هنيئا للجزائر ببلماضي وأرشحكم للبقاء في القمة لعدة سنوات
عدد مساعد مدرب منتخب نيجيريا نبيل الطرابلسي «حسنات» الخضر طبعة جمال بلماضي، وقال في حوار مع النصر إن التطور الملفت في مستوى وأداء المنتخب الوطني، يرجع في المقام الأول لحنكة الناخب الوطني الذي تمكن من إعادة الروح لمجموعة من الشبان الموهوبين، كما عاد في ذات الحوار إلى عدة نقاط تخص مباراة نصف نهائي كأس إفريقيا الشهيرة وهدف محرز، إضافة إلى نقاط من آخر ودية جمعت المنتخبين بالنمسا.
حاوره :مروان .ب
*بصفتك ضمن الطاقم الفني لمنتخب نيجيريا، بماذا تعلق على سقوطكم أمام الخضر في آخر مناسبتين، الأولى بمصر برسم الدور نصف النهائي ل»كان» 2019، والثانية بالنمسا في إطار التحضيرات الودية للمواعيد المقبلة ؟
ظروف المباراتين مختلفة، فالموعد الأول كان هاما وحاسما، على اعتبار أن الأمر يتعلق بالمحطة قبل النهائية من الكأس القارية، واللقاء كان مثيرا إلى غاية الدقائق الأخيرة، قبل أن يحسمه الخضر بفضل المخالفة الرائعة لرياض محرز، أما المباراة الثانية التي أقيمت بالنمسا فكانت ودية لا أكثر ولا أقل، حتى وإن كان المنتخبان قد بحثا عن الانتصار، غير أن ما كان يهمنا أكثر هو الوقوف على مدى استعدادات منتخبنا للمواعيد والاستحقاقات المقبلة، خاصة بعد فترة توقف دامت 10 أشهر كاملة، كما أن القائمة المستدعاة لهذا التربص، عرفت تواجد ستة عناصر جديدة، أين قمنا بتجريبها، على أمل الاستفادة من أسماء جديدة قادرة على منحنا الإضافة التي نبحث عنها.
الشراسة وسرعة افتكاك الكرة جزئيتان زادتا من قوة الجزائر
*الفوز الثاني للخضر كان بتشكيلة مغايرة عن تلك التي واجهتموها في مصر، ما رأيك في التغييرات التي أحدثها بلماضي، خاصة وأنها لم تؤثر على الأداء العام ؟
صحيح أن جمال بلماضي لم يشرك وسط الميدان الذي لعب ضدنا في مصر، بعد أن أبقى كلا من قديورة وبن ناصر وفغولي في دكة الاحتياط، غير أن البدلاء كانوا متميزين وأعني بالذكر مهدي عبيد لاعب نادي نانت وهاريس بلقبلة الناشط مع نادي بريست، فضلا عن العنصر الجديد فريد بولاية الذي تألق من أول ظهور، ما يؤكد بأن المنتخب الجزائري يمتلك قائمة طويلة من اللاعبين الجيدين، وأي لاعب بمقدوره أن يعوض زميله بكل أريحية، بدليل أن ديلور لم يجعلنا نشعر بغياب المتألق بونجاح، وعن طريقة لعب الخضر بالنمسا مقارنة بما وقفنا عليه في مصر، فلا أعتقد بأنها قد تغيرت، فالمنتخب الجزائري حافظ على نفس الفكر والأسلوب (4/3/3)، وعند افتكاك الكرة تتحول إلى (4/1/4/1)، مع الإصرار على الافتكاك السريع للكرة، وهي نقطة القوة الأولى للخضر تحت إشراف بلماضي.
