الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 الموافق لـ 20 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

عضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول للنصر: الجزائر دخلت حربا دون جبهة والفاف لم تقم سوى بواجبها

اعتبر عضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول المبادرة التضامنية التي قامت بها الفاف مؤخرا، والتي تم بموجبها ضخ أزيد من 16 مليار سنتيم في حساب صندوق التبرعات، خطوة معنوية لمساعدة المتضررين من الأزمة الوبائية، بحسب الامكانيات المتوفرة، لأن الأمر ـ كما قال ـ يتعلق بحرب تشنها البلاد على الفيروس، سعيا لحماية أرواح البشر، مما دفع بالجزائريين إلى التجند كل في اختصاصه، ولو من باب التطوع.

حــاوره: صالح فرطــاس

بهلول، وفي حوار خص به النصر، كشف عن بعض خبايا هذه المبادرة، وتحدث أيضا عن التدابير التي تعتزم الفاف اتخاذها لضمان نهاية الموسم، كما عرج على قضية تسيير الرابطات وأماط اللثام عن بعض الجوانب القانونية، التي أثرت الكثير من الحبر مؤخرا.
- مما لا شك فيه أن الأزمة الوبائية التي تعيشها البلاد ألقت بظلالها على نشاطات الفاف، سيما وأن الشلل التام امتد إلى المنافسات الرياضية؟
فيروس كورونا أرعب العالم برمته، وتسبب في توقيف جميع النشاطات، وعليه فإن كرة القدم تفقد مكانتها بصورة أوتوماتيكية في مثل هذه الوضعيات، لأن الأمر يتعلق بحياة ملايين البشر، وهذه النظرة سائدة في جميع البلدان، بدليل أن الفيفا اضطرت إلى رسم خارطة طريق بمراعاة الظروف الاستثنائية الناتجة عن هذا الوباء، دون أن تتضح الأمور أكثر حول المستقبل، لأن كل شيء يسقط أمام الإنسانية، وإسقاط هذه النظرة على الجزائر يكون بطابع مغاير، لأننا اعتدنا على الوقفات التضامنية في الأزمات والمنح، والخطورة الكبيرة التي يشكلها الفيروس أجبرت كل شرائح المجتمع على التجند، ومسايرة مخطط الوقاية الذي اتبعته السلطات العليا للبلاد، سواء بحملات التوعية والتحسيس أو المبادرات التضامنية مع المتضررين من هذه الأزمة، لأن المهم بالنسبة لنا هو الخروج من هذه الوضعية في أسرع وقت، وبأخف حصيلة ممكنة من حيث الأرواح البشرية، قبل التفكير في النشاط الكروي وكيفية إنهاء الموسم، لأن بعض الأطراف حاولت اسغلال هذا الظرف وراحت تروّج لإشاعة الموسم الأبيض، خدمة لمصالحها الضيقة.
- الأكيد أنكم تتحدثون عن المبادرة التي قامت بها الفاف، والتي كانت بمساعدة فاقت 16 مليار سنتيم؟
الاتحادية واكبت الأزمة بمجرد ظهور أولى الحالات المؤكدة، وذلك بتشكيل خلية متابعة على مستوى مقر الفاف، تتكفل بالتنسيق مع وزارتي الشباب والرياضة وكذا الصحة، في ظل الشلل الكلي للنشاط الكروي، وكذا استحالة تواجد أعضاء المكتب الفيدرالي في الجزائر العاصمة، كما أن الخطوة الثانية كانت بالدخول على الخط في عمليات التحسيس والتوعية في أوساط المواطنين، من خلال نشر الكثير من مقاطع الفيديو لأغلبية عناصر المنتخب وكذا الناخب الوطني جمال بلماضي، لأن «شعبية» اللاعبين والمدرب في المجتمع تفوق باقي الشرائح، خاصة عندما يتعلق الأمر بأبطال القارة، وهذه الأشرطة صبّت كلها في التحسيس بأهمية الحجر المنزلي والتذكير بمخاطر فيروس «كوفيد 19»، على اعتبار أن الحجر كان أهم سلاح راهنت عليه السلطات الجزائرية عند الشروع في محاربة الوباء، لأنه أنجع من أي «بروتوكول» علاجي، مادام أنه يضمن الوقاية، لتكون المرحلة الثالثة بالمبادرة إلى تنظيم حملة جمع تبرعات في شكل «تيليطون»، بمساهمة الفاف والرابطات المنضوية تحت لوائها، لأن الوضع