وصف لاعب شباب قسنطينة السابق عبد الرحمان سوماري، مدرب مانشيستر سيتي بيب غوارديولا، بالإنسان غريب الأطوار، موجها خلال حواره مع النصر، نصيحة لقائد الخضر رياض محرز بالإسراع في مغادرة «السيتي»، والبحث عن الفريق الذي يليق به، كما أكد سوماري المقيم حاليا في لندن أن ظروف الحجر الصحي، فرضت عليه نمطا جديدا في الحياة، متمنيا أن يزول هذا الوباء سريعا حتى تعود الحياة لطبيعتها الأولى.
حاوره: بورصاص.ر
- كيف تتعامل مع الظرف الحالي في إنجلترا؟
نحن نعيش ظرفا صعبا مثل كافة أرجاء العالم، لكن مع حلول شهر رمضان، تغيرت المعطيات بالنسبة لي، لأنه شهر العبادة، حيث أحاول صومه إيمانا واحتسابا، وإتباع نصائح والدي رحمة الله عليه باستغلال الشهر الكريم من أجل الإكثار من العبادات وقراءة القرآن، لقد رباني والدي منذ الصغر على قواعد الإسلام الصحيحة، وكان دائما في شهر الصيام يحرص على تلاوة القرآن كثيرا وهو ما أقوم به حاليا، إلى جانب تأدية الصلوات الخمس في وقتها، كنا نتمنى أن تكون المساجد مفتوحة، لكن ما باليد حيلة، ونسأل الله أن يزول عنا هذا الوباء عفانا الله وإياكم منه، وأتمنى أن تكون الأحوال جيدة في بلدي الثاني الجزائر وخاصة مدينة قسنطينة، التي مازلت متعلقا بها وأتابع أخبارها يوميا، وأقول لكل سكان هذه المدينة الجميلة والسنافر رمضان كريم.
- نفهم من كلامك، بأنك لا تغادر المنزل إطلاقا أم ماذا؟
نحن في لندن كل المؤسسات مغلقة، ولا يوجد عمل باستثناء وظائف معينة، في صورة عمال القطاع الصحي وبعض القطاعات الحساسة، لكن مع إتباع شروط الوقاية، وباستثناء هذا لا وجود لعمل في إنجلترا، خاصة مع ارتفاع عدد المصابين بهذا الفيروس، وهو ما جعل السلطات تتخذ بعض القرارات بوقف النشاطات غير الضرورية، للحد من انتشار كوفيد 19، وهو ما جعلني لا أغادر المنزل إلا في المساء للركض لمدة 35 دقيقة والقيام ببعض التمارين، للمحافظة على لياقتي وتنشيط جهاز المناعة.
- وماذا بخصوص مختلف الحاجيات، كيف تقوم باقتنائها؟
نقوم بالتسوق مرة في الأسبوع، والأمور منظمة جيدا على مستوى المراكز التجارية الكبيرة، من خلال احترام مسافة الأمان، وكل زبون لديه وقت محدد يقوم فيه باقتناء ما يحتاج ثم المغادرة، وكل هذا من أجل الحد من التقاء عدد كبير من الأشخاص في وقت واحد في مكان مغلق وضيق، ما قد يتسبب في تنقل هذا الفيروس.
- وكيف هي الأسعار هناك، خاصة خلال الشهر الفضيل؟
الأسعار مقبولة جدا، وربما أقل من الأيام العادية، كما أن بعض المسلمين الذين يحوزون على محلات تجارية يقومون بتخفيضات، إلى جانب هناك نقطة مهمة، هو أنه خلال رمضان المبارك، هناك جمعيات مسلمة تكثف نشاطاتها من خلال توفير المواد الغذائية للمحتاجين بالمجان، حيث تتوجه إلى المساجد ومقار الجمعيات الخيرية لأخذ كل ما تحتاج وتغادر مباشرة، وهي مبادرات جيدة، ولقيت استحسانا كبيرا من طرف المسلمين المتواجدين في لندن، خاصة الأشخاص دون عمل، وهو ما يؤكد تضامن المسلمين خلال الشهر الفضيل، سيما في الغربة، وحتى السلطات في إنجلترا اتخذت بعض التدابير التي ساعدتنا كثيرا.
