أعـدكـم بالهيمنـة عـالميـا على - الكونغ فو - لو أحـظى بالدعـــم المـطـلـوب
* بداية، هل لك أن تقدمي نفسك للجمهور الرياضي، ولمحبي رياضية الكونغ فو؟
ياسمينة سعيدي بطلة في رياضة الكونغ فو، أبلغ من العمر 26 سنة، وحاليا أنتمي لنادي الأمن الوطني، وأدافع عن ألوان المنتخب الوطني، الذي توّجت معه بعديد الألقاب المحلية والقارية، أشكركم على هذا الاهتمام، خصوصا وأن هذه الرياضة غير معروفة بالجزائر، وتواصلي معكم كفيل بتزويد القراء ببعض المعلومات عنها.
حاورها: مروان. ب
* كيف اخترت ممارسة هذه الرياضة، خاصة وأنها غير معروفة في الجزائر ؟
عشت طفولة صعبة للغاية كوني تربيت يتيمة الوالدين، ولكن جدتي لم تبخل علي بشيء، وكانت بمثابة الأب والأم بالنسبة لي، وحققت أمنيتها عن طريق هذا الاختصاص بالتحول إلى مقاتلة، كما كانت هي إبان ثورة التحرير المجيدة، فهي مجاهدة، كما أنني منذ صغري كنت أتشاجر باستمرار (تضحك)، وربما هذا هو السبب الذي دفعني لممارسة الكونغ فو، كما أن هذه الرياضة متكاملة، كونها تشمل عديد الاختصاصات الأخرى، وهو ما جعلني شغوفة بها، إذ انضممت لفريق مكنني من تطوير مؤهلاتي، حتى وإن كانت هذه الرياضة غير معروفة بالجزائر في ظل قلة ممارسيها.
حققت أمنية جدتي بالتحول إلى مقاتلة كما كانت هي إبان ثورة التحرير
* من ساعدك في تطوير مؤهلاتك ؟
طموحاتي وإصراري على البروز والمؤهلات التي كنت أمتلكها، إضافة إلى وقفة والدتي(جدتها) رحمها الله إلى جانبي، كلها أمور جعلتني أشق طريقي نحو النجاح، دون أن أنسى بطبيعة الحال عمل المدربين، كونهم لم يبخلوا علي بشيء، وقدموا لي يد العون، في سبيل أن أكون عند مستوى التطلعات، والحمد لله لم أخيبهم وكان ردي بحصد العديد من الألقاب والتتويجات، على العموم، أي عائلة تود لابنها أن يكون رياضيا متميزا، ووالدتي رحمها الله، كانت تشجعني دوما على ممارسة رياضة الكونغ فو، غير أن التحاقي بالمنتخب الوطني وخوضي عديد المنافسات خارج الجزائر، جعلها تُبدي بعض التخوفات، ولكنني سرعان ما طمأنتها بأنني سأكون بخير، ما جعلها تواصل دعمي، كما أن دعاءها لي كان سندي لشق طريقي نحو النجاح.
* متى آمنت بمقدرتك على التحول إلى بطلة عالمية ؟
عند التحاقي بأول جمعية رياضية مهتمة بهذا التخصص، تفاجأ من هم مُتكفلون بتدريبنا بمستواي الكبير، وبالمؤهلات التي أحوز عليها، إلى درجة أن هناك من تنبأ لي بالنجاح في كافة الرياضات القتالية، والحمد لله بمرور الوقت كنت أحقق الانتصار تلو الأخر، إلى غاية تمكني من الهيمنة على الألقاب المحلية، والمنافسة بقوة قاريا وعالميا.
* حدثينا عن الاختصاص الذي تمارسينه «الساندا» ؟
الساندا هو فرع من فروع الكونغ فو ويحتكم لقوانين خاصة، على غرار توقيف المنازلة عند التزام المنافس الصمت، وهذا الاختصاص يلعب بوتيرة متسارعة على عكس المنازلة العادية.
حصدت إنجازات أكبر بعد أن رزقت بمولودي وهكذا كان ردي على المشككين
* ما هي أفضل إنجازاتك ؟
ألقابي كثيرة، وأنا أمتلك 7 بطولات عربية، وفزت بلقب بطلة إفريقيا في ثلاث مناسبات، فضلا عن احتلالي المرتبة الثالثة في بطولة كأس العالم، ولكن كل هذا لم يجعلني حتى الآن مقتنعة بما حققت، بل أطمح لحصد المزيد، كوني أرى نفسي قادرة على أن أهيمن على هذا الاختصاص عالميا، شريطة الحصول على الدعم الكافي، فالاهتمام بالكونغ فو في الجزائر غير موجود بل منعدم، وحتى الرياضات القتالية الأخرى مفضلة عليه، رغم أن الكونغ فو تعد الرياضة الأقدم والأعرق.
* حصدت تتويجات عديدة بعد أن رزقت بمولودك الأول، ما السر في ذلك؟
لا أخفي عليكم، كان هناك من يشكك في مقدرتي على المواصلة بذات المستوى بعد دخولي القفص الذهبي، ولكنني خالفت كل التوقعات، وحققت إنجازات أكبر بعد أن رزقت بمولودي الأول، حيث كان فأل خير علي، أنا أعشق التحديات منذ نعومة أظافري، ولم أفكر للحظة واحدة في الابتعاد عن الكونغ فو، الذي بات كل شيء بالنسبة لي إلى جانب ابني بطبيعة الحال.
