كشف اللاعب الجزائري الشاب قيس ناصري للنصر، 24 ساعة فقط بعد توقيعه على أول عقد احترافي مع فريق لازيو الإيطالي، عن رغبته في تمثيل المنتخب الوطني، وعاد في حوار حصري مع النصر، إلى بعض التفاصيل المتعلقة، بندم سمير ناصري نجم نادي أرسنال ومانشيستر سيتي السابق على اللعب للمنتخب الفرنسي، مؤكدا أن ابن عمه لو تعود به الأيام، لاختار تمثيل الخضر ومنتخب بلد الأجداد.
حاوره: بورصاص.ر
• أهلا قيس، كيف هي أحوالك، معك صحفي جريدة النصر الجزائرية، هل يمكننا أخذ قسط من وقتك لإجراء حوار؟
أهلا بك، مادام الوالد من تواصل معك بواسطة من أحد أقاربي، فلا يمكنني رفض إجراء حوار معكم، وأنا تحت تصرفكم للإجابة عن الأسئلة التي تريدونها.
• في البداية، نبارك لك توقيعك أول عقد احترافي مع فريق لازيو الإيطالي؟
شكرا لكم، أنا سعيد للغاية بتوقيعي على أول عقد احترافي في مشواري الكروي، مع فريق بحجم لازيو الإيطالي، وهو ما لم يكن سهلا على الإطلاق، بل ثمرة مجهودات كبيرة وتضحيات، لأنه لا يوجد أي شيء في كرة القدم يأتي بالسهولة، ولكن يجب أن ندرك جيدا بأن الأمور الجدية انطلقت الآن، والقادم سيكون أصعب لأن الوصول إلى هذا المستوى، يجعلك أمام حتمية مضاعفة العمل من أجل البحث عن تأكيد أحقيتك بحمل هذا القميص.
• وكم هي مدة العقد التي وقعته مع فريق العاصمة روما؟
وقعت على عقد يمتد لموسمين، مع وجود بند يسمح لي بتمديد العقد لموسم إضافي، في حال نجاحي في فرض نفسي بحول الله.
• هل لك أن تقدم نفسك لقرائنا والجمهور الجزائري بصفة عامة؟
قيس ناصري من مواليد 2002، تكونت في الفئات الشبانية لفريقي «أف.سي. سابتام» وأولمبيك مرسيليا، قبل الانتقال إلى فريق لازيو الإيطالي.
• وما هو منصبك المفضل؟
أنا لاعب وسط ميدان دفاعي، لكن يمكنني التأقلم مع مختلف الرسوم التكتيكية، وذلك على حسب طريقة اللعب التي يريدها المدرب، ولكن أجد ضالتي كثيرا، عندما أوظف في منصب لاعب ارتكاز.
• ولماذا فضلت الوجهة الإيطالية؟
أرى بأن البطولة الإيطالية تتناسب كثيرا مع طريقة لعبي، كما أنه لا يمكنني رفض عرض من فريق بحجم لازيو، الذي سمح لي بالظفر بأول عقد احترافي.
• نجم المنتخب الوطني سابقا مراد مغني، كانت له تجربة في فريق لازيو، هل تحذوك رغبة للتألق مثلما فعل «الفنان»؟
صحيح، مغني خاض تجربة ناجحة في لازيو، ويحظى باحترام الجميع هنا، بالنسبة مراد من بين اللاعبين الموهوبين الذين ذهبوا ضحية الإصابات، وإلا كيف نعلق على المستويات الكبيرة التي بصم عليها، إلى درجة أنهم في فرنسا كانوا يلقبونه بـ»زيزو» الجديد، لقد باشرت التحضيرات مع فريقي الجديد، ولا أفكر سوى في العمل على فرض نفسي، وكل شيء متوفر هنا في فريق لازيو من أجل تطوير إمكاناتي، خاصة من الجانب البدني، بالنظر لكون البطولة الإيطالية معروفة باعتمادها الكبير على هذا الجانب.