- عن أي تدابير تتحدث؟
بالنظر للوضع الراهن، فقد قررت السلطات الترخيص لنا بعدم تسديد كل الأعباء لمدة ثلاثة أشهر، في صورة فاتورة الكهرباء والغاز وثمن كراء المنازل، وهو ما يخفف علينا نوعا ما، سيما وأن العمل متوقف في هذا الظرف الحالي، وهي لفتة إنسانية جيدة، في انتظار زوال هذا الفيروس، حيث من المتوقع أن تعود الحياة لطبيعتها تدريجيا بعد حوالي شهر، إذا سارت الأمور مثلما تخطط له السلطات في إنجلترا.
- وماذا تعمل حاليا في لندن؟
أعيش في إنجلترا منذ 11 سنة، بعد أن قضيت فترة ليست طويلة في دبي الإماراتية، الآن لدي مؤسستي الخاصة في إنجلترا، والتي تعمل في مجال التصدير والاستيراد، ونشاطي متنوع حيث أقوم بتوريد الكثير من السلع إلى بلدي السنغال، والحمد لله الأمور تسير معي على أحسن ما يرام، وهنا في لندن سنحت لي الفرصة للتعامل مع الكثير من الجزائريين، وخاصة الناشطين في مجال تجارة ملابس الأطفال، وأجد ضالتي معهم، حيث يخصصون لي أسعارا جيدة وأفضل من الزبائن الآخرين.
- وهل صحيح بأنك خضت تجربة كروية في إنجلترا؟
نعم، لقد لعبت لفريق ينشط في الدرجة الثالثة، وكان هناك فريق من الدرجة الثانية يريدني، لكن السن حرمني من خوض تجربة احترافية، رغم أنني كنت في أفضل أحوالي البدنية، سيما وأنني لعبت العديد من المباريات، وهو ما جعل مدربا إيطاليا يعجب بإمكاناتي، ولكن في إنجلترا هناك قوانين صارمة منظمة للمنافسة، وهو ما جعلني أتحسر كثيرا على عدم التحاقي بإنجلترا في سن مبكرة، ربما كنت سأظفر بتجربة مع أندية «البريميرليغ»، لأنني أعرف إمكاناتي ورغم تقدمي في السن، نجحت في فرض نفسي في فريق في الدرجة الثالثة، لكن هذا هو المكتوب وأنا مؤمن بقضاء الله وقدره.
- صراحة، من تفضل بين اللاعبين رياض محرز وساديو ماني؟
بالنسبة لي هما لاعبان من طينة الكبار، والأفضل في الوقت الراهن على الصعيد القاري، وحتى في إنجلترا يصنعان الاستثناء والحدث، ودائما تطالع أخبارهما عبر مختلف الجرائد، وأعتبرهما فخر إفريقيا، رغم أنني أرى بأن ماني حاليا لديه أفضلية على محرز، صحيح أن كل عنصر لديه طريقة لعب خاصة به، أين يعتمد ماني على بنيته المورفولوجية وقوة التوغل، إلى جانب حسه التهديفي، فيما يتميز محرز بمهارته الفنية وقدرته الرهيبة على اختراق أي دفاع، كما أن محرز من النوع، الذي يستمتع كثيرا عند مداعبة الكرة، ويمكنه فعل ما يشاء بها، خاصة عندما يكون في أفضل أحواله من الناحية النفسية.
