- أبطال الجزائر - يحرجون الاتحادية بمطالب موضوعية!
فتحت الخرجات الإعلامية الأخيرة لأبطال شرفوا الجزائر على الصعيدين القاري والعالمي في رياضة ألعاب القوى، باب التأويلات على مصراعيه، لأن الأمر يتعلق بأفضل سفيرين للرياضة الجزائرية في آخر دورة للألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو، وهما البطل الأولمبي توفيق مخلوفي والعداء العربي بورعدة، الذي كان قريبا من منصة التتويج في «الأولمبياد»، وحقق أفضل مشاركة جزائرية في منافسات العشاري، الأمر الذي وضع اتحادية أم الرياضات على صفيح ساخن.
وإذا كان وزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي، قد طوى صفحة مخلوفي بتأكيده على أن الدولة الجزائرية، تتابع عن كثب وضعية كافة أبناء الجالية العالقين في الخارج، وصرح بأن البطل الأولمبي سيكون ضمن الفوج، الذي سيتم إجلاؤه من جنوب إفريقيا، فإن خرجة العداء العربي بورعدة أجبرت رئيس الإتحادية على الخروج عن صمته، وإصدار بيان رسمي، لتوضيح الرؤية أكثر حول علاقة ذات الهيئة ببورعدة، في محاولة لوضع النقاط على الحروف، وتحميل إبن منطقة «أولاد هداج» كامل المسؤولية، في التصريحات النارية التي كان قد أطلقها، على اعتبار أنه كان قد ذهب إلى القول بصريح العبارة: « لم أتحصل على أي شيء»، وهو تصريح لم يختلف كثيرا عن ذلك الذي كان مخلوفي، قد أدلى به منذ أسبوع، لما عبر عن استيائه من الظروف التي يتواجد فيها بجنوب إفريقيا.
بورعدة، صاحب المرتبة الخامسة في منافسات العشاري خلال أولمبياد 2016 بريو دي جانيرو، ترك بتصريحاته النارية المجال مفتوحا بخصوص الأطراف التي يقصدها، لكن رئيس إتحادية ألعاب القوى عبد الحكيم ذيب، لم يترك المجال لتوجيه أصابع الإتهام إلى هيئته، وسارع إلى التأكيد على أن وضعية بورعدة «إجتماعية» بحتة، لأنه ما فتئ يطالب بالحصول على منصب عمل، لكن الإشكال ـ حسب ذيب ـ « يكمن في عدم حيازة هذا العداء الأولمبي على المستوى الدراسي، الذي يسمح له بالإستفادة من تكوين دراسي في المعاهد التابعة للوزارة، تمهيدا لتسوية وضعيته، بمنحه منصب عمل قار، وبالتالي فإن بورعدة ملزم باللجوء إلى مزاولة الدراسة بالمراسلة لتحسين مستواه، قبل طرح الإشكال على الوزارة».
نشر الغسيل بين اتحادية أم الرياضات وعدائيها، يكشف عن وجود هوة بين مسؤولي الفيدرالية والرياضيين، خاصة وأن الأبطال المعنيين بالمشاركة في الأولمبياد، يستفيدون دوما من منح تسمح لهم بإجراء تربصات تحضيرية خارج أرض الوطن، لكن العداء يبحث دوما عن «امتيازات» شخصية، نظير الإنجازات التي يحققها، و»الخرجة» المفاجئة لبورعدة أعادت إلى الأذهان المشاهد، التي صنعها عند مشاركته في أولمبياد 2016، لما نشر صورا عبر مواقع التواصل الإجتماعي أظهرت الكيفية التي كان يحضر بها، في غياب أدنى الإمكانيات اللازمة، وهي المشاهد التي كانت قد لقيت تجاوبا كبيرا من الجمهور الجزائري، إلى درجة أنه تحوّل إلى «بطل» حتى بعد مروره بجانب «البوديوم»، لأنه كان قريبا من انتزاع ميدالية في منافسات العشاري، ولو أن الإتحادية أصرت على توضيح الرؤية، بعد التصريحات النارية التي أدلى بها منذ 4 أيام، وقد ذهبت إلى إصدار بيان رسمي، عادت فيه إلى تفاصيل العلاقة الرياضية التي تربطها بالعداء بورعدة، لتصل الأمور إلى حد الحديث عن إجرائه عمليتين جراحيتين بقطر على عاتق الإتحادية، وكذا استفادته من برنامج إعادة تأهيل بدني، مكنه من العودة بسرعة إلى أجواء المنافسة.
قضية بورعدة، والتي تلت خرجة مخلوفي، فتحت الباب أمام أسرة ألعاب القوى للدخول على الخط، والحديث عن التهميش الذي يطال أبطالا أهدوا الجزائر أكثر عدد من التتويجات، خاصة في دورات الألعاب الأولمبية، حيث أكد المدرب السابق أحمد ماهور باشا بأن ألعاب القوى، تبقى خارج مجال التغطية من الناحية المادية، قبل أن يصرح: « مخلوفي بطل أولمبي، وما يتحصل عليه من امتيازات مالية في مشواره الرياضي الحافل بالتتويجات العالمي، لا يعادل رواتب سنتين فقط لأي لاعب متوسط في بطولة كرة القدم، وهذا ما يدل على وجود اختلال كبير في توزيع الاعتمادات المالية، الأمر الذي يجعل عدائينا يتأثرون نفسيا»، بينما عرج البطل الأولمبي الأسبق السعيد قرني جبير على القضية، التي تتعلق بوضعية العدائين بعد اعتزالهم، وأكد بأنهم يجدون أنفسهم يواجهون البطالة، بسبب عدم الاستفادة من أية امتيازات، على العكس من أبطال في رياضات أخرى، والتي تسمح لهم المكافآت المالية الضخمة التي يحصلون عليها من رسم معالم مستقبلهم، فضلا عن المناصب التي يتحصلون عليها أثناء مسيرتهم الرياضية، وهو طرح جعله يبرر كل ما صدر عن كل من مخلوفي وبورعدة، وإدراجه في خانة التأثر الشديد من «الحقرة» والتهميش.
صالح فرطــاس