رسّم المكتب الفيدرالي خلال اجتماعه المنعقد سهرة الخميس، خارطة الطريق الخاصة بتسيير المنافسات الكروية المحلية لمرحلة ما بعد كورونا، وذلك باعتماد مشروع أولي، يقضي بمنح الأندية فترة تحضير تمتد ما بين 5 إلى 6 أسابيع، على أن تلعب المباريات المتبقية من كل بطولة، في ظرف زمني لا يتجاوز الشهرين، ليتم بعد ذلك اعتماد آجال لإمضاءات اللاعبين تحسبا للموسم الجديد، تتراوح ما بين 3 و6 أسابيع، حتى لو اقتضى الأمر بقاء هذه المهلة سارية المفعول في الجولات الأولى من بطولة الموسم القادم.
اجتماع المكتب الفيدرالي، والذي انعقد بتقنية الفيديو «كونفيرونس» ودام 3 ساعات، أشرف على إدارة النقاش فيه الأمين العام للفاف محمد ساعد، بالتسيق مع رئيس الاتحادية خيرالدين زطشي، وقد شارك في الجلسة رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار، الذي كان قد استغل الفرصة، لتقديم المقترحات التي خرج بها أعضاء المكتب التنفيذي لهيئته، في الاجتماع الدوري لمكتب الرابطة المنعقد سهرة الأربعاء، لتكون هذه النقطة أبرز محطة في النقاش.
وأشارت الفاف في بيان لها، بأن مدوار طرح اقتراحين على أعضاء المكتب الفيدرالي، الأول يقضي بتوقيف المنافسة نهائيا وإلغاء الموسم، بحسب اقتراح بعض أعضاء مكتبه، بينما صبّ الطرح الثاني في خانة ضبط رزنامة لتسيير الجولات المتبقية من المنافسة، بعد التخلص من فيروس كورونا، وهو المقترح الذي أيّده أعضاء المكتب الفيدرالي بالإجماع، خاصة وأن مجموعة العمل الفيدرالية، كانت في أولى جلساتها قد «أعدمت» فرضية الموسم الأبيض، عملا بالتوصيات التي أصدرتها الفيفا منتصف شهر أفريل الفارط.
الأولوية لمباريات البطولة والميركاتو جد خاص
حسب بيان الاتحادية، فان النقاش حول هذه النقطة كان ساخنا بين أعضاء المكتب الفيدرالي، في ظل وجود مسودّة أعدتها خلية الأزمة على مستوى الفاف لضمان نهاية الموسم الجاري، لكن زطشي عمد إلى استشارة المدير الفني الوطني عامر شفيق، وكذا رئيس اللجنة الطبية الدكتور جمال الدين دمارجي، فكان موقفها مؤيدا للمقترح الذي تقدم به مدوار، كممثل عن مكتب الرابطة المحترفة، إذ تم اعتماد فترة تحضير تتراوح ما بين 5 إلى 6 أسابيع، بعد رفع الحجر الصحي، ولو بصفة تدريجية، وفتح الملاعب والمرافق الرياضية لاجراء التدريبات، بمراعاة شروط الوقاية، على أن تتولى لجنة تنظيم المنافسة على مستوى الرابطة، ضبط رزنامة تأخذ في الحسبان مدى جاهزية اللاعبين، لخوض مباريات رسمية في فصل الصيف، لتمتد هذه البرمجة الاستثنائية على مدار شهرين على أقصى تقدير، مع إعطاء الأولوية لمباريات البطولة، قبل برمجة المرحلة المتبقية من منافسة الكأس بالنسبة لفئة الأكابر، وذلك بعد إسدال الستار على مشوار البطولة المحترفة، بقسميها الأول والثاني.
