شباب قسنطينة قادر على التتويج هذا الموسم ولهذا السبب ضيعنا لقب 71
فتح مصطفى درغال أحد نجوم شباب قسنطينة سنوات الستينات و السبعينات قلبه للنصر في حوار استرجع فيه ذكرياته مع الساحرة المستديرة، وأيام كان أحد الهدافين البارزين للخضورة أين شكل رفقة زغاد و جدو ثلاثيا ناريا في تلك الحقبة، كما تحدث عن الفترة التي عمل فيها في الطاقم الفني للشباب سواء في فئة الأكابر أو الأصناف الصغرى، ولم يفوت قاهر السياربي أيام لالماس و عبروق فرصة حديثه للنصر وتطرق لفريق القلب هذا الموسم وحظوظه في التتويج باللقب.
حاوره: فوغالي زين العابدين
• نود أن تعطي للجمهور الذي لم يعاصرك في الملاعب لمحة بسيطة عنك؟
أولا أشكر جريدة النصر على هذه الالتفاتة الطيبة، مصطفى درغال من مواليد 12 سبتمبر 1947 بقسنطينة، لعبت في مختلف مناصب الهجوم و وسط الميدان، تقمصت ألوان شباب قسنطينة منذ الاستقلال إلى غاية 1975، ولعبت سنة واحدة 1970 في فريق التجارة (لوناكو)، وختمت مشواري مع مولودية قسنطينة سنة 1976، كما دربت العديد من الأندية بعد الاعتزال من بينهما شباب قسنطينة في مختلف أصنافه، شباب عين فكرون، اتحاد و وفاق تبسة، شباب ميلة، نجم القرارم وغيرها، كما تقلدت عدة مناصب من بينها مدير مؤسسة وأستاذ تربية بدنية.
• أين أنت الآن و ما هي آخر أخبارك؟
أنا حاليا متقاعد وبعيد عن المحيط الرياضي و أتابع فقط المباريات من بعيد، و آخر مرة ذهبت فيها إلى الملعب كانت قبل عامين ولم يكن لقاء لشباب قسنطينة بل لجمعية الخروب بعابد حمداني، وأتابع كل صغيرة وكبيرة عن الكرة الجزائرية.
ابتعدت عن محيط الفريق بسبب الفوضى وقلة الاحترام
• منذ 2010 آخر مرة عملت فيها في شباب قسنطينة ابتعدت عن محيط الفريق ما هو السبب؟
لعلمك أنا عضو في الجمعية العامة للفريق منذ 1975، وكنت أحضر جميع الجمعيات لكن في السنوات الفارطة، سادت الفوضى وقلة الاحترام، ما جعلني أفضل عدم الحضور، كما أن المحيط الكروي بصفة عامة لم يعد مثل السابق، وآخر منصب شغلته كان سنة 2010 أين دربت فئة الأواسط.
•هل تابعت مباريات شباب قسنطينة هذا الموسم؟
لم أذهب إلى الملعب لكن شاهدت جميع المباريات المتلفزة، ومن ناحية اللعب لم يصل الفريق إلى أعلى مستوى، لكن النتائج موجودة والفريق الآن يحتل الصدارة، وبإمكانه التتويج بالبطولة لأن المستوى العام للبطولة متوسط، و فريقنا يملك هذا الموسم روح المجموعة التي افتقدها في السنوات الفارطة.
• ما هو إحساسك لما تشاهد مباريات شباب قسنطينة؟
أنا مناصر قبل أن أكون لاعبا ومدربا سابقا للفريق، وأحب أن يفوز بجميع المباريات، ولعلمك لدي ديون اتجاه الفريق أثناء فترة عملي فيه، ولم أتجرأ حتى على رفع دعوى ضد الفريق مثلما فعل آخرون، لأنني لا أتصور أن ولدا يقاضي أمه.
*و ما هو أكثـر لاعب لفت انتباهك في الفريق؟
لا أتذكر جيدا الأسماء لكن أنا معجب كثيرا بياسين بزاز، ولعلمك أنا أول من اكتشفه لما كنت مدربا لنجم القرارم، أواخر التسعينات ودربته و اكتشفت أن لديه إمكانيات كبيرة واقترحته على مسيري شباب قسنطينة آنذاك وتم دمجه مع الأواسط.
• لنعود إلى نقطة البداية، كيف كانت بدايتك في عالم الكرة؟
البداية كانت قبل الاستقلال في الحي الذي ولدت فيه»سان جان»، وبعدها أردت تجريب حظي في أحد الأندية وتدربت لفترة مع فريقي السكة الحديدية و التربية الوطنية ولم أتحمس للعب فيهما، وفي سنة 1961 التحقت بشباب قسنطينة في صنف الأشبال، وتدرجت في جميع أصناف الفريق، وأتذكر أن أول لقاء لي مع الأكابر كان ضد جمعية بونة في عنابة سنة 1964، وفي سنة 1965 التحقت «بالكرابس» لإتمام دراستي كي أصبح أستاذا في التربية البدنية.
