كشف مدرب دفاع تاجنانت ليامين بوغرارة، في هذا الحوار الذي خص به جريدة النصر، أبرز محطات في مشواره الكروي، سواء كلاعب أو مدرب، متحدثا عن العديد من الأمور التي صادفته خلال شهر رمضان، كما أعرب عن رأيه في العديد من القضايا التي تخص الكرة الجزائرية، ستكتشفونها خلال هذا الحوار الشيق.
رمضان هو شهر التوبة والمغفرة والعتق من النار، وأنا أحاول أن استغله ككافة المسلمين في العبادة والتقرب من الله، غير أن مشكل التحضيرات يواجهنا في كل مرة، خاصة وأنها تتزامن وشهر الصيام، ورغم ذلك أحاول تأدية كافة صلواتي في المسجد، كما أحاول قدر المستطاع الإكثار من قراءة القرآن.
لست من الأشخاص الذين ينامون كثيرا، وأفضل دوما الاستيقاظ باكرا في شهر رمضان، حيث لم يسبق لي أن تجاوزت الساعة التاسعة صباحا، خاصة وأنني أسعى لتوفير كافة مستلزمات المنزل في وقت مبكر، وهذا حتى أكون حرا في المساء، وأشرف على تدريبات فريقي دفاع تاجنانت.
التحضيرات خلال هذه الفترة صعبة للغاية، خاصة وأنها تتزامن مع الصيام، ودرجات الحرارة المرتفعة. لقد واجهنا صعوبات جمة خلال الأسبوع الأول، خاصة وأننا كنا نتدرب ابتداء من الساعة الخامسة مساء (17,00)، وهو ما أثر بشكل واضح على اللاعبين، ما اضطرنا لتغيير البرنامج التدريبي، حيث قمنا ببرمجة حصة واحدة بعد التراويح لكنها مكثفة.
فضلت البقاء لعدة عوامل، أبرزها الثقة المتبادلة بيني وبين الرئيس قرعيش الذي منحني الورقة البيضاء، ما مكنني من الوصول إلى الأهداف التي أريدها، كما وجدت راحتي مع أنصار «الدياربيتي» الذين منحوني الحب والود والثقة، وهي الأشياء التي ليس من السهل الحصول عليها.
لقد تلقيت العديد من العروض من فرق الرابطة الأولى والثانية، ومن الفرق التي اتصلت بي وأصرت على طلب خدماتي فريق نصر حسين داي، حيث تقدم إليّ بعرض رسمي، لكنني اعتذرت كوني كنت أرغب في مواصلة المشوار الذي بدأته مع الدفاع منذ سنتين، كما تلقيت اقتراحات من جمعية الشلف ووداد تلمسان، وعدة فرق أخرى.
كما سبق وأن قلت لكم أنا مدرب طموح، ولدي مشاريع كبيرة أود تحقيقها مع دفاع تاجنانت. لقد نجحنا خلال السنتين الماضيتين في الصعود بهذا الفريق، وأتمنى أن أوفق في مهمتي خلال الموسم الكروي الجديد، والمتمثلة في الإبقاء على الدياربيتي في الرابطة الأولى. أسعى إلى تكوين فريق تنافسي قادر على تحقيق البقاء بأريحية، كما أرغب في تكرار تجربة الموسم الماضي، ولم لا نكون الحصان الأسود. لدي ثقة كبيرة في إمكاناتي، وفي الأشخاص الذين أعمل معهم، وبحول الله سنصل إلى مبتغانا.
أعتقد بأنه لا يوجد مدرب في الجزائر راض مائة بالمائة على الاستقدامات التي يقوم بها، سيما في ظل شح السوق التي لا يوجد بها إلا اللاعبون المسرحون من فرقهم. أنا راض بنسبة 60 إلى 80 بالمائة على العناصر التي انتدبناها، في انتظار إيجاد التوليفة المناسبة التي تمكنني من الوصول إلى الأهداف التي سطرتها مع الإدارة، كما أريد أن أضيف شيئا آخر.
اعتقد بأننا استقدمنا عناصر في المستوى، وستكون قادرة على قول كلمتها الموسم القادم، هي بحاجة إلى العمل فقط وسأعمل جاهدا من أجل تطوير إمكاناتها، ووضعها في أحسن الظروف حتى تتمكن من تفجير طاقاتها، أنا أنتظر الكثير من الجدد، وعلى رأسهم أمير سعيود والكونغولي لوري، فضلا عن أسماء أخرى أظن بأنها ستمنح الإضافة المرجوة.
