يرى طارق ماكور المدرب الجزائري، ومحلل قنوات «بي إين سبورتس»، أن «القَبول» الذي حصل عليه الناخب الوطني جمال بلماضي، مقارنة بالمدربين الذين سبقوه، على غرار ماجر وألكاراز وليكنس وراء نجاحه السريع مع الخضر، مضيفا بأنه يعتبر جيل رياض محرز الأفضل في تاريخ الكرة الجزائرية، بعد الإنجازات التي بصموا عليها مؤخرا، لعل أبرزها التتويج بنهائيات «كان» مصر 2019، كما تحدث ماكور عن مشواره لحد الآن، وعدة أمور تخص الكرة الجزائرية والعالمية تكتشفونها في هذا الحوار المطول الذي خصنا به من قطر.
حاوره: مروان. ب
بداية الجمهور الجزائري يستمتع بتحليلاتك عبر قنوات «بي إين سبورتس»، غير أن كثيرهم لا يملك معلومات عنك، هل لك أن تقدم نفسك أكثر؟
طارق ماكور مولود بحي باب الواد في العاصمة، ولكنني ترعرت ببوزريعة، أين لعبت كرة القدم هناك، قبل أن ألتحق بعالم التدريب، بعد أن درست بالمعهد العالي للرياضات، وأنا لعلمكم من حي شعبي مليء ومدجج بنجوم كرة القدم، والبداية ببوعلام الذي لعب في شباب بلوزداد، وجمال مناد الغني عن كل تعريف، فضلا عن بعض الشبان ممن تقمصوا ألوان نوادي كبيرة مثل بلقاسم وسماتي لاعبا اتحاد العاصمة، وفيما يخص حياتي الكروية الرياضية، فبعد أن أنهيت دراستي هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أين كانت لي تجربة ناجحة هناك، ودربت بعض الفرق وفزت بالكأس واحتليت الصف الرابع مع فئة أقل من 21 سنة، رغم صعوبة المأمورية، وهو ما مكنني من اكتساب الخبرة وتعلم الكثير في عالم الاحتراف، وفي 2002 توّجت بلقب أفضل مدرب في الولاية الأمريكية التي أقطن بها، لأسافر بعدها صوب دولة قطر، واشتغلت كمدير فني لفرق البراعم مع الاتحاد القطري وزاملت عدة مدربين جزائريين أكفاء منهم حسين بومعراف وسعيد كناوي وسيد أحمد محرز، وهنا كانت تجربتي أيضا رائعة جدا، خاصة بعد تدريبي منتخب جامعات قطر، أين لعبنا بطولات دولية كتلك التي احتضنتها اليونان وقدمنا فيها مستوى جيدا، كما واصلت تكويني إلى غاية حصولي على أكبر الشهادات التدريبية في قطر، كما كان لي اهتمام أيضا بالتحليل الرياضي، والبداية بقناة ليبيا الأحرار التي تبث من قطر، وبعدها انتقلت للعمل في قناة الدروي والكأس وحللت الدوريين الإسباني والبلجيكي، وشاركت في عدة حصص رياضية أخرى كالكرة العربية التي كانت تحظى بمتابعة كبيرة، لأحط الرحال بقناة بي إين سبورتس التي أشتغل معها لحد الساعة محللا للدوري الفرنسي.
ما رأيك في عودة المنافسة عبر مختلف الدوريات الأوروبية رغم أزمة كورونا؟
كانت عودة كبرى الدوريات الأوروبية منتظرة، في ظل الإمكانات المتوفرة لدى الألمان والإسبان والإنجليز وباقي البلدان المجاورة التي شهدت استئناف مختلف البطولات، والحمد لله الاتحادات وحتى الفرق المعنية تحصلت على بروتوكولات صحية في المستوى تم تطبيقها بحذافيرها، ما مكنها من إنهاء الموسم دون تسجيل أي مشاكل، وتبقى النقطة السوداء عدم عودة «الليغ 1 «، رغم الفارق الكبير الموجود بين المتصدر بي.آس.جي وبقية الملاحقين، ولعل استكمال كأس الرابطة يؤكد بأن القرار المتخذ بإلغاء الموسم مبكرا لم يكن في محله، والآن نحن بصدد متابعة منافسة رابطة أبطال أوروبا التي وصلت إلى محطاتها الأخيرة، في انتظار معرفة من سيتربع على عرش الكرة الأوروبية بدلا من ليفربول الإنجليزي.
