أعلن أمس عزالدين بن ناصر، عن قرار استقالته وبصفة رسمية من رئاسة نجم مقرة، وقد جسد ذلك بمراسلة وجهها إلى رئيس البلدية، مع إشعار السلطات المحلية لولاية المسيلة وكذا مديرية الشباب والرياضة، مرجعا السبب الرئيسي في ذلك إلى الإشكالية التي حالت دون برمجة «حفل التكريم»، بعد نجاح الفريق في تحقيق صعود تاريخي إلى الرابطة المحترفة الأولى.
وأكد بن ناصر في اتصال مع النصر صبيحة أمس، قرار انسحابه من رئاسة النادي جاء كرد فعل على موقف السلطات المحلية، لأن الصعود ـ على حد قوله ـ «ورغم أنه صنع الحدث على الصعيد الوطني، بحكم أن الفريق أخرج منطقة مقرة من دائرة الظل إلى الأضواء كرويا، لكنه محليا كان بمثابة «اللاحدث»، وكأن النجم سقط إلى من قسم لآخر، لأن مسؤولي البلدية والدائرة، كانوا قد وعدوا أسرة النادي بتنظيم حفل تكريمي، على شرف اللاعبين ومختلف الطواقم في أوائل شهر رمضان، إلا أن هذه الوعود لم تجد طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع، وبصفتي المسؤول الأول على شؤون الفريق، فإنني لم أعد قادرا على تحمل مسؤولياتي بشأن مستقبل النادي، لأن نجم مقرة كبر، وأصبح بحاجة إلى التفاف كل الأطراف حوله، من أجل المحافظة على المكسب المحقق».
لست بحاجة للتكريمات وسلطات مقرة تتحمل مسؤولية كبيرة
وأوضح بن ناصر في معرض حديثه، بأن إصراره على الإسراع في برمجة حفل التكريم، لا يعني ـ كما قال ـ « بأنني أبحث عن من يكرمني، وأنا شخصيا لست بحاجة إلى التكريمات، لأن ما قدمته للفريق على مدار 21 سنة، يخدم المنطقة التي أعيش فيها، وكل ما في الأمر أنني أريد طي صفحة الصعود نهائيا، والشروع في وضع خارطة الطريق تحسبا للموسم القادم، خاصة وأن رئيسي البلدية والدائرة، كانا قد وعدا اللاعبين بإقامة حفل تكريمي على شرفهم في رابع أيام شهر رمضان الفضيل، وهي الفرصة التي كنا نعتزم استغلالها، لتسوية الوضعية المالية العالقة لكل اللاعبين، مع توضيح الرؤية لكل عنصر بخصوص مستقبله مع النجم، إلا أن هذه الحسابات سرعان ما سقطت في الماء، لأن فرحة الصعود انتهت بعد 24 ساعة من نهاية الموسم، وكأن الفريق أدى موسما عاديا، كما جرت عليه العادة في أقسام الهواة».
وأكد محدثنا في سياق متصل، بأن كامل المسؤولية في هذه الإشكالية تتحملها سلطات مقرة، لأنني ـ كما استطرد ـ « كنت قد تحدثت مع والي المسيلة في الجلسة التي جمعتنا منذ أسبوع، وأكد بأنه على أتم الاستعداد لمشاركة الفريق حفل التكريم، وذلك بمجرد استكمال الإجراءات التنظيمية من طرف مصالح البلدية والدائرة، وأخر الأخبار تفيد بأن الحفل تم تأجيله إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، الأمر الذي دفعنا إلى إعلان الاستقالة وبصفة رسمية، لأن التفكير بعقلانية في مستقبل الفريق، يحتم على الطاقم المسير، رسم خارطة الطريق في أسرع وقت ممكن، من أجل تفادي الدخول في سباق ضد الساعة لترتيب البيت، لأن التفاوض مع الركائز أمر ضروري، واللعب في الرابطة المحترفة الأولى يحتم علينا تدعيم التعداد، لتجنب العودة السريعة من حيث أتينا، وسوق «اللاعبين» ليس سهلا، في ظل بقاء عقود غالبية العناصر سارية المفعول مع أنديتها، واللجوء إلى شراء وثائق التسريح للظفر بخدمات أي لاعب يتطلب أمولا باهظة».
هناك من قزم الانجاز التاريخي
أكد بن ناصر بأن إشكالية برمجة حفل الصعود تعد ـ حسبه ـ «بمثابة تقزيم للانجاز التاريخي الذي تم تحقيقه، لأن تواجد نجم مقرة في الرابطة المحترفة الأولى حلم لم يكن يراود أحدا، وتجسيده ميدانيا زاد من ثقل المسؤولية، لأن لاعبينا كانوا قد تحصلوا على رواتب 6 أشهر، وكنا نريد التفاوض مع كل عنصر على حدا بخصوص الشطر المتبقي، شريطة تسديد منحة الصعود للجميع، فضلا عن قضية الطاقم الفني، دون تجاهل مطلب استغلال مقر «دار الضياف» وكذا أشغال تهيئة الملعب، لأن المستقبل صعب للغاية، والمحافظة على مكانة الفريق مع «الكبار» ليس سهلا، ويمر عبر الانطلاق في العمل الميداني مبكرا، فما بالك أن يبقى كل شيء مؤجل إلى ما بعد العيد، فهذا يعني بأن النجم لن يكون باستطاعته الصمود الموسم المقبل».
ص. فرطاس/ م. مداني