يتمنى حارس شباب قسنطينة أن تسمح الظروف الحالية لمختلف النوادي الجزائرية من العودة للتدريبات الجماعية وفق شروط محددة، مؤكدا في حوار للنصر أن الاقتداء بالتجربة الألمانية قد يكون حلا ناجعا، كما عاد ابن مدينة عنابة مرة أخرى، لظروف مغادرته الدوري السعودي وحمل قميص السنافر مجددا، رافضا وصف تجربته مع نادي ضمك بالفاشلة.
*كيف هي أحوالك، وماذا عن يومياتك في الحجر الصحي ؟
بخير والحمد لله، وتفكيري منصب حول وباء كورونا الذي يشغل بال الجميع مؤخرا، أنا متواجد الآن بمسقط رأسي بمدينة عنابة، منذ تعليق المنافسة وتوقف كافة النشاطات الرياضية، حيث أحاول أن لا أغادر منزلنا إلا للضرورة القصوى، كما أسعى للتقيد بكافة الإجراءات والتدابير الخاصة بالحجر الصحي، فيما استغل الفترة المسائية للتمرن، للحفاظ على لياقتي البدنية، خاصة وأن البقاء دون تدريبات لثلاثة أيام فقط، قد يجعلك مطالبا بإعادة التحضيرات من جديد.
*ما رأيك في قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بتمديد الموسم الكروي ؟
كان لزاما على الفيفا اتخاذ هذه القرارات الحاسمة، في ظل الأزمة التي نعيشها مؤخرا، بعد توقف كافة الدوريات في العالم، ولا يبدو أن العودة لأجواء المنافسة في جل البطولات سيكون قريبا، في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا، وهو ما سيجعل الموسم الكروي يمتد إلى الصائفة، ولو أن هذا سيكون صعبا على النوادي واللاعبين، ولكن الضرورة تقتضي التماشي مع المعطيات الحالية، حتى ولو كنت آمل في العودة للتدريبات عن قريب، من أجل الاستعداد جيدا للمرحلة المتبقية، وهنا أرى بأن على المسؤولين على شؤون الكرة في الجزائر الاقتداء بما يحدث في ألمانيا، أين عادت بعض الفرق للتدريبات، ولكن بإتباع شروط محددة، على غرار شالك وبايرين ميونيخ، حيث تتدرب عناصرهم عن بعد، وتقوم بتطبيق الحجر الصحي بشكل عادي، ولو أن هذا يبدو صعبا بعض الشيء في الجزائر.
*لنتحدث الآن عن عودتك للسنافر، خاصة وأن هناك من قال بأنها جاءت بعد تخلي ضمك عن خدماتك، بماذا تعلق ؟
ما يقولونه مُخالفا تماما للواقع، ولذلك سأسرد لكم القصة كاملة، فبعد التحاقي بنادي ضمك الصائفة الماضية أمليت عليهم بعض الشروط، على غرار منحي وثائق تسريحي في الميركاتو الشتوي، في حال عدم نجاحنا في حصد عدد معين من النقاط وهو ما حدث، أين حققنا نتائج سيئة، وتأكدت بأن الفريق في طريقه نحو السقوط، لأقترب من الإدارة لتفعيل بند مغادرتي، غير أنهم عارضوا ذلك، واقترحوا تجديد عقدي، والسماح لي بالانتقال على شكل إعارة، ولكنني رفضت الأمر جملة وتفصيلا، وكنت حريصا على إنهاء كافة التزاماتي مع الفريق حتى أنضم للشباب نهائيا، لقد وجدت بعض العراقيل، ولكن مع قدوم المدرب نور الدين زكري زال كل شيء، حيث ساعدني على الرحيل، وأنا أحييه بالمناسبة.
....ولكن هناك من وصف تجربتك في السعودية بالفاشلة، كيف ترد ؟
الحديث عن هذا يثير استغرابي، فكيف يتحدثون عن فشل تجربتي، وأنا الذي قدمت مباريات كبيرة، وتم اختياري في عدة مناسبات كأفضل لاعب في المواجهات، كما تم تصنيفي ضمن أفضل الحراس من حيث التصديات، إلى جانب زملائي الجزائريين المتألقين في الدوري السعودي، وأعني مبولحي وعسلة ودوخة، لقد كنت وراء قرار العودة للجزائر لأسباب سبق أن تحدثت عنها، ويكفيني أنني تلقيت عروضا بالجملة، ولكن اختاري وقع على الشباب لعدة معطيات، أبرزها أنني أعرف الفريق جيدا، كما أن رحيل بعض المسيرين شجعني أكثر.
