ضم التقني الجزائري حمزة سرار صوته لكل المنادين بضرورة التقيد بتدابير الحجر الصحي وملازمة البيوت، لوقف انتشار فيروس كورونا، الذي وصفه في حوار مع النصر بالعدو المجهول والقاتل، وقال مدرب رديف تشارلتون إن بريطانيا التي تحوز إمكانات كبير ة ومنظومة صحية متطورة، فشلت في التصدي لهذا الوباء، بدليل عدد الإصابات المتسارع ووتيرة الوفيات المخيفة.
rمرحبا كوتش، كيف الأحوال وماذا تفعل في هذا الظرف الصعب والحساس؟
أنا متواجد بالمملكة المتحدة، التي أقيم بها بحكم عملي مع نادي تشارلتون الانجليزي، ولم يكن لي أي سبيل سوى البقاء بجانب عائلتي هناك، رغم تعليق كافة المنافسات، أنا ملازم لمنزلي منذ أربع أسابيع كاملة، استجابة لطلب السلطات التي تبحث عن القضاء على وباء كورونا بالحجر الصحي، ولو أن ذلك لم يكن كافيا لحد الساعة لاحتواء هذه الأزمة العالمية، بدليل أن عدد المصابين في ارتفاع يومي، في انتظار تراجع الأعداد المصابة في الأيام القادمة، خاصة وأن إجراءات الحجر الصحي محترمة بشكل كبير من الشعب الانجليزي، الواعي بخطورة المرحلة الحالية، ولذلك وجب على أبناء بلدي الجزائر عدم الاستهتار والتقيد بالتعليمات، لتفادي تسجيل أرقام مرعبة كما يحدث في جُل بلدان أوروبا.
rالمملكة المتحدة رغم إمكاناتها لم تتحكم في الوباء، ألا تعتقد بأن ذلك إنذار للجزائريين للتقيد بالحجر الصحي، كونه السبيل الوحيد للتغلب على كورونا ؟
يجب أن نُقر بأن هذا الوباء تغلب على الجميع، فحتى من كنا نعتبرهم بالدول العظيمة، سقطت أمام هذا العدو المجهول والمخفي، ويكفي أن نرى ما يحدث للولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا وهولندا، فكلها لم تجد حلا للقضاء على كورونا، رغم ما تملكه من إمكانات ضخمة، سواء في المجال الطبي أو حتى المعلوماتي، ولذلك علينا أخذ العبرة، والتقيد بالتعليمات لتفادي الوقوع في سيناريوهات مشابهة لهذه البلدان، خاصة وأننا لن نستطيع آنذاك التحكم في الأعداد المصابة بالفيروس، يكفينا أننا تخطينا عقبة الألف مصاب، وهذا مؤشر خطير، وإن لم نتعامل مع الأسبوعين القادمين بذكاء، ستكون الكارثة لا قدر الله.
rما رسالتك للشعب الجزائري الذي مازال يتجول بالشوارع رغم كافة التحذيرات؟
أجل، تابعت ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى عبر شاشات التلفزيون، إذ لاحظت بأن هناك بعض الاستهتار من طرف بعض الأشخاص، وكأن الأمر لا يعنيهم، ولذلك وجب عليهم مراجعة حساباتهم من جديد، على اعتبار أنهم لا يهددون أنفسهم فقط، بل يهددون كل من يحيط بهم، بالنظر إلى خطورة هذا الوباء، الذي من أبرز مميزاته أنه سريع الانتشار، ولا يميز بين الكبير والصغير، كما أنه فتاك ويكفي إحصاء عدد الوفيات لحد الآن، ولذلك رسالتي واضحة للجزائريين، وهي ضرورة ملازمة البيوت إلى غاية التحكم في الوضع، وبعدها سيكون لنا كلام آخر، علينا أن نمد يد العون للسلطات العمومية فتطبيق الحجر الصحي الشامل بالجزائر ليس سهلا في وجود عدة عراقيل، على عكس البلدان الأوربية التي ورغم كل ما تملك لم يكن هينا عليها الذهاب لهذا الإجراء المعقد.
rما رأيك في التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإنجليزي والمتعلقة بالاستعداد لتوديع بعض الأصدقاء والأحباء، في ظل خطورة هذا الفيروس ؟
تود الصراحة، تصريحات جونسون أثارت حالة من الهلع والرعب في أوساط الانجليز، كما جعلت الشعب أكثر جدية في التعامل مع الوضع الراهن، فمثل هذه الخطابات السياسية، ورغم قسوتها من شأنها أن تثير المخاوف، وتجعل الجميع حذرا في التعامل مع هذا الفيروس، الذي ليس له أي دواء لحد الآن، أرى بأن سياسة التخويف ضرورية لمكافحة هذا الوباء، الذي لا يبدو أنه سيزول قريبا.
rألا تعتقد بأن تأخر رابطة الدوري الانجليزي للمحترفين في تعليق المنافسات وراء تفشي كوفيد 19 ؟
يجب أن نعترف بأن القائمين على شؤون كرة القدم في انجلترا تأخروا في تعليق المنافسة، حيث خاضوا عدة لقاءات بحضور الجمهور رغم بداية انتشار الوباء بقوة في أوروبا، وهو ما تسبب حسب وجهة اعتقادي في انتقال العدوى، كما حدث في بعض البلدان الأوروبية المجاورة، علينا أن نعي بأن كرة القدم لا تساوي شيئا في هذا الظرف، فالجميع متلهف حول ما ستجود به الأبحاث الطبية، على أمل إيجاد لقاح ناجع يكفينا شر هذا الفيروس، الذي قلب الموازين وغير المفاهيم.
rبماذا تريد أن تختم الحوار ؟
أقولها وأعيدها الزموا بيوتكم وإن لم تفكروا في مصلحتكم فكروا في أوليائكم وذويكم، وعن نفسي هي فرصة للتقرب أكثر للمولى عزوجل، فأنا استغل وقتي في ترتيل وقراءة القرآن الكريم، كما أستمتع بالتواجد مع أفراد عائلتي بعد موسم مُضني.
حاوره: مروان. ب