أم درمان.. جسر عودة للمونديال و رابط لأجيال الخضر
رغم مرور عشر سنوات كاملة عن المباراة الملحمية والفاصلة بأم درمان، والتي مكنت المنتخب الوطني من العودة إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب دام 24 سنة كاملة، عقب الإطاحة بمنتخب مصر بهدف لصفر، من توقيع صخرة الدفاع عنتر يحي بصاروخية لم يحرك لها الحارس الأسطوري للفراعنة عصام الحضري ساكنا، إلا أن نجوم المنتخب الوطني، الذين كانوا وراء ذلك الإنجاز الباهر الذي أخرج كافة الشعب الجزائري للشوارع والأزقة للاحتفال، ما زالوا يتذكرون تلك اللحظات، ولا يدعون أي فرصة تمر دون استحضار ذلك المشهد الاستثنائي في تاريخ الكرة الجزائرية، وهو ما أكدته المنشورات الأخيرة، لرفاق القائد الأسبق مجيد بوقرة، الذي كان في الموعد بداية من منتصف ليلة الأحد الفارط، من خلال وضع صور جميلة لملحمة أم درمان، عبر حسابه الرسمي بموقع "إنستغرام"، وسط تفاعل كبير من زملائه السابقين ( مطمور وعنتر يحي وصايفي وزياني)، وحتى العناصر الحالية للمنتخب الوطني التي كانت حريصة، رغم انشغالها بمباراة بوتسوانا بالعاصمة غابورون، على تهنئته بطريقتها الخاصة، من خلال إبداء إعجابها بتلك اللحظات، التي كان فيها رفاق هاريس بلقبلة صغارا لا تتعدى أعمارهم 15 ربيعا، غير أنهم لم يضيعوا فرصة الاحتفال بذلك الفوز الثمين المحقق على حساب الفراعنة، بعد أيام قليلة من مباراة القاهرة التي شهدت أحداث مؤسفة، عقب التعدي الفاضح والصارخ على حافلة المنتخب الوطني، وإصابة بعض الأسماء، على غرار المعتزل مؤخرا رفيق حليش وخالد لموشية، اللذان سالت دماؤهما بعد إصابتهما بحجر.
هذا، ولفت مدرب الفجيرة الإماراتي الأنظار إليه بالصور المعبرة التي نشرها، كونها لم تقتصر على اللحظات المتعلقة، بتخطي عقبة المصريين بأم درمان فقط، بل حرص "الماجيك" على وضع صور لأبطال إفريقيا 2019، تحت إشراف جمال بلماضي، وكأنه كان يشير إلى القاسم المشترك بين هذين الجيلين، ونعني مصر التي تغلب عليها رفاق عنتر يحي بصعوبة كبيرة، عقب تصفيات ماراطونية مكنتهم من التواجد بالعرش العالمي بجنوب إفريقيا، كما كانت أرض الفراعنة فأل خير على رفاق رياض محرز، الذين حققوا أول لقب قاري للخضر خارج الجزائر.
ولم يكن استحضار تلك المقابلة الخالدة مقتصرا على بوقرة فقط، بل حتى النجم الأسبق لنادي بوروسيا مونشغلادباخ الألماني كريم مطمور، تحدث عنها في مختلف حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، شأنه في ذلك شأن عريس تلك الليلة عنتر يحي، الذي لا يضيع أي فرصة لتذكر هدفه التاريخي، الذي جاء عبر قذيفة صاروخية، وضعت الخضر بالمونديال بعد غياب لعدة سنوات، ولو أن الشيء اللافت في كل هذا هو اعتزال غالبية نجوم تلك الملحمة باستثناء عناصر قليلة، ونعني بالذكر نذير بلحاج الناشط الآن في نادي السيلية القطري وحسان يبدة الذي ورغم تقدمه في السن يرفض تعليق الحذاء، دون نسيان المخضرم رفيق حليش المحترف بالبرتغال، بالموازاة مع الحارس الذي أرعب المصريين في تلك الليلة فوزي شاوشي الذي يتواجد دون فريق مؤخرا، بعد فسخ عقده مع أهلي البرج، إضافة إلى المايسترو مراد مغني الذي يعارض ترك الميادين، رغم معاناته الدائمة مع شبح الإصابة، إذ عاد مؤخرا لمداعبة "معشوقته" من بوابة ناد هاو بفرنسا، فيما تحولت بقية النجوم لميادين ومجالات مختلفة، على غرار مجيد بوقرة الذي بات مدربا محترفا، ويقود الآن نادي معروف بالإمارات، فيما يدرب سمير زاوي فريقه الأصلي جمعية الشلف، أما عنتر ومنصوري وغزال، فقد باتوا مسيرين ووكلاء أعمال لعدة لاعبين.
مروان. ب