ألح رئيس الفاف خير الدين زطشي خلال اجتماع المكتب الفيدرالي المنعقد أول أمس، على ضرورة وضع رئيس اتحاد بسكرة فارس بن عيسى أمام الأمر الواقع، وذلك باستدعائه للمثول أمام لجنة أخلاقيات الرياضة، على خلفية التصريحات النارية التي كان قد أدلى بها، والتي وجه من خلالها أصابع الاتهام لمسؤولي الاتحادية، بسبب قضية التأشيرة الثانية لتمثيل الكرة الجزائرية، في النسخة القادمة من كأس الاتحاد الإفريقي.
وأكد زطشي في هذا الصدد، بأن الخرجات الإعلامية لرئيس اتحاد بسكرة، منذ أزيد من أسبوع تجاوزت الحدود، خاصة في شقها المتعلق بضرب مصداقية المكتب الفيدرالي، رغم أن القانون الداخلي يلزم كل رئيس فريق بالتقيّد بجملة من التدابير، وهذا الالتزام الكتابي يكون من بين الوثائق المطلوبة في ملف الانخراط قبل كل موسم كروي، لكن تصريحات بن عيسى كانت ـ حسب زطشي ـ، عبارة عن اتهامات مباشرة لطاقم الفاف، الأمر الذي يستوجب التعامل معه بالنصوص القانونية، على غرار ما كان عليه الحال مع بعض رؤساء أندية أخرى، وعليه فقد أعطى رئيس الاتحادية، تعليمات للجنة الفيدرالية لأخلاقيات الرياضة، من أجل استكمال الإجراءات المعمول بها في مثل هذه القضايا، وذلك باستدعاء بن عيسى للمثول أمامها في جلسة سماع، ومحاولة الوقوف على الدوافع، التي كانت وراء التصريحات «النارية»، التي كان قد أدلى بها ضد المكتب الفيدرالي.
وفي سياق ذي صلة، كشف مصدر من داخل المكتب الفيدرالي للنصر، بأن زطشي لم يفوت الفرصة، وسارع إلى توجيه اللوم لبعض أعضاء مكتبه، دون ذكر الأسماء، لأن رئيس اتحاد بسكرة كان في تصريحاته الصحفية، قد تحدث عن تلقيه وعودا من أحد الأعضاء الفاعلين في الفاف لترسيم مشاركة فريقه في كأس الكاف، رغم أن القضية ظلت مطروحة على طاولة الاتحادية منذ قرابة 3 أسابيع، ولو أن المكتب الفيدرالي كان في اجتماعه المنعقد منتصف شهر سبتمبر الفارط، قد رسم خارطة طريق أولية لانتهاجها في كيفية اختيار الممثل الثاني للجزائر في كأس الاتحاد الإفريقي، وهي الخارطة المبنية بالأساس على منح التأشيرة القارية المتبقية، لأحد النوادي التي كانت قد بلغت الدور ربع نهائي لمنافسة كأس الجزائر، مع مراعاة مضمون دفتر الشروط التي تمليه الكاف، خاصة ما يتعلق بضرورة توفر المدينة على 3 فنادق مصنفة درجة 4 نجوم على أقل تقدير، إضافة إلى ملعبين، الأمر الذي جعل إدارة اتحاد بسكرة، تدخل السباق بحثا عن مشاركة تاريخية في المنافسة الإفريقية.
وأشار مصدر النصر في نفس الإٌطار، إلا أن زطشي قرر وضع مصلحة الكرة الجزائرية في المقام الأول، وذلك باختيار الفريق الذي باستطاعته تشريف الجزائر على الصعيد القاري، سيما وأن الأمر يتعلق بالبلد الذي يتسيّد القارة السمراء، على اعتبار أن قرار إلغاء كأس الجمهورية للموسم المنصرم، أبقى بطل هذه المنافسة مجهولا، مما فتح باب الاجتهاد أمام أعضاء المكتب الفيدرالي للفصل في هذه القضية، وهذا بالاعتماد على نص المادة 82 من القانون الأساسي، والتي تمنح كل الصلاحيات للهيئة التنفيذية من أجل اتخاذ القرارات الحاسمة في الحالات الطارئة والاستثنائية، فكان اللجوء إلى ترتيب بطولة الرابطة المحترفة الأولى، بمثابة المعيار الذي رآه طاقم الفاف الأنسب لتعيين الممثل الثاني للكرة الجزائرية في كأس الاتحاد الإفريقي، الأمر الذي مكّن شبيبة القبائل من مرافقة وفاق سطيف في المنافسة القارية، بعد التراجع عن المخطط الأولي، الذي كان مطروحا على طاولة الدراسة، وهو ما فجر موجة غضب أسرة اتحاد بسكرة، ليكون رد فعل الرئيس بن عيسى بتصريحات إعلامية، دافع فيها عن حق فريقه في هذه القضية.
ص / فرطــاس