يرى السباح الواعد جواد صيود، أن اللجنة الأولمبية العالمية كانت محقة بتأجيل أولمبياد طوكيو إلى العام المقبل، كونه سيمنح الرياضيين المتأهلين فرصة الاستعداد الجيد واستدراك ما فاتهم، بسبب تفشي فيروس كورونا، وهو الموعد الذي يحضر له بجدية رغم الظروف الحالية التي يعيشها العالم، وقال ابن مدينة قسنطينة في حوار مع النصر، إنه يتمنى أن يسجل حضورا مميزا في ذات الألعاب رفقة أسامة سحنون، لأجل تشريف الرياضة الجزائرية ومدينة قسنطينة، التي وصفها بمشتلة السباحة الجزائرية.
n هل لك أن تقدم نفسك للجمهور الرياضي ولعشاق السباحة بالتحديد ؟
جواد صيود سباح دولي يبلغ من العمر 20 سنة وُلد وترعرع بقسنطينة، أين درست بالجامعة القرآنية بمسجد الأمير عبد القادر لثلاث سنوات، قبل الالتحاق بابتدائية بوحبيلة بحي 5 جويلية، غير أنني هاجرت بعدها رفقة عائلتي صوب فرنسا، أين نقيم الآن بمنطقة “باربينيون”، ولو أنني أعيش بمفردي منذ قرابة سنة بمدينة “بودابيست”، أنا لا أمتلك اختصاص محدد كباقي السباحين، حيث لدي المقدرة للسباحة في كافة الأنواع، وهو ما يعتبره المتتبعون من أبرز نقاط قوتي.
n وأين تتواجد الآن ؟
متواجد بمنطقة “باربينيون” بجنوب فرنسا رفقة عائلتي، بعد أن قضيت سنة كاملة بالعاصمة المجرية “بودابيست”، رفقة فريقي إيرون سويم بودابيست، ولكن بعد غلق كافة المسابح في أوروبا، عقب تفشي فيروس كورونا، قررت الالتحاق بعائلتي، والوقوف إلى جانبها في هذه الفترة العصيبة التي تعيشها البشرية، على أمل أن يزول هذا الوباء قريبا، وأعود إلى ممارسة رياضتي المفضلة السباحة.
n كيف هي الأوضاع بجنوب فرنسا بعد تفشي فيروس كورونا ؟
لم أغادر منزلنا العائلي منذ قرابة 25 يوما، استجابة لتعليمات السلطات الفرنسية التي طبقت الحجر الصحي الشامل منذ عدة أسابيع، بعد أن اجتاح فيروس كورنا كافة المدن تقريبا، ولو أن الأوضاع بالجنوب الفرنسي بالقرب من الحدود الإسبانية أقل سوء مقارنة بشمال البلاد، رغم تسجيل نسبة معتبرة من الوفيات التي جعلتني حزينا، كونكم تعلمون استحالة حتى الاهتمام بالجثث، للإجراءات المتبعة في التعامل مع ضحايا هذا الفيروس الخطير، الذي فاجأ البشرية جمعاء.
n ماذا عن يومياتك في الحجر الصحي ؟
يومياتي تختلف، ولكن في مجملها تكون على الشكل التالي، حيث أتدرب لقرابة ساعة في الصبيحة عن طريق الدراجة الثابتة، وبعض التمارين الخفيفة، لألتحق بإخوتي للاستمتاع بعض الشيء بألعاب “الفيديو” و”البلاي ستايشن” و”الدومينو”، قبل أن أخذ قسطا من القيلولة التي اعتبرها أمرا إلزاميا بالنسبة للرياضي، لأتدرب مجددا في الأمسية وتكون الحصة مخصصة لتقوية العضلات، كما أحاول بعدها مساعدة شقيقي الأصغر على أداء واجباته المنزلية، خاصة وأنه بات يدرس عن بُعد، عقب غلق كافة المدارس والجامعات بكافة دول أوروبا تقريبا.
n حدثنا عن تتويجاتك ؟
كما تعلمون التحقت بالمنتخب الوطني سنة 2011، بمناسبة البطولة العربية التي احتضنتها الجزائر، وأمتلك عدة إنجازات فردية وجماعية، أبرزها حصولي على ثلاث ميداليات في البطولة العربية للشباب في مصر سنة 2017، إلى جانب احتلالي المرتبة الثامنة في البطولة العالمية للأواسط بالولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى حصولي على ذهبيتين في البطولة الإفريقية الأخيرة التي احتضنتها المغرب سنة 2019.
