lهزيمة القرارم وصمة عار في تاريخ السرب
اعترف رئيس ترجي قالمة رياض شرقي، بأن فشل فريقه في اقتطاع تأشيرة الصعود إلى وطني الهواة، عبر بوابة المجموعة الشرقية لبطولة ما بين الجهات، خلّف صدمة كبيرة لأسرة «السرب الأسود»، لكنه أكد بأن هذا الإخفاق كانت وراءه العديد من العوامل، خاصة نشاط «الكواليس».
وقال شرقي في حوار خص به النصر، بأن هذا الموسم كان بمثابة التجربة التي مكنته من حفظ الدرس جيدا، خاصة في الشق المتعلق بتسيير المنافسة، الأمر الذي جعله يجزم على عدم التفريط في ورقة الصعود الموسم القادم، رغم أن مشكل التمويل يبقى قائما.
*ما تقييمكم للمشوار الذي أداه الفريق في بطولة ما بين الجهات، وتضييع تأشيرة الصعود؟
الحقيقة أننا كنا قد سطرنا الصعود إلى وطني الهواة كهدف رئيسي، وقد حاولنا توفير الأجواء الكفيلة بالتجسيد الميداني لهذا الهدف، من خلال ضبط التعداد، واستقدام لاعبين من أصحاب الخبرة والتجربة، وكذا الانطلاق مبكرا في التحضيرات، لكن الأمور في بداية الموسم عكس ما كنا نتمناه، لأن انطلاقتنا كانت كارثية، خاصة بعد تدشين البطولة بهزيمة داخل الديار أمام مولودية باتنة، وهي النتيجة التي انعكست بصورة مباشرة على وضعية الفريق في باقي المشوار، على اعتبار أننا لم نتمكن من تدارك ذلك التأخر، فوجدنا أنفسنا مجبرين على رفع الراية البيضاء، والخروج من سباق الصعود قبل 10 جولات من نهاية الموسم.
*إلا أن حلم الصعود كبر في قلوب الأنصار في منتصف المشوار؟
رد فعل الأنصار كان منطقيا، لأن التغيير الذي أجريناه على مستوى العارضة الفنية، باستقدام كاوة في الجولة السابعة أحدث الوثبة البسيكولوجية، التي كنا نراهن عليها، فتحسنت النتائج بشكل ملحوظ، بعد تحرر اللاعبين من الضغط النفسي، الذي كان مفروضا عليهم في بداية الموسم، مما مكنهم من الظهور بمستواهم الحقيقي، وتوالي الإنتصارات، جعلنا نتمسك بكامل حظوظنا في الصعود، سيما بعد النجاح في فرض التعادل على مولودية باتنة مع بداية مرحلة الإياب، حيث أن الجميع في قالمة كان يعتقد بأن الترجي سيقول كلمته في نهاية المشوار، فاستعادت مدرجات ملعب سويداني بوجمعة الحيوية، التي افتقدتها لسنوات طويلة، لكن الحسابات الميدانية كان بمعطيات مغايرة كلية لما يتماشى وطموحات المناصرين، لأننا كنا نتأخر بفارق 5 نقاط عن مولودية باتنة، وهذا الفارق لم يكن من السهل تداركه .
*لكن الفريق انهار كلية في الثلث الأخير من البطولة، فهل من تفسير لما حدث؟
نشاط «الكواليس» لعب دورا كبيرا في تحديد هوية البطل مبكرا، لأن التعادل الذي سجلناه بباتنة في «قمة الموسم»، أعطى السباق ريتما مغايرا، وفتح المجال أمام الاختصاصيين في اعتماد الأساليب غير الرياضية، لفرض منطقهم في البطولة، فكان فوز مولودية باتنة في خنشلة على بوجلبانة، ثم في ورقلة على مستقبل الرويسات بمثابة أهم منعرج في سباق الصعود، وهي النتائج التي تحددت بعيدا عن المستطيل الأخضر، بينما كانت التعادل الذي سجلناه في باتنة مع نجم بوعقال، كافيا لإجبارنا على وضع نقطة النهاية لمشوارنا في سباق الصعود، وتبخر حلم الصعود أنهى موسمنا عند الجولة 22، فكانت الجولات المتبقية مجرد إجراء شكلي.