• ساهمت في صعود شباب قسنطينة من القسم ما قبل الشرفي إلى الأول، حدثنا عن تلك الفترة؟
في تلك الفترة كان الفريق يملك جيلا متميزا أذكر منهم رويبح، حربي، عوادي، حنشي، بوهروم، جدو، زغاد وغيرهم وكان يدربنا المرحوم منصور، وكانت فترة لا تنسى حيث حققنا الصعود 4 مرات متتالية من القسم ما قبل الشرفي إلى القسم الأول، وقبل أن نلعب في القسم الأول لعبت نصف موسم مع فريق التجارة (لوناكو) مع المدرب عبد الحميد زوبا.
شباب قسنطينة هذا الموسم يملك روح المجموعة
• كيف ضيعتم التتويج بالبطولة لموسم 70 /71 في الجولات الأخيرة؟
في ذلك الموسم تدعم الفريق بلاعبين ممتازين منهم الهاني زيتوني من جمعية الخروب، و بن عراب من جمعية عين مليلة، و أمقران من عين البيضاء، وسحاب من شبيبة سكيكدة بالإضافة لركائز الفريق حنشي و جدو و زغاد و مشلخ والقائمة طويلة ومدربنا هو المرحوم بلجودي، كان هذا من بين أفضل مواسمي على الإطلاق وسجلت أكثر من 12 هدفا، وسجلت هدفين من نفس المكان على الفريق الذهبي لشباب بلوزداد بقيادة لالماس وكلام وعبروق وفزنا عليهم في قسنطينة 2-1، وسجلت الهدف الوحيد في لقاء العودة بملعب 20 أوت وفزنا عليهم 1-0، وسجلت هدفين ضد شبيبة القبائل وفزنا 4-1، وضيعنا اللقاء في بولوغين ضد مولودية العاصمة لما تعادلنا 1-1 وضيع أمقران هدف الفوز الذي كان سيمنحنا اللقب أمام شباك فارغة، كما أن الكواليس أيضا ساهمت في تضييعنا للقب.
• لكن بعد هذا الموسم تراجع الفريق بشكل رهيب؟
الأسباب عديدة منها غياب الإمكانيات، وفي هذه الحالة يصعب البقاء في القمة، تصور أنه في أحد تنقلاتنا إلى بلعباس في شهر رمضان انطلقنا ليلة المقابلة بالحافلة وكان وجبة الفطور عبارة عن قطعة حلوى وفنجان قهوة، كما كان هناك صراع خفي بين المسيرين آنذاك، وكل مسير يرغب في جلب لاعب إلى صفه مما أحدث عدة انقسامات.
لدي ديون على عاتق الفريق ولم أتجرأ على رفع دعوى قضائية
• في تلك الفترة كانت لديكم طريقة لعب مميزة، حدثنا عنها؟
وقتها كان الفريق يملك الثلاثي جدو و زغاد و درغال وهو يوازي ثلاثي الموك فندي و قموح و كروكرو، وكانت لدينا طريقة لعب تشبه الطريقة الانجليزية، حيث نعتمد على الكرات العالية، لكن في منتصف السبعينات بدأ الفريق يفقد ألمع عناصره.
• حدثنا عن الإصابة التي حرمتك من التواجد في الفريق الوطني؟
تعرضت في مشواري لعدة إصابات لكن الإصابة الخطيرة التي أبعدتني عن الميادين قبل أسابيع، من أول استدعاء لتربص الفريق الوطني، كانت ضد شباب بلكور في لقاء الكأس سنة 1971 بملعب قصاب، والذي شهد عدد قياسي في سلسلة ضربات الجزاء، ويومها حصل احتكاك بيني وبين موحة رحمه الله حيث تعرضت لخلع في الكتف، وأجريت عمليتين جراحيتين في فرنسا.
