يبدو أن أسباب نجاح الناخب الوطني جمال بلماضي عديدة ومتنوعة، غير أن تركيزه على الانضباط داخل المجموعة، وراء تألق العناصر الوطنية، خلال آخر سنتين، حيث لا يفوت المعني أي فرصة لفرض «سياسته» على المجموعة، بدليل أنه لا يتسامح في أبسط الأشياء. والمتتبع لمشوار الخضر خلال آخر المواعيد، يجد بأن بلماضي لا يزال حريصا على كل كبيرة وصغيرة، ويكفي العودة إلى ما فعله خلال آخر تربص للخضر، حيث حرم لاعبي المنتخب الوطني من ملاقاة عائلاتهم، رغم الحنين الكبير الذي كان يراود العناصر الوطنية، التي ظلت محرومة من ذويها لسنة كاملة، بسبب جائحة كورونا وغلق الحدود الجوية.
وكان الناخب الوطني قد حذر عناصره، قبل انطلاق التربص الأخير بالجزائر من مغبة الالتقاء بالأهل والأحباب، خوفا من انتقال العدوى لمعسكر المنتخب الوطني، الذي كان