كشف السباح أسامة سحنون أن الفرنسيين لا يزالوا يحاولون استمالته وإغرائه بالتحول لمنتخب «الديكة»، وقبول العرض الذي قدم له شهر ديسمبر الماضي، مضيفا أن تواصل تهميشه ، قد يرغمه على تضييع منافسات ألعاب البحر المتوسط والبطولتين العربية والإفريقية كونه قد يجد نفسه مجبرا على وقف التدريبات، مستغربا صمت الوصاية التي ينتظر دخول أموال منحتها لعام 2018 منذ 6 أشهر كاملة.
حاوره : كريم كريد
*جددت تألقك قبل أيام بمدينة سان رافائيل، وحققت رقما جديدا في 100 متر فراشة، هل هذا يهني أنك جاهز لألعاب البحر المتوسط؟
تحضيراتي لألعاب البحر المتوسط التي ستحتضنها مدينة طاراقونا الأسبانية باشرتها منذ مدة حسب البرنامج المسطر، وأسعى من خلاله أن أكون في أفضل جاهزية، تحسبا للاستحقاقات التي تنتظرني على المدى القريب وهي ثلاث، حيث حددت 3 أهداف في العام الجاري، الأول سيكون بداية من 22 جوان بمناسبة انطلاق ألعاب البحر المتوسطية، والثاني بمناسبة البطولة العربية المقررة شهر جويلية بتونس، فيما سيكون ثالث وأهم هدف ذلك المسند احتضانه للجزائر ومقرر شهر سبتمبر ويتمثل في البطولة الإفريقية.
خلافي مع مسؤولي الاتحادية من الماضي ومن مصلحتي عدم النبش فيه
• وربما يكون ما حققته مؤخرا من أرقام حافزا جيدا للصعود فوق منصة التتويج بطاراقونا؟
نعم بالتأكيد، وهنا يجب أن أوضح لك أمرا..
• تفضل...
من النادر أن يتوصل الرياضي أو العداء أو السباح لتحقيق أرقام في مرحلة التحضيرات، والوصول إلى تحطيم أرقام شخصية، قبل المنافسات الرسمية يزيد من تحفيز الرياضي، لأنها دليل واضح على جاهزيته وحضوره النفسي والبدني، لذا أتمنى أن يكون الرقم الذي سجلته بمسبح مدينة سان رافائيل في اختصاص 100 سباحة حرة فأل خير وأهدي بلدي ميدالية أو أكثر خلال الألعاب المتوسطية، وبعدها خلال مختلف المواعيد كالبطولة العربية والإفريقية.
*أخر ستة أشهر عرفت بتألقك وتحطيمك لعدة أرقام، ما دفع بالفرنسيين لمحاولة تجنيسك، هل لك أن تعود لنا لأصل الحكاية؟
كل ما في الأمر، أنه وقبل حوالي ستة أشهر، وبعد اختتام منافسات بطولة فرنسا للسباحة في الحوض الصغير (25 مترا) التي جرت بمدينة مونبيليي، تقرب مني مسؤولون في الفدرالية الفرنسية للسباحة، وعرضوا علي الجنسية الفرنسية وفكرة التحول للدفاع عن قميص الفرنسي في مختلف المحافل والمسابقات الدولية، مستغلين في ذلك الخلاف، الذي كان بيني وبين مسؤولي الاتحادية، في حادثة القذف الشهيرة التي برأتني منها العدالة الجزائرية، وكذا الأرقام التي حققتها، وخاصة في اختصاص 100 متر سباحة حرة، أين تمكنت من تحقيق رابع أحسن نتيجة عالمية.
تأخر منحة الوزارة قد يرغمني على تضييع البطولتين العربية والإفريقية
• وكما يعلم الجميع كان جوابك بالرفض، أليس كذلك؟
أجل لقد رفضت مقترح الفرنسيين، لأن حلمي وتنقلي إلى فرنسا كان بغرض واحد، هو تطوير مهاراتي وتحسين أرقامي لتشريف الجزائر والرياضة الجزائرية، للأسف يرفض الكثيرون مساعدتي على تحقيق ما رسمته في مخيلتي، خاصة من يجلسون على كراسي مناصب المسؤولية، فتخيل معي أن منحة العام الجاري، والتي كان المفروض أن أستفيد منها شهر جانفي، لم أفهم سبب تأخرها إلى اليوم، كما أنني وبسبب تأخر صرف منحة تحضيري، واجهت ظروفا صعبة، بسبب غياب الإمكانات، كما أنني لم أعد قادرا على التكفل، بكل حاجيات تحضيري والإنفاق من مالي الخاص.