- أين تكمن أفضلية ماني على محرز حسب رأيك؟
الفرق الموجود بين ماني ومحرز، يتمثل في كون ماني عنصر أساسي ويشارك باستمرار مع فريقه ليفربول، الذي يتصدر الدوري الإنجليزي حاليا، عكس محرز، الذي لا يشارك بانتظام، وهو ما أثر عليه نوعا ما، وأنصحه بمغادرة السيتي، لأن غوارديولا مدرب غريب الأطوار، وبعد عودة ساني، الذي ينشط في الرواق قد يعود محرز للمعاناة، سيما وأن بيب كان يعتمد كثيرا على الدولي الألماني، وأرى مكانة محرز مع أندية مثل البارصا والريال، وعندما تمنحه حرية وثقة أكبر يمكنه صنع الكثير، مثلما قام به في كأس إفريقيا الأخيرة مع الجزائر.
- من خلال حديثك عن الكان الأخيرة، كيف عشت مباراة النهائي بين السنغال والجزائر؟
ربما كنت من بين القلائل، الذين لم يحزنوا كثيرا لخسارة منتخب بلدي السنغال للكان، لأن المتوج منتخب بلدي الثاني الجزائر، حيث فرحت لهذا الشعب الطيب، الذي احتضنني من قبل، ولا يزال أفراد هذا البلد الحبيب يعاملونني بمعاملة خاصة في لندن، وأعتقد بأن مسيرة الخضر في الكان الأخيرة كانت مشوار بطل، ويجب رفع القبعة بلماضي، الذي نجح في تشكيل منتخب قوي جدا على جميع الأصعدة، وأتوقع نجاحات أخرى للخضر مستقبلا، سيما في ظل العمل الكبير الذي يقوم به بلماضي منذ توليه زمام العارضة الفنية، أين أصبح المنتخب الجزائري أكثر قوة، وتشعر عند متابعتك لمبارياته بوجود تلاحم كبير على مستوى التشكيلة، والجميع يلعب من أجل غاية واحدة.
- وهل ترى بأن المنتخب الوطني، قادر على التألق في المونديال المقبل، خاصة بعد تصريحات بلماضي الأخيرة، التي أكد من خلالها استهدافه الذهاب بعيدا في المحفل العالمي؟
كما قلت لك من قبل، المنتخب الجزائري يضم لاعبين من العيار الثقيل، ويمكنه مجابهة أي منتخب عالمي، وخير دليل على ذلك، ما قدمه وديا أمام منتخب كولومبيا، وأعتقد من فاز بثلاثية على منتخب بحجم كولومبيا يمكنه التألق في المونديال، لكن يجب عدم حرق المراحل، وهناك تصفيات قبل ذلك، ويجب التركيز على ضمان التواجد في المحفل العالمي وبعدها التحضير لهذا الموعد، وأتمنى شخصيا كإفريقي مشاهدة يوما ما أحد منتخبات القارة تتوج بالمونديال، خاصة مع التطور الواقع على مستوى الكرة في القارة السمراء، أين أصبحنا نملك منتخبات تضم نجوما يصنعون أفراح كبار الأندية في العالم.
- وهل مازلت تتابع أخبار فريقك السابق شباب قسنطينة؟
بطبيعة الحال، أنا على اتصال دائم ببعض زملائي السابقين، وحتى بعض المناصرين، وأسال دائما عن أحوال السنافر، الذين أتمنى لهم رمضان كريم، وخاصة العودة لتحقيق النتائج الإيجابية، حيث تحسرت كثيرا لخروجهم من منافسة كأس الجزائر أمام وفاق سطيف، وأتمنى كل الخير لهذا الفريق، الذي عشت معه أياما لا تسنى.
- هل من كلمة أخيرة؟
نحن مسلمون وثقتنا كبيرة في الله، وعلينا التقرب منه خلال هذا الشهر الفضيل والإكثار من الدعاء وقراءة القرآن، وبحول الله سيرفع عنا هذا الوباء في أقرب وقت ممكن. ب/ر