*إذن فوز منتخبنا الوطني كان مستحقا سواء بمصر أو النمسا ؟
لكي نكون صرحاء تتويج الخضر ب»الكان» كان عن جدارة واستحقاق، بعد أن أطاحوا بمنتخبات كبيرة، على غرار نيجيريا وكوت ديفوار والسنغال، وخسارتنا في المربع الذهبي كانت صعبة التجرع، غير أن الأفضل عبر للمحطة النهائية، وعن الموعد الثاني فقد كان بالإمكان الافتراق بنتيجة التعادل، بعد أن أضعنا بعض الفرص، ولكن ذلك لا يهمنا كثيرا، بقدر ما كنا نبحث عن تجريب بعض الجدد، في صورة حارس المرمى وبعض اللاعبين في الخط الخلفي، إذ افتقدنا خمسة عناصر أساسية، على العموم تلك المحطة التحضيرية، لم تكن ثأرية كما وصفها البعض بعد هزيمة مصر، وخرجنا خلالها بعدة فوائد، سيما وأننا واجهنا بطل إفريقيا ومنتخبا يقدم في مستويات باهرة منذ عدة أشهر تحت إشراف بلماضي.
*لو نطلب منك تقييما مفصلا لأداء الخضر تحت إشراف بلماضي..
بلماضي استطاع في ظرف قياسي، أن يشكل منتخبا يحسب له ألف حساب، بدليل أنه قاده للتتويج ب»الكان» بعد طول انتظار، كما مكنه من مقارعة الكبار، ويكفي العودة لمباراتي كولومبيا والمكسيك، من أجل التأكد من كلامي، والوقوف على المستوى الرائع الذي وصل إليه المنتخب الجزائري خلال الأشهر الأخيرة، ضف إلى ذلك الحلول باتت متوفرة في كافة الخطوط لدى الخضر، وتعويض أي عنصر لم يعد صعبا، باستثناء محرز وبن ناصر وبونجاح، حيث لا أعتقد بأن هناك من هو قادر على تقديم ذات مستوياتهم المرموقة، على العموم الجزائر باتت تتواجد في القمة، وأتوقع أن تظل بها لوقت طويل، في ظل امتلاكها لجيل موهوب من اللاعبين.
ندرك قوة محرز في الكرات الثابتة وحذرنا منه في مصر
*واجهتم بعد أيام قليلة عن لقاء النمسا، المنتخب التونسي في مباراة انتهت بنتيجة التعادل (1/1)، كيف كانت المحطة الودية الثانية مقارنة بنظيرتها أمام الخضر ؟
مباراة تونس كانت مختلفة تماما، وعملنا خلالها على تجريب باقي العناصر، لنكون قد وقفنا على أداء الجميع، باستثناء حارسي المرمى الاحتياطيين، وكذا المدافع الأيمن لنادي فولهام آينا، على العموم كانت اختبار جيدا أيضا، على اعتبار أن الأمر يتعلق بالثاني إفريقيا في تصنيف الفيفا، وحتى لقاء الجزائر كان هاما، وأكثر صعوبة ونتيجته كانت مغايرة لمباراة تونس، التي أنهيناها بهدف في كل شبكة، مع تضييع ضربة جزاء.
*كمختص، هل من كلمة حول الناخب الوطني جمال بلماضي ؟
عمل جبار يقوم به بلماضي، ونسخة هذا المدرب تستحق الإشادة والثناء، حيث تمكن من انتشال الخضر من القاع إلى القمة، بعد الفكر الجديد الذي جلبه، فعلى سبيل المثال عملت مع البلجيكي جورج ليكنس وكنت على يقين بأن حظوظ نجاحه مع الخضر ضئيلة، على عكس بلماضي الذي جلب الكثير، والبداية بالروح الانتصارية التي غرسها لدى اللاعبين، كما أن المُتتبع للقاءات الخضر يقف على «الغرينتة» التي تلعب بها كافة العناصر، على العموم بصمة بلماضي واضحة للجميع، وحتى طاقمه الفني لم يبخل بشيء، دون أن ننسى دور الاتحاد الجزائري الذي وضع هذا المنتخب في ظروف جيدة، وكلها نقاط ساهمت في هذا النجاح الباهر، في الأخير هنيئا للجزائر بمدرب مثل بلماضي، وإن شاء الله نرى رفاق محرز في مونديال قطر، كونهم قادرين على قول كلمتهم في ظل امتلاكهم لكل مقومات النجاح والتألق.
