يعتقد المدرب جيلالي بهلول أن الناخب الوطني جمال بلماضي جد محق في رفع سقف طموحاته في مونديال قطر في حال التأهل، مؤكدا في حوار مع النصر أن ثراء التعداد وضعنا
في مصاف أقوى المنتخبات، كما كشف في حوار مع النصر، حقيقة ما تعرض له البروفيسور راوولت وأمور أخرى تتعلق بالأزمة الصحة العالمية ..
حاوره: مروان. ب
- كيف هي الأوضاع بمدينة مارسيليا مقر إقامتك، في هذا الظرف المتعلق بأزمة كورونا ؟
الحجر الصحي كان مطبقا بحذافيره في مدينة مارسيليا في بادئ الأمر، بالموازاة مع التحذيرات المقدمة من طرف السلطات الفرنسية، عقب تفشي فيروس كورونا، ولكن مع حلول شهر رمضان تغيرت الأوضاع بعض الشيء، وبات هناك نوع من الحركية، بمختلف الشوارع التي تعج كما تعلمون بالجالية العربية، حيث تحرص على اقتناء ما لذّ وطاب من المأكولات لتزيين موائد رمضان، ولو أن هذا يعد مخاطرة غير محمودة العواقب، في ظل عدم زوال هذا الوباء لحد الآن.
- ماذا عن يوميات الجالية الجزائرية بمارسيليا في شهر رمضان، وهل هناك تكافل فيما بينها، خاصة فيما تعلق بمساعدة الحراقة ممن كانوا ضحية الوضع الحالي؟
هناك تضامن كبير بين أفراد الجالية الجزائرية في مدينة مارسيليا، خلال هذه الفترة العصيبة، وهذا ليس بغريب على أبناء بلدي، وبالتالي لا داع للخوف على «الحراقة»، خاصة مع النشاط الكبير للجمعيات الخيرية التي لم تبخل عليهم بشيء، وتحاول قدر المستطاع تلبية مختلف حاجياتهم، كما أن المساجد رغم غلقها لقرابة شهرين كاملين، تحولت إلى مركز لمساعدة المحتاجين، دون أن أنسى المبادرات الخيرية لأصحاب المحلات والمتاجر من أصول جزائرية، إذ يسعون لتقديم يد العون أيضا، في ظل إدراكهم بالوضعية الصعبة لبعض المهاجرين غير الشرعيين، ممن كانوا ضحية فيروس كورونا بعد تجميد كل شيء بفرنسا.
- تعرض البروفيسور ديديي راوولت الذي تحوّل لرمز في مدينة مارسيليا وفرنسا لحملة شرسة، رغم منحه الأمل للمصابين بـ"كوفيد 19 " بفضل أبحاثه واعتماده عقار الكلوروكين، ماذا تقول لنا عن هذا العالم، وكيف ينظر إليه سكان الجنوب الفرنسي ؟
البروفيسور ديديي راوولت صنع الحدث قبل حوالي الشهرين، بعد أن كان وراء اعتماد بروتوكول العلاج المعتمد على مادة “الهيدروكسي كلوروكين” لمعالجة المصابين بفيروس كورونا، وهو ما لم يعجب بعض اللوبيات في فرنسا، حيث هاجمته بشدة، وحاولت التقليل من أهمية مقترحاته، غير أن الدراسات أثبتت نجاعة العلاج الذي تبناه، والذي بات يستعمل في كافة بلدان العام تقريبا، هذا البروفيسور يحظى بشعبية جارفة في مارسيليا وجل مدن فرنسا، وما تعرض له من حملة شرسة فسرتها بعض الأطراف بقطعه الطريق أمام بعض الشركات، التي كانت ترغب في الترويج لأدوية جديدة بأسعار مرتفعة، على العموم هو عالم كبير وشخصية جد محترمة، ويكفي أنه أنقذ العديد من الأشخاص لحد الآن، وتسبب في انخفاض عدد الوفيات في مارسيليا بكورونا.
