اضطر رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد حبيب لعبان، إلى إعادة النظر في خارطة الطريق، التي كان قد رسمها بخصوص مستقبل الموسم «العالق»، لأنه كان في بادئ الأمر قد اقترح إلغاء منافسة كأس الجزائر، وهذا ضمن المخطط الذي رسمته الهيئة التنفيذية للإتحادية، في جلستها مع رؤساء النوادي بتقنية «التحاضر عن بعد» أوائل شهر جوان المنقضي، لكن التحفظات الكثيرة على هذا الاقتراح، أجبر لعبان على التراجع عن هذا الطرح، والتأكيد على ضرورة إدراج منافسة «السيدة المدللة»، ضمن البرنامج الواجب تسطيره لإكمال الموسم.
هذه الخطوة، كانت حتمية بالنسبة لاتحادية كرة اليد، لأن المبررات التي قدمتها، بخصوص قرار إلغاء منافسة الكأس، لم تكن كافية لإقناع مسؤولي النوادي، خاصة وأن المنافسة كانت قد أدركت الدور ربع النهائي، والفيدرالية المعنية كانت تعتزم التضحية بهذه المنافسة، من أجل توفير الوقت الكافي للمنتخب الوطني، للشروع في التحضير لبطولة العالم المقررة شهر جانفي 2021 بمصر، لأن التشكيلة الوطنية من المرتقب أن تباشر تحضيراتها لهذا الموعد العالمي شهر أوت القادم، كما أن السباعي الجزائري، سيكون على موعد مع دورة تصفوية تأهيلية إلى أولمبياد طوكيو، وهي استحقاقات وضعتها الإتحادية في صدارة الأولويات، مما جعلها تسعى لمنح الوقت الكافي للطاقم الفني الوطني بقيادة ألان بورت للقيام بتحضيرات جيدة، مع محاولة تخفيض «الرزنامة» محليا، فكانت كأس الجمهورية المنافسة، التي فكرت الفيدرالية المختصة في التضحية بها.
وأوضح لعبان في هذا الصدد، بأن الاتحادية استبعدت فكرة الموسم الأبيض، وقد حاولت مناقشة هذا الأمر مع رؤساء الفرق، لكن الاختلاف كان بخصوص الطريقة النموذجية الواجب اعتمادها، تماشيا مع تطورات الأزمة الوبائية السائدة في البلاد، لأن فتح القاعات في الوقت الراهن لإجراء التدريبات أمر مستحيل، كما أن مخطط إكمال البطولة يتطلب دراسة ميدانية معمقة، للتكيف مع المعطيات الحالية، سيما منها تلك المتعلقة بالجانب الوقائي، للحماية من انتشار فيروس كورونا، وهي الأمور التي كانت وراء فكرة الاكتفاء، ببرمجة المباريات المهمة، التي تبقى نتائجها كفيلة بتحديد البطل، مع تقليص المباريات المتبقية من الرزنامة إلى أدنى حد ممكن، لأن برمجة كل اللقاءات سيضع الفيدرالية في مأزق، وذلك بسبب طول المدة، الأمر الذي سيلقي بظلاله على انطلاق الموسم الجديد.
وفي سياق متصل، فإن اتحادية كرة اليد قدمت مطلع هذا الأسبوع إلى وزارة الشباب والرياضة، اقتراحها بشأن «البروتوكول» الصحي الذي تعتزم اعتماده في حال استئناف المنافسة، لأن النشاط يبقى مجمدا منذ منتصف شهر مارس الفارط، وهو الإجراء الوقائي الذي يمر عبر إخضاع جميع اللاعبين للتحاليل، من أجل التأكد من سلامتهم من «كوفيد 19»، فضلا عن الحرص على ضمان متابعة عملية التعقيم داخل القاعات بصورة دورية منتظمة، مع إلزام اللاعبين بحضور المباريات مرتدين اللباس الرسمي لتجنب الاحتكاك، ولو أن هذه الأمور كانت محل تحفظات كبيرة من عضو اللجنة الطبية الوطنية المكلفة برصد تطورات فيروس كورونا الدكتور محمد بقاط بركاني، الذي كان قد أكد بأن تجميع اللاعبين في قاعة مغطاة، يزيد من خطورة الوضع، ويؤدي إلى انتشار الوباء، كما أنه ذهب إلى تأييد فكرة إلغاء المنافسات الخاصة بكل الرياضات الجماعية، لتجنب الاحتكاكات الجسمانية بين الرياضيين، مهما كانت اختصاص نشاطهم.
ص/ فرطاس