• في الآونة الأخيرة، أثير جدل بخصوص خيارات لاعبي مزدوجي الجنسية الدولية، هل لك أن تحدثنا عن هوية المنتخب، الذي تريد تمثيله مستقبلا؟
دون أي تردد، أحلم بالدفاع عن ألوان المنتخب الوطني الجزائري، لأن والدي جزائري الجنسية والحال كذلك بالنسبة لوالدتي، كما لا تنسوا بأن والدي لاعب سابق، ويعرف جيدا قيمة حمل ألوان الخضر، كما أنني متعلق كثيرا ببلدي الجزائري الذي زرته من قبل، وأكثر من ذلك لا أريد الوقوع في نفس الأخطاء السابقة لابن عمي سمير ناصري، الذي ندم كثيرا على خياره الدولي.
• نفهم من كلامك، بأن سمير ناصري ندم على عدم اللعب للخضر، أم ماذا؟
نعم، سمير ندم كثيرا على اختيار اللعب لفرنسا، ولو تعود به الأيام قليلا نحو الوراء، كان سيختار تمثيل المنتخب الوطني الجزائري، كما أن القوانين لم تكن في صالحه، وإلا للعب للمنتخب الجزائري.
• وهل يقدم لك بعض النصائح بخصوص مستقبلك الدولي؟
بطبيعة الحال، سمير دائما يطلب مني التركيز، والتفكير جيدا بخصوص المستقبل الدولي، ويرى بأن اللعب للجزائر أفضل خيار يمكنني القيام به، كما لا تنسوا بأن المنتخب الجزائري أيضا تطور كثيرا، وفي الفترة الأخيرة، أصبح من أقوى المنتخبات في إفريقيا، وتتويجه الأخير بالكان في مصر خير دليل على ذلك.
• وكيف استقبلت قرار حسام عوار الذي فضل تمثيل المنتخب الفرنسي، رغم أنه كان مرشحا لتقمص ألوان المنتخب الوطني؟
لا يمكنني التعليق على قرار حسام، أعتقد بأنه يملك مبرراته، رغم أنني شخصيا كنت أتوقع التحاقه بالمنتخب الوطني الجزائري، بالنظر إلى الأخبار التي قرأتها في مختلف وسائل الإعلام، قبل أن أتأكد من تواجده ضمن القائمة، التي أعدها الناخب الفرنسي ديدي ديشان.
• كيف تابعت الكان الأخيرة بمصر؟
لا أخفي عليك، لقد عشت كل مباريات المنتخب الوطني بكامل جوارحي، وكنت أتفاعل مثلي مثل كل أفراد عائلتي مع جميع اللقاءات، وفرحت كثيرا بالتتويج بالكان واحتفلت في الشارع، وأعتقد بأن المستوى الذي ظهر به المنتخب في تلك الدورة، أكد أحقيتهم بالفوز بالكان، وأتوقع تواصل سيطرة الخضر على القارة السمراء، في ظل الأسماء الموجودة وحتى الأسماء المرشحة للالتحاق بالخضر.
• وسط ميدان المنتخب الوطني يضم لاعبين شبان في صورة بن ناصر، أ لا تحلم باللعب إلى جانبه؟
بطبيعة الحال، بن ناصر مثال لأي لاعب شاب طموح، وما يقدمه مع فريقه ميلان، ونجاحه في فرض نفسه في أول موسم له في «الكالتشيو»، ليس أمرا هينا، وأكثر من ذلك بل يمكن اعتباره قدوة بالنسبة لي، سيما وأنه صغير السن، ونجح في الظفر بمكانة أساسية دائمة، في تشكيلة تضم عدة أسماء بارزة في وسط الميدان، وهو ما يحمسني أكثر على العمل على فرض نفسي، ولما لا لفت انتباه المدرب إنزاغي، الذي يعتبر من بين أفضل المدربين في إيطاليا، ومتعود على منح الفرصة للشبان، وأما بخصوص اللعب في وسط ميدان الخضر إلى جانب بن ناصر، فيبقى من بين أحلامي حمل قميص المنتخب الوطني، رغم أن الأماكن في المنتخب الوطني أصبحت جد غالية، في ظل توفر عدة عناصر ممتازة، كما أن هناك ربما بعض العناصر التي توشك على وضع حد لمشوارها الدولي، وهو ما سيمنح الفرصة لبعض الوجوه الجديدة، وأنا من بين هاته العناصر التي تملك طموحا كبيرا، ولما لا اللعب مستقبلا إلى جانب بن ناصر، ولكن مثلما يقال، مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، ولا أريد حرق المراحل.