• حدثنا عن لقاء الديربي الشهير ضد الموك الذي انهزمتم فيه 4-2؟
ما حصل أننا كنا ضحية تصفية حسابات مع حكم المقابلة كويسي، وقصتنا معه كانت في لقائنا ضد جمعية وهران، و يومها احتسب هدفا غير شرعي للازمو وقدمنا تقريرا ثقيلا ضده للرابطة وتمت معاقبته، وبعده استنفد عقوبته وتم تعيينه لإدارة الديربي القسنطيني، وقبل بداية اللقاء وأثناء مراجعة الإجازات وبصفتي قائد الفريق كنت أنا وهو و قائد الموك بركات، وأخذته جانبا واستفسرت منه إذا كان لا يزال يحمل ضغينة في قلبه اتجاهنا، فقال أنه نسي الحادثة، ومع بداية اللقاء سجل فندي هدف السبق للموك وعدلت النتيجة عن طريق ضربة جزاء، ثم بعدها توغل أمقران وعرقله بركات في منطقة العمليات ولم يصفر ضربة الجزاء، فذهبت إلى الحكم فقال لي عد إلى مكانك أو أمنحك بطاقة حمراء، فعرفت أنه جاء ليصفي حسابه معنا.
• وكيف كانت علاقتكم مع لاعبي مولودية قسنطينة؟
في داخل الميدان كانت معركة كروية لكن خارجه نحن أكثر من مجرد أصدقاء، ونلتقي في وسط المدينة ونجلس مع بعض في مقاهي ومطاعم المدينة، وقموح كان معجب بطريقة لعبي وكان دائما يقول أنه يتمنى رؤية درغال بألوان الموك.
أنا من اكتشف بزاز واقترحته على مسيري الشباب
• كيف انتقلت إلى صفوف الغريم مولودية قسنطينة سنة1975؟
لم أكن أنوي الرحيل من الشباب لكن قبل بداية الموسم جاء المسير مولود بودربالة وتكلم معنا وقتها بطريقة فجة، وهو ما جعلني أقرر الرحيل، ويومها التقيت بمسير الموك مجدوب رحمه لله الذي أخذني إلى مقر الفريق واتفقنا في دقائق، ولعبت حتى شهر أفريل واعتزلت نهائيا بسبب إصابتي القديمة.
• كيف كان لاعبو جيلكم يقضون أوقات فراغهم؟
في وقتنا كانت قسنطينة تنبض بالحياة، وأغلب أوقات فراغنا بعيدا عن مواعيد التدريبات نقضيها في دور السينما و المسرح، بالإضافة للمسبح ونذهب حتى لمشاهدة مباريات الملاكمة و الرياضات الأخرى، كما أن للاعبي جيلنا سواء في شباب أو مولودية قسنطينة قيمة كبيرة في المدينة وكنا لما ندخل مقهى أو مطعم لا أحد يسمح لنا بدفع الثمن.
• ما هي الفرق التي دربتها بعد اعتزالك؟
مباشرة بعد تعليقي الحذاء نلت شهادة الدرجة الثانية، ودربت أواسط شباب قسنطينة في عهد الرئيس طافر، ثم أشرفت على شباب الميلية، ثم أصبحت مديرا تقنيا للفئات الصغرى في شباب قسنطينة سنة 1989 في عهد الرئيس مراد بلحاج، ثم انتقلت إلى اتحاد تبسة لمدة موسمين، وبعدها أمل بريكة وضيعنا الصعود في أخر جولة لمصلحة خنشلة، ثم وفاق تبسة، وبعدها أشرفت على تدريب شباب عين فكرون، ثم عملت كمساعد مدرب لبلجودي مع شباب قسنطينة سنة 1992، ثم عدت لعين فكرون، وعدت مجددا كمدير تقني في شباب قسنطينة، ودربت أيضا نجم القرارم، وأخيرا مدرب صنف الأواسط في شباب قسنطينة 2010.
حكم لقاءنا ضد الموك صفى حسابا قديما معنا
• هل صحيح أنك رفضت العمل كمساعد للروسي فلاديمير؟
نعم لأنني كنت على يقين أن المدرب الروسي الذي جاء ليس أفضل من الكفاءة المحلية وخيرت الرئيس بلحاج بين الرحيل أو الحصول على منصب آخر، وتم تنصيبي كمدير تقني للشبان و وضعوا بركات كمساعد لفلاديمير.
• كيف ترى مستقبل الخضر بعد تعيين ماجر؟
بعد اللغط الكبير الذي حدث عقب تعيينه والبعض يتحدث عن عدم قدرته على تدريب المنتخب، يجب أولا أن نعي أن تدريب نادي ليس كتدريب منتخب، ففي المنتخبات أنت تقوم بانتقاء أحسن العناصر ومن تستقدمهم يأتون جاهزين بدنيا، والناخب الوطني يضع فقط الخطة و التوليفة المناسبة، والحكم على ماجر الآن سابق لأوانه، والمشكل الحالي في المنتخب أن أغلب العناصر فقدت الرغبة في اللعب، حيث غابت تلك الروح التي ميزت الخضر في 2014.
ف.ز