طـوكيـو حلـم الجمـيع و»المفـاجـأة» في دورة ألمـانيـا ليـست صعبـة المنـال
في إطار سلسلة الحوارات التي دأبت النصر على استضافة من خلالها نجوم الرياضة في مختلف الاختصاصات، تقربنا هذه المرة من أحد أفضل ما أنجبت كرة اليد الجزائرية، ويتعلق الأمر بمسعود بركوس الذي فتح لنا قلبه، وأجاب عن تساؤلاتنا بتواضعه المعروف، مؤكدا بأنه لا يهتم بالثناء، بقدر ما سيظل مركزا على كيفية قيادة المنتخب نحو النتائج المرجوة، كما تحدث عن إنجازاته مع الخضر والنوادي، كاشفا الأسباب الحقيقية، التي حالت دون احترافه بأوروبا.
حاوره: مروان. ب
*أنهيتم البطولة الإفريقية الأخيرة في المرتبة الثالثة، ما تعليقك ؟
الحمد لله راضون بالمشاركة الأخيرة في البطولة الإفريقية، التي جرت بتونس، حتى وإن كنا نأمل في الوصول إلى المباراة النهائية على الأقل، على العموم قدمنا كل ما نملك، ولم نبخل بأي جهد في سبيل تشريف الراية الوطنية، غير أن افتقاد عناصرنا للخبرة المطلوبة حال دون التتويج، الذي نعد بتحقيقه في قادم الدورات، خاصة إذا ما حافظنا على تركيبة المنتخب، وواصلنا العمل بكل جدية.
تصنيفي مع عمالقة اليد الجزائرية وسام على صدري
*هل كان من المستحيل تجاوز عقبة تونس ومصر ؟
لا يمكنني القول بأننا كنا قادرين، كوننا انهزمنا أمام تونس ومصر، ورغم كل ذلك، فهذا لا يجعلنا نشعر بالخجل، على اعتبار أن الخسارة سجلت أمام أفضل منتخبين في القارة السمراء، بدليل مشاركتهما في آخر نسختين من المونديال، على عكس منتخبنا الوطني، كما أنهما كانا أكثر جاهزية منا، دون أن أنسى أن فريقنا افتقد للخبرة، رغم أن هذا لا يعد مبررا، خاصة وأننا تعودنا عليه بعد كل بطولة، ولكن نحن متفائلون بمستقبل أفضل، وإن شاء الله سنطيح بهما في البطولة القادمة، ونعانق الذهب الذي نأمل في إهدائه للجزائر من جديد.
فكرت في الاعتزال الدولي بعد نكستي المونديال
*عدتم للمونديال بعد الغياب عن النسختين الماضيتين، ماذا يعني لكم هذا؟
صدقني التأهل إلى كأس العالم أزاح عني حملا ثقيلا، وأنا الذي تأثرت كثيرا بالغياب عن النسختين الماضيتين، إلى درجة أنني فكرت في وضع حد لمشواري مع المنتخب الوطني، ولكن الحمد لله واصلت مع منتخب بلدي رغم كل شيء، وساهمت رفقة زملائي في آخر المطاف في قيادة الخضر، للعودة إلى مكانتهم الطبيعية في أكبر المحافل الدولية، نحن الآن منتشون بالتأهل، ولكن هذا لا يكفي بقدر ما نبحث عن التألق في المونديال، والذي لن يتحقق سوى باللعب دون مركب نقص.
*التأهل للدورة التأهيلية للأولمبياد بألمانيا فرصة للعبور إلى محفل طوكيو أم هي مجرد محطة تحضيرية، لاكتساب الخبرة تحسبا للمواعيد القادمة المنتظرة؟
لا أخفي عليكم هناك رغبة جامحة لدى الجميع من أجل التأهل إلى أولمبياد طوكيو، خاصة وأن المشاركة في تظاهرة من هذا الحجم حلم أي رياضي، ولو أننا ندرك بأن المأمورية لن تكون سهلة، كوننا مطالبون بتخطي عقبة منتخبات عالمية، على العموم خوض هذه المنافسة بعد المونديال يصب في صالحنا، حيث سنحضر لها بشكل جيد، على عكس لو لعبناه شهر أفريل الماضي (قبل أزمة كورونا)، سنحاول أن نقدم كل ما نملك، وغايتنا تحقيق المفاجأة، وما على القائمين على شؤون المنتخب سوى الاهتمام به، وتوفير كافة ظروف العمل، للوقوف على مستوانا الحقيقي في المونديال، الذي سيكون محطة تحضيرية مهمة.