السائد في الجزائر استوجب وقوف الجميع في صف واحد لمساعدة المتضريين من هذا الوباء، سواء في البليدة أو في مناطق أخرى، وهي المبادرة التي ولدت من رحم الأزمة الوبائية، وتبلورت في مخطط عمل رسمناه خلال اجتماع استثنائي للمكتب الفيدرالي تمت برمجته خصيصا لهذا الغرض، أواخر شهر مارس الفارط، وكان ذلك بتقنية «السكايب»، لأننا كنا مطالبين بالتحرك، على اعتبار أن المنظومة الكروية حلقة بارزة في المجتمع، ولا يعقل أن تبقى مكتوفة الأيدي، لأن المعاناة التي يعيشها المتضررون تكفي لزعزعة الضمير الانساني.
- راهنتم في بداية العملية على مبلغ معيّن، لكن التجسيد الميداني مكّنكم من تجاوز سقف الطموحات، فكيف كان ذلك؟
الحصيلة المسجلة عبر باقي البلدان، كانت المؤشر الكافي للتأكيد على خطورة الفيروس الذي يحصد آلاف الأوراح، مما جعل الجزائر تشن حربا في محاولة للحد من انتشار الوباء، وهي وضعية استوجبت تجند الجميع، بدليل أن هناك الكثير من متقاعدي قطاع الصحة من تطوعوا، وإلتحقوا من جديد بالمستشفيات لتقديم يد المساعدة، مخاطرين بأرواحهم من أجل انقاذ حياة أكبر عدد ممكن من المصابين، غير مبالين بمخاطر العدوى في الصف الأول من المعركة، وهذه المواقف مألوفة لدينا نحن الجزائريين، ولو أنها حرّكت الضمائر، فكانت استجابة رؤساء الرابطات مع المبادرة التي نظمناها كبيرة جدا وفي ظرف زمني وجيز، لأنني، وبصفتي المكلف بالتنسيق مع الرابطات على مستوى الفاف، اتصلت بزملائي بعد 24 ساعة فقط من اجتماع المكتب الفيدرالي، وهذا لجس نبضهم، فكان رد فعلهم بالمرور المباشر إلى التنفيذ الميداني، بمساهمة بقيمة 10 ملايير سنتيم، للرابطات الجهوية والولائية وكذا رابطتي الهواة وما بين الجهات، وهو المبلغ الذي كنا قد حددناه كعتبة إجمالية سفلى لهذا «التيليطون»، ثم جاءت مساهمة الرابطة المحترفة، ومعها دخل أندية الرابطة الأولى على الخط، الأمر الذي ساعدنا على تخطي حدود 15 مليار سنتيم، وهذا أضعف الإيمان، لأن حياة البشر لا تقدر بثمن.
- وماذا عن الإستراتيجية الأولية التي تم رسمها من طرف مجموعة العمل الفيدرالية تحسبا لمرحلة ما بعد كورونا ؟
تلك الخطوة كانت حتمية، وأملتها التوصيات التي أصدرتها الفيفا جراء الكارثة الوبائية السائدة في جميع البلدان، لأن الاتحادية الجزائرية كانت مجبرة على الشروع في مناقشة مستقبل المنافسة، بمراعاة التدابير المتخذة من أعلى هيئة كروية على الصعيد الدولي، وهذا لتفادي أي اشكال قانوني عند استئناف البطولة، مادامت الفيفا قد أصرت على عدم اعتماد الموسم الأبيض في كل الاتحادات الوطنية، شريطة تلقي الضوء الأخضر من السلطات العليا للبلاد، بحسب معطيات الوضعية الوبائية السائدة في كل دولة، وعليه فإن النقاش إلى حد الآن لن يخرج من دائرة العلاقة التي تربط النادي واللاعب، والسعي لتقنينها وفق التدابير الجديدة، خاصة وأن الفيفا ألحت على ضرورة اقتناع اللاعبين بتخفيض أجورهم في فترة الراحة الاجبارية التي فرضها الفيروس، وهي الخطوة الأولى التي ننتظر تجسيدها في الجزائر، بعدما ألقينا بالكرة في مرمى الأندية للتفاوض مع جميع اللاعبين بشأن هذه الملف، قبل المرور إلى المرحلة الموالية، والتي تبقى معالمها الأولى واضحة، مادام تمديد العقود سيكون آليا إلى غاية النهاية الفعلية للموسم، لتبقى الاجراءات الأخرى المتعلقة باستئناف المنافسة مرهونة بتطورات الأوضاع، فضلا عن مناقشة أهل الاختصاص بشأن تدابير أخرى وقائية من الضروري أخذها في الحسبان، سيما الشقين الطبي والتقني، مع تعميم الاستشارة لمراعاة خصوصية كل بطولة وجهة وحتى الأصناف، وهذه أمور إدارية ستكون سهلة بالمقارنة مع الوضعية الراهنة.
