تبادلت مع بلماضي الرسائل في - الكان - وما حققه كمدرب حلم به كلاعب
يرى الدولي السابق معمر ماموني الذي كان له شرف مزاملة الناخب الوطني جمال بلماضي، بأن الجيل الحالي للخضر قادر على البصم على إنجازات أكبر مستقبلا، في ظل امتلاكنا لأسماء لامعة، في شاكلة رياض محرز وإسماعيل بن ناصر، مشيرا في حواره مع النصر، بأنه لا يزال في تواصل مع بلماضي الذي سعد له بعد الفوز بالكان، كونه حلم بتحقيق ذلك كمدرب، غير أن الظروف لم تكن سانحة حسبه، في ظل الوضعية الصعبة التي كانت تعيشها الكرة الجزائرية آنذاك، كما تحدث ماموني عن أفضل محطاته مع الخضر وهدفه الجميل في مرمى الفراعنة، وعدة أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار الشيّق الذي خصنا به.
حاوره: مروان. ب
غبت عن الأنظار منذ أن توقفت عن ممارسة كرة القدم، ماذا تفعل وما هو جديدك؟
توقفت عن ممارسة كرة القدم في سنة 2008، وكنت أبلغ من العمر 32 سنة، حيث لم أعد أقوى على المواصلة في الميادين، في ظل الإصابة الخطيرة التي كنت أعاني منها، والتي اضطرتني لإجراء أربع عمليات جراحية مستعجلة، أنا الآن أشتغل في الأعمال الحرة، ولدي متجر للألبسة الرياضية في مدينة لوهافر.
يقال بأنك تعمل أيضا مكتشفا للمواهب في فرنسا، ما صحة ذلك ؟
شغلي يقتصر على متجر الألبسة الرياضية، وبخصوص عملية اكتشاف المواهب، فهي مجرد هواية، كما أن الحديث عن ذلك يعود إلى علاقاتي مع بعض المناجرة، ومُكتشفي المواهب في فرنسا، حيث يستشيرونني دوما بخصوص بعض اللاعبين الصاعدين، بحكم خبرتي الكبيرة، وتنبؤاتي كانت دوما صائبة، ويكفيني فخرا أنني من زكّى لاعب الخضر آدم وناس، في ظل معرفتي الجيدة به منذ أن كان يحمل ألوان نادي بوردو، حيث تجمعني علاقة صداقة ببعض أقاربه، وكنت قد توقعت له مشوار كروي ناجح في انتظار أن يسطع نجمه أكثر.
إن لم نحصد إنجازات أخرى بهذا الجيل سنكون أكبر الخاسرين !
لنتحدث عن تجربتك مع المنتخب الوطني، كيف تقيمها وهل أنت راض عنها؟
حمل القميص الوطني كان بمثابة فخر لي ولكافة أفراد عائلتي، وأنا سعيد لأنني حققت حلم والدي رحم الله برؤيتي أدافع عن ألوان بلدي الأصلي الجزائر، وعن تجربتي مع الخضر فقد كانت مميزة، وستظل راسخة في ذهني، رغم الفترة الصعبة التي كانت تعيشها كرة القدم الجزائرية، فعن نفسي لم أتردد للحظة واحدة في اللعب للجزائر، والدليل أنني لبيت الدعوة في صنفي الأشبال والأواسط، قبل أن يكون لي مرور موفق مع المنتخب الأول، الذي لعبت له ل40 مباراة في الفترة الممتدة ما بين 1999 و2005، وهناك عشت لحظات جميلة وأخرى سيئة.
ما هي أفضل ذكرياتك مع الخضر ؟
هناك عديد اللحظات الجميلة، ولكن أبرزها مباراتي الرسمية الأولى مع المنتخب الوطني، وكانت بملعب عنابة في عهد المدرب رابح سعدان، ولو أنه سبق لي أن شاركت مع الخضر في عهد المدرب مزيان إيغيل، ولكنني اكتفيت بخوض وديتين فقط على ما أذكر، كما أن مشاركتي في نهائيي كأس أمم إفريقيا 2000 و2004 يعدان من ذكرياتي الجميلة أيضا، خاصة دورة تونس، أين نجحت في تسجيل هدف في مرمى المنتخب المصري، وأنتم تدركون قيمة الفوز بلقاءات الديربي لدى الجمهور، كما أننا كنا قادرين على الوصول إلى المحطة النهائية، لولا السقوط في آخر لحظة أمام المنتخب المغربي، لقد تنقلنا إلى تونس دون إجراء أي تحضيرات، واكتفينا بودية واحدة بالجزائر، لقد عشت لحظات لا تنسى مع الخضر وكنت قد قمت بتضحيات جسام في سبيل التواجد مع بلدي الأصلي، فالأمور تغيرت على ما كانت عليه سابقا، ففي الماضي كنا نضطر لاقتناء تذاكر الطائرة من أموالنا الخاصة، كما أن البطولات كانت تقام خارج تواريخ الفيفا، وكنا نجد مشاكل بالجملة مع أنديتنا، لعل أبرزها فقدان المكانة الأساسية، ولكنني لم أكن آبه لكل هذا، وكنت أنتظر فقط تنقلي للجزائر من أجل التواجد مع الخضر.