بماذا تعلق على تتويج ريال مدريد بـ»الليغا» وماهي كلمة السر في عودة أشبال زيدان على حساب برشلونة؟
لا يختلف اثنان حول قيمة المدرب زين الدين زيدان، حيث كان وراء تتويج الريال وعودته القوية، فقد نجح بعد أن استلم فريقا مهزوزا في أن يعيد للاعبين الثقة، ما مكنه من البصم على نتائج متميزة، ولا تنسوا بأن الملكي أنهى «الليغا» كأفضل خط دفاع بتلقيه 25 هدفا فقط، وهي حصيلة أكثر من رائعة، في ظل الدفاع الهش الذي عرف به الريال مؤخرا، كما أن الفوز بتسعة لقاءات والتعادل في مباراة من أصل 10 مواجهات، بعد عودة المنافسة يؤكد العمل الجبار الذي قام به زيدان، الذي استغل أيضا هشاشة فريق برشلونة في السنوات الأخيرة، حيث فقد الانسجام ولم يعد يمتلك سوى سلاح وحيد، وهو الأرجنتيني ليونيل ميسي، وهنا أؤكد لكم بأن هذا اللاعب هو من كان وراء تتويجات البرصا التي لا يمكن أن ننسبها لأي مدرب، أنا فخور بما حققه زيدان فالفوز برابطة الأبطال الأوروبية في ثلاث مناسبات متتالية إنجاز خرافي، كما أن خطف لقب «الليغا» بلاعبين كبار السن وعناصر خيبت الآمال مثل هازاراد وبيل ويوفتيش ليس سهلا، أضف إلى ذلك أن نقطة قوة المدرب زيدان معروفة لدى الجميع وهي منح الثقة للمجموعة.
كريم بن زيمة قدم أحد أفضل مواسمه بقميص ريال مدريد، ماذا تغيّر معه مقارنة بالمواسم الماضية؟
كريم نجم حقيقي وهناك من توقع له بعد انتقاله للريال قادما من ليون أن يكون ضمن أفضل ثلاثة لاعبين في العالم، ولكنه وجد منافسة شرسة في الملكي سواء مع الأرجنتيني هيغوين أو البرتغالي كريستيانو، الأخير الذي استفاد كثيرا من وجود بن زيمة إلى جانبه، ما حال دون أن ينصب كريم نفسه كهداف واكتفى بدور الممرر فقط، ورغم كل هذا قيمة بن زيمة الفنية ظلت كما هي، بل ازداد بريقا برحيل البرتغالي، حيث تحمل كافة مسؤولياته وقاد هجوم الريال بامتياز، مقدما موسما خياليا كان بإمكانه أن ينافس هذا الموسم على الكرة الذهبية التي تم إلغاؤها بسبب جائحة كورونا، وهنا يستحق منا بن زيمة كافة الثناء، كونه تحدى كافة الضغوطات التي عاشها خاصة تلك التي كانت له مع الفرنسيين والصحافة.
صراحة توقعت إقصاء ريال مدريد أمام المان سيتي في مسابقة رابطة الأبطال؟
أجل توقعت ذلك، وصرحت بهذا خلال أحد البرامج التي شاركت فيها بقناة بي إين سبورتس قبل موقعة الإياب، وأنا قلت ذلك ليس لاقتناعي بضعف الريال وقوة المان سيتي، ولكن كان من الصعب جدا على الملكي تدارك نتيجة لقاء الذهاب، وهنا يمكن القول بأن الريال دفع ثمن غياب قائده سيرجيو راموس عن موقعة الاتحاد، أين سجلنا اختلالات كبيرة في الخط الخلفي، مع تسبب الفرنسي فاران بأخطاء لا تغتفر، رغم قيمة هذا اللاعب الفائز بنهائيات كأس العالم مع الديوك.