ليس ذنبي اللعب للخضر في سن 17 والجزائر ولادة للنجوم
*ما هي طموحاتك وأهدافك المستقبلية؟
أهدافي دوما مصوبة نحو الألقاب والتتويجات، سواء مع المنتخب الوطني أو الأندية التي ألعب لها، وأكثر ما يهمني في الوقت الحالي هو المونديال الذي ينتظرنا شهر جانفي المقبل، حيث سنكون مطالبين بالتغلب على الوضع الحالي، بعد الابتعاد لفترة طويلة عن أجواء المنافسة جراء تفشي فيروس كورونا، أنا أحاول التدرب يوميا رغم أن هذا ليس كافيا، كما أننا كلاعبين نتواصل يوميا، وغايتنا واحدة وهي تشريف الراية الوطنية في كأس العالم، ولم لا رد الاعتبار لنا ولكرة اليد الجزائرية.
*ماذا جلب لكم المدرب الفرنسي آلان بورت ومساعده الطاهر لعبان؟
منذ تولي الثنائي آلان بورت والطاهر لعبان زمام العارضة الفنية للمنتخب الوطني، شهر أوت الماضي أي قبل البطولة الإفريقية، تحسنت الكثير من الأشياء، والتيار بات يمر جيدا بين أسرة المنتخب، كما أن التقني الفرنسي، جلب طريقة عمل جديدة وفلسفة مغايرة، خاصة وأن جل العناصر لم يسبق لها العمل مع مدرب أجنبي، دون أن أنسى الدور الكبير الذي يقوم به زميلي السابق الطاهر لعبان، الذي يعد حلقة الوصل بين اللاعبين والطاقمين الفني والمسير، على العموم نحن مرتاحون الآن، وسنعمل سوية لرد الاعتبار لكرة اليد الجزائرية بعد السنوات الصعاب التي مرت علينا، إلى درجة جعلتنا نغيب عن مكانتنا الطبيعية.
فلسفة آلان بورت مغايرة والتيار يمر بشكل رائع بين أسرة المنتخب
*هل اتحادية كرة اليد تقوم بدورها على أكمل وجه؟
أعتقد أن الاتحادية لم تبخل علينا بشيء، ولبت كافة طلبات الطاقم الفني، خاصة فيما يتعلق بالبرنامج المسطر، كما أن هيئة حبيب لعبان بدأت تُهيكل أكثر من خلال خلق مناصب جديدة، كالمدير الفني الوطني، والذي لم يكن موجودا من قبل، دون أن ننسى الطاقم الطبي الموسع الذي يخدمنا والمكلف بالفيديو، والذي قام بعمل جبار في البطولة الإفريقية الأخيرة، وكلها أشياء تفيدنا وتريحنا في عملنا، رغم أن الجميع يعلم بأن كرة اليد في الجزائر، لا تحظى بنفس اهتمام ودعم كرة القدم.
*رغم تقدمك في السن ما تزال الأفضل في المنتخب، بماذا تشعر ؟
الغالبية تتحدث عن تقدمي في السن، رغم أنني سأبلغ 31 سنة فقط شهر جويلية المقبل، ولكنني أتفهم كلامهم، كوني مع المنتخب الوطني منذ 2007 أي منذ سن ال17 وهم يتابعونني، ولطالما قدمت مستويات جد مقبولة، جعلتني محط أنظار الجميع، أنا سأواصل مع الخضر مادمت قادرا على العطاء، وعندما أشعر بأن جسدي لا يستجيب سأنسحب، صدقوني أنا أخوض كافة المنافسات تحت الضغط، على اعتبار أنهم ينتظرون مني الكثير، والحمد لله لم أخيب جماهيرنا، وكنت عند مستوى تطلعاتها دوما.