*لنعد بك إلى لقاء مصر والمخالفة التي سجلها رياض محرز في مرماكم، ماذا تقول عنها وعن هذا اللاعب الموهوب الناشط في أحد أفضل فرق العالم ؟
الحديث عن لقاء مصر يجعلنا نشعر بالحسرة، حتى وإن كنا قد تجاوزنا ذلك، بدليل أننا حللنا اللقاء في عدة مرات، في محاولة لاستخلاص الدروس التي تفيدنا في المستقبل، وعن مخالفة رياض محرز فقد كنا قادرين على تجنبها، بالنظر إلى وضعيتها الصعبة، لقد حذرنا من ذلك، في وجود لاعبين أصحاب جودة عالية مثل رياض، الذي وضعها ببراعة في المرمى، ليقود الجزائر إلى المباراة النهائية، التي جددها في الانتصار على السنغال.
*ما هي الأسماء الجزائرية التي تثير إعجابك أكثـر ؟
رياض محرز دون أدنى شك، كونه النجم الأول للمنتخب الجزائري، يضاف إليه الهداف بغداد بونجاح، الذي يمتلك مواصفات خاصة وأعرفه جيدا منذ أيامه مع النجم الساحلي، ناهيك عن لاعب ميلان بن ناصر صاحب الهدف الجميل في مرمى المكسيك في آخر لقاء ودي، والمحترف مع غلطة سراي فغولي، دون أن أنسى ماندي حتى وإن كنت لا أود أن أظلم أحدا، كون الجميع يستحق الثناء نظير المؤهلات التي يحوز عليها.
*كتقني ما رأيك في المنافسة الشرسة بين محرز وصلاح وماني، وهل الكاف حرمت قائد الخضر من الكرة الذهبية، بعد الفوز بنهائيات الكان؟
بخصوص هذا السؤال الإجابة عنه صعبة، فالثلاثي متميز، والكاف لديها معاييرها في الاختيار، حتى وإن كنت أعتقد بأن تتويج ماني مستحق نظير ما قدمه مع ليفربول الذي توج معه بدوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي، وعن محرز وصلاح فيكفينا فخرا كعرب ما يقدمانه، حيث وصلا إلى العالمية، وأتصور بأنهما قادران على المنافسة في مستويات أكبر.
ازدواجية المناصب متوفرة في منتخبكم والغيابات لا ترهق بلماضي
*بصراحة، هل المنتخبات الإفريقية قادرة على المنافسة في مونديال قطر؟
نتمنى الوصول إلى أبعد محطة ممكنة، خاصة وأن الوقت قد حان لتقديم الكرة الإفريقية أوراق اعتمادها في أكبر محفل رياضي، خاصة وأن منتخباتنا لا تقل مهارة عن تلك التي تنافس على الدوام، فلاعبونا الأفارقة باتوا يصنعون ربيع أكبر الفرق الأوروبية والعالمية، ومن حقنا أن نحلم بالكثير.
*في الأخير حدثنا عن نفسك، وكيفية انضمامك إلى طاقم المنتخب النيجيري الذي يعد من كبار القارة ومن المنتخبات التي تحظى بسمعة عالمية؟
متواجد بألمانيا منذ سنة 1996، واشتغلت في فريق أفسي فرايبورغ، وبالمناسبة لاعبي في الفئات السنية دراغر سجل في مرمانا في لقائنا المنتخب التونسي، لقد عملت في كافة الأصناف والدرجات، وحتى بالفريق الأول لنادي فرايبورغ المعروف في «البوندسليغا»، كما أنني دربت مع مدربين كبار مثل كراوس في النجم الساحلي، وجورج ليكنس في المنتخب التونسي وجرنوت روهر مع منتخب بوركينافاسو، وحتى أنني عملت مع مساعد المنتخب الألماني في الوقت الحالي، كونه كان مديرا فنيا في نادي فرايبورغ قبل الانضمام في 2016 إلى طاقم منتخب نسور نيجيريا، في انتظار أن أكون مدربا رئيسيا لإحدى الفرق الكبيرة أو المنتخبات المعروفة.
م/ب