جلب المغتربين في سن مبكرة خطوة صائبة لتفادي تضييع بن زيمة آخر
لعبت تحت إشراف عدة مدربين كبار، حدثنا عن أفضل مدرب بالنسبة لك ؟
خُضت عديد اللقاءات المهمة مع المنتخب الوطني، سواء خلال البطولات أو التصفيات، وكان لي الشرف أن سجلت ثلاثة أهداف، أهمها أمام المنتخب المصري في «كان» 2004، وطيلة مسيرتي الدولية عملت مع عديد المدربين على غرار سنجاق وماجر وسعدان وإيغيل، ولكل فلسفته وأسلوبه في العمل، غير أنني أكن محبة خاصة لشيخ المدربين (سعدان)، كونه أول من استدعاني لخوض لقاء رسمي، ناهيك على أن منهجيته في العمل، وكيفية تحفيزه للمجموعة ترك لدي انطباع رائع، ولو أنني أشكر أيضا بطروني الذي كان وراء قدومي للجزائر في صنف الأشبال، وبعده بوعلام شارف، وعدة تقنيين استفدت منهم الكثير.
يقال بأن خلافك مع رابح ماجر وراء غيابك عن كأس أمم إفريقيا 2002 بمالي؟
أجل هذا صحيح، غيابي عن «كان» مالي مردّه المدرب رابح ماجر، حيث كنت قد دخلت معه في خلاف خلال مباراة فرنسا الشهيرة، بعد معاملته السيئة لي، وأتذكر بأن المباراة لعبت في شهر أكتوبر وبعدها بشهرين أو أقل تلقيت اتصالا من مساعده، في محاولة للاطمئنان عليّ قبل خوض «كان» 2002، غير أنني طلبت منه عدم إدراج اسمي ضمن القائمة المعنية بالسفر إلى مالي، لأنني لا أود العمل مجددا مع ماجر، وكان لي ذلك، حيث لم أعد إلى صفوف المنتخب سوى بعد رحيله، وهنا أؤكد لكم أنني أحترم ماجر كلاعب كثيرا، ولكن كمدرب لا يُروق لي، وهذا مجرد رأي شخصي.
لعبت إلى جانب عديد الأسماء اللاّمعة، على غرار صايب
وبن عربية وبلماضي وصايفي، من هو الأفضل بالنسبة لك ؟
كان لي الحظ أن لعبت مع جيلين أو أكثر والبداية ببن عربية وصايب، وصولا إلى بلماضي وصايفي وأشيو، وكلهم تركوا لدي انطباعات رائعة، في ظل المؤهلات الكبيرة التي يتمتعون بها، ولو أنني تمنيت أن أفوز معهم بأحد الألقاب أو نقود الجزائر للتأهل إلى المونديال، ولكن للأسف لم يحدث ذلك، كما لعبت أيضا إلى جانب زياني وبوقرة وعنتر يحي، وكنت في آخر أيامي مع الخضر، وهناك كان لي حديث مع «بوقي» بعد هزيمة الغابون المذلة بعنابة، حيث قلت له بأنني استعد رفقة عديد اللاعبين لتوديع الخضر، ولكن ثقتنا في جيلهم كبيرة لإعادة الجزائر إلى المونديال، والحمد حدث ذلك بعد سنوات قليلة، حيث تأهلنا إلى مونديالي 2010 و2014، وقدمنا مستويات جيدة نالت إعجاب الجميع.
ماذا عن الناخب الوطني جمال بلماضي، و ماذا يمكن أن تقول عنه ؟
لعبت مع جمال وكنت أتقاسم معه الغرفة في الكثير من التربصات، وبالتالي تجمعني به علاقة مميزة جدا، كما كان لي الحظ أن واجهته في فرنسا، وصدقوني هو إنسان رائع، وذو شخصية قوية جدا ولا يحب الانهزام حتى في اللقاءات التطبيقية، وأنا لم أتفاجأ لصنيعه مع المنتخب الوطني، وأتمنى له المزيد من التوفيق، خاصة وأنه يتطلع لأهداف أكبر بناء على التصريحات التي أدلى بها.
من انتقدوا خيار بلعمري بالانتقال إلى ليون لا يفقهون شيئا
هل مازلت على تواصل مع بلماضي ؟
اتصالاتي مع جمال لم تنقطع، وكنت قد بادلته الرسائل خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، حتى وإن كنت لا أكثر معه الحديث، في ظل إدراكي بانشغالاته الكثيرة، أنا سعدت له بعد قيادة المنتخب الوطني للفوز بالكان، كونه حقق ما كنا نحلم به كلاعبين، وأنا الآن قد تحصلت على رقم هاتفه الجديد، حيث سأتصل به في الأيام القليلة القادمة من أجل الاطمئنان على حالته الصحية، خاصة بعد علمي بإصابته بفيروس كورونا، أنا أتمنى له الشفاء ولكافة المرضى، كما آمل أن يواصل سلسلة نتائجه الباهرة مع الخضر ويستغل الفترة الزاهية أفضل استغلال.