تجربتي مع الزمالك الأفضل في مشواري وعوملت كنجم «عالمي» في مصر
*خضت عديد التجارب الاحترافية، ما هي المحطة الأفضل بالنسبة لك؟
لعبت لعدة فرق خارج الجزائر وتوجت معها بعدة ألقاب سواء السد القطري أو احترافي في تونس ومصر والسعودية والكويت، ولكن المحطة التي ستظل راسخة في ذهني، هي تجربتي مع الزمالك المصري الذي توجت معه بكأس إفريقيا للأندية في تونس على حساب الترجي الرياضي، إضافة إلى الفوز بكأس «السوبر» أمام الأهلي المصري، دون نسيان المعاملة الرائعة، التي حظيت بها من مسؤولي فريق الزمالك الذين لم يشعروني يوما بوجود حساسية بين الجزائر ومصر في كرة اليد وهذا ما أقصده فقط، لأن العلاقة بين البلدين الشقيقين لطالما كانت مميزة، كما أن لا أحد استفسر عن أسباب جلب لاعب جزائري، رغم النوعية الجيدة للاعبين المصريين، وهنا سأفاجئكم إن قلت لكم بأن انتقالي إلى مصر جاء بعد إلحاح من بعض الدوليين المصريين، ممن ينشطون في منصبي بالتحديد، وكلها أمور تجعلني أشعر بالفخر، وتؤكد بأنني أمتلك صورة جيدة في الجزائر وإفريقيا ككل.
*ألا ترى بأنك ضيعت مشوارا احترافيا بأوروبا ؟
هذا الكلام سمعته كثيرا، خاصة من دوليين سابقين وبعض المختصين في عالم كرة اليد، وكلهم يرددون بأنني ضيعت على نفسي فرصة التألق في أوروبا، لما أحوزه من إمكانيات، ولكنني راض رغم كل شيء عن مشواري، بدليل ما قدمته مع الفرق والمنتخب الوطني، والسبب الحقيقي في عدم احترافي سأحتفظ به لنفسي، وسأكشف عنه في الوقت المناسب، خاصة وأن هناك من منعني من الانتقال إلى أوروبا.
أسباب خاصة حرمتني من الإحتراف بأوروبا والكشف عنها مؤجل
*هل ستنهي مسيرتك مع المجمع البترولي؟
صدقني، لم أفكر في هذا وكل شيء مرتبط بالمكتوب، وهنا أؤكد لكم حيازتي على ثلاثة عروض مغرية في الوقت الحالي، ولكن بسبب فيروس كورونا تجمد كل شيء، إضافة إلى التحويلات هذه الصائفة ستكون معقدة، في ظل المشاكل المالية التي لحقت بجل الفرق.
*من تراه خليفتك في المنتخب؟
حقيقة لا أحب مثل هذه الأحاديث، فلكل مكانته وبصمته، وذهاب نجم سيجعلنا نكتشف نجما آخر، والمنتخب مرت عليه أسماء كبيرة تركت انطباعا رائعا لدى الجماهير، وأنا سعيد لأنني واحد منها، رغم أنني لا أحبذ وصفي بالنجم، وعن المنتخب الحالي أنا معجب كثيرا بلاعب أمل شبيبة سكيكدة زهير نعيم ولاعب تولوز الفرنسي إلياس عابدي والحارس خليفة غضبان، وكلهم لاعبون شباب أتنبأ لهم بمستقبل كبير لو نوفر لهم ظروف النجاح، والجزائر كانت ولادة دوما، وكرة اليد في بلدنا تمرض ولا تموت.
*ماذا يعني لكم التتويج بالبطولة الإفريقية سنة 2014 بالجزائر ؟
صدقني ذلك التتويج لن أنساه ما حييت، كوني شاركت فيه، وصدقني جسمي يقشعر الآن، وأنا أتذكر تلك المحطة الجميلة، خاصة فوزنا الدراماتيكي باللقاء النهائي، كما أن خوض البطولة بالجزائر وبين جماهيرنا أعطى اللقب نكهة خاصة، رغم أن المأمورية لم تكن سهلة، والحمد لله عند اعتزالي، سأكون أمتلك في سجلاتي لقب إفريقي من بين السبع تتويجات في تاريخ كرة اليد الجزائرية.
جسدي يقشعر كلما تستذكر مخيلتي صور تتويج 2014
*ما هي المحطة الأسوأ في مشوارك؟
لن أفكر كثيرا، وسأؤكد لكم بأن فشلنا في بلوغ المونديال لمرتين متتاليتين، سيظل الذكري الأسوأ بالنسبة لي، وجعلني حتى أفكر في الابتعاد عن المنتخب، ولكن الوقت حان لرد الاعتبار، ولن نرضى سوى بمرتبة مشرفة في كأس العالم المقبلة.
*البعض يعتبرك من خيرة ما أنجبت اليد الجزائرية في آخر عقد، ما رأيك؟
لست من يحكم على نفسي، وكل ما يهمني أنا لم أبخل بشيء على المنتخب منذ 2007، وتصنيفي ضمن خيرة اللاعبين، سيظل وساما على صدري.
م/ب