• هل تابعت تصريحات بلماضي السابقة المتعلقة باللاعبين مزدوجي الجنسية؟
نعم، بلماضي كان صريحا وكلامه واضح، حيث أكد بأنه لن يستدعي إلا اللاعبين، الذين يملكون رغبة في تقمص ألوان المنتخب الوطني، وأنا شخصيا أشاطره الرأي، لأن المنتخب الوطني أيضا يملك سمعة وقيمة في الساحة الكروية العالمية، بدليل تواجد لاعبين أمثال محرز الذي اختير منذ ثلاث إلى أربع سنوات أفضل لاعب في البطولة الإنجليزية، ويلعب مع واحد من بين أفضل الفرق في العالم مانشيستر سيتي، وأريد أن أضيف نقطة...
• تفضل..ما هي النقطة التي تريد الحديث عنها؟
أعتقد بأن المستوى الذي وصله المنتخب الوطني منذ قدوم الناخب الوطني جمال بلماضي، وقبله أيضا وحيد حليلوزيتش، وحتى التنظيم الموجود على مستوى الاتحادية، يجعل أي لاعب لا يتردد في تمثيل المنتخب الوطني، كما أن هناك نقطة مهمة وتتمثل في القناعة وخيار القلب، لأنه عندما تشعر بأنك جزائري لا تفكر كثيرا بخصوص مستقبلك الدولي، رغم أن هناك من يفكر من الجانب الرياضي، وربما ذلك كان في السابق، قبل أن نتوج بالكان الأخيرة، وأكثر من ذلك فإن بلماضي رفع سقف الطموحات عاليا، من خلال تصريحاته عن المونديال القادم.
• تبدو ملما بكل أخبار المنتخب الوطني، كيف ذلك؟
لا أخفي عليك، فإن والدي الذي أشكره كثيرا لا يتوقف عن تقديم النصائح لي، وبحكم أنه لاعب كرة قدم سابق، فإنه يعرف جيدا الأشياء التي من الواجب علي اتباعها، ويحدثني كثيرا عن المنتخب الوطني، وحلمه وحلم كل العائلة هو مشاهدتي في المستقبل القريب بحول الله بقميص المنتخب الوطني.
• نفهم من كلاك، بأنك تستهدف التواجد في المنتخب الوطني في أقرب فرصة ممكنة، أم ماذا بالضبط؟
كما قلت لك، لا أريد حرق المراحل، والبداية بالتواجد مع المنتخب الوطني للفئات الشبانية، ومثلما يقال الشهية تأتي مع الأكل، وعند فرض نفسي مع لازيو ولفت أنظار المدرب إنزاغي، خاصة وأنني وقعت على عقد لموسمين، بعدها سيكون هناك كلام آخر.
• هل من كلمة أخيرة؟
أشكركم كثيرا على هذا الاهتمام، وأتمنى أن أنجح في تحقيق حلمي وحلم كل العائلة بحمل قميص المنتخب الوطني الأول، (هنا يتدخل والده ويصر على توجيه رسالة لمسؤولي الفاف)، كما أن والدي لديه رسالة يريد تمريرها للقائمين على الفاف، وتتمثل في ضرورة العمل على توجيه الدعوة للاعبين الشبان الموجودين في فرنسا أو مختلف البلدان، خاصة وأن عدة جزائريين ينشطون في فرق مختلفة، ويجب أن يتعلموا وتغرس فيهم ثقافة حب الوطن من الصغر، من خلال استدعائهم عبر مختلف المنتخبات الشبانية، ليكتشفوا بلدهم عن قرب ويشاركون في تربصات بمركز سيدي موسى، حتى يكونوا خير خزان للمنتخب الوطني الأول، ونسأل الله فقط أن يرفع عنا هذا الوباء عفانا الله وإياكم منه.
ب.ر