بات مؤكدا أن نهائي الطبعة الحالية، من نهائيات كأس أمم إفريقيا سيعرف اعتلاء بطل «جديد»، منصة التتويج سهرة 19 جويلية الجاري، وذلك بعد خروج بطل النسخة الماضية، المنتخب الكاميروني ووصيفه منتخب مصر من المنافسة من الدور ثمن النهائي، ومن باب الصدف في نفس اليوم، الأمر الذي يفتح الطريق أمام منتخبات أخرى لمواصلة المشوار نحو النهائي، في غياب بعض المنتخبات التي كانت مصنفة في خانة «الكبار»، لكن الخروج المبكر عبر أضيق الأبواب «قزّمها»، وفسح المجال أمام منتخبات لم تكن مرشحة للذهاب بعيدا، من أجل صنع الحدث، وكتابة صفحة جديدة في تاريخ الكرة الإفريقية، التي تغيّرت المعالم الأساسية لخارطتها.
توقف مسيرة الكاميرون ومصر، جاء ليؤكد على أن أضلاع المربع الذهبي للنسخة الحالية، ستكون مختلفة بنسبة كبيرة عن تلك التي كانت في الطبعة السابقة، إذ أنه وباستثناء منتخب غانا، الذي مازال معنيا بالمنافسة، من خلال مواجهة منتخب تونس سهرة اليوم، فإن باقي المنتخبات التي كانت قد نشطت نصف النهائي في الغابون، أصبحت خارج السباق، سيما وأن منتخب بوركينافاسو كان من بين الغائبين عن الدورة الحالية، ولو أن منتخب غانا يبقى وفيا لتقاليده، ببلوغ المربع الذهبي بانتظام في آخر 3 دورات.
واللافت للانتباه، أن الخروج المبكر لبعض المنتخبات التي كانت مرشحة للتنافس على التاج، كان بطريقة «غريبة»، لأن القاسم المشترك في إقصاء كل من الكاميرون، مصر والمغرب يتمثل في توديع «الكان» بمجرد اهتزاز الشباك، لأن هذه المنتخبات كانت قد تخطت عقبة الدور الأول بالمحافظة على عذرية شباكها، لكن فك هذه الشفرة يمهد الطريق للإقصاء، بدليل أن هدفا واحدا من جنوب إفريقيا، وضع مصر خارج فعاليات العرس القاري، وإقصاء المغرب ترسّم بركلات الترجيح، بعد نجاح «سناجب» البنين في الوصول إلى شباك ياسين بونو للمرة الأولى والوحيدة في هذه النسخة، بينما انهارت «أسود» الكاميرون بثلاثية أمام نيجيريا.
بالموازاة مع ذلك، فإن هذه الطبعة جسدت استثمار بعض المنتخبات، التي كانت تصنف في خانة «الصغار» في قرار الكاف القاضي، برفع عدد المشاركين في «الكان» إلى 24، مع اعتماد دور إضافي في المرحلة النهائية، لأن منتخب البنين حقق تأهلا تاريخيا إلى ربع النهائي، رغم أنه لا يحرز إلى حد الآن أي انتصار له في تاريخ مشاركاته في العرس القاري، حيث يشارك لرابع مرة، ومسيرته بها 10 لقاءات، غاب عنها الفوز، والحال نفسه ينطبق على منتخب جنوب إفريقيا، الذي غاب عن الساحة القارية في السنوات الأخيرة، وأفضل انجازاته بلوغ ربع النهائي في النسخة التي نظمها قبل 6 سنوات. ص / فرطــاس