- الرئيس الفرنسي عند زيارته للبروفيسور راوولت، وفي استفساره عن هوية العاملين معه في ذات العيادة، تفاجأ بأن غالبية طاقمه ينحدرون من أصول إفريقية، ماذا يعني هذا وكيف تعاملت الصحافة الفرنسية مع الأمر ؟
كلنا يعلم بأن فرنسا لا تساوي شيئا دون الجاليات من أصول عربية وإفريقية، فجلهم يشغل مناصب رفيعة، وفي عديد المجالات من بينها قطاع الصحة، والدليل ما حدث عند زيارة الرئيس ماكرون للبروفيسور ديديي راوولت بعيادته الخاصة في مدينة مارسيليا، حيث تفاجأ المسؤول الأول في فرنسا بأن جُل الطاقم الطبي مشكل من أطباء من أصول عربية وإفريقية، وهو ما لم يعجب البعض في فرنسا، وهذا أمر منطقي، كونهم معروفون بعنصريتهم، التي يوظفونها لأغراض سياسية بحتة، كما أن ذات البروفيسور سبق له خلال فيديو نشره قبل 6 سنوات، أن تحدث عن إبداع الأفارقة والعرب، حينما أكد بأنه يعمل معهم لكفاءتهم الكبيرة.
- كيف تتابع أخبار هذه الأزمة الصحية بالجزائر؟
الأوضاع في الجزائر صعبة، ولكنها ليست كارثية مقارنة بدول أخرى أصابها الوباء، وتسبب في انهيار منظوماتها الصحية، ويكفي أن عدد الحالات المسجلة في الجزائر لم يتعد 200 إصابة يوميا، وهذا الرقم ارتفع بشكل ملحوظ بحلول شهر رمضان، وهذا كان منتظرا، في ظل الحركية التي تشهدها مختلف الشوارع، غير أن أخذ الحيطة والحذر مطلب أساسي لتفاد تفاقم الأوضاع، وبالتالي على المواطنين الالتزام بكافة التعليمات المقدمة لهم من طرف السلطات، كما علينا أن نضحي أكثر من خلال التقيد بالحجر الصحي، كونه خلاصنا الوحيد.
- فرنسا من بين الدول، التي ألغت الموسم الكروي، كيف ترى هذا القرار ؟
رابطة الدوري الفرنسي أصابت في قرارها القاضي بإلغاء الموسم الكروي، فنحن الآن في شهر ماي، والرؤى لم تتضح بعد بخصوص موعد الاستئناف من جديد، وحتى إن تمت برمجته مع نهاية شهر جوان ستكون الفرق بحاجة إلى أربعة أسابيع على الأقل للتحضير، مما يعني بأن هذا الموسم سيمتد على الأقل إلى شهر سبتمبر، وهذا سيخلط حسابات الفرق تحسبا للموسم الكروي الجديد، وبالتالي فالقرار منطقي وسيتم اتخاذه في باقي الدوريات الأوروبية، خاصة وأن وباء كورونا لم يختف بعد، والخطر ما زال محدقا بالجميع، كما أن إلغاء الموسم لم يُخص فرنسا فقط، فهناك بطولات في إفريقيا وآسيا تم إلغاؤها لذات الأسباب.
- "لوام" من أكبر المستفيدين من قرار الإلغاء بعد اعتماد الترتيب الأخير ما سمح للنادي بخطف تأشيرة دوري الأبطال، كيف استقبل المشجعون الخبر ؟
مارسيليا قدمت موسما جيدا للغاية، واحتلالها الصف الثاني لم يكن من محض الصدفة، بل نتاج عمل جبار قام به هذا الفريق على مدار الأشهر الماضية، واعتماد النتائج الأخيرة مكنها من الظفر بمقعد مؤهل إلى مسابقة رابطة الأبطال، التي ابتعد عنها فريق الجنوب الفرنسي في السنوات الأخيرة، على العموم على “لوام” إعداد فريق قوي بإمكانه تقديم مشوار مشرف في هذه البطولة العريقة.
- الفاف تصر على إنهاء الموسم، ما رأيك، وهل إكمال ما تبقى من لقاءات دون جمهور حل مثالي ؟
بداية كرة القدم دون جماهير لا تساوي شيئا، فغياب الأنصار عن المدرجات قد يتسبب في مشاكل مادية للفرق، في غياب المداخيل الخاصة بالمباريات، كما أن الساحرة المستديرة تفقد حلاوتها بالكامل في غياب اللاعب رقم 12، وبالتالي على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بالتنسيق مع الرابطة المحترفة دراسة هذه المسألة جيدا قبل اتخاذ القرار النهائي، فخوض تسع لقاءات كاملة دون جمهور، قد يقودنا نحو أشياء سلبية أخرى، على غرار ترتيب اللقاءات الذي يكون سهلا، ولذلك على الجميع إعداد مسودة تتضمن موعد مبدئي للاستئناف وإن لم تغير شيء مع اقتراب هذا التاريخ وجب اتخاذ قرار الإلغاء، الذي لن يكون نهاية العالم.