ما رأيك في معاملة بيب غوارديولا لمحرز رغم كل ما قدمه هذا الموسم؟
هذا المدرب غني عن كل تعريف، وترك بصمته في كافة الفرق التي أشرف عليها، ولكن التاريخ يؤكد بأن هذا التقني لديه مشاكل بالجملة مع اللاعبين على غرار ما حدث له مع إيتو وإبراهيموفيتش ورونالدينيو في برشلونة، وأظن بأن هناك بعض العوامل أثرت على محرز لحد الآن، والبداية بخيار الانتقال إلى السيتي، حيث لم يكن ذلك صائبا مائة بالمائة من وجهة اعتقادي، ورغم ذلك قائد الخضر تحدى كافة العقبات، ونجح في إثبات ذاته في وجود نجوم الصف الأول في شاكلة ساني وستيرلينغ وبرنارلدو سيلفا، وأنا اعتبر موسمه الثاني أكثر من ممتاز، بعد أن سجل عددا من الأهداف وقدم عديد التمريرات الحاسمة للزملاء، ولو أن ذلك لم يشفع له لدى بيب غوارديولا الذي يفضل نظام المداورة، وهو الذي لا يخدم النجوم في شاكلة محرز من أجل مواصلة الإبهار.
هل محرز مطالب بتغيير الأجواء أم أنه قادر على فرض نفسه مجددا مع السيتي؟
على العموم نحن نفتخر بما يقدمه رياض محرز في «البريمرليغ»، ونأمل أن يظل في «القمة»، كما أرجو أن يكون مستقبلا رفقة فريق يبني كافة مخططاته على محرز مثلما حدث مع الدولي المصري محمد صلاح عند التحاقه بنادي ليفربول.
كيف تقيم مستوى سعيد بن رحمة وهل سنراه بقميص نادي قوي في إنجلترا كتشيلسي؟
ما يحدث مع سعيد بن رحمة يُذكرني بما حصل مع رياض محرز، عند قدومه إلى ليستر سيتي، حيث لم يكن نجما معروفا في فرنسا كما لم ينل فرصته كاملة هناك، ولكن الأمور تغيرت معه في إنجلترا كما هو الحال الآن مع بن رحمة الذي وجد مدربا رائعا في برينتفورد عرف كيف يأخذ من سعيد كل ما يحتاجه، وهو ما عاد بالفائدة على الجميع، وأرقام بن رحمة هذا الموسم أراها رائعة جدا بتسجيله 17 هدفا وتقديمه 15 تمريرة حاسمة، وأنا أتمنى له كل النجاح وأن يغيّر الأجواء، بعد فشل ناديه في الصعود إلى «البريمرليغ»، وهناك نوادي عديدة اهتمت بخدماته، على غرار أستون فيلا وأرسنال وتشيلسي، ولو أنني لا أرغب في رؤيته مع «البلوز» في وجود المنافسة القوية ولاعب بمواصفات زياش الذي يشغل نفس منصبه، وهنا أنصحه بالانتقال إلى نادي ليدز مع التقني الأرجنتيني مارسيلو بيلسا، الذي سيحوله إلى نجم كبير سيعيد بالفائدة على الخضر مستقبلا.
الحديث كثر عن مدافع الخضر عيسى ماندي في ليفربول، هل يملك المؤهلات للعب بهذا الفريق العريق؟
لست أتدخل في عمل أي كان، ولكن علينا أن لا نكون مجحفين في حق ماندي الذي أثبت بأنه مدافع متميز وعصري في كافة التجارب التي خاضها بداية بسوشو، مرورا بريمس، وصولا إلى ريال بيتيس، وهي الفرق التي حمل فيها جميعا شارة القيادة، وأنا أرى بأن موسه المنقضي كان رائعا، إلى درجة أنه دخل اهتمامات نادي برشلونة، وأظن بأنه عادي جدا أن يكون مطلوبا في فريق بحجم ليفربول الإنجليزي، في ظل ما يتمتع به من مؤهلات فنية وبدنية قد تخدم المدرب كلوب.
