يمني بطل الجزائر في رياضة الجودو يوسف زلاط النفس، بالتألق في أولمبياد طوكيو العام المقبل، ولما لا تدوين اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ هذه الرياضة، التي تألق في محافلها الإفريقية والعالمية، الكثير من الرياضيين على غرار دحماني وسواكري، وقال ابن مدينة وهران في حوار للنصر، إن والده أرغمه على ممارسة هذه الرياضة، قبل أن يفجر سريعا بحلباتها طاقاته وتتويجه بأول لقب في صنف الأصاغر.
•كيف اخترت ممارسة الجودو عن غيرها من الرياضات الأخرى؟
والدي من دفعني لممارسة الجودو، في ظل تعلقه الكبير بالرياضة، منذ أن كان يدافع عن ألوان المنتخب الوطني للسباحة، حيث أرادني أن أسير على نهجه، ولم لا أتحول إلى رياضي محترف، ينجح في إهداء بلده العديد من الألقاب العالمية، فأنا أتذكر بأنه نقلني رغما عني إلى إحدى القاعات، بالقرب من منزلنا في سن الخامسة، وسجلني ضمن مجموعة تمارس رياضة الجودو، التي أصبحت أعشقها مع مرور الوقت، خاصة بعد أن اكتشف مدربي موهبتي، أين تنبأ لي بأن أكون بطلا يرفع راية الجزائر عاليا.
الجودو الجزائري يعاني والجيل الجديد قادر على إحيائه
•متى آمنت بمقدرتك على أن تكون نجما؟
بدايتي الرائعة كانت مفاجئة للجميع، حيث نجحت في التتويج بلقب البطولة لصنف الأصاغر، مما جعل عائلتي تؤمن بي أكثر، وسعت بعدها جاهدة لتقديم الدعم والمساندة لي، من خلال تشجيعي على تطوير إمكاناتي، خاصة وأن مدربي أخطرهم بأن لدي المؤهلات، التي قد تجعلني أعتلي منصات التتويج، سواء على المستوى المحلي أو حتى الخارجي، لقد واصلت العمل بجدية، ونجحت في الوصول إلى ما أريده، ولكن أهدافي أكبر، كوني أود إهداء بلدي الجزائر أكبر عدد ممكن من الميداليات.
•منذ متى وأن تدافع عن الألوان الوطنية ؟
تدرجت في مختلف أصناف المنتخب الوطني، باستثناء فئة الأصاغر التي لم يكن الشرف لتمثيلها، وأتذكر بأنني تلقيت أول دعوة لي مع الخضر سنة 2014 في صنف الأشبال، ومنذ ذلك الاستدعاء، وأنا أدافع عن ألوان المنتخب، إلى غاية الوصول إلى صنف الأكابر، أين أسعى جاهدا لأكون عند مستوى الثقة، التي يضعها في إمكاناتي الطاقم الفني للخضر، على أمل النجاح في إعادة أمجاد الجودو الجزائري، كونه فقد الكثير من بريقه في السنوات الأخيرة.
•ما هي الألقاب التي تمتلكها ؟
أحوز على عديد الألقاب المحلية والخارجية، وسبق لي التتويج بلقب بطل إفريقيا في صنفي الأشبال والأواسط، كما كان لي شرف خوض العديد من البطولات الدولية، إذ تألقت في بطولات العالم بالبوسنة سنة 2015 وزغرب عام 2017، فيما تعذر علي التواجد رفقة زملائي في بطولة العالم بالباهاماس السنة الماضية، بعد انسحاب المنتخب الوطني في آخر لحظة، بسبب بعض المشاكل على مستوى الاتحادية الجزائرية للجودو، على العموم أنا لا أزال في بداية المشوار، ولدي الكثير من الأحلام أسعى لتجسيدها على أرض الواقع، ولم لا أعيد للجودو الجزائري اعتباره، لقد كنت سعيدا الموسم الماضي بالفوز بأول ميدالية ذهبية محلية في صنف الأكابر في وزن 81 كلغ، كما كانت سعادتي أكبر بعد الظفر بالجائزة الكبرى للجودو في البطولة العربية التي أقيمت شهر فيفري الماضي بمدينة مراكش المغربية، ما جعلني أتلقى العديد من التهاني، كوني تفوقت على عديد الأبطال العرب ممن يمتلكون سجلا ثريا في هذه الرياضة.
•ما هي أهدافك المستقبلية ؟
أواصل العمل بكل جدية للمواعيد الهامة، التي تنتظرني رفقة المنتخب الوطني، والبداية بالتظاهرات العالمية المبرمجة بجورجيا وتركيا هذه السنة، دون نسيان البطولة الإفريقية القادمة، مع حرصي على تحقيق حلمي الأكبر بالمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، وتشريف الجزائر في ألعاب البحر المتوسط 2021 .
•هل تحظى بالدعم المطلوب ؟
الجودو يعاني في الجزائر ولا أحد يوليه أهمية، على عكس رياضات أخرى، ككرة القدم التي تحظى بالمساندة الأكبر، بالنظر إلى طابعها الشعبي، وهنا أطلب من المسؤولين عدم التخلي عن الرياضات الفردية، باعتبار أنها من أهدت عديد الألقاب والتتويجات للجزائر، وبخصوص وضعيتي مع فريق السانيا، فالطاقم الإداري لم يبخل بأي دعم مادي أو معنوي، لكن الإمكانيات تبقى قليلة جدا، في ظل الأعباء والمصاريف الملقاة على عاتق المسؤولين، صراحة توجد مواهب كثيرة في الجزائر، ولكن تحتاج إلى التفاتة من المعنيين، وهنا أؤكد لكم بأنه لا خوف على الجودو الوطني بوجود الرجال، خصوصا قدامى الرياضيين الذين لم يبخلوا علينا بالنصائح.
والدي أرغمني على ممارسة الجودو فتحولت لبطل
•من هو قدوتك في هذه الرياضة؟
محليا مثلي الأعلى هو البطل مداح خالد، وعلى المستوى العالمي، فأنا معجب بشدة ببطل العالم الياباني أولوشوي، كونه مسيطر على هذه الرياضية، ويعد الأفضل دون منازع.
•في الأخير، هل سبق أن استعملت الجودو في مناوشات ما خارج القاعة ؟
أنا من طبيعتي إنسان خلوق يرفض الرد على أي استفزازات مهما كانت، وحتى وإن حاول أي أحد الاعتداء علي خارج القاعة، سأفعل المستحيل من أجل تجنبه.
حاوره: مروان. ب