ضرب أمس، ترجي قالمة عدة عصافير بحجر واحد، بعد فوزه على مولودية باتنة، في قمة تقليدية وفت بكامل وعودها، خاصة من حيث الإقبال الجماهيري القياسي، لأن «السرب الأسود» أخذ بثأره من «البوبية» بعد 30 سنة من موقعة نصف النهائي، فضلا عن نجاح الترجي في العودة مجددا إلى ثمن النهائي، بعد غياب عن هذا الدور المتقدم دام 14 موسما.
اللقاء، سار في بدايته على وقع انطلاقة حذرة من الطرفين، بالتزام كل فريق الخيارات الدفاعية، الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على فيزيونومية اللعب، في غياب الفرص السانحة للتهديف، مع انحصار الصراع في وسط الميدان.
أولى المحاولات كانت بعد مرور 16 دقيقة، لما نفذ دقيش كرة ثابتة صوب زميله هديبلي، الذي كاد برأسية محكمة أن يفتتح مجال التهديف لولا براعة حارس الضيوف، ليكون رد «البوبية» بعد دقيقتين فقط عن طريق كنون، الذي كاد أن يخادع حارس الترجي بوعزيزي بتسديدة قوية.
منعرج المقابلة كان في الدقيقة 27، عندما نجح مدافع المولودية مزهودي في هز شباك فريقه السابق، بمخالفة مباشرة من الدائرة المركزية وتسديدة قوية، مستغلا سوء تموقع الحارس بوعزيزي.
هذا الهدف أعطى اللقاء ريتما مغايرا، بعد خروج «السرب الأسود» من قوقعته، في محاولة للعودة في النتيجة، لكن المهمة لم تكن سهلة، لأن تشكيلة المولودية رفعت من إيقاعها، حيث شكل الثنائي فول وغضبان خطورة كبيرة على المحليين، وقد كان غضبان قريبا من مضاعفة النتيجة عند الدقيقة 35، بعد تلقيه تمريرة من سباب، إلا أن بوعزيزي أنقذ فريقه من هدف محقق.
من الجهة المقابلة، فإن محاولات الترجي في البحث عن هدف التعادل طغت عليها العشوائية، غير أن الوقت بدل الضائع حمل الأخبار السارة للقالميين، بعد عمل ممتاز من مراح ختمه بفتحة ناحية زميله حمودة، الذي كان متحررا من المراقبة وأسكن الكرة برأسية محكمة في مرمى براهيمي ومفجرا فرحة عارمة في المدرجات.
معطيات المقابلة في نصفها الثاني تغيرت، بعد إقدام مدرب الترجي بلخن على لعب ورقة الهجوم، بإقحام المستقدم الجديد قرمان، وهو الخيار الذي مكن «السرب الأسود» من التحكم في زمام الأمور، وأجبر عناصر المولودية على التراجع إلى الدفاع، وقد كاد حمودة أن يرجح كفة المحليين في الدقيقة 56، اثر انفراده بالحارس بعد تلقيه تمريرة من قرمان، غير أن براهيمي أنقذ مرماه من هدف محقق.
إلى ذلك، فقد عمد المدرب المؤقت لمولودية باتنة كيال، إلى تعزيز خط وسط الميدان لاَمتصاص اندفاع المحليين، خاصة وأن الخطورة كانت كبيرة من جانب الترجي، عن طريق كل من مراح وقرمان، لتجد السيطرة المطلقة لأهل الدار طريقها إلى التجسيد في الدقيقة 70 بتوقيع الهدف الثاني عن طريق «الجوكير» قرمان، الذي أحسن ترجمة مجهود زميله مراح على الجهة اليمنى، مفجرا فرحة هيستيرية في المدرجات، بدليل أن الحكم حنصال اضطر إلى انتظار مدة 5 دقائق، قبل إعطاء إشارة استئناف اللعب.
بعد هذا الهدف قرر مدرب المولودية إدخال المهاجم شنيقر بديلا لغضبان، في غياب حاج عيسى وبهلول، إلا أن هذا التغيير لم يكن كافيا من أجل تدارك الوضع، لأن سيطرة الترجي تواصلت، وقد كان قرمان قريبا من تسجيل هدف الاطمئنان في الدقيقة 75، لولا تسرعه.
باقي فترات المقابلة كانت تحت ضغط رهيب، لكن دون تسجيل خطورة من الجانبين، إلى غاية إطلاق الحكم حنصال صافرة النهاية.
ص /فرطاس