- لنتحدث الآن عن تجاربك الأخيرة ببعض الفرق العربية، لماذا لم تعمر طويلا ؟
علينا الإقرار بأن الكرة العربية مريضة، والسبب في ذلك التسيير الخاطئ للنوادي، وعن آخر تجربتين لي بدولة عمان، فأنا أتواجد معهما في صراع على مستوى أروقة “الفيفا”، في ظل رفضهما صرف مستحقاتي العالقة، فأنا أعمل لثلاثة أشهر بشكل عادي، ولكن عند حلول الشهر الرابع أنتفض، لأن من يقبل بالعمل دون “خلاص” طيلة كل تلك الفترة مدرب “سوسيال” وأنا لست كذلك، فانسحابي بعد فترة قصيرة يعود لأسباب غير رياضية، لأن نتائجي كانت جيدة للغاية، فقد غادرت فريقي الأخير بعد أن قدته لنصف نهائي الكأس مع احتلال المرتبة الرابعة في البطولة، كما كانت نتائجي رائعة أيضا في الموسم الماضي.
- كنت قريبا من العمل في شباب قسنطينة وشبيبة سكيكدة، ماذا حدث معك حتى تعطلت الصفقتين في آخر لحظة ؟
لحد الآن لست أدري ماذا حدث معي بالضبط، ولكنني راض بـ”المكتوب”، وسأظل في انتظار أن تحين فرصة خوضي لأول تجربة ببلدي الأصلي الجزائر، خاصة وأنني اكتسبت خبرة كبيرة، بعد إشرافي على عديد الفرق العربية والإفريقية، وعن الصفقة التي حزت في نفسي أكثر فتتعلق بشبيبة سكيكدة، كوني قد سجلت تواجدي هناك، بعد الاتفاق الحاصل بيني وبين المسيرين، وعاينت الفريق أمام وداد تلمسان، غير أن إبرام العقد لم يتم لأسباب لا علم لي بها لحد الآن.
- بماذا تعلق على عمل بلماضي وتصريحه بمقدرة الخضر على المنافسة بمونديال قطر ؟
كنت قد أجريت معكم حوارا عند تعيين جمال بلماضي، وأكدت لكم بأنه الشخص المناسب في المكان المناسب، والحمد لله الناخب الوطني أنصفني خلال “الكان” الأخيرة، بعد أن قاد الخضر للظفر بالكأس التي طال انتظارها لدى الجزائريين، نحن نمتلك تشكيلة قوية جدا تضم في صفوفها أسماء عالمية على غرار رياض محرز وإسماعيل بن ناصر، وبالتالي من حقنا أن نحلم بنتائج باهرة في مونديال قطر، وهو ما تحدث عنه بلماضي في آخر تصريحاته واعتبره البعض ضربا من الجنون.
- هل هناك مواهب جزائرية صاعدة بفرنسا بإمكانها أن تدعم الخضر مستقبلا ؟
أجل فرنسا تعج بالمواهب من أصول جزائرية، وأرى بأن هناك عدة أسماء قادرة على تدعيم صفوف المنتخب الوطني مستقبلا، على غرار عوار وعدلي وماكسيم لوبيز وآيت نوري، كما توجد عناصر أخرى في الفئات السنية لا نعرف هويتها الآن، ولكن يتوقع لها أن تكون نجوم الغد وما علينا سوى متابعتها على أمل جلبها يوما ما.
- بالحديث عن لاعب “لوام” ماكسيم لوبيز، أنت متفائل باختياره الخضر؟
ماكسيم لوبيز من أفضل لاعبي نادي مارسيليا وأحد أبرز الأسماء الشابة في “الليغ 1”، فإلى جانب المهارات التي يتمتع بها، هو لاعب غزير العطاء فوق الميدان، وقدومه للمنتخب الوطني سيعطي إضافة قوية لوسط الميدان المشكل من بن ناصر وفغولي، أنا متفائل خاصة وأن شقيقه الأكبر سبق أن مثل الخضر في الفئات السنية.
- بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
علينا بالعمل على مستوى الفئات السنية، لأنه لا يعقل بلد بحجم الجزائر وما يمتلكه من مواهب لا يتأهل شبانه لمنافسات مثل كأس أمم إفريقيا، ويقصون أمام النيجر وموريتانيا، كما لا تنسوا بأننا أبطال إفريقيا وعلينا أن نكون الأفضل في كافة الأعمار، وبالتالي على القائمين على شؤون الكرة النظر في هذا، والاهتمام أكثر بمراكز التكوين.
م/ب
