إلى مونديال روسيا المقبل ؟
المنتخب الجزائري في خطر، حيث أصبحت مأموريته في التأهل إلى مونديال روسيا صعبة جدا، بالنظر إلى اتساع الفارق بينه وبين نسور نيجيريا إلى خمسة نقاط كاملة. ستكون مفاجأة كبيرة لو يعود رفاق محرز في السباق، ولكن لا يجب أن يفقدوا الأمل، وما عليهم سوى مواصلة التصفيات إلى آخر دقيقة، خاصة وأنه لا يوجد مستحيل في عالم الساحرة المستديرة.
وبخصوص المنتخب التونسي، نجد بأنه تنتظره مهمة معقدة أمام المنتخب الكونغولي الذي أبهرنا بتطوره في السنوات القليلة الماضية، إذ سيلعب التأهل بينه وبين نسور قرطاج، الذين سيكونون مطالبين بحسم المواجهة المباشرة، إذا ما أرادوا العودة إلى المونديال من جديد، أما المنتخب المغربي فأموره معقدة، في شاكلة المنتخب الجزائري، بالنظر إلى قوة منافسه كوت ديفوار، وافتقاد لاعبينا المغاربيين لثقافة الفوز في أدغال إفريقيا، بالنظر إلى عدة معطيات يعرفها العام والخاص.
*الدولي الجزائري السابق رابح ماجر حذر في عدة مرات من الاعتماد الكلي على المغتربين في المنتخبات الوطنية، بالنظر إلى عدم مقدرتهم على التألق في أدغال إفريقيا، كيف ترى هذا الطرح؟
رابح ماجر محق في كلامه، وأنا أؤيده في هذا الطرح، واستغل الفرصة من أجل توجيه رسالة إلى المسؤولين على شؤون الكرة في بلداننا، مفادها عدم الاعتماد الكلي على اللاعبين المغتربين، بالنظر إلى الصعوبات التي يواجهها هؤلاء في المباريات التي تلعب في أدغال إفريقيا، حيث يتأثرون بدرجات الحرارة المرتفعة، والرطوبة والعالية، فضلا على الطقوس الإفريقية الغريبة.
يجب أن تكون منتخباتنا الوطنية مزيجا من اللاعبين المغتربين والمحليين، والبطولة الجزائرية قادرة على تقديم أسماء مميزة للخضر، كما كان الحال مع إسلام سليماني وهلال سوداني، اللذين تخرجا من البطولة المحلية، وهما الآن من بين أبرز العناصر في المنتخب الجزائري، وهنا أريد أوضح نقطة أخرى.
تفضل...
اعتقد بأن الجزائر تمتلك لاعبين مميزين في البطولة المحلية، وإلا كيف نجحت الفرق الجزائرية في الوصول إلى المحطات النهائية في المسابقات الإفريقية، على غرار ما حدث مع وفاق سطيف وإتحاد العاصمة ومولودية بجاية،.. ليس شرطا أن نمنح الأفضلية للاعب القادم من أوروبا في المنتخب، خاصة وأن هناك عناصر أقل مستوى من تلك الناشطة في البطولات المحلية.
*تعد من اللاعبين العرب القلائل الذين توجوا بالكرة الذهبية الإفريقية، ما رأيك في اختيار محرز كأحسن لاعب إفريقية لموسم 2015 /2016؟
تتويج النجم الجزائري رياض محرز بالكرة الذهبية الإفريقية مستحق، بالنظر إلى الإنجاز الخارق الذي بصم عليه مع ناديه ليستر سيتي، الذي قاده إلى التتويج ببطولة الموسم الماضي، كما أن اختيار محرز كأحسن لاعب في البطولة الانجليزية للموسم المنقضي يؤكد بأنه الأحسن في القارة السمراء، لأنه لا يعقل أن يكون الأفضل في «البريمرليغ» التي تضم عدة لاعبين عالميين، ولا تمنحه «الكاف» لقب أحسن لاعب إفريقي.
*الصحافة العالمية تتحدث عن إمكانية تعاقد قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة مع رياض محرز، هل ترى بأنه قادر على التواجد في فريقين بهذا الحجم؟
بطبيعة الحال رياض محرز بإمكانه أن يلعب لأي نادي في العالم، بالنظر إلى المستوى الرائع الذي يمتلكه، هو لاعب مهاري، وأكد علو كعبه مع ليستر سيتي، وبحكم متابعتي الجيدة للدوري الإسباني، فمحرز قادر على أن يكون في صفوف نادي برشلونة، لأنه أفضل بكثير من لاعبين يحملون ألوان العملاق الكتالاني، على غرار دنيس سواريز وغوميز وأردا توران، وغيرهم من العناصر التي هي أقل مستوى من محرز، في صورة منير حدادي الذي كانت له تجربة سابقة مع برشلونة قبل أن يغادر نحو فالنسيا.