• تتحدث عن وضعية صعبة، فهل يمكن أن يستغلها الفرنسيون مجددا في إغراءاتهم؟
اقتراحات الفرنسيين بالتحول لمنتخب «الديكة» وقبول عرض التجنيس لم تتوقف، لأن مدربي في نادي مارسيليا يشغلون أيضا مناصب بالاتحادية الفرنسية للسباحة، ولا يكفون على سعيهم لتحويلي لمنتخب فرنسا.
• سعي الفرنسيين لضمك لمنتخبهم يعود ربما لنتائجك الأخيرة؟
حتى أنا متأكد من ذلك، وأظن كما قلت لك سابقا، فالفرنسيين قبل التقرب مني اعتمدوا على عاملين أساسيين وهما المستوى الذي بلغته، خاصة بعدما تمكنت من تسجيل رابع أحسن توقيت عالمي في اختصاص 100 متر سبحة حرة، وكذا المشاكل التي طبعت علاقتي برئيس الاتحادية الجزائرية للسباحة، وكذا المدير الفني التقني على مستوى الاتحادية.
حلمي ميدالية في طوكيو وأدرك ما ينتظرني قبل هذا الموعد
• تطرقنا في حديثنا لخلافك مع مسؤولي الاتحادية وقضية القذف التي فصلت فيها محكمة سيدي أمحمد، هل تم طي الصفحة؟
الصفحة طويت منذ مدة، ولقد طويتها بيني وبين نفسي قبل صدور حكم العدالة الجزائرية، وهذا لأجل مصلحتي في المقام الأول والتحضير جيدا لمختلف الاستحقاقات التي تنتظرني، ومعذرة لا أريد النبش مجددا في هذا الملف.
• لكن بعيدا، عن قضية القذف تبدو مستاء بعض الشيء ؟
أجل وكيف لا، أنا أحضر منذ مدة وهدفي تحسين مستواي وتطوير إمكانياتي لتمثيل السباحة الجزائرية في المحافل الدولية أحسن تمثيل، وكل هذا يتطلب إمكانات ومرافقة، لكن المسؤولين أحس أنهم مقصرين اتجاهي، فتصور حتى منحة عام 2018، من المفترض أن تصلني شهر جانفي، ونحن اليوم في منتصف العام ولا زلت انتظرها، كما لا أخفي عليكم، لقد وجدت نفسي مجبرا خلال الفترة الماضية على الاعتماد على مواردي الخاصة، لكن وبعد كل هذه المدة أصبحت عاجزا عن ضمان كل ما أحتاجه وبرنامجي التدريبي أصبح مهددا بالتذبذب، وهذا ما يخفيني أكثر في حال تواصل صمت المسؤولين وتأخرت المنحة لفترة أخرى، ما قد يجبرني على وقف التدريبات وتضييع فرصة المشاركة في البطولة العربية المبرمجة شهر جويلية بتونس والبطولة الإفريقية التي ستحتضنها الجزائر مطلع الخريف المقبل.
احتفلت بلقب السنافر وزملائي في فريق مارسيليا شاركوني
•آخر مرحلة من تحضير هذا الموعد ، تزامنت والشهر الكريم، هل وجدت صعوبات في تطبيق برنامجك التدريبي؟
لا يمكن أن نقول صعوبات، بحكم أني تعودت في السنوات الماضية على العمل في الشهر الكريم، لكن يبقى التدريب والعمل بحاجة لعملية تكييف مع خصوصيته، وأسعى للحفاظ على نفس الحجم الساعي من العمل وتقسيمه إلى فترات تراعي ظروفي، حيث أبرمج حصة العمل البدني قبل الإفطار، فيما يكون التدريب داخل المسبح على الساعة منتصف الليل، وهذا بحكم تأخر موعد الإفطار في مدينة مارسيليا وحاجة الجسم على الأقل لثلاث ساعات حتى ينهي عملية الهضم بصورة كلية.