n تعد الرياضي الجزائري الأكثـر تتويجا في البطولة الإفريقية الأخيرة، أليس كذلك؟
أجل، لقد تشرفت بكوني الرياضي الجزائري الأكثر تتويجا في البطولة الإفريقية الأخيرة، حيث حصدت أربع ميداليات، من خلال التتويج بذهبيتين في الفردي، وبرونزيتين مع الفريق، وهذا ما جعلني سعيدا جدا بما وصلت إليه، بعد تضحياتي الكبيرة في التدريبات، حيث أقضي أوقاتا طويلة بالمسابح، لكي أكون في أتم الجاهزية للمواعيد الكبرى.
n هل اقتطعت تأشيرة التأهل إلى أولمبياد طوكيو ؟
بطبيعة الحال، أنا متأهل إلى أولمبياد طوكيو المؤجلة بعد الأزمة التي شهدها العالم مؤخرا، حيث شرعت في التحضير لهذا الموعد منذ فترة بالتدرب بالعاصمة “بودابيست” رفقة البطل الأولمبي في ثلاث مناسبات كاملة كاترينكا، ولكن استعداداتي توقفت بعد تفشي فيروس كورونا، أين اختلط البرنامج على كافة الرياضيين، ولو أنه لحسن حظنا أنا اللجنة الأولمبية أخرت هذه التظاهرة العالمية إلى السنة المقبلة، مما سيجعلنا نحضر بكل أريحية لهذا العرس الرياضي الكبير.
n لن تكون السباح القسنطيني الوحيد بطوكيو، على اعتبار أن البطل الآخر أسامة سحنون حجز له مكانة أيضا، ما تعليقك؟
لا تجمعني علاقة صداقة بالسباح أسامة سحنون، كونه أكبر مني سنا، ولكن هذا لا يمنعني في التعبير عن إعجابي الكبير، بإنجازات هذا السباح الذي ينحدر هو الآخر من مدينتي قسنطينة، وبالتالي أنا أتمنى له حظا موفقا في مشواره، ولم لا يُشرف الجزائر ومدينة الجسور المعلقة خلال أولمبياد طوكيو، لكي ننجح سوية في إعادة أمجاد السباحة القسنطينية التي أنجبت أسماء كبيرة، في شاكلة جمال يحيوش صاحب الثلاثية الإفريقية وأول سباح جزائري يشارك في الأولمبياد.
n ما رأيك في السباحة الجزائرية ؟
الجزائر لطالما امتلكت سباحين متميزين على المستوى العربي والإفريقي، وتُعد من وجهة اعتقادي من أفضل الدول في هذه الرياضة، ولكن علينا الاهتمام أكثر بهذا المجال، للسماح للسباحين بتطوير إمكاناتهم والتألق في البطولات العالمية.
n تُعد من مناصري شباب قسنطينة الأوفياء رغم تواجدك الدائم بالمهجر...
أجل، أنا من مشجعي شباب قسنطينة الأوفياء، وأحاول عدم تضييع مبارياته المنقولة عبر شاشات التلفزيون، كما لا أضيع أي فرصة للتنقل إلى مدرجات ملعب الشهيد حملاوي عندما أكون بقسنطينة، وهناك شيء آخر يخص علاقتي بهذا الفريق، حيث أتواصل مع بعض اللاعبين الحاليين، على غرار المهاجم أمين عبيد، الذي يعد صديقا مقربا لي.
n ما هي رسالتك للشعب الجزائري في هذا الظرف الحساس ؟
أتابع ما يحدث في الجزائر عن كثب، وآمل أن يرفع المولى عزوجل هذا الوباء في أقرب وقت، كما استغل الفرصة عبر جريدتكم للبعث برسالة خاصة للشعب الجزائري، من أجل الالتزام بالتعليمات والتقيد بإجراءات الحجر الصحي، كونهما السبيل الوحيد للتغلب على هذا الفيروس الخطير، الذي تسبب في حصد أرواح مئات الآلاف من الأشخاص عبر العالم لحد الآن، الزموا بيوتكم واستمتعوا بوقتكم مع عائلاتكم وأبنائكم، لأننا نتطلع جميعا أن يدخل علينا شهر رمضان باليمن والبركات، ولم لا يعود الجميع لبيوت الله (المساجد ) الموصدة أبوابها منذ فترة.
n بماذا تريد أن تختم الحوار؟
قبل أن أختم كلامي، أوجه نداء آخر لأنصار شباب قسنطينة بملازمة بيوتهم وتقديم مثال للجميع عن التمتع بروح المسؤولية، كما أحيي كافة أصدقائي بمدينة الجسور المعلقة، وفي مقدمتهم المناصر الوفي عمي حسان كموش، وأرجو الله أن يُشفي مرضانا، ويرحم موتانا، وموتى كافة المسلمين وشكرا لكم على منحي هذه الفرصة، للتواصل مع الجمهور الرياضي والشعب الجزائري في هذه الفترة العصيبة.
حاوره: مروان. ب