* لا أتصوّر المشاركة في تدريبات وأنا خائف من مطاردة الفيروس
أكد لاعب اتحاد عنابة رمزي مواس بأن إنهاء الموسم الجاري، لن يكون سهلا بالنسبة للاعبين، وأن مطالبة مسيري بعض الأندية بضرورة خوض الجولات المتبقية لا يراعي ـ حسبه ـ الوضعية الراهنة، لأن المخاوف من انتشار فيروس كورونا تضع اللاعبين في خانة الشريحة، الأكثر تضررا من هذا الإجراء إذا ما تقرر اعتماده، ولو أنني شخصيا ـ كما قال ـ أساند فكرة تعليق المنافسة إلى غاية التخلص نهائيا من الوباء، وبعد ذلك سيكون التفكير في المنافسة الكروية ومستقبلها.
مواس، وفي حوار مع النصر، أوضح بأن التدرب على انفراد لا يكفي لتلبية ما يحتاج اللاعب، سيما وأن الابتعاد عن أجواء المنافسة تجاوز الشهرين، مما جعل كل اللاعبين يشعرون بالملل، وعدم القدرة على مواصلة النشاط اليومي بنفس الريتم، ولو أنه استغل الفرصة، ليتحدث أيضا عن الظروف الاجتماعية المزرية، التي يعيشها لاعبو اتحاد عنابة بسبب مشكل المستحقات العالقة.
- كيف تتعاملون مع برنامج التدريبات منذ اعتماد الحجر الصحي؟
الحقيقة أن الرياضة فقدت نكهتها في هذه المرحلة العصيبة، لأن الإنشغال اليومي لكل شرائح المجتمع يبقى منصبا في تطورات الوضعية الوبائية السائدة في البلاد، رغم أن الفترة الأخيرة شهدت مظاهر يندى لها الجبين، خاصة في الأسبوع الأخير من شهر رمضان المعظم، حيث كان إقبال المواطنين على محلات الألبسة بطريقة فوضوية، دون مراعاة تدابير الوقاية، ولا الخطر الذي يشكله الفيروس على حياتهم، وهي صور تجعلنا نصرف النظر كلية عن النشاط الرياضي، لأن ما نقوم به منذ توقف المنافسة يبقى عبارة عن حلول ترقيعية، لتجنب الزيادة في الوزن، وكأن الأمر يتعلق بالراحة الصيفية، رغم أن مدة التوقف قاربت الشهرين ونصف، وهذه الفترة الطويلة، تجعل اللاعبين بحاجة إلى تحضير جديد، قبل العودة بصفة رسمية إلى أجواء المنافسة، ولو أن هناك عامل جد مهم، يجب أخذه في الحسبان عند اتخاذ أي قرار.
- هل تقصد في حديثك الجاهزية البدنية؟
كلا... فالمشكل البدني يمكن تداركه من خلال برنامج تحضيرات يتم تسطيره، لأن كل اللاعبين ظلوا على تواصل منتظم بأجواء التدريبات، لكن الاشكال يكمن في الحالة النفسية لأي لاعب عند استئناف التدريبات، لأننا حقيقة متشوقون لأجواء المجموعة والتدريبات الجماعية، إلا أن المخاوف من الفيروس تلقي بظلالها على الجانب البسيكولوجي، والتخوف من انتقال العدوى بين لاعبين من نفس الفريق في التدريبات، سيكون له انعكاس كبير على أجواء العودة، هذا قبل المرور إلى المرحلة الموالية، لأن خوض المباريات الرسمية، كفيل بالرفع من درجة الضغط النفسي المفروض على اللاعب، انطلاقا من الضغوطات الكبيرة التي نعيشها منذ اعتماد تدابير الحجر الصحي، مرورا بالجاهزية البدنية، والتي تتأثر كثيرا بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل توقف المنافسة، وصولا إلى تصاعد مؤشر الخوف من تواجد حالات مؤكدة في محيط الملعب، وهذه المخاوف ستضع اللاعبين في الواجهة، لأننا قد نتحوّل إلى مصدر خوف لأفراد أسرنا بعد العودة من التدريبات أو المقابلات، وهو عامل سيجعل اللاعب «منفورا» في محيطه.
- أيعني هذا بأنك تساند فكرة الموسم الأبيض؟
شخصيا لست ضد مقترح إنهاء الموسم، لكن الاعتراض الشخصي يكون ضد موعد الاستئناف، لأن العودة إلى التدريبات في الظروف الراهنة أمر مستحيل، ولا يستطيع أي لاعب أن يغامر بحياته من أجل نشاط رياضي، والخطورة الكبيرة التي يشكلها الفيروس، تكفي لزرع الكثير من الخوف والرعب في أوساط اللاعبين والمسيرين على حد سواء، خاصة وأن أنديتنا لا تتوفر على الإمكانيات التي تسمح لها باتخاذ التدابير الوقائية، ومن المستحيل إجراء مقارنة مع ما هو معمول به في بلدان أوروبية، قررت العودة إلى أجواء البطولة كألمانيا، إسبانيا والبرتغال، لأن تجسيد مخطط كهذا يستوجب توفر النادي على مرفق، يحتوي على كافة الظروف الكفيلة بضمان الإقامة والمتابعة الصحية طيلة فترة الحجر الصحي الواجب اعتمادها، قبل مباشرة التحضيرات، وهذا هو نقطة الأساس للوضعية الحالية، وعليه فإنني أتمنى أن يتم تأخير الاستئناف إلى حين التخلص نهائيا من الوباء، وعودة الحياة اليومية إلى ريتمها المعتاد، لتفادي أي إجراء يضع حياة اللاعبين في خطر.
- وماذا عن وضعية اتحاد عنابة في هذه المرحلة، ونظرتك لحظوظه في باقي المشوار؟
مشاكل الفريق من الناحية المادية، بلغت الذروة في فترة توقف المنافسة، مما جعل بعض الزملاء يعيشون ظروفا اجتماعية قاسية منذ اعتماد الحجر الصحي، بسبب عدم تلقي مستحقاتهم العالقة، الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على وضعيتهم الاجتماعية، لأننا لم نتلق رواتب 7 أشهر، والمشكل ظل مطروحا حتى بعد التغيير الذي طرأ على رئاسة الفريق، رغم أن الوالي كان قد وعدنا بتلقي مستحقات شهرين قبل نهاية شهر مارس الفارط، غير أن تجسيد هذه الوعود اصطدم باشكالية تواجد الحساب البنكي تحت رحمة التجميد، وهي وضعية ستلقي بظلالها على أجواء الفريق إذا ما تقرر استئناف المنافسة، لأن كل اللاعبين قرروا استكمال الاجراءات القانونية للحصول على مستحقاتهم، وذلك باللجوء إلى غرفة المنازعات، مادام المكتب المسير الحالي غير قادر على إيجاد مخرج كفيل بتسريح الإعانات، التي رصدتها السلطات المحلية، والتفكير في الوضعية العالقة، والتي تعقدت أكثر يسبق الحديث عن مستقبل الفريق في البطولة، ولو أن وضعيتنا في سلم الترتيب تبقى مرهونة بنتيجة المقابلة المتأخرة ضد أمل بوسعادة، لأن تلك المباراة هي التي ستحدد الرؤية، لكن الأزمة المالية الخانقة، تحصر طموحاتنا في السعي لضمان البقاء في الرابطة الثانية.
حــاوره: ص/ فرطــاس