• وكيف تقضي رمضان بعيدا عن العائلة؟
لست مخيرا بل مجبرا، لو كان الأمر بيدي لبرمجت صوم الشهر الكريم كل سنة بمسقط رأسي قسنطينة رفقة العائلة والأحباب والأصدقاء، لكن بسبب ظروفي، أحصي هذا العام سابع رمضان أقضيه بعيدا عن العائلة، وحتى أكون صريحا معك لقد اشتقت لقضاء الشهر رمضان بمدينة قسنطينة، التي لا يدرك نكهة وخصوصيته بها سوى من سنحت له الفرصة بمعايشة أجوائه بأحيائها وأزقتها وخاصة المدينة القديمة التي تأبى التفريط في عاداتها وتقاليدها.
أملك رابع أحسن توقيت عالمي في 100 م سباحة حرة وأطمح للمزيد
• لكن تواجدك في مدينة مارسيليا المعروفة بكثـرة الجالية المغاربية والعربية، يخفف عليك نوعا ما؟
لا إطلاقا، فكما قلت حلاوة الصوم وسط العائلة لن يعوضها أي أمر آخر، وبخصوص سؤالك عن كثرة الجزائريين العرب بمدينة مارسيليا، فهذا صحيح، لكن ضيق وقتي يجعلني أعيش بعيدا عن الجانب الآخر لمدينة مارسيليا التي تلقب أيضا بالولاية الجزائرية رقم 49.
• على ذكر مدينة قسنطينة، لطالما أظهرت حبك لفريق السنافر، كيف عشت أجواء تتويجه؟
كنت أتمنى التواجد في ملعب الشهيد حملاوي خلال آخر مواجهة في الموسم الماضي، لمقاسمة كل أسرة الشباب فرحة التتويج باللقب، وزادت حسرتي كثيرا عندما شاهدت ما صنعه السنافر في تلك السهرة الرمضانية، التي ستبقى دون شك في مخيلة كل سكان مدينة الجسور الملعقة لسنوات طويلة، وبالمناسبة أهنىء كل أسرة الناي الرياضي القسنطيني من مسوؤلين وطاقم فني ولاعبين وأنصار على هذا الانجاز الذي يبقى تاريخيا، خاصة وأنه جاء بعد سنوات عجاف دامت 21 عاما كاملا... كما أريد أن أضيف شيئا في هذا الخصوص.
العمل في شهر رمضان صعب وأتدرب يوميا في منتصف الليل
• . تفضل..
زملائي في فريق السباحة بنادي مارسيليا يدركون جيدا حبي لفريق مدينتي، وبعد ترسيم اللقب حرصت على أن أهدي صورة الفريق رفقة راية بألوان السنافر لكل أسرة النادي.
• هل تابعت لقاء بارادو؟
أجل لقد حرصت على ذلك، خاصة وأن قناة قطرية، أمنت البث المباشر، وسمحت لنا كمغتربين بتلذذ ولو الشيء اليسير من مشاهد الفرحة، التي صنعها أبناء مدينتي، خاصة «الكراكاج» الذي أعقب نهاية المباراة.
أقضي سابع رمضان بعيدا عن العائلة واشتقت لأجوائه بقسنطينة
• بماد تريد أن نختم هذا الحوار؟
أكيد، أحرص على استغلال منبر جريدة النصر لتهنئة الشعب الجزائري بمناسبة شهر رمضان، وأتمنى أن يوفقني المولى عزّ و جلّ لتحقيق كل أهدافي المسطرة هذا العام، وكذا التي أريد تحويلها إلى حقيقة على المدى المتوسط، وخاصة صعود منصة التتويجات خلال أولمبياد طوكيو 2020، المناسبة، التي انتظرها بشوق وأعمل بجد لأكون حاضرا خلال منافساتها.
ك/ك