*كيف وجدت شباب قسنطينة مقارنة بالموسم الماضي ؟
لم تتغير الكثير من الأمور والفريق حافظ على نفس التركيبة تقريبا، ولو أن الشباب أصبح الآن تحت إشراف المدرب كريم خودة عوض التقني الفرنسي دينيس لافان، الذي كانت النتائج جيدة معه الموسم الماضي، بعد أن عمل بنية صافية، ولكن بعد أن غيّر طباعه هذا الموسم لأسباب يعرفها الجميع، كان لزاما التخلي عنه، لأن الأشياء كانت مهددة للوصول إلى طريق مسدود لو استمر مع السنافر، نحن نعمل الآن في أجواء مريحة مع كريم خودة، ونسعى جاهدين لمد يد العون له، خاصة وأن لدينا طموحات نرغب في الوصول إليها مع نهاية الموسم.
*حققتم نتائج متميزة في آخر موسمين، جعلتكم تصنفون ضمن أفضل جيل في تاريخ الشباب، أليس كذلك؟
الموسم الفارط كانت لدينا تشكيلة متميزة، وهي امتدادا للفريق الذي قاد الشباب للقب البطولة الذي طال انتظاره، حيث حققنا ذلك الإنجاز تحت إشراف المدرب القدير عبد القادر عمراني، قبل أن يتولي زمام العارضة الفنية دينيس لافان الذي قادنا لإنجاز غير مسبوق أيضا في رابطة الأبطال الإفريقية، بعد الوصول للدور ربع النهائي، والإقصاء أمام بطل تلك النسخة الترجي التونسي، فضلا عن الوصول للمربع الذهبي في مسابقة كأس الجمهورية، أين غادرنا المنافسة على يد شباب بلوزداد، بعد الاحتكام لنتيجتي مباراتي الذهاب والإياب، ولو أنني لم أخض موعد 20 أوت للإصابة كما تعلمون، لقد أضعنا فرصة تاريخية، ولكن نتائجنا تبقى باهرة، وتضعنا حسب اعتقادي ضمن الجيل الأفضل في تاريخ هذا الفريق العريق، على اعتبار أنه لم يسبق لأجيال أخرى أن حققت تلك النتائج الباهرة.
*حدثنا عن تجربتك مع المنتخب الوطني ؟
لا أزال متأثرا لما حدث لي مع الخضر، فبعد أن التحقت بالمنتخب في فترة دفاع عن ألوان الموب، كنت أعتقد بأن الفرصة ستتاح لي أكثر بعد الانضمام إلى الشباب، حيث استدعيت في عهد الناخب الأسبق رابح ماجر الذي منحني شوطا واحدا في لقاء إفريقيا الوسطى، وهناك لم أختبر على الإطلاق، وقدمت ما هو مطلوب مني، لأفاجئ بعدها باستبعادي دون سابق إنذار، رغم تواجدي في فورمة عالية، حيث قدت الشباب للتتويج بلقب البطولة، أنا لم أجد أي تفسيرات، وإن أتيحت لكم الفرصة اسألوا ماجر عن ذلك، ولو أن السبب من وجهة اعتقادي متعلق بالشباب، فهذا الفريق لاعبوه مهمشون بشكل غريب مع المنتخب، فأنا أتذكر استبعاد عدة لاعبين مميزين من قبل، كما أن الجميع على يقين بأن حسين بن عيادة لديه مكانة مع الجيل الحالي، غير أنه لا يستدعى سوى في مناسبات قليلة جدا.
*هل لديك مكانة مع الجيل الحالي؟
أرى نفسي قادرا على الدفاع عن ألوان المنتخب من جديد، خاصة وأنني استرجعت كافة مؤهلاتي، كما أنه لا يوجد من هو أفضل مني باستثناء مبولحي المُهيمن على عرين الخضر منذ عشر سنوات كاملة، وأنا أراه الأحق بالتواجد في التشكيلة الأساسية، كما أرشح أيضا عسلة، نظير المستويات الباهرة التي يقدمها في الدوري السعودي، فأرقامه أفضل حتى من مبولحي، إضافة إلى ألكسندر أوكيجة.
حاوره: مروان. ب