شباب قسنطينة يدخل خانة كبار إفريقيا
انتظر شباب قسنطينة وأنصاره، المواجهة الثامنة عشر قاريا في تاريخهم والمشاركة الرابعة في منافسة إفريقية، قبل ترسيم تواجدهم في دوري المجموعات، المصنفة على أنها معيار مهم يقاس من خلاله مستوى وقوة النادي على المستوى القاري، لأن التواجد في هذه المحطة يؤشر على دخول الفرق المتأهلة خانة كبار القارة، سواء في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية أو كأس الكونفدرالية (الكاف).
شباب قسنطينة، النادي العريق الذي يمتد تاريخه لأزيد من قرن، اختلفت على مداره أدوار أسرة «الخضورة»، ما بين العمل الإصلاحي في البداية، قبل التحول إلى طرف مساهم في الحركة الوطنية، ومسعى الحفاظ على الهوية الجزائرية سنوات الثلاثينات والأربعينات، قبل أن تنخرط أسرته سريعا في العمل الثوري بداية الخمسينات، مقدمة في ختام الثورة التحريرية العشرات من الشهداء، بينهم بطلين كتبا اسمهما واسم النادي من خلفهما بتواجدهما في قائمة ال22 المفجرة لثورة الفاتح من نوفمبر ونعني بهما ملاح سليمان والملاكم السعيد بوعلي، غير أن كل هذا الرصيد التاريخي والأدوار النبيلة، لم ترافقها للأسف انجازات رياضية في مرحلة ما بعد الاستقلال، واسترجاع النادي لدوره الأساسي كجمعية رياضية وفضاء لشباب عاصمة الشرق، وحتى الولايات المجاورة لممارسة مختلف الرياضات، التي كانت تضمنها فروع النادي.
النادي الرياضي القسنطيني أو فريق «السنافر» كما اصطلح منذ منتصف الثمانينيات على تسميته، رغم الجدلية التي ترافق هذه الصفة بين الجيل القديم المتبرئ منها والجيل الجديد الذي ورثها ويرددها بعفوية دون اكتراث لتحفظات «الشيوخ»، انتظر قرنا من الزمن لتحصيل أول لقب، بعد 3 عقود من المعاناة بين القسمين الأول الجهوي وثم القسم الثاني (الدرجة الثانية)، تمناه الجميع في هذه الأسرة الكبيرة، أن يكون مستهل صفحة كتابة فصل جديد في تاريخ الشباب، لكن جرت الرياح بما لم يكن منتظرا، وعاد الفريق لقضم خبزه الأسود.
العشرية الثانية من الألفية الثالثة، كان عامها الأول بداية لصفحة جديدة في تاريخ هذا الفريق، بعد دخول عالم الاحتراف وتأسيس شركة رياضية تولى مسؤولوها وضع اللبنة الأولى للعهد الجديد، وكان من نتائجها العودة لحظيرة الكبار، في أول عام واقتناء مجمع سوناطراك لغالبية أسهم الشركة في العام الثاني، مقدمة قوة مالية كبيرة للفريق، لكن تأخر الثقافة التسييرية، التي وعدوا بها جعل السنوات الأولى، تمر دون تحقيق انجازات تذكر، عدا ضمان المشاركة في كأس الكاف لمرتين متتاليتين، غير أن استفاقة الملاك عبر فرع شركة الآبار، في آخر عامين، كان من نتائجه لقب ثاني ومشاركة قارية جديدة، ثمارها لحد الآن، موفقة كيف ولا وشباب قسنطينة دخل نادي كبار القارة، بعد ضمان التواجد في دور المجموعات، الذي حتى وإن أصبح مرادفا للدور ثمن نهائي، بعدما كان قبل نسختين عنوان للدور ربع النهائي، أو حديقة أقوى ثمانية منتخبات في القارة السمراء. كريم كريد