lوصف محرز الكرة النسوية لن يكمله سوى قيادة الخضر للألقاب
بدت لاعبة المنتخب الوطني إيمان مروش جد سعيدة وفخورة بثناء موقع الكاف على مؤهلاتها، بعد إعادة بث فيديو يظهر أحسن مراوغاتها في كأس إفريقيا الأخيرة، وقالت أفضل لاعبة جزائرية الموسم الماضي، في حوار مع النصر، إن طموحاتها كبيرة ومنها احتراف الكرة خارج الجزائر، مؤكدة أن فترة الحجر الصحي وما سببه فيروس كورونا استغلته في تطوير مهاراتها المنزلية، من خلال «التربص» على يد والدتها في مجال الطبخ، حتى أنها أصبحت بارعة في تحضير العديد من الأطباق.
- بداية كيف تقضين يومياتك في الحجر الصحي ؟
يومياتي باتت متشابهة، وأشعر خلال فترة الحجر الصحي المنزلي بأننا في أيام الشهر الفضيل، حيث أستيقظ متأخرة من النوم، وأسارع لمساعدة والدتي بمختلف الأعمال المنزلية، ولكن ليس بشكل يومي، حيث تقتصر العملية على أيام محددة فقط، في وقت أحاول فيه التدرب أيضا للحفاظ على لياقتي البدنية، خاصة وأنه تم استبعاد الموسم الأبيض حسبما أقره الاتحاد الدولي لكرة القدم في آخر بيان نشره.
- ماذا استفدت من ملازمة البيت ؟
غادرت المنزل مرة واحدة في غضون شهر كامل، وكانت الخرجة مخصصة لإجراء بعض التحاليل الطيبة، ولولا أنني كنت ملزمة بذلك لبقيت بالبيت، استجابة للتعليمات المقدمة من طرف السلطات التي تصر على الحجر الصحي، كونه السبيل الوحيد للتخلص من وباء كورونا الذي بات مرعبا لجميع الدول دون استثناء، على العموم فترة الحجر الصحي كانت مفيدة لي، واستغليتها لتعلم بعض الأمور، على غرار فن الطبخ، ولو أنني تخصصت في إعداد الحلويات فقط (تضحك)، في انتظار أن أستفيد من خبرة والدتي لتعلم إعداد الأطباق.
- غبت عن الميادين لفترة طويلة، بسبب إصابة خطيرة على مستوى الكاحل، حدثينا عنها ؟
بعد تألقي مع فريق فتيات وئام قسنطينة والمنتخب الوطني النسوي تعرضت لإصابة خطيرة على مستوى الكاحل، اضطرتني للغياب عن الملاعب لثمانية أشهر كاملة، أربعة منها قبل إجراء العملية ومثلها بعد الانتهاء منها، لقد مررت بفترة عصيبة جدا، لأنني غير متعودة على البقاء بعيدة عن الميادين، ولكنني حاولت استغلال تلك الفترة، من أجل العودة أكثر قوة، حيث طبقت برنامج إعادة التأهيل بحذافيره، والحمد لله تخلصت من الإصابة بشكل نهائي، بدليل عودتي لأجواء المباريات مع فريقي والمنتخب الوطني، الذي شاركت معه مؤخرا في دورة بتونس.
- هل كان غيابك عن المنافسة سببا في تراجع نتائج فريق فتيات وئام قسنطينة ؟
بطبيعة الحال، كان غيابي عن المنافسة لفترة طويلة مؤثرا، كوني قائدة لفريق فتيات الوئام وأحد أبرز مفاتيح لعبه، إلى جانب أنني كنت من أبرز هدافات البطولة، وهو ما تسبب في تراجع نتائجنا، ولو أننا نحاول إنهاء الموسم بقوة.
- كيف تقيّمين مستوى المنتخب الوطني في دورة شمال إفريقيا التي لعبت مؤخرا بتونس ؟
بعدما تعافيت من الإصابة الخطيرة التي أجبرتني على إجراء عملية جراحية، عُدت من جديد إلى صفوف المنتخب الوطني، وتلقيت الدعوة للمشاركة في معسكرين إعداديين قبل انطلاق دورة شمال إفريقيا، التي عرفت مشاركة خمسة منتخبات، ولقد دخلن البطولة التي أقيمت بتونس بلاعبات جدد جُلهن شابات يفتقدن للخبرة المطلوبة، كما أشرف علينا طاقم فني جديد، ورغم ذلك قدمن أداء مشرفا، رغم إنهائنا المسابقة في المرتبة الرابعة، وعن نفسي لقد لعبت ثلاث لقاءات من أصل أربعة، وغبت عن مباراة المغرب الأخيرة، بسبب معاناتي من الإصابة، وأنا راضية على العموم بما قدمته، حيث سجلت هدفين، وكنت من أبرز اللاعبات، رغم أنه لم يمض عن عودتي لأجواء المنافسة، سوى شهرين فقط.
- إنهاء الدورة في المرتبة الرابعة، لا يرقى إلى مستوى التطلعات، أليس كذلك؟
كما قلت لكم تركيبة المنتخب الوطني تغيّرت بشكل شبه كلي، وهناك عملية إدماج، كما أن غياب اللاعبات المحترفات كان مؤثرا، خاصة وأن البطولة لم تكن مبرمجة بتواريخ «الفيفا»، وكان من المستحيل توجيه الدعوة لهن، لقد كانت تجربة مفيدة لنا، وسمحت للطاقم الفني باختبار عدة أسماء جديدة.