لاعب آخر كان من أبرز اكتشافات هذا الموسم، ونقصد بن ناصر المتألق مع ميلان، هل توقعت تأقلمه السريع، وماذا عن اهتمام الريال والسيتي والبياسجي بخدماته؟
بن ناصر لم يحظ بالفرصة كاملة مع أرسين فينغر في أرسنال، ومن حسن ظنه أنه طلب أن يعار لنادي تور في فرنسا، قبل أن ينضم إلى نادي إمبولي الإيطالي، حيث تألق معه، رغم السقوط، لينال اهتمام بعض النوادي الكبيرة مثل العملاق ميلان الذي لم تكن بدايته معه بالسهلة، حيث لم يكن يشارك كثيرا، قبل أن يؤكد بأنه الأفضل في وسط الميدان، ليزيل الأرجنتيني بيليا من كافة الحسابات، وأنا معجب كثيرا بطريقة لعبه، وأشبهها كثيرا بنجم المنتخب الإيطالي أندريا بيرلو، وأعتقد بأن تألقه في «الكان» وراء بروزه مع الميلان، خاصة بعد أن فاز بالتاج القاري، وخطف لقب أفضل لاعب في الدورة من نجوم كبار، وأنا لست متفاجئا الآن بعد أن صعدت قيمته السوقية إلى 60 مليون أورو، حيث بات محل اهتمام نوادي عملاقة في أوروبا في شاكلة باريس والريال ومانشستر والسيتي، وهنا أنصحه بعدم التسرع وأن يتخذ القرار الصائب لأنه لا يزال في مقتبل العمر.
هناك تفاؤل كبير باختيار نجم ليون حسام عوار للخضر، وماذا بإمكان هذا اللاعب أن يجلب لوسط ميدان الخضر؟
كلنا نأمل في رؤية النجوم المتخرجة من أفضل المدارس الأوروبية بقميص الخضر، في ظل المؤهلات التي تمتع بها، ومقدرتها على جلب الإضافة المرجوة، ولكن يتوجب علينا أن نكون عقلانيين، لأن هناك لاعبين ليس من السهل عليهم اتخاذ القرارات، كونهم ولدوا في فرنسا وتلقوا تكوينهم فيها، وهنا أعود إلى حكاية نبيل فقير التي لا أتمنى أن تتكرر مع لاعب آخر من مزدوجي الجنسية، وعن حسام عوار الذي يترقب الجميع قراره الدولي، فأنا أشبه طريقة لعبه بما أظهره زيدان في بداياته، فهو لاعب ذكي جدا فوق الميدان، وبصدد التطور بشكل مذهل، وهنا آمل أن يكون رفقة المنتخب الوطني، كونه سيجلب الكثير، في ظل حاجتنا إلى بدائل لكل من قديورة وفغولي بعد تقدمهما في السن، أنا آمل أن يأخذ قراره بضميره وبكل تأني وحتى إن لم يختر الخضر علينا أن نحترمه.
عدة أسماء ومواهب واعدة في أوروبا قد نراها مع الخضر مستقبلا على غرار عوار وآيت نوري وعدلي وغويري، هل مواصلة الاعتماد على خريجي المدارس الأوروبية الحل الأمثل؟
نفرح عندما نعلم بأننا نمتلك لاعبين شبان لديهم مستقبل زاهر في سماء الكرة الأوروبية، وقد يدعموا صفوف المنتخب الوطني في أي لحظة، ولكن علينا أن لا ننسى بأن هؤلاء تكوّنوا في أوروبا، ولديهم طموحات رياضية، وحتى لو فقدناهم لصالح منتخبات أخرى علينا أن لا نتهجم عليهم، ويكفينا فخرا أن هناك نجوما عالمية من أصول جزائرية برزت وتركت بصمتها في سماء الكرة على غرار زيدان وبن زيمة وناصري وبن عربية حتى ولو أن الأخير لعب للخضر في آخر مشواره.
هل صحيح أنك تعتبر ماجر أفضل لاعب جزائري لكل الأوقات؟
ماجر أسطورة والجميع يعترف بما قدمه، وهنا لا أقصد الاعتراف الذي يحظى به في الجزائر فقط، بل في أوروبا والبرتغال بالتحديد، بعد مشواره الحافل مع بورتو المتوّج معه برابطة الأبطال كأول لاعب عربي يحصد هذا اللقب ويسجل في اللقاء النهائي، ولست هنا لأتحدث عن مشوار هذا اللاعب الكبير الذي حصد ألقابا بالجملة، سواء جماعية أو حتى فردية، وماجر لا أعتبره الأفضل في الجزائر فقط بل يصنف من خيرة ما أنجبت الكرة العالمية عبر التاريخ، ولو أن الجزائر تملك نجوما آخرين تركوا بصمتهم من بينهم زيتوني الذي كان يعتبر أحسن مدافع في العالم في وقته ولالماس وعميروش ودحلب ومخلوفي وبلومي وعصاد وكلهم من طراز عال، ولا يمكنني أن أفضل ماجر على أحد من هؤلاء.