أتمنى إدراج الكونغ فو ضمن الرياضات الأولمبية الرسمية قبل اعتزالي
* رياضة الكونغ فو أولمبية أم لا ؟
أجل رياضة الكونغ فو باتت أولمبية، ولكن مع مواصلة استثناء فئتي الأواسط والأكابر (رياضة الكونغ فو ستكون حاضرة بصفة رسمية في دورة الألعاب الأولمبية للشباب الرابعة التي ستنظم في داكار شهر أكتوبر عام 2022)، خاصة وأن اللجنة الأولمبية تخشى من مخاطرها، ولو أن الأخيرة تسعى لتعديل بعض قوانينها من أجل إدراجها في هذا المحفل الرياضي الكبير، صدقوني الكونغ فو ستكون رياضة أولمبية عاجلا أم آجلا، وأنا آمل أن تتحقق أمنيتي بالمشاركة في الأولمبياد، خاصة وأنني مقتنعة بمقدرتي على إهداء بلدي الجزائر الميدالية الذهبية في اختصاصي.
حريصة على أن يسلك ابني دربي وجدتي وراء «نجوميتي»
* كيف تعاملت مع فترة توقف كل المنافسات بعد تفشي فيروس كورونا؟
مع تفشي فيروس كورونا، وجدت نفسي مضطرة للتدرب على انفراد بالمنزل، بعد قرار السلطات العمومية، بغلق القاعات والمنشآت الرياضية، ولكنني لم أكن أتصور للحظة واحدة بأن الأزمة ستطول، خصوصا وأنني كنت أستعد لبطولة العالم بأستراليا، غير أن مرض جدتي ( في مقام والدتها )، جعلني أقف إلى جانبها، وأتوقف عن التدريب لفترة معينة، قبل أن أشارك في بطولة كورونا التي أجريت بنظام الفيديو والتي توجت فيها بنجمة العرب كما حزت على المرتبة الأولى في ألمانيا، لأفقد جدتي في مرحلة كانت صعبة بالنسبة لي، غير أنني حاولت أن أتمالك نفسي، كوني أود حصد إنجازات جديدة أهديها لروحها الطيبة.
حققت أمنية جدتي بالتحول إلى مقاتلة كما كانت هي إبان ثورة التحرير
* تحرصين على تدريب ابنك وجعله يحترف رياضة الكونغ فو، لماذا ؟
أجل حريصة على أن يمارس ابني الرياضة، كونها مفيدة له فالعقل السليم في الجسم السليم، وأنا أدربه الآن رياضة الكونغ فو وأملي أن يسلك دربي، ولكن إن رأى في يوم من الأيام بأنه يحب رياضة أخرى فلن أمنعه عنها، وسأحاول تشجيعه، فالمهم بالنسبة لي أن يكون مميزا، سواء في رياضتي أو أي اختصاص آخر.
* ما هي العراقيل التي صادفتك لحد الآن وهل تحظى رياضة الكونغ فو بالدعم في الجزائر ؟
كما تعلمون، رياضيو النخبة يعانون التهميش ولا يحظون بأي دعم، كما أنهم محرومون حتى من حقوقهم، وبالتالي لا يمكن أن ننتظر منهم أي نتائج مميزة في أكبر المحافل الدولية، حتى وإن كان لأبطالنا رأي آخر، فهم يعتلون منصات التتويج رغم كافة العراقيل، وعن الكونغ فو بالتحديد فهو في خانة المنسيين، ولا أحد يوليه أي اعتبار رغم ما حققته من إنجازات عربية وقارية وحتى عالمية.
توّجت بطلة لإفريقيا في 3 مناسبات ولدي 7 ألقاب عربية
* من هو قدوتك في رياضة الكونغ فو ؟
ليس لي أي قدوة، وأنا لست معجبة بأي رياضي، وأرى نفسي بطلة مميزة قادرة على تشريف الجزائر أكثر فأكثر، شريطة الوقوف إلى جانبي ومساندتي، فالتحضير الجيد كما تعلمون، هو سبيل حصد الميداليات وأنا للأسف أعاني التهميش، رغم كل ما قدمته خلال مشواري.
* هل تمتلك الجزائر أبطالا في هذا الاختصاص ؟
أجل الجزائر ولادة للأبطال ورياضة الكونغ فو رغم ما تعانيه من تهميش، تحظى بمكانة جيدة قاريا بفضل أسودها الأشاوس، على العموم كلنا خلف أي رياضي قادر على تشريف راية الجزائر.
* بماذا تريدين أن نختم هذا الحوار؟
كنت حريصة عند الإجابة على استفساراتكم بخصوص جدتي بمناداتها والدتي، كونها كانت بمقام أمي وأكثر، وفضلها فيما وصلت إليه كبير جدا، وبالتالي سأظل أدعو لها بالرحمة، وأعدها بأنني سأفوز بألقاب أخرى حتى أهديها لروحها الزكية.
م. ب