حقق اتحاد عنابة الأهم، باستعادته نشوة الانتصار على حساب الضيف أمل بوسعادة، في مباراة تلاعبت بمشاعر الطلبة وأنصارهم إلى غاية الدقائق الأخيرة، قبل أن يرتدي القائد معيزة قبعة المنقذ، ويوقع هدف الفوز، في سيناريو مستنسخ من الموسم الماضي، لما كانت أهداف معيزة حاسمة.
المقابلة، عرفت انطلاقة سريعة من جانب المحليين، الذين توجهوا صوب الهجوم، سعيا للنيل مبكرا من شباك الحارس علواشيش، سيما وأن أشبال المدرب مواسة، عاشوا في الأسابيع الأخيرة تحت تأثير ضغط كبير، بسبب تراجع النتائج، وقد كان ربيعي قريبا من الوصول إلى المبتغى، في الدقيقة السابعة، برأسية محكمة، إلا أن حارس الأمل، أخرج الكرة ببراعة إلى الركنية.
من الجهة المقابلة، فقد عمد مدرب الضيوف إلى تعزيز قواعده الخلفية، والمراهنة على المرتدات الهجومية السريعة، بالاعتماد على التمريرات الميليمترية لكل من يعلاوي وطويل، وهو الخيار التكتيكي الذي كاد أن يكلل بهدف السبق للزوار في الدقيقة 18، حيث تخلص يعلاوي من المراقبة، لينفرد بالحارس بن مالك، غير أن براعة هذا الأخير، حالت دون اهتزاز شباكه، كما أن المدافع خروبي تدخل وأبعد الكرة المرتدة من على خط المرمى، حارما الأمل من هدف محقق.
هذه الإستراتيجية في اللعب، زادت من درجة الضغط النفسي المفروض على المحليين وأفقدتهم التركيز، الأمر الذي ترك فراغات في محور دفاع الاتحاد، مما مكن البوسعادية من افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 25، بعد تمريرة من يعلاوي إلى زميله أوكيل، الذي انفرد بالحارس بن مالك وأسكن الكرة بذكاء في الشباك.
هذا الهدف المباغت، أجبر لاعبي الاتحاد على الرمي بكامل في الهجوم، وفرض ضغط متواصل على منطقة الحارس علواشيش، الذي صمد ودفاعه إلى غاية الدقيقة الأخيرة من المرحلة الأولى، لأن «الطلبة» عدلوا النتيجة، بواسطة داود فريد عن طريق رأسية محكمة، بعد ركنية نفذها زياني.
الشوط الثاني شهد ارتفاع نسق اللعب، وكاد الأمل أن يستعيد الأفضلية في الدقيقة 51، بعدما وجد يعلاوي نفسه وجها لوجه مع الحارس بن مالك، إلا أن براعة حارس عرين الاتحاد، أنقذت الموقف، ليأتي رد فعل العنابيين سريعا، بواسطة الغوماري، الذي انفرد بحارس الضيوف، غير أنه فوت على فريقه فرصة هدف.
السيطرة العنابية تواصلت، وهدد الغوماري مرمى علواشيش في مناسبتين دون جدوى، كما أن البديل حراز كان قريبا من التسجيل في الدقيقة67، لكن الكرات الثابتة كانت المفتاح الذي فك عقدة هجوم المحليين، لأن الدقيقة 79 شهدت تسجيل الهدف الثاني للعنابيين بعد ركنية زياني، والتي استقبلها معيزة برأسية محكمة أسكن من خلالها الكرة في مرمى علواشيش، مفجرا فرحة عارمة في المدرجات.
باقي فترات اللقاء، لم تشهد سوى محاولات محتشمة من الزوار، إلى غاية إطلاق الحكم صافرة النهاية.
ص / ف