حذر أخصائي الأمراض الصدرية الدكتور خليفي تهامي، من الاستعمال العشوائي للمكيف الهوائي، لما ينجر عن ذلك من مشاكل صحية في مقدمتها الالتهاب الرئوي، إذ ينصح بضبط هذا الجهاز في درجة معتدلة و بعدم النوم في وضعية مقابلة له، مشيرا إلى أن استعماله العقلاني مفيد خاصة بالنسبة للأطفال الصغار و كبار السن.
الدكتور خليفي، تحدث عن الاستعمالات السيئة للمكيف الهوائي سواء في البيت أو في السيارة و حتى في المكاتب و المساجد، في مقدمتها ضبطه عند حدود 16درجة، و غلق الغرفة دون ترك مصدر للتهوية، ناهيك عن النوم في وضعية مقابلة له و لمدة طويلة، و هو ما يتسبب في جفاف العينين و يؤثر على وظائف الأنف ما يؤدي لحدوث التهابات. و من بين السلوكات التي لها تأثيرات سلبية على الجسم، تغيير درجة حرارة المكيف بشكل مفاجئ ما يؤثر على الجهاز التنفسي، وهو سلوك ينتشر أكثر بين السائقين و في وسائل النقل الجماعية المكيفة، إذ يقضي الأفراد متسعا من الوقت تحت أشعة الشمس الحارقة ثم يركبون بعد ذلك مباشرة وسيلة نقل مكيفة لحد البرودة، وهو ما يتسبب في إصابة الجسم بصدمة قوية و قد يؤدي ذلك إلى التعرض لأزمة قلبية قد تفضي إلى الوفاة، خاصة بالنسبة للشباب الذين يغادرون الشواطئ بعد السباحة في أوقات الذروة و يعمدون إلى تشغيل مكيفات السيارات عند درجة باردة طلبا منهم للانتعاش، وعليه يشدد المختص على ضرورة تجنب الانتقال الصادم من درجة حرارة قصوى إلى أخرى لتلافي الإضرار بالنظام الحيوي للجسم.
و بخصوص بعض المعلومات الشائعة حول منع كبار السن و الأطفال من استعمال المكيف، قال المختص، بأنها فكرة خاطئة مؤكدا، بأن هذه الفئة هي الأكثر حاجة لهذا الجهاز عند ارتفاع درجات الحرارة بشكل محسوس، مع ذلك يحث الطبيب مستخدميه، على أهمية التقيد بالتعليمات السابق ذكرها و الامتناع عن الجلوس أو النوم في مواجهة الهواء البراد الذي ينتجه، موضحا بأن للمكيف فوائد عدة لأن الحرارة المرتفعة تؤثر سلبا على النشاط العقلي و البدني و استعماله يساعد على حفظ هذا النشاط و يمنع التعرق و بالتالي يحسن من الأداء الوظيفي للجسم .
و بخصوص مرضى الجهاز التنفسي الذين يصابون بمشاكل صحية عند ارتفاع درجات الحرارة، فينصحهم الطبيب بتجنب المكيف قدر الإمكان و الابتعاد عن الجلوس أو النوم في مواجهته و ضبطه عند درجة 24 أو 25 مئوية، بحيث يكون الجو معتدلا و لا يشعرون بالبرودة و ينصحهم كذلك بعدم الخروج عند ارتفاع درجات الحرارة خاصة بين الساعة الحادية عشرة صباحا و الثانية بعد الزوال، موضحا بأن ذلك يشكل خطرا كبيرا على جهازهم التنفسي، إذ يصابون بالجفاف كما يعانون من صعوبة في التنفس بسبب التلوث و نقص الأوكسجين في الهواء، مشددا على ضرورة تناول الدواء بانتظام، لأن الإخلال بنظام تناوله يؤدي إلى عدم توازن و تعقيدات صحية كثيرة، خاصة بالنسبة لمستعملي «البخاخات» التي تتطلب التقيد بفارق زمني معين.
محدثنا أكد أيضا، بأن نظام تكييف الهواء النظيف يساعد على استبعاد المواد المسببة للحساسية مثل حبوب اللقاح كما أنه يحسن و يجدد نوعية الهواء، و يقلل من وجود الحشرات و الطفيليات و يحسن الإنتاجية و الأداء الوظيفي، كما يقلل التعرق.
من ناحية أخرى، فإن إغفال الصيانة الدورية للمكيف قد يترتب عنه هواء ملوث رطب مليء بالفطريات و الغبار، و دوران هذا الهواء يمكن أن ينقل الأمراض التنفسية المعدية، ولذلك وجب الالتزام بتهوية القاعات المكيفة باستمرار.
بوقرن أسماء
