بلوزداد المرشح الأبرز للقب والسنافر والمولودية وسوسطارة لديهــــم كلمــــــــة أيضــــــــــــــا
وصف التقني ميلود حمدي، تجربته مع اتحاد العاصمة بالتاريخية، بعد أن قاد الفريق إلى نهائي رابطة أبطال إفريقيا لأول مرة منذ تأسيس سوسطارة، مشيرا بأنه قد تم التعاقد معه كمدرب مساعد، ليجد المسؤولون أنفسهم يُتوجون بلقب البطولة، إلى جانب الوصول إلى المحطة النهائية في المسابقة الأعرق في القارة السمراء، كما تحدث المدرب المغترب عن لاعبه السابق يوسف بلايلي وزميله جمال بلماضي الذي قال بأن فلسفته تستهويه وطموحه اللامحدود يُلهمه في عمله.
nما هي آخر مستجداتك ؟
بعد نهاية تجربتي مع اتحاد الجزائر، غادرت صوب نهضة البركان المغربي، قبل أن أشد الرحال نحو الخليج، حيث خضت تجربة مع نادي السالمية الكويتي انتهت الموسم الماضي، لأعود بعدها إلى فرنسا، أين تسببت الجائحة في بقائي دون عمل لعدة أشهر، ولو أنني حظيت بعديد العروض، خاصة من بعض الفرق السعودية، غير أنني لم أمنح موافقتي، كوني أبحث عن المشروع الرياضي قبل كل شيء، وما يهمني هو الوقت بمعني الحصول على عقود من ثلاثة مواسم فأكثر، لأنه لا يعقل حصد الثمار بعد أشهر قليلة من العمل.
لو تلقى بلايلي تكوينا أوروبيا لكان نجما في الريال أو السيتي
nحققت إنجازا باهرا مع سوسطارة، بعد أن قدت الفريق لأول مرة في تاريخه لنهائي رابطة أبطال إفريقيا، حدثنا عن تلك التجربة، خاصة وأن قدومك كان لشغل منصب مدرب مؤقت فقط ؟
في 2015 أقدمت إدارة اتحاد العاصمة على التعاقد معي كمدرب مساعد، في انتظار جلب مدرب أجنبي، وبعد مرور بعض الوقت وتأخر الاتفاق مع خليفة بول بوت، وجد مسؤولو سوسطارة بأنني أقوم بعمل جبار، بعد أن قدت الفريق من مراتب متأخرة إلى مقدمة الترتيب، مما جعلهم يسارعون لتعييني كمدرب رئيسي، سيما وأنهم أعجبوا كثيرا بطريقة عملي، فضلا عن قربي الكبير من اللاعبين لصغر سني، وقد سارت معي الأمور كما أريد أو أكثر، وأنهيت الموسم بطلا قبل ثلاث جولات، وبفارق جد مريح عن بقية الملاحقين، كما حققت الإنجاز الأكبر في مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية، بعد أن قدت الفريق إلى نهائي المسابقة الأعرق في القارة السمراء، ولو أن الفضل يعود أيضا للطاقم الفني الذي عمل معي، ناهيك عن التعداد الرائع الذي كنت أحوز عليه، والذي كان يضم من ستة إلى سبعة لاعبين دوليين، وكلها أمور ساهمت في الوصول التاريخي للاتحاد للمباراة الختامية، أين كنا على موعد لمواجهة تي بي مازيمبي الكونغولي، صاحب الألقاب الكثيرة في رابطة الأبطال الإفريقية في آخر السنوات.
