لم نكن محضرين جيدا لدورة رواندا ورفضنا المشاركة - الشرفية -
أكد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة السلة رابح بوعريفي، بأن قرار عدم مشاركة المنتخب الوطني، في الدورة التأهيلية إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا كان قاسيا، لكنه نتج عن الظروف الاستثنائية، التي عاشتها النخبة في فترة التحضيرات لهذا الموعد، وبالتالي فمن الضروري تحمل عواقبه، ومراعاة وضعية السلة الجزائرية، دون استغلال هذا القرار لتصفية الحسابات، المبنية على مصالح شخصية.
بوعريفي، وفي حوار مع النصر، أوضح بأن انسحاب المنتخب الوطني من التصفيات، كان بسبب تعرض بعض اللاعبين وكذا أعضاء مختلف الطواقم للإصابة بفيروس كورونا، كما أن مسؤولي الإتحادية قاموا بتشريح القضية من جميع الجوانب، وتوصلوا إلى قناعة مشتركة تتمثل في عدم جاهزية التشكيلة الوطنية، للمشاركة في هذه التظاهرة، بنية تشريف الرياضة الجزائرية، لأن الهدف الذي كان مسطرا يتمثل في البحث عن عودة الكرة «البرتقالية» الجزائرية، بصورة تدريجية إلى الواجهة على الصعيد القاري.
اللاعبون طالبوا بطائرة خاصة ومساواتهم بمنتخب كرة القدم
• نستهل هذا الحوار، بالاستفسار عن الدوافع الحقيقية التي كانت وراء اتخاذكم قرار عدم المشاركة في تصفيات كأس أمم إفريقيا، والانسحاب من هذه الدورة؟
هذا القرار كان من الصعب اتخاذه، لكن الظروف الاستثنائية التي مر بها المنتخب الوطني، جعلت منه الخيار الحتمي، لأننا وبعد تلقي الضوء الأخضر من الوزارة باستئناف التدريبات، كنا قد سطرنا برنامجا للتحضير لهذه الدورة، إلا أن التطورات التي طفت على السطح خلال التربص الثاني، كانت كافية لتعليق التحضيرات، سيما بعد اكتشاف 4 حالات مؤكدة للإصابة بفيروس كورونا وسط اللاعبين، إضافة إلى إصابة المدرب فايد بلال وكذا طبيب المنتخب، لتمتد العدوى إلى الطاقم الإداري بإصابة الأمين العام للفيدرالية وكذا المدير الفني المكلف بالمواهب الشبانية، وهو الأمر الذي أرغمنا على التوقيف الفوري للمعسكر الإعدادي، مع غلق مقر الإتحادية لمدة أسبوعين، وهذا كله في إطار الاجراءات الوقائية للحماية من انتشار الوباء، كما أن هذه الوضعية قلصت تعداد المنتخب إلى 8 عناصر فقط، وعليه فقد بادرنا إلى التشاور مع المدرب فايد بلال والمدير القني الوطني توفيق شيباني، بخصوص المشاركة في الدورة التصفوية المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، فكان الإجماع على تفضيل الانسحاب، وترسيم عدم التنقل إلى رواندا، ليكون قرار الهيئة التنفيذية للإتحادية، بإعلان عدم مشاركة النخبة الجزائرية في هذه الدورة.
لم أقبل هدر الأموال وتلطيخ صورة الجزائر !