وأوضح ذات البيان، بأن الفاف لم تتمكن من تحديد أي تاريخ لاستئناف البطولة، وقررت مراسلة وزارة الصحة للاستفسار عن تطورات الوضعية الوبائية، وكذا وزارة الشباب والرياضية بشأن التاريخ المحتمل لفتح الملاعب، لأن الاتحادية تبقى ملزمة بإنتظار الضوء الأخضر من السلطات العليا للبلاد، لاتخاذ أي قرار بشأن مستقبل المنافسة، ومدى القدرة على إتمام الموسم، على اعتبار أن الفاف مجبرة على الرد على المراسلة التي تلقتها نهاية الأسبوع المنصرم من الاتحاد الإفريقي، لأن الكاف تريد أخذ نظرة واضحة عن وضعية المنافسة في كل بلد، بعد توقف البطولات بسبب الأزمة الوبائية، وعليه فإن عودة البطولة الجزائرية إلى النشاط من جديد، تبقى مقترنة بقرار من السلطات المعنية، والمكتب الفيدرالي في اجتماعه سهرة أول أمس، تمسك بقرار إسقاط الموسم الأبيض من حساباته، إلا في الظروف القصوى، حتى لو تطلب الأمر استئناف المنافسة في شهر سبتمبر المقبل.
من جهة أخرى، وافق المكتب الفيدرالي على مقترح اعتماد فترة راحة لمدة شهر، بعد نهاية الموسم «العالق»، قبل اعطاء اشارة انطلاق الموسم الجديد، مع فسح المجال لإمضاءات اللاعبين، لمدة تتراوح ما بين 3 و6 أسابيع، وهو ما يعني بأن «الميركاتو» الصيفي سيبقى ساري المفعول حتى بعد انطلاق المنافسة، في اجراء يبقى كنتيجة حتمية للظروف الراهنة التي تعيشها البلاد، وما لها من انعكاسات على النشاط الكروي، خاصة وأن الأندية الجزائرية أصبحت مجبرة ـ كما قال مدوار ـ على إقامة تربصات داخل الوطن، واستغلال المرافق التي كانت خارج نطاق الخدمة.
تدابير استثنائية لانهاء بطولات الهواة
قرر المكتب الفيدرالي بخصوص بطولات الأقسام السفلى، اعتماد فترة تحضير تتأرجح بين شهر و6 أسابيع بالنسبة لكل الفرق، بمراعاة فترة الراحة الاجبارية، والتي تتجاوز الشهرين، على أن يكون الاستئناف وفق برمجة استثنائية، سيما وأن المنافسة في معظم الأقسام لم تتبق منها سوى 6 جولات، وعليه فإن البرمجة ستكون مكثفة، بتخصيص 3 أسابيع لضمان نهاية الموسم، وهي الاجراءات التي تمس بطولة وطني الهواة، وكذا ما بين الرابطات، إضافة إلى الجهوي بقسميه الأول والثاني، مقابل اعتماد تدابير أخرى للبطولة الشرفية، لأن نظام المنافسة الذي صادقت عليه الجمعية العامة للفاف في 17 سبتمبر 2019، يلقي بظلالها على حسابات الصعود والسقوط في هذه الأقسام، الأمر الذي أجبر المكتب الفيدرالي على ضرورة انهاء الموسم، والحسم ميدانيا في مصير تاشيرات الصعود.
أما فيما يتعلق بالبطولة الشرفية، فقد تم تكليف عضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول بمتابعة هذه القضية مع رؤساء الرابطات الولائية، وذلك بعد تعليق المنافسة رسميا، واللجوء إلى تنظيم دورة «البلاي أوف» على مستوى الرابطات التي لم يتم فيها الحسم في مصير البطل، بمراعاة الفارق النقطي بين الأندية التي مازالت تحتفظ بحظوظها في الصعود، مقابل إحالة باقي الفرق على الراحة الإجبارية.
تعليق بطولات الشبان، السيدات و»القاعة» والاكتفاء بالكأس
بالموازاة مع ذلك، فقد رسّم المكتب الفيدرالي قرار تعليق بطولات الأصناف الشبانية بجميع مستوياتها، انطلاقا من بطولة «الرديف» في الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني، مرورا ببطولة «النخبة» التي تشرف عليها رابطة الهواة، والخاصة بالأواسط، الأشبال والأواسط، وصولا إلى المنافسة على مستوى الرابطات الجهوية والولائية، ونفس الإجراء تم اتخاذه بشأن بطولة السيدات، التيي تبقت منها 6 جولات، وكذلك الحال بالنسبة لبطولة كرة القدم داخل القاعة، لتبقى الأندية المعنية بمنافسة كأس الجزائر، مضطرة لخوض الشطر المتبقي من الكأس قبل انطلاق الموسم الجديد، سيما وأن هذه المنافسة بلغت المربع الذهبي لدى الشبان.
صالح فرطــاس