nمشواركم في منافسة رابطة الأبطال كان حديث العام والخاص، إلى درجة جعلت الاتحاد الدولي لكرة القدم يثني على عملك الجبار، ماذا تقول لنا في هذا الشأن ؟
مسيرة الفريق في رابطة الأبطال كانت جد موفقة، بعد الثقة التي اكتسبها اللاعبون مع مرور المباريات، حيث بصمنا على مشوار جد رائع، بعدم تذوق طعم الهزيمة في دور المجموعات، واكتفينا بخسارة وحيدة أمام المريخ السوداني، عقب ضمان تأشيرة التأهل، لنصطدم في المربع الذهبي بنادي الهلال السوداني الذي كان يتشكل في مجمله من منتخب صقور الجديان، غير أن هذا لم يقف حاجزا أمامنا، أين اقتطعنا تأشيرة المحطة النهائية، وأدخلنا بذلك البهجة لجماهير الاتحاد التي كانت في انتظار تلك اللحظة التاريخية منذ عدة سنوات، الحمد لله أنني كنت وراء ذلك الإنجاز، ولو أنني تمنيت أن أهدي اللقب لأسرة الاتحاد وكافة الشعب الجزائري، بعد سنة واحدة من تتويج الوفاق السطايفي بهذا التاج، لقد عشت تجربة أكثر من رائعة بعد أن تحولت من مدرب مؤقت إلى صانع أفراد الاتحاد، ما جعل الفيفا تخصني بمقال تحدثت فيه عن عملي الجبار، ونجاحي الباهر.
ملعب بولوغين كان خيار اللاعبين ولا أراه سببا في ضياع اللقب القاري
nماذا حدث معكم في المباراة الختامية ولماذا أضعتم فرصة التتويج الأول في تاريخ الاتحاد ؟
كنا ندرك بأن المباراة النهائية صعبة للغاية، كون الفريق المنافس يتفوق علينا من حيث الخبرة، بعد خوضه عديد النهائيات في آخر السنوات، ولكننا كنا نؤمن بمؤهلات عناصرنا، وتحدثنا عن ضرورة تحقيق نتيجة إيجابية في لقاء الذهاب، ولكن للأسف حدث ما لم يكن في الحسبان، وسقطنا في فخ الفريق الكونغولي، لنرهن حظوظنا في لقاء الإياب، ونضيع فرصة تاريخية لتحقيق أول لقب قاري لسوسطارة، ولو أن كنا على يقين بأن مازيمبي لم يكن أفضل من الهلال السوداني في تلك الفترة، ولكن هناك بعض الجزئيات منحت التفوق للفريق الخصم، الذي أفسد علينا حلاوة الفوز بلقب البطولة، كونه لا يقارن باللقب القاري الذي طال انتظاره.
nألا تعتقد بأن قرار الاستقبال بملعب بولوغين بدلا من 5 جويلية كان وراء انتكاسة نهائي الذهاب ؟
حتى وإن كان الجميع قد تحدث عن ذلك، ولكن الحقيقة مغايرة تماما، كوننا قد استشرنا اللاعبين قبل تلك المباراة و90 بالمائة عن تعداد الفريق طالب بالاستقبال بملعب بولوغين، ولذلك كنا مجبرين على ذلك الاختيار، فلو استقبلنا بـ5 جويلية وتعثر الفريق لكان الجميع قد وجه سهام الانتقاد صوبي، لقد اتخذنا قرار اللعب بملعب بولوغين، وللأسف الفريق المنافس وجد ضالته فيه، ونجح في العودة بنتيجة إيجابية أنعشت حظوظه في الظفر باللقب القاري، خاصة وأنه لم يكن ليضيع فرصة التتويج بميدانه وأمام أنظاره جماهيره المعروفة بشراستها وضغطها على الفرق المنافسة.
فلسفة بلماضي في العمل تستهويني وطموحه اللامحدود يُلهمني
nبصراحة، هل افتقدتم لخدمات النجم يوسف بلايلي في تلك المباراتين ؟
كان لي شرف العمل مع العديد من العناصر المتميزة في اتحاد العاصمة، في صورة الحارس زيماموش ومفتاح وكودري وبلايلي، غير أن يوسف كان لاعبا من طراز آخر، فهو نجم حقيقي، وعنصر بإمكانه صنع الفارق بمفرده، ولقد افتقدنا لخدماته في النهائي، بعد العقوبة التي سُلطت عليه بالإيقاف لأربع سنوات، صدقوني لقد كان توقيف يوسف صدمة للجميع، كوننا نعرفه تمام المعرفة، وندرك بأنه شخص مهذب، ولكنه تأثر بمحيطه السيء، أنا عن نفسي كانت تجمعني به علاقة رائعة، واللاعب كان يبادلني الاحترام الشديد، ويصغي لنصائحي وتعليماتي وكأنه لاعب في صنف الأشبال، لقد كان بلايلي في قمة مستواه في تلك الفترة، وكان يتأهب لمغادرة البطولة الجزائرية صوب الاحتراف الأوروبي، قبل أن يصدم بقرار الاتحاد الإفريقي وبعده عقوبة «الفاف».