• لكن بعض اللاعبين لم يتقبلوا هذا القرار، وطالبوا وزارة الشباب والرياضة بالتدخل، فما تعليقكم على رد فعلهم؟
يمكن القول بأن رد فعل أي لاعب يعد منطقيا إلى أبعد الحدود، لأن المهم بالنسبة له هو المشاركة في دورة قارية، وهذا أمر نفهمه جيدا، لكننا كمسؤولين في الفيدرالية لا بدا أن ننظر إلى هذه القضية من زاوية مغايرة، والقرار لم نتخذه إلا بعد استشارة المدرب والمدير الفني الوطني، وذلك بعد تشريح معمق للمعطيات الميدانية، لأننا نرفض رفع شعار تسجيل الحضور من أجل ضمان المشاركة، بل حاولنا تسطير برنامج عمل يرمي إلى النهوض من جديد بكرة السلة الجزائرية، واتخاذ القرار كان بعد التأكد من عدم جدية تحضيرات النخبة الوطنية لهذا الموعد، على اعتبار أننا لم نبرمج سوى تربصا واحدا، والمعسكر الثاني تم توقيفه مباشرة عقب اكتشاف الحالات المؤكدة، كما أن استعدادات المنتخب كانت في غياب اللاعبين المحترفين، ولو أننا كنا نراهن على تجميع الوفد كاملا في تونس، قبل التنقل إلى رواندا، غير أن مشكل الامكانيات حال دون ذلك، خاصة ما يتعلق باشكالية النقل، في ظل عدم القدرة على تسخير طائرة خاصة، وعليه فقد قررنا الانسحاب، وهذا القرار كان بتزكية كل الأطراف التي لها علاقة مباشرة بالقضية، لأننا نرفض تكليف ميزانية الدولة أموالا باهظة، رغم أننا على دراية مسبقة، بأننا لن نتمكن من تجسيد الهدف المسطر، بسبب عدم جاهزية المنتخب، ورد فعل اللاعبين يجب أن نتفهمه جيدا.
«التذاكر» محسومة في الدورة التأهيلية والانسحاب لن يعرضنا لعقوبات
• وهذا الانسحاب، ألم تكن له انعكاسات على مستقبل السلة الجزائرية، وامكانية التعرض لعقوبة من الاتحاد الدولي؟
قبل القيام بهذه الخطوة، قمنا بإشعار الاتحادين الدولي والإفريقي بالقضية، لأن الظرف استثنائي بسبب انتشار فيروس كورونا، والمجال الجوي مغلق في معظم بلدان العالم، وهذا المبرر تم أخذه بعين الاعتبار، وتمت الموافقة عليه من طرف الاتحاد الدولي، وبالتالي فإن عدم مشاركتنا في دورة رواندا لن يكلفنا أي عقوبة، كما أننا عمدنا إلى تدعيم ملفنا بالوثائق الطبية، التي تثبت تعرض بعض اللاعبين وأعضاء مختلف الطواقم لإصابات بالفيروس خلال فترة التربص، والحقيقة أننا كنا نراهن على المشاركة في دورة رواندا من أجل تمكين العناصر الوطنية من الاحتكاك أكثر بأجواء المنافسة القارية، في أولى الخطوات الرامية إلى العودة بالنخبة الجزائرية تدريجيا إلى الواجهة على الساحة الإفريقية، بعد غياب عن فعاليات النهائيات الإفريقية منذ دورة تونس 2015، وهذه الدورة كانت ستعقب بدورة تصفوية ثانية مبرمجة في فيفري 2021، بالعاصمة المالية باماكو، لأن المنافسة على تأشيرة التأهل تبقى بين منتخبات رواندا، مالي ونيجيريا، وهي منتخبات تضم لاعبين بارزين، من بينهم حتى من ينشط في الدورة المحترف الأمريكي، وهذا السبب الرئيسي الذي جعلنا نتمسك بقرار الانسحاب، حتى لو وفرت لنا الوزارة إمكانيات النقل، لأن اللاعبين طالبوا بضرورة وضعهم في نفس الكفة مع منتخب كرة القدم، وهذا أمر غير منطقي، لأن لكل رياضة مكانتها في المنظومة الرياضية الوطنية، وكمسؤول أول عن اتحادية كرة السلة، أرفض أن يرفع المنتخب شعار «المهم المشاركة»، مقابل هدر الأموال وكذا تلطيخ صورة الجزائر بمشاركة كارثية.
حاوره: ص / فرطــاس