• ثورة التعداد إجراء حتمي أملته ظروف النادي
أبدى رئيس اتحاد عين البيضاء، حليم بركاني الكثير من التفاؤل بخصوص مستقبل الفريق، وأكد بأن المؤشرات الأولية توحي بالقدرة على طي صفحة المواسم الماضية، لما كان الاتحاد يعاني كثيرا قبل الاطمئنان على مقعده في حضيرة الهواة.
بركـاني، وفي حوار خص به النصر، اعتبر التغيير الجذري الذي عرفه التعداد من عواقب إستراتيجية العمل التي سطرها، بمجرد انتخابه على رأس النادي، كما أوضح بأن السياسة المنتهجة تراعي الوضعية الراهنة للفريق، خاصة من الناحية المادية، وذلك بتنصيب مصلحة الاتحاد في المقام الأول، وردع الأساليب التي كانت تتخذ من الفريق كوسيلة لتقديم الدعم الاجتماعي سواء لبعض اللاعبين وحتى المقربين من المحيط، كما تحدث بركاني عن إشكالية الرصيد البنكي، برنامج التحضيرات لهذه الصائفة.
• في البداية هل لنا أن نعرف الأجواء السائدة داخل الفريق بعد الشروع في التحضيرات؟
الأكيد أن المعطيات، تغيرت كلية داخل الاتحاد بالمقارنة مع المواسم الفارطة، لأننا حاولنا منذ انتخابنا وضع القطار على سكة صحيحة، لتفادي مخلفات المشاكل الإدارية، التي تخبط فيها النادي طيلة السنوات الثلاث الأخيرة، والإستراتيجية التي قررنا انتهاجها، تجلت ميدانيا عند الشروع في التحضيرات، لأن لكل عنصر من المجموعة حقوق وواجبات، سواء تعلق الأمر باللاعب، المدرب، المسير، وحتى المناصر، وتحديد المهام أمر ضروري، لينعكس كل هذا بالايجاب على الأجواء السائدة داخل الفريق، لأن اللاعبين يتدربون بجدية كبيرة، ووسط اجواء جعلتنا نسارع إلى إبداء تفاؤلنا بخصوص المستقبل القريب.
• لكن الملفت للانتباه، أن التعداد عرف تغييرا شاملا بالمقارنة مع الموسم الفارط؟
كما يعلم الجميع، فإن تواجدي مع الاتحاد في الثلث الأخير من الموسم المنصرم، كرجل إنقاذ تزامن مع أزمة خانقة مر بها الفريق، وكادت أن تكفله السقوط إلى قسم ما بين الرابطات، إلا أن تلك الفترة الاستثنائية والقصيرة، كانت عبارة عن درس قاس، تمكنت على إثره من الوقوف على خبايا التشكيلة، لتكون تلك التجربة المنطلق الذي باشرت منه العمل الميداني بعد انتخابي رسميا على رأس النادي، خاصة وأنني كنت قد استعرضت البرنامج المسطر خلال الجمعية العامة، وخطوطه العريضة مستمدة من الوضعية الراهنة للاتحاد، والتغيير الذي عرفته التعداد ناتج عن خيارات كثيرة، راهن عليها الطاقم الاداري بالتشاور مع المدرب بلعريبي، ولو أنني شخصيا كنت قد قررت قطع الطريق أمام الأشخاص، الذين يتخذون من النادي محطة لتحقيق مصالحهم الشخصية، وكأن الاتحاد أصبح جمعية ذات طابع اجتماعي وإنساني، تقوم بمبادرات خيرية لفائدة الفئات الهشة والمحرومة من الناحية المادية.
• وبماذا تفسر خيار الاستغناء عن غالبية تعداد الموسم الماضي ؟
مصلحة الفريق أملت علينا هذا الخيار، خاصة وأننا قررنا الاحتفاظ بالعناصر القادرة على إثبات وجودها ميدانيا، وباستطاعتها تقديم الاضافة المرجوة، مع منح الفرصة لبعض الشبان من فئة أقل من 23 سنة، وجلهم من أبناء المدينة، غالبيتهم كانوا ضمن التعداد في نهاية الموسم الماضي، أمثال الثنائي العلواني وبلقاضي وبودبوز والعائد معروف، في الوقت الذي تم فيه استقدام 15 عنصرا جديدا، وذلك وفق حاجيات التشكيلة، والاستقدامات كلها تمت بالتشاور بين الادارة والمدرب، ليكون التعداد الحالي 26 لاعبا، في انتظار ضم عنصرين جديدين من فئة الأواسط، ولو أن بلعريبي قرر إلحاق حارس ثالث بالتعداد، كونه يفضل خلق جو للتنافس على المناصب بين اللاعبين، وتواجد الحارسين العمراوي وحمداوي، دفع به إلى البحث عن حارس ثالث، يكون أقل مستوى من الثنائي، لكنه يعمل جاهدا للتواجد أساسيا، وهو نفس النظام الذي عمل به في جميع المناصب.
