أولمبيو الخضر يضيعون برعونة العرس القاري
فشل المنتخب الوطني الأولمبي، في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى النسخة الثالثة من نهائيات كاس أمم إفريقيا لفئة أقل من 23 سنة، المقررة شهر نوفمبر القادم بمصر، وذلك بعد الانهزام سهرة أول أمس، أمام منتخب غانا بهدف دون رد، في لقاء الإياب من الدور الأخير من المرحلة التصفوية، والذي جرى بملعب 8 ماي 1945 بسطيف، بعدما كانت موقعة الذهاب بين المنتخبين بآكرا قد انتهت بالتعادل.
هذا الإقصاء، خلّف خيبة أمل كبيرة في الساحة الكروية الوطنية، لأنه جاء بعد 24 ساعة من الاحتفالية، التي أقيمت بملعب 5 جويلية الأولمبي على شرف أبطال القارة، من خلال مقابلة ودية جمعت الخضر بمنتخب البنين، حيث كان العرس كبيرا، ويليق بمقام بلماضي وأشباله الذين كانوا قد نجحوا في تقديم أغلى هدية للجمهور الجزائري، بانتزاع التاج الإفريقي، وهو التتويج الذي تم تصنيفه في خانة المنعرج الحاسم في مسار الكرة الجزائرية على الصعيد القاري، تمهيدا لعودة قوية إلى الواجهة، وتكرار «سيناريو» بداية ثمانينات القرن الماضي، لكن ما حدث في ملعب سطيف، جعل المتتبعين يقتنعون بأن المنظومة الكروية الوطنية مازالت بعيدة عن سياسة التكوين، وتفتقر للإستراتيجية التي من الضروري أن ترتكز على الاهتمام أكثر بالتشبيب، والتوجه نحو العمل القاعدي، بحثا عن ثمار في منتخبات الفئات الشبانية.
نكسة سطيف تلت ليلة الاحتفاء بأبطال أفريقيا
نكسة الأولمبيين في سطيف، تحتاج إلى تشريح ميداني معمق من أجل الوقوف على الأسباب التي كانت وراء هذا الإخفاق، لأن الظرف لم يكن مناسبا حتى تتجرع الكرة الجزائرية، إخفاقا كان بالإمكان تفاديه، لأن التشكيلة الوطنية كانت يوم الجمعة الفارط، قد عادت بتعادل ثمين من آكرا، دفع بالجميع إلى التأكيد على أن أمر التأهل قد حسم بنسبة كبيرة جدا، سيما بعد النجاح في تسجيل هدف في مرمى غانا خارج الديار، مما أبقى الخضر أمام حتمية المحافظة على عذرية الشباك في لقاء الإياب، لحجز مقعد في دورة «الكان» المقررة بمصر، وحسابات الجزائريين ضبطت مسبقا على تكرار إنجاز «الأكابر»، والعودة بالتاج القاري من الأراضي المصرية، مادام النخبة الأولمبية الوطنية، قد اعتادت على المشاركة في العرس الإفريقي، وقد نشطت نهائي دورة 2015 بالسنغال، وانهزمت أمام نيجيريا، مع نجاحها في العودة إلى «الأولمبياد»، بضمان المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو 2016، بعد غياب امتد على مدار 36 سنة، منذ طبعة موسكو.
الفشل في التأهل إلى دورة «الكان»، يعد سابقة في تاريخ المنتخب الأولمبي الجزائري، لأن الطبعة المقررة بمصر هي الثالثة منذ شروع «الكاف» في اعتماد عرس قاري لفئة أقل من 23 سنة، يكون عبارة عن محطة تصفوية مؤهلة إلى الأولمبياد، والخضر كانوا قد شاركوا في النسخة الأولى بالمغرب في عام 2011، وتجرعوا مرارة الإقصاء من الدور الأول، بينما كان الظهور الثاني بالسنغال موفقا، وكلل بالتأهل إلى أولمبياد ريو دي جانيرو، رغم خسارة النهائي القاري أمام نيجيريا، وعليه فإن الغياب عن موعد مصر في نوفمبر القادم، يقطع الطريق أمام الكرة الجزائرية، لتسجيل تواجدها في الألعاب الأولمبية.
خيارات باتيلي زادت الغانيين قوة !
وتحسر الناخب الوطني التقني الفرنسي ليدوفيك باتيلي كثيرا على هذا الإقصاء، وأكد بأن الندم لن ينفع بعد وقوع الفأس في الرأس، لأن الخضر كانوا قريبين من التأهل، لكن أداء التشكيلة في سطيف كان باهتا، وكأن السعي للمحافظة على عذرية الشباك أربك بوداوي وزملاؤه، لأن التعداد تدعم بخدمات بن شاعة من اتحاد الجزائر، مع إعادة ضم بوداوي من الأكابر، لكن خيارات باتيلي في هذه المقابلة أبقت الكثير من علامات الاستفهام مطروحة، سيما بعد اعتماده على خدمات الحارس سيفور كأساسي، بعدما كان بوحلفاية قد تألق في لقاء الذهاب بغانا، والجميع يعلم بأن سيفور بعيد عن أجواء المنافسة مع «سوسطارة» منذ 3 سنوات، كما أن الاستغناء عن ثنائي شبيبة الساورة فرحي ومسعودي ترك فراغا كبيرا، لتكون الطريقة التي سجل بها المهاجم الغاني كوساني هدف الفوز، أبرز دليل على هشاشة الخط الخلفي للنخبة الوطنية، لأنه توغل بين 5 لاعبين، وأودع الكرة بكل سهولة في الشباك.
هذه النكسة، أثبتت بأن الإنجاز التاريخي الذي حققه «كومندوس» بلماضي قبل نحو شهرين في الأراضي المصرية، يبقى بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة بالنسبة للكرة الجزائرية، مادامت سياسة التكوين تبقى غائبة، رغم أن المنتخب الأولمبي، كان عبارة عن مشروع حاولت الفاف الاستثمار فيه منذ سنتين تحت قيادة شارف وعشيو، وباتيلي استلم المهام في فيفري 2019، بعقد يمتد لسنتين، لكنه فشل في تجسيد الهدف الرئيسي الذي تم تسطيره.
ص / فرطـاس