- هل جلبت اللاعبات المحترفات الإضافة للمنتخب الوطني ؟
المنتخب الوطني استفاد دون شك من قدوم بعض اللاعبات المحترفات، كونهن يتمتعن بمستوى جيد، بحكم تكوينهن الممتاز، وبإدماجهن مع بعض المحليات، أعتقد بأننا سنشكل فريقا جيدا سيكون له كلمته في المستقبل، شريطة الحصول على الدعم المطلوب.
- الكاف اختارت مراوغاتك كأفضل لقطات بطولة أمم إفريقيا الأخيرة، ماذا يعني لك هذا ؟
أجل، أنا جد سعيدة باختيار مراوغاتي كأفضل اللقطات، خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، حيث تفاجأت بنشر البعض منها عبر موقع «الكاف» الرسمي، وما زاد من فخري أكثر هو أن جل التعليقات كانت تصب في صالحي، حيث تم تفضيلي على عديد النجمات اللائي يقدن منتخبات إفريقية لها باع كبير على المستوى القاري والعالمي، أنا أشكر كل من تفاعل معي، وأعد ببذل مجهودات أكبر، خاصة وأن طموحاتي ليس لها حدود، ولم لا أنافس على لقب الأفضل دوما.
- فيديوهات الكاف تم إعادة نشرها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإجماع على تلقيبك بمحرز الكرة النسوية، ما تعليقك ؟
لقب محرز الكرة النسوية ليس بجديد علي، وكل من يعرفني يدعوني به، وآمل أن أكون عند مستوى التطلعات، وأنجح في قيادة فريقي والمنتخب الوطني للنتائج المرجوة، خاصة وأن هناك عدة استحقاقات وتحديات في انتظارنا، بعد عودة المنافسات.
- صرحت مؤخرا بأن المنتخب النسوي بحاجة لاهتمام أكبر لمواكبة نتائج منتخب الذكور، هل هناك إهمال من قبل المسؤولين على شؤون الكرة الجزائرية ؟
لا يمكننا المقارنة بين المنتخبين الرجالي والنسوي، لأننا ببساطة لا نعد مصنفات لدى البعض، والكثيرون في الجزائر لا يتقبلون ممارسة الإناث لكرة القدم التي يرونها حكرا على الذكور فقط، وهذا ما يجعلن لا نحظى بالاهتمام والدعم الكافيين، ما أثر على نتائج الكرة النسوية الجزائرية، ولكننا لم ولن نفقد الأمل وسنواصل العمل والاجتهاد بالإمكانيات الضئيلة المتوفرة لدينا، وبتضافر الجهود سنحقق الأهداف المسطرة، ولم لا قد نصل يوما ما للنتائج التي حققها الرجال.
- هل تعتبرين نفسك أفضل لاعبة جزائرية ؟
لقد تم اختياري الموسم الماضي أفضل لاعبة جزائرية، وهذا شرف لي ولفريقي فتيات وئام قسنطينة، ولو أنني أعتبر المهاجمة نعيمة بوهني المبتعدة عن الملاعب للإصابة لسنة كاملة الأفضل دون منازع، لما قدمته مع الفرق والمنتخب الوطني، ولقد كان لي الشرف أن زاملتها في فريق فتات وئام قسنطينة، وحققن سوية إنجازات غير مسبوقة.
- متى ستحققين حلمك بالاحتراف الخارجي ؟
عن قريب جدا سأحقق حلمي بالاحتراف في إحدى البطولات الخارجية، وهو أمر يراودني منذ فترة، ولن يهدأ لي بال حتى أحققه، خاصة وأنني أرى نفسي قادرة على خوض هذه التجربة، لما أتمتع به من مؤهلات بشهادة كافة المختصين.
- هل بإمكان المنتخب النسوي التأهل للمونديال، وماذا ينقصه لتحقيق هذا الحلم ؟
كما قلت لكم المنتخب النسوي بحاجة إلى الرعاية والاهتمام من أجل تحقيق النتائج المرجوة، ولم لا ننجح في التأهل إلى المونديال الذي يبقى حلم الجميع.
- بماذا تريدين ختم الحوار ؟
لا يمكنني أن أختم كلامي دون البعث برسالة إلى الشعب الجزائري خلال هذه الفترة العصيبة، حيث أرجو من الجميع الالتزام بالتعليمات والتقيد بإجراءات الحجر الصحي من أجل تجاوز هذه المحنة التي تمر بها الجزائر والبشرية جمعاء، كما استغل الفرصة من أجل الترحم على موتانا، وموتى كافة المسلمين، وأدعو بالشفاء العاجل لكافة المرضى، وأمل أن يعودوا سالمين لأهاليهم وذويهم قبل حلول شهر رمضان الذي سنتضرع خلاله بالدعاء للمولى عزوجل حتى يرفع عنا هذا الوباء في أقرب وقت، لأننا اشتقنا لحياتنا الطبيعية التي كانت بمثابة نعمة حقيقية.
حاورها: مروان. ب