- بصفتكم المسؤول على لجنة التنسيق مع الرابطات، هل من تفسير للتعليمات التي أصدرتها الفاف مؤخرا، خاصة منها قضية إنهاء العهدة وكذا تجميد النشاط الإداري؟
التعليمة الأخيرة التي وجهناها إلى مختلف الرابطات كانت وليدة أزمة كورونا، لأن الجميع منشغل بتطورات الأوضاع في الجزائر، مع نسيان النشاط الرياضي تماما، لكن إحدى الرابطات فاجأتنا بارسال اعذارات إلى الأندية من أجل تسديد الغرامات المالية المفروضة عليها في شكل عقوبات، وهي «خرجة» لم يكن أحد يتصورها، رغم أنها قانونية، لكن الظرف لم يكن مناسبا، لذا فإن الفاف ارتأت إصدار تعليمة تعفي الرابطات من هذه التدابير إلى غاية عودة النشاط، لأن أغلبية الرابطات على مستوى الوطن مغلقة، مادمنا في الاتحادية نلح على ضرورة احترام تدابير الحجر الصحي، وأنا شخصيا لم أغادر البيت بمدينة البسباس إلا في حالات نادرة وتعد على أصابع اليد الواحدة، وهذا من أجل المشاركة عن بعد في اجتماعات الفاف، ليبقى الهاتف، الوسيلة الوحيدة للتواصل في هذه الفترة الحرجة.
من جهة أخرى فإن التعليمة التي كانت قد صدرت في فيفري الماضي، تخص الجانب التنظيمي للرابطات، لأن عهدة المكتب التنفيذي لأي رابطة تنتهي بمجرد عرض الحصيلة الأدبية والمالية، مع تعليق نشاط جميع المنتخبين، مقابل تكليف الرؤساء الحاليين بمواصلة التسيير الإداري، بالتنسيق مع الأمناء العامين ورؤساء اللجان، وهي إجراءات منصوص عليها في القانون الأساسي للرابطات.
- نفهم من هذا الكلام بأنكم بصدد التحضير لتجديد الرابطات تحسبا لعهدة أولمبية جديدة، رغم الاشكالية التي طرحت بخصوص كتلة «الخبراء»؟
الحديث عن تجديد الرابطات يبقى من صلاحيات الوزارة بالتشاور مع الفاف، وذلك بضبط رزنامة لتنظيم الجمعيات العامة الانتخابية بعد نهاية الموسم الجاري، والمؤكد أننا إلى حد الآن استكملنا الإجراءات على مستوى 52 رابطة، ما بين جهوية وولائية، باعلان نهاية العهدة، وتنصيب لجان الترشيحات والطعون تحسبا للدورات الانتخابية، مما يعني بأن المكاتب التنفيذية لهذه الرابطة تم حلها بصورة أوتوماتيكية، في انتظار انتخاب هيئة جديدة تشرف على إدارة شؤون كل رابطة لهدة اولمبية مدتها 4 سنوات، مع الحرص على تطبيق نصوص القانون الأساسي للرابطات، والذي كانت الوزارة، قد أدخلت عليها بعض التعديلات بالتشاور مع الفاف، لكن بخطوة جديدة تتمثل في إلزام كل رابطة بعرض المشروع على الجمعية العامة للمصادقة، رغم أن الأمور كانت في السابق تأتي في شكل تعليمة تدخل مباشرة حيز التطبيق دون استشارة القاعدة، مع تجريد الرابطات من حق مناقشة القوانين التي تسير بها.
أما بخصوص قضية الخبراء، فإن التعديل الذي أقرته وزارة الشباب والرياضة على القوانين الأساسي للرابطات الجهوية وكذا الرابطة المحترفة، شطب كتلة «خبراء الفاف» نهائيا من تركيبة الجمعية العامة، وهي الكتلة التي كانت تحوز على حق الترشح للرئاسة، مع فتح الباب أمام أي عضو في الجمعية العامة لدخول سباق التنافس على منصب رئيس الرابطة، وعليه فإن الاتحادية ليس لها أي ضلع في هذا الاجراء، رغم أن بعض الأطراف حاولت إثارة زوبعة كبيرة بخصوص هذه القضية مؤخرا، ولو أن التعديلات كانت قد دخلت حيز التطبيق في نهاية الموسم الفارط، وبالتالي فإن كتلة «الخبراء»، تبقى تسجل تواجدها في الجمعيات العامة للرابطات الولائية فقط، والاتحادية لا تتوفر على سلطة التدخل لتعديل القانون الصادر في الجريدة الرسمية.
ص.ف

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com