تبدو واثقا من الكتيبة الحالية للخضر، أليس كذلك ؟
ثقتي كبيرة في هذا المنتخب، وعلينا أن نستغل ذلك للفوز مجددا بنهائيات كأس أمم إفريقيا، كما علينا أن نؤمن بما قاله بلماضي بخصوص إمكانية الوصول إلى أبعد محطة ممكنة في مونديال قطر، نحن نمتلك مدربا من أعلى مستوى، ويكفيه التتويج بجائزة الأفضل في إفريقيا، كما علينا أن نفخر بكونه العربي الأول الذي احتل مرتبة متقدمة في جائزة «ذو بيست» التي تقدمها للفيفا لأفضل التقنيين في العالم، صدقوني بمدرب بهذه المواصفات وجيل موهوب كجيل محرز قادرون أن نحصد الأخضر واليابس، شريطة الإيمان بمؤهلاتنا والعمل في أجواء هادئة.
ما رأيك في قائد الخضر رياض محرز والجوهرة إسماعيل بن ناصر ؟
صحيح أنهما الأبرز في التشكيلة الوطنية، ويكفيهما أنهما ينشطان مع فريقين كبيرين، ولكن بقية العناصر لا تقل عنهما جودة، وأعني بالذكر بن سبعيني وماندي وبونجاح وحتى قديورة الذي أبهرني في مصر رغم تقدمه في السن، وبخصوص رياض فقد لعب لفريق مدينتي لوهافر وكنت أتابعه ولم أتوقع أن يتحول إلى نجم عالمي في غضون سنوات، هو ساحر وأراه من خيرة الأسماء في أوروبا والعالم في الوقت الحالي، ونحن محظوظون بتواجده معنا، شأنه في ذلك شأن الواعد بن ناصر الذي لو يواصل بهذا المستوى سيكون مع نادي أكبر من الميلان.
سعدان أحب المدربين لي وهدفي في مرمى الفراعنة من أفضل ذكرياتي
الفاف وجهت الدعوة لعديد المغتربين لتدعيم الفئات السنية للخضر، ما رأيك في هذه الإستراتيجية الجديدة ؟
الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لم تُعودنا على جلب مزدوجي الجنسية للمنتخبات السنية، وأرى خرجتها الأخيرة صائبة، كونها ستجعلنا نظفر بخيرة الأسماء مبكرا، ونتفادى بذلك سيناريوهات بن زيمة وناصري وفقير وعوار، ولو أن خيار الجزائر يجب أن يكون خيار القلب، ولا يتم إدراج الجانب الرياضي مهما يحدث، أنا معجب بالإستراتيجية الجديدة للفاف، وآمل أن ينجح المغتربون في تقديم الإضافة المرجوة، سيما وأنهم على موعد لخوض دورة شمال إفريقيا مع منتخب أقل من 20 سنة، والجميع في انتظار اقتطاع تأشيرة التأهل للكان.
ما رأيك في خيار حسام عوار ؟
تمنيت حسام بألوان الخضر، وحتى زميله السابق في ليون نبيل فقير كنت آمل أن ينضم إلى الكتيبة الوطنية، ولكنهما أصابانا بخيبة أمل كبيرة بعد أن قررا المواصلة مع «الديكة»، أنا لست أندب حظنا لتضييع موهبتين من هذا الحجم، ولكن كنت آمل أن لا يتحدثا عن الجانب الرياضي، لأن الجزائر تأتي في المقام الأول، ولا يجب لأي كان أن يتحجج بأمور أخرى، ولو أنني على يقين بأن حبهما للجزائر كبير، ويكفي أن تتصل بهما ليخبراك بما يكُنانه لبلدهما الأصلي.
دخلت في خلاف مع ماجر بعد لقاء فرنسا وهذا سبب غيابي عن «كان» مالي
لو نطلب رأيك بخصوص وضعية بلعمري بعد الانتقال إلى ليون، ما تعليقك؟
جمال لاعب أبهرني كثيرا في «كان» مصر بفدائيته وروحه العالية، وكنت أتوقع انتقاله إلى أوروبا، حتى وإن كان قد تقدم في السن، صحيح أنه لا يلعب مع ليون، وذلك متوقع، في ظل التحاقه المتأخر بهذا الفريق، ولكنه سينتزع مكانته عاجلا أم آجلا، لأن البرازيلي مارسيلو ليس أفضل منه، ومن انتقدوا خياره الأوروبي، وكانوا يتمنون بقاؤه مع الشباب للحفاظ على أجواء المنافسة، فعلى جمال عدم الاستماع لهم، لأن مؤهلاته عالية، وثقتي في مقدرته على البروز كبيرة. م/ب