nماذا يمكنك أن تقول لنا أيضا عن بلايلي، الذي تحدى كل شيء وعاد من أوسع الأبواب ؟
معرفتي الشخصية بيوسف جعلتني على ثقة بأنه لن يستسلم وسيكافح في سبيل العودة من أوسع الأبواب، والحمد لله اللاعب تجاوز العقوبة، وسجل عودته للمنافسة مع العملاق الترجي التونسي، ليحصد معه اللقب القاري في مناسبتين متتاليتين، كما سجل عودته إلى صفوف المنتخب الوطني من جديد، وكان رقما هاما في التتويج بالكان، مفاجئا الجميع بمستوياته المرموقة التي جعلت الكل يتحدث عن لاعب مكافح، أنا أقولها وأعيدها بلايلي لو ولد بفرنسا وحظي بتكوين جيد لرأيناه الآن بقميص مانشستر سيتي أو ريال مدريد أو حتى برشلونة، وأنا لا أزايد بكلامي هذا، لأن ما يحوز عليه يوسف من فنيات ومهارات لا تجده سوى عند اللاعبين البرازيليين، ويكفيه أنه تخطى مرة أخرى مشكلة صعبة بعد ابتعاده عن أجواء المنافسة لثمانية أشهر كاملة، حيث أبهر المتتبعين مع نادي قطر القطري، بعد نجاحه في تسجيل خمسة أهداف في ثلاثة لقاءات فقط، ولئن كنت لا أوافقه خيار قطر، كونه أكبر بكثير من تلك البطولة، وأتمنى رؤيته في أوروبا قريبا.
nلماذا غادرت اتحاد العاصمة، وما صحة من شككوا في شهاداتك التدريبية ؟
بعد الفترة الرائعة التي قضيتها مع الاتحاد، بدأت الأمور تتعقد، في ظل الضغوط التي حاول البعض ممارستها ضدي، عقب تراجع النتائج، وفي مقدمتها اتهامي بعدم امتلاك الشهادات التدريبية المطلوبة، وهناك سارعت للرد على الجميع بالتأكيد أنني إلى جانب حيازتي على ديبلوم في التحضير البدني، أمتلك شهادات من كلير فونتان، بعد أن درست إلى جانب عمالقة في كرة القدم، في صورة الدولي الفرنسي الأسبق لوران بلان الذي أشرف على مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان، لقد وصلت إلى قناعة مفادها ضرورة الرحيل، ولذلك لم أنتظر كثيرا، كوني كنت أود ترك مكاني نظيفا، بعد إنجازي الباهر في رابطة الأبطال.
nتعد إلى جانب الناخب الوطني جمال بلماضي من خيرة المدربين الجزائريين الشباب، ما رأيك في العمل المقدم من جمال ؟
صحيح أنني ولدت وترعرعت بفرنسا، ولكن تعلقي بالجزائر لا حدود له، وكنت سعيدا جدا بالعمل في بلدي الأصلي وفي فريق القلب الاتحاد، والحمد لله أن الجميع يتحدث عني بشكل جيد، ويعتبرني من خيرة التقنيين الشباب في الجزائر إلى جانب الناخب الوطني جمال بلماضي الذي بات قدوة لنا جميعا، نظير عمله الرائع حيث قادهم من القاع إلى القمة، بعد حصد التاج القاري بعد طول انتظار، مع تقديم كرة قدم عصرية أذهلت كافة المختصين، حيث بدؤوا يتحدثون عن ميلاد منتخب عالمي قادر على قول كلمته في نهائيات كأس العالم بقطر.