*بحكم عملك كمحلل لقنوات بي إن سبور، ومتابعتك الجيدة لـ «الليغا»، من تراه الأقرب للتتويج بالدوري الإسباني ريال مدريد أم برشلونة ؟
لا يمكن أن نتوقع من سيفوز بـ»الليغا» هذا الموسم، بالنظر إلى التنافس الشديد بين الفريقين، اعتقد بأن الأمور لن تحسم الآن، وسنشهد على نهاية موسم مثيرة للغاية، ومن يحسن التعامل مع مبارياته المتبقية سيتشرف بالفوز بلقب الدوري الإسباني.
يجب أن تعلموا بأن ريال مدريد ضيع عديد النقاط في آخر المباريات(خمسة نقاط كاملة)، وهو ما بعث «الليغا» من جديد، خاصة وأن «البرصا» قد عادت بقوة مؤخرا، لا سيما بعد التأهل التاريخي على حساب باريس سان جيرمان، والذي سينعكس بالإيجاب على أشبال المدرب لويس أنريكي في قادم المناسبات.. الشيء المؤكد هو أننا سنشهد على نهاية موسم مميزة، رغم أن الأمور تميل أكثر للنادي الملكي، الذي يمتلك تعدادا ثريا، مقارنة ببرشلونة التي ستجد صعوبات كبيرة لإنهاء الموسم، في ظل تنافسها على ثلاث جبهات ( البطولة وكأس الملك ورابطة الأبطال)، رغم أن النادي الكتالاني أفضل من الناحية التقنية، في ظل تواجد نايمار وميسي وسواريز.
*لاعبو الريال هنأوا نظراءهم من البارصا بعد «الريمونتادا»، في وقت نجد بأن هناك تعصب زائد عن اللزوم لدى الجماهير العربية، ما هي النصحية التي تقدمونها بحكم معرفتكم الجيدة بالنجوم العالميين؟
العرب يميلون أكثر إلى البطولات الأوروبية، بالنظر إلى ضعف بطولاتنا المحلية، وفي هذا الصدد استغل الفرصة من أجل مناشدة المتتبعين العرب بالتشجيع، والابتعاد عن التعصب، خاصة وأن الرياضة تجمعنا ولا تفرقنا، وهذه العبارة لطالما قلتها على صفحتي الرسمية على موقع التويتر، يجب أن نتعلم الدروس من اللاعبين الأوروبيين، وما حدث بعد فوز البرصا على البياسجي خير دليل على ما أقول، أين قام لاعبو الريال بتهنئة أصدقائهم من البرصا على تلك العودة التاريخية، في وقت نجد بأن الجماهير العربية تتبادل الشتائم والعراك من أجل فريق على حساب آخر، صحيح من حق الجميع متابعة الكرة الأوروبية الممتعة، ولكن أن تتجاوز الأمور حدودها المنطقية فهذا غير معقول.
*هل من كلمة بخصوص بن زيمة الذي ينتقد بطريقة غير مقبولة من بعض الأطراف؟
كريم بن زيمة عرضة لانتقادات غير مقبولة من بعض الجهات في إسبانيا، ولأسباب تبقى مجهولة، تودون الصراحة من يتهكم على بن زيمة لا يفقه شيئا في كرة القدم، صحيح أنه يلعب كرة لا يحبها البعض، ولكن الحقيقة تقال ريال مدريد دون بن زيمة يجد صعوبات كبيرة في حسم المواجهات لصالحه، وهو ما وقفنا عنده خلال الفترات التي يغيب فيها هذا اللاعب عن الريال بسبب الإصابة، هو ليس هدافا كبيرا مثل ميسي وسواريز، ولكنه يمتلك طريقة فريدة من نوعها، وبفضله ترى الآلة الهجومية للريال بتلك القوة، أنا استغرب ممن يهاجمونه، وأنصحهم بأن يسألوا لاعبي الريال عن قيمته فوق الميدان.
*ماذا بخصوص العمل الذي يقوم به زيدان مع النادي الملكي ؟
زيدان يقوم بعمل جبار مع ريال مدريد، بدليل الإنجازات التي بصم عليها لحد الآن بتتويجه بلقب رابطة الأبطال وكأس السوبر الأوروبي، دون نسيان كأس العالم للأندية، لقد عرف كيف يستثمر في لاعبي النادي الملكي، ونجح بطريقته المميزة في تشكيل فريق متكامل لم يعد يتأثر بغياب أي نجم. الريال معه لم تعد قائمة على كريستيانو أو بايل، وهنا أود أن أقول لمن يتحدثون عن الحظ، بأن الحظ لا يحالف إلا الكبار، وهو ما يحدث لزيزو في تجربته مع الريال التي أتمنى أن تكون أكثر توفيقا في قادم المواعيد.
حاوره: مروان. ب