• ما هي الخطوط العريضة لبرنامج التحضيرات المسطر؟
إلى حد الآن، الفريق يتدرب بصورة عادية بعين البيضاء، ولم نتحدث مع المدرب بخصوص برنامج التحضيرات الذي سطره، ولو أن المعطيات الأولية توحي بأننا سنواصل العمل وفق نفس النظام، وذلك بحكم اقتراب عيد الأضحى المبارك، كما أننا لا نتوفر على الإمكانيات التي تسمح للمدرب بتجسيد البرنامج المضبوط آنفا، خاصة وأن الظروف المادية لا تسمح بذلك، وهنا بودي أن أوضح شيئا مهما...
• تفضل .... ما هو؟
ليس من السهل، وضع القطار على السكة الصحيحة، لأن النادي لم يتلق أي إعانة مالية، وعليه فإن عملية الاستقدامات كانت صعبة للغاية، وقد وجدت نفسي مجبرا على الاستعانة بمالي الخاص، لتسديد شطر من القيمة المالية المتفق عليها، وهو «السيناريو» الذي يأتي امتدادا لنهاية الموسم المنصرم، لما تفادينا السقوط في آخر جولة، وعليه يمكن القول بأن شروع الاتحاد في التحضيرات، والعمل الميداني كان نتيجة مبادرة شخصية من الناحية المادية.
• وهل من جديد بخصوص وعود المجلس البلدي، وكذا إشكالية الرصيد البنكي؟
منذ أن توليت تسيير النادي ضمن «الديريكتوار»، لم نتلق أي سنتيم من مختلف الهيئات، ومؤشر ديوني الشخصية في ارتفاع، لكنني ما زلت أترقب تجسيد الوعود المقدمة من «المير»، بشأن حصة النادي من إعانة البلدية، في الوقت الذي يبقى فيه المكتب المسير الجديد بعيدا كل البعد عن قضية الحساب البنكي، لأن هذا الملف بلغ أروقة العدالة، ولا يمكن أن نكون طرفا مباشرا فيه.
• في ظل هذه الوضعية، ما هو الهدف الذي سطرتموه على المدى القصير؟
أهدافنا خلال الموسم القادم واضحة، ولا تتجاوز عتبة ضمان البقاء بكل أريحية في وطني الهواة، ونسيان «الكابوس» الذي يعيشه الأنصار في نهاية كل موسم، لما ينجح الفريق في تفادي السقوط إلى قسم ما بين الرابطات في آخر لحظة، كما أن رهاننا مرتكز بالأساس على اللاعبين الشبان، لتمكينهم من الاحتكاك بهذا القسم، والتأقلم مع جو المنافسة، وهي نفس الاستراتيجية التي قررنا انتهاجها في الفئات الشبانية، وذلك بإعطاء فرصة لأكبر عدد ممكن من المواهب، لإظهار قدراتها الفردية، وهذا كله يمر عبر هيكلة شاملة وواضحة، لأن العمل مع الشبان في جميع الأصناف، لن يكون من نصيب من يريدون تحقيق أهدافهم الشخصية، كما أن اشتراط حيازة الشهادة المطلوبة أمر ضروري، إلى درجة أننا بادرنا إلى الاعلان عن فتح مجال لجلب مدربين تتوفر فيهم الشروط، لأن سياسة «الترقيع»، التي كانت سائدة في محيط النادي، تركت الكثير من السلبيات، التي نسعى إلى طي صفحتها نهائيا، وضع الفريق على أسس صحيحة تحسبا لمستقبل واعد، مبني على العودة إلى التكوين والعمل القاعدي، بدلا عن جلب الكثير من اللاعبين من خارج إقليم الولاية، وما لذلك من مصاريف كثيرة.
حــاوره: ص / فرطــاس