جلبوني مدربا مساعدا لأكتب التاريخ بقيادة الاتحاد لنهائي رابطة الأبطال
nبلماضي صرح بأنه يستهدف الدور ربع النهائي في مونديال قطر، ما تعليقك؟
فلسفة هذا المدرب تستهويني وطموحه اللا محدود يذكرني بنفسي، وأنا أشاطره الرأي برفع سقف الطموحات عاليا، لأن الحديث عن نتائج متوسطة، معناه التشكيك في مؤهلات عناصره، على عكس البحث عن المجد يزيد من حماس المجموعة، أنا متفائل بمقدرته على البصم على إنجازات أكبر في ظل التعداد الذي يمتلكه، والأسماء المتميزة القادرة على الإطاحة بأي منتخب والدليل ما قدموه أمام كولومبيا والمكسيك، أنا آمل أن نقتطع تأشيرة التأهل للمونديال أولا، لأن المأمورية في أدغال إفريقيا ليست سهلة وإن كنا واثقين من قوة منتخبنا.
nلو نطلب رأيك بخصوص لاعبك المفضل في المنتخب الوطني ؟
لا يمكنني أن أختار لاعبا على حساب البقية، لأن كافة العناصر متميزة، وما قدمته مع بلماضي يفوق الخيال، خاصة خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، حتى وإن كنت معجبا أكثر بالقائد رياض محرز الذي يعد من أفضل اللاعبين في العالم، ويكفينا فخرا أنه يلعب لنادي بحجم مانشستر سيتي الإنجليزي، رياض ساحر، ومراوغاته عجيبة، فهو بإمكانه تخطيك في مربع صغير وبأسلوب باهر، دون أن أنسى الصغير إسماعيل بن ناصر الذي أبهرني بتطوره المذهل، إلى درجة أنه بات من أفضل لاعبي وسط الميدان الدفاعي في العالم وليس إيطاليا فقط، وأراه قادرا على أن ينتقل لريال مدريد أو أي نادي درجة أولى في العالم.
الفاف تأخرت في تبني إستراتيجية استهداف المواهب الصاعدة مبكرا
ما رأيك في الإستراتيجية الجديدة للفاف باستهداف المغتربين في سن مبكرة ؟
الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تأخرت حتى في تبني هذه الإستراتيجية، لأنه كان لا بد عليها الاستفادة من كافة اللاعبين من أصول جزائرية، خاصة ممن لديهم الرغبة في اللعب لبلدهم الأصلي، وجلبهم في سن مبكرة، كفيل بعدم تضييع المزيد من المواهب الفريدة من نوعها، كما حدث مع عوار وفقير وبن زيمة وناصري والبقية، أنا أرى بأن الخطوة صائبة، وستجعلنا نطمئن على مستقبل المنتخب الوطني.
nمن ترشح للفوز بلقب البطولة الجزائرية هذا الموسم ؟
عودة المنافسة كانت صعبة على الفرق، بعد ما عانته طيلة الأشهر الماضية بسبب جائحة كورونا، ويكفي أن التحضيرات لم تكن في المستوى، في ظل تعرض بعض الفرق للتوقفات، جراء هذا الوباء كما حدث في اتحاد العاصمة، وهنا ترشيح أحد الفرق يبدو صعبا، ولو أن الكفة تميل أكثر لشباب بلوزداد الذي يبصم على بداية مثالية، بعد ما تابعته في لقاء السوبر أمام سوسطارة، وكذا مباراة شبيبة القبائل، ولو أن شباب قسنطينة ومولودية الجزائر واتحاد العاصمة وحتى النصرية التي تعاقدت مع عدة مخضرمين، سيحاولون قول كلمتهم أيضا، في ظل التركيبة الجيدة التي يمتلكونها حتى بعد البداية المتعثرة لهذه الفرق.
دراستي إلى جانب لوران بلان أفضل رد على من شككوا في شهاداتي التدريبية
nفي الأخير بماذا تعلق على عودة تيري فروجي للاتحاد وما رأيك في عمل عنتر يحيى ؟
أنصار اتحاد العاصمة متطلبون ولا يمنحوك الوقت للحديث عن مشروع أو شيء من هذا القبيل، ولذلك على عنتر يحيى أخذ هذا الأمر بمحمل الجد، كونه سبيله الوحيد نحو النجاح، لقد قام بجلب سيكوليني في بادئ الأمر ولم تسر معهما الأمور ليحول البوصلة صوب الفرنسي الآخر تيري فروجي الذي يعرف بيت سوسطارة جيدا بحكم تجربته السابقة، ولذلك أراه قادرا على النجاح لو يأخذ أخطاءه الماضية بعين الاعتبار.
حاوره: مروان. ب