*وماذا عن قضية الاتهامات التي طفت على السطح بعد الهزيمة الثقيلة أمام القرارم؟
بصفتي رئيس النادي، فإنني لم أتقبل إطلاقا الأساليب اللارياضية التي اتبعها بعض اللاعبين، الذين كنا قد وضعنا فيهم ثقتنا، لكنهم خانوا هذه الثقة، والمردود الذي ظهرت به بعض العناصر في الدقائق الأولى، من مباراة القرارم أجبرني على التدخل، من خلال النزول إلى أرضية الميدان وطرد عنصرين على المباشر في منتصف الشوط الأول، خاصة وأن هذه المقابلة كانت قد سبقت بكلام كثير، والاتهامات طالتني أنا شخصيا، رغم أنني كنت قد بادرت إلى تحفيز اللاعبين بمنحة مغرية، ليس لخدمة فريق آخر معني السقوط، وإنما للدفاع عن سمة وتاريخ الترجي، وعليه فإنني اعتبر تلك المباراة «مهزلة» هندس لها بعض اللاعبين، وتبقى «وصمة عار» في مشوار الفريق هذا الموسم، لأنه من غير المعقول أن نتلقى 6 أهداف في قالمة، وأمام أضعف هجوم في البطولة.
*وكيف تنظرون إلى مستقبل الترجي بعد هذه النكسة؟
هذا الموسم هو الثاني لي على رأس النادي، ورغم أنه من الصعب هضم الاخفاق، لكن التجربة تبقى بمثابة الدرس الذي تعلمنا منه الكثير، خاصة ما يتعلق بعملية ضبط التعداد، وكذا تسيير المنافسة، وأهم جانب أصبحنا مطالبين بالتركيز عليه، هو وضع الثقة في لاعبين من ولاية قالمة، والاكتفاء باستقدام عدد محدد من العناصر من أندية أخرى، وهذا لضمان الثقة التامة داخل المجموعة، فضلا عن تقليص حجم المصاريف، لأن الحقيقة التي لا بد أن أقولها أنني أعترف بالأخطاء الفادحة، التي كنت قد ارتكبتها الموسم المنقضي، عند جلب لاعبين بطريقة عشوائية، فكانت العواقب منحهم مبالغ مالية، دون المشاركة ولو حتى في مباراة واحدة، كما أن الطاقم الفني يجب أن يكون من قالمة، لأن القناعة التي توصلت لها أن الصعود إلى وطني الهواة لن يتحقق إلا بأبناء الولاية.
*وهل من توضيحات بخصوص مستجدات الوضعية المالية للنادي؟
هذا المشكل يبقى أكبر عائق اصطدمنا به منذ تولينا رئاسة النادي، لأننا ورثنا فريقا رصيده البنكي مجمدا، والقيمة الفعلية لديونه مازالت إلى حد الآن مجهولة، في ظل تواصل الأحكام القضائية التي تتهاطل على الإدارة، بصرف النظر عن الديون السابقة التي كانت تقارب 4,3 مليار سنتيم، ولو أن هذه القيمة انخفضت بنحو مليار سنتيم، بعد تنفيذ قرارات الحجز، وكذا تنازل أحد المستثمرين عن شطر من ديونه الشخصية، لكن الاشكال الذي يبقى مطروحا يكمن في بقاء قرار تجميد الرصيد ساري المفعول، بعد إحالة الملف على الجهات القضائية للتحقيق، مما حرمنا من استغلال نسبة كبيرة من الاعانات المقدمة للنادي من طرف السلطات المحلية، ومع ذلك فإنني مصمم على لعب ورقة الصعود، والوصول بالترجي لعالم الاحتراف.
حاوره: صالح فرطــاس