ما سر نجاح بلماضي، رغم أنه لم يمر على استلامه زمام العارضة الفنية للخضر وقت طويل؟
سر نجاح جمال بلماضي قربه من اللاعبين، فهو ينتمي إلى نفس بيئتهم، خاصة إذا ما علمنا بأن تركيبة الخضر مشكلة في مجملها من المغتربين، وأعتقد أن القَبول الذي حصل عليه بلماضي لدى المجموعة مقارنة بمن سبقوه ساعدته كثيرا على النجاح، وهنا فقد تحرر الفريق ككل بقدوم هذا المدرب الشاب، ولاحظنا تألقا ملحوظا لعدة أسماء، مع تقديم بطولة خيالية في مصر انتهت بالبصم على إنجاز غير مسبوق، وأتمنى في الأخير أن يظل بلماضي على نفس المسار.
كلنا ننتظر الخضر بمونديال قطر، هل نملك المؤهلات حقا للمنافسة على الأدوار الأولى كما صرح بلماضي؟
قبل الحديث عن ما سنقدمه في قطر علينا أولا أن نقتطع تأشيرة التأهل إلى المونديال المقبل، خاصة وأن المأمورية لن تكون سهلة، في ظل المنافسة الشرسة التي تعرفها التصفيات الخاصة بمنطقة إفريقيا، كما أن التفاؤل الزائد عن اللزوم مرفوض، ولو أن الشهية تأتي مع الأكل، بمعنى بعد ضمان التأهل يمكن النظر لأهداف أخرى كعبور محطة الدور ثمن النهائي، خاصة وأن كرة القدم لا تعترف بالمنطق، وهنا أنا متفائل كثيرا، خاصة وأننا نمتلك أحد أفضل الأجيال في تاريخ الكرة الجزائرية.
الفاف لم تلغ الموسم سوى مؤخرا مع اتخاذ عدة قرارات من بينها تغيير نظام المنافسة، ما تعليقك؟
ما حدث عندنا يشبه ما حصل في فرنسا، وهنا أستغرب عودة المنافسة في تونس ومصر والمغرب في وقت لجأنا نحن لقرار الإلغاء، وهنا أتساءل هل يمتلكون إمكانات أفضل منا... أشك في ذلك، كما أن المنافسة كانت مشتدة عندنا وفرق المقدمة متقاربة كثيرا، ومن حق أنصار المولودية والوفاق أن يحتجوا، كونهم كانوا يحلمون بالتتويج، أتمنى أن لا تكون الحسابات الضيقة وراء تلك القرارات المتخذة.
ما رأيك في اختيار مجيد بوقرة لتدريب المحليين؟
مجيد بوقرة لاعب دولي سابق قدم الكثير للمنتخب الوطني، وهو إنسان خلوق ومحترم، ومدرب لديه مؤهلات كبيرة جدا قد تساعده في مهمته الجديدة، كما كان لي الشرف أن زاملته في دورة المدربين المحترفين في قطر، وتعرفنا على بعضنا البعض جيدا، أنا متفائل بنجاحه مع المحليين، ولو أنني أعيب على الفاف شيئا وحيدا وهو عدم الإيمان بالكفاءات المحلية، فإن لم تمنحها الفرصة في مناصب كهذه متى يمكن أن نراها تعمل مع المنتخب، وهنا لم أجد أي تفسير لما حصل مع خير الدين مضوي بعد قيادته الوفاق للتتويج برابطة الأبطال الإفريقية، حيث كان من الأجدر أن ندعمه بمنحه فرصة تدريب منتخب أقل من 23 سنة أو المحليين ولكن لم يحدث ذلك، وهذا لا يخص الفاف فقط فحتى فرقنا تلجأ لخيار المدرب الأجنبي رغم محدودية مستوى البعض، ولا تهتم على الإطلاق بالكفاءة المحلية.
هل من كلمة أخيرة؟
أترحم في الأخير على رئيس نادي بوزريعة الذي وافته المنية الأسبوع الماضي وهو كان بمثابة أخ وصديق بالنسبة لي، كما استغل الفرصة من أجل توجيه نداء للرؤساء والمسؤولين على كرة القدم في الجزائر بعدم الجري وراء التقنيين الأجانب ومنح الفرصة للكفاءات المحلية، التي تنتظر فرصتها، خاصة من الجيل الجديد. م/ب