أنا راض كل الرضى على مشواري، خاصة وأنني حققت العديد من النجاحات، ولعل البداية بتمكني من اللعب في كل الفئات السنية للمنتخبات الوطنية، كما حققت حلمي بالدفاع عن ألوان الخضر، وهذا أكبر شيء يتمناه أي لاعب جزائري.
الفضل في هذا يعود بالدرجة الأولى إلى مدرسة عين مليلة التي تكونت بها، حيث فتحت لي الآفاق وكانت بوابتي نحو شبيبة القبائل، التي نجحت معها في حصد العديد من الألقاب.
بكل تأكيد محطة شبيبة القبائل، كونها توجت بأول استدعاء للمنتخب الوطني، كما نجحت مع الكناري في التتويج بثلاث كؤوس إفريقية، وهو أمر رائع بالنسبة للاعب كرة قدم، كما أود الإشارة إلى أمر بخصوص مشواري كلاعب، وهو أنني لعبت كل مواسمي في القسم الأول، واكتفيت بسنة واحدة مع الموك في القسم الثاني.
عالم كرة القدم مليء بالذكريات الجميلة، ولكن وصولي إلى نهائي كأس الجمهورية مع فريق القلب جمعية عين مليلة سنة 1994 لما واجهنا شبيبة القبائل وخسرنا بهدف لصفر، يعد الأحسن بالنسبة لي، خاصة وأن لا أحد رشحنا للوصول إلى النهائي، كما أن تتويجي مع الشبيبة بثلاثية الكاف يعد من أحسن الأمور في مشواري، إلى جانب استدعائي للمنتخب من أجل المشاركة في «كان» غانا 2000.
هناك لحظات صعبة لا يمكن أن تنساها رغم مرور الوقت، ولعل وفاة زميلي حسين قاسمي من أسوأ الذكريات، لقد تأثرت حينها كثيرا، خاصة وأنه سقط أمامنا جثة هامدة، ولم يستطع أحد فعل شيء هو قضاء الله وقدره، ولكن لم أتمكن من نسيان تلك اللحظة الصعبة، وبقيت مباراتنا أمام إتحاد عنابة راسخة في ذهني إلى حد الآن.
الظروف المحيطة باللاعب تؤثر على مردوده فوق الميدان، ولعل مثال اللاعبين الحاليين أصدق تعبير على ما أقوله، حيث أصبحنا نواجه مشكل حقيقي متمثل في سوء أخلاق غالبية لاعبي البطولة الوطنية، حيث أثرت وفرة الأموال والتكنولوجيا على سلوكياتهم، وانعكس ذلك على مردودهم، ما جعل مستواهم يقل مقارنة بالسنوات الماضية.
لقد وقفنا خلال السنوات الأخيرة على ظواهر سيئة لدى اللاعبين، حيث أصبحوا يتسببون في الكثير من المشاكل، إلى درجة أنهم باتوا وراء إقالة المدربين، ما أثر على الجانب الرياضي. لقد كان لوفرة الأموال الأثر السلبي على مشوارهم، ولعل الأمثلة كثيرة، ولا أريد تحديد الأسماء حتى لا أجرح أي أحد.
الجميع يعلم بأن الأجور التي يتقاضاها اللاعبون الحاليون غير منطقية، ولكن بمقارنتها بالدول المجاورة تعتبر عادية، خاصة إذا ما علمنا بأن الأجور في تونس تفوق الرواتب التي يتقاضاها اللاعبون في البطولة الوطنية بكثير.
اعتقد بأنه لا توجد أسس صحيحة لتقييم اللاعب، خاصة وأن هناك العديد من الأسماء تتقاضى رواتب لا تستحقها، مستفيدة من الشهرة التي منحتها إياها وسائل الإعلام.
لا يمكنني أن أحدد الحد الأقصى لأكبر راتب في الجزائر، ولكن ما جدوى منح كل هذه الرواتب المبالغ فيها، إذا لم يستطع أي لاعب محلي من ضمان مكانة مع المنتخب الوطني. لقد وقفنا خلال مباراة السيشل الأخيرة على أمر خطير، وهو أن غوركوف لم يعتمد على أي لاعب من بطولتنا الوطنية رغم محدودية المنافس، وهو ما يؤكد بأننا نصرف الملايير على بطولة عقيمة.
يجب أن نعود إلى مجال التكوين، ولا أقصد اللاعبين فقط، بل أتحدث عن تكوين المدربين أيضا، إلى جانب تأطير المسؤولين. هي منظومة متكاملة، ويجب أن يتم تعديلها من جميع الجوانب. لا أعتقد بأن جانب المال فقط من يمنح الفرق في القوة، ولعل الأمثلة كثيرة، كجمعية وهران، وإتحاد الحراش وأمل الأربعاء، حيث نجحت هذه الفرق في التألق رغم أن متوسط أجورها ضعيف.
لا أرى بأن هناك لاعب يستحق هذا اللقب، كون البطولة عاجزة عن تقديم أسماء في المستوى للمنتخب الوطني، ورغم ذلك هناك بعض العناصر في ذهني نجحت في التألق الموسم الفارط، ويتقدمها لاعبا مولودية العلمة درارجة وشنيحي، إلى جانب متوسط ميدان وفاق سطيف أكرم جحنيط، دون نسيان عبد الرحمان حشود الذي كان مردوده متميزا مع مولودية العاصمة.
براهيمي دون أدنى شك. كونه تألق بشكل ملفت مع ناديه بورتو، خاصة في منافسة رابطة أبطال أوروبا، حيث نجح في تسجيل عدة أهداف، كما وصل إلى دور متقدم في البطولة الأغلى والأقوى في العالم.
كما سبق وأن قلت لا يوجد حارس أحسن من مبولحي في الوقت الحالي، رغم تألق كل من دوخة وعسلة وخذايرية، إلى جانب حارس الشلف صالحي الذي أتوقع له مستقبلا كبيرا.
ما يحدث في الشبيبة كارثة حقيقية ولم يتوقعه أحد، رغم أنني لست ضد مطالب اللاعبين القدامى الذين هم متخوفون على مستقبل فريقهم، ولكن لا يجب لأحد أن ينسى ما قدمه الرئيس حناشي للكرة الجزائرية ككل وليس القبائلية فقط، لقد كان وراء عديد التتويجات، ولا يستحق الخروج من الباب الضيق. يجب أن تعود الأمور إلى نصابها، من خلال برمجة جلسة صلح بين اللاعبين القدامى وحناشي، ووضع مصلحة الكناري في المقام الأول.
نعم بالتأكيد، كما أطمح إلى تولي الإشراف على العارضة الفنية لأحد الفرق الكبرى مستقبلا. سأكون أمام تحد من نوع خاص هذا الموسم مع الدفاع، سيما وأنني سأختبر نفسي في الرابطة الأولى.
في وقتي كنا نلعب بعض مباريات البطولة خلال شهر رمضان، وكان توقيت المواجهات كارثيا، كون البرمجة كانت ما بين الساعة الواحدة والثانية ظهرا، وهو ما كان يضطرنا للإفطار بالمطار أو في الطائرة في الكثير من الأحيان.
لم تكن الأمور سهلة علينا خلال الشهر الفضيل، مقارنة بما هو عليه الحال الآن، خاصة وأن البطولة تكون متوقفة في رمضان، ويكتفي اللاعبون بالتحضيرات خلال السهرة فقط.
لقد نجحت في التتويج بثلاث كؤوس إفريقية خلال شهر رمضان، والذي كان فأل خير علينا في شبيبة القبائل.
اضطررت مرة واحدة للإفطار، وكان ذلك خلال سفريتنا إلى الكاميرون. لقد أفطر كافة اللاعبون بناء على الفتوى التي تحصلنا عليها من شيوخنا الكرام، خاصة وأننا كنا على سفر، وخضنا اللقاء في أجواء صعبة جدا.
ريال مدريد.
مارادونا.
أكثر من البرامج الدينية خلال رمضان، كما أحرص على متابعة «الكاميرا كاشي» و»ناسيونال جيوغرافي»، دون نسيان البرامج الرياضية بطبيعة الحال.
بالنسبة للمدربين المحليين، هناك عدة مدربين عملت معهم وتأثرت بهم، مثل كمال مواسة، والفقيد هاروني ربي يرحمو، أما عن أحسن مدرب عالمي بالنسبة لي فهو البرتغالي جوزي مورنيو.
أعتقد بأن المنافسة ستكون شديدة بين الوفاق والشبيبة ومولودية العاصمة.