المدرب المحلي يكسب الرهان في «كان» متعدد الجنسيات
وجه الناخب الوطني جمال بلماضي رسالة واضحة المضمون، خلال الندوة الصحفية التي نشطها سهرة أول أمس، وذلك بتأكيده على أن تواجد المنتخبين الجزائري والسنغالي في نهائي الطبعة الحالية من «الكان»، يبقى أبرز دليل على نجاح المدربين «المحليين» في المهام التي تسند لهم، واعتبر هذا الانجاز بمثابة «النموذجّ، الذي يوجه من خلاله خطابا إلى القائمين على تسيير شؤون كرة القدم في القارة الإفريقية بجميع بلدانها، ليلح على ضرورة وضع الثقة في المدربين الشبان من أبناء البلد.
رسالة بلماضي كانت الاستناد إلى المعطيات الميدانية، لأن نجاح المنتخب الوطني في بلوغ نهائي العرس القاري جاء بعد انتظار دام 29 سنة، وهي المدة التي خاضت طيلتها الفاف الكثير من التجارب، وكان مصيرها الفشل في دورات “الكان، بينما كسب المنتخب السنغالي الرهان، وتأهل إلى نهائي هذه الطبعة تحت قيادة أليو سيسي، الذي يعد من خيرة ما أنجبت الكرة السنغالية في السنوات الماضية، ولو أن التقني السنغالي يحظى بتزكية مسؤولي اتحاد الكرة في بلده منذ 4 مارس 2015، عندما تم تعيينه خلفا للفرنسي جيراس، وقد تمكن من إعادة “أسود التيرانغا” إلى “العالمية” عبر بوابة مونديال روسيا، في ثاني مشاركة للمنتخب السنغال بعد دورة 2002.
نظرة بلماضي إلى النهائي من هذه الزاوية، جاءت كتشريح منه للواقع الذي تعيشه الكرة الإفريقية، فاستغل مخلفات دورة “كان 2019” لتوجيه رسالة إلى مسؤولي الكرة في القارة، مطالبا بضرورة منح الفرصة للتقنيين المحليين لقيادة منتخبات بلدانهم، واعتبر هذه التجربة “الخيار الأنجع”، في وجود جيل جديد من المدربين الشبان.
وشاءت الصدف أن يكون النهائي المقرر هذا الجمعة، بين الجزائر والسنغال محطة للاتقاء بلماضي وسيسي للمرة الثانية في هذه الدورة، ومدرب الخضر يعد ثاني أصغر تقني في هذه النسخة، بعد مدرب أوغندا سيبستيان ديسابر، لكن الملفت للانتباه أن بلماضي المولود بتاريخ 25 مارس 1976 يصغر منافسه على التاج الإفريقي أليو سيسي بيوم واحد، مما يعني بأن النهائي سيجمع بين إثنين من أصغر المدربين في “كان 2019”، وكلما يحمل راية التقني “المحلي”.
ومهما كانت هوية البطل، الذي سيخلف الكاميرون فإن المؤكد أن “الهندسة المحلية” تفوقت في هذه الطبعة على باقي المدارس، سيما الأوروبية منها، لأن الطبعة 32 من العرس الإفريقي كانت “متعددة الجنسيات” بالنسبة للمدربين، في وجود 16 جنسية، لكن بحضور 10 تقنيين “محليين”، ولو أن المدرسة الفرنسية كانت قد خرجت عبر أضيق الأبواب، بعدما سجلت تواجدها ب 8 مدربين، مقابل ثنائي من بلجيكا، في حضرة الجنسيات الألمانية، الصربية، الأسكتلندية، وحتى المكسيكية، غير أن النجاح في نهاية المطاف كان حليف ثنائي “محلي” من الجزائر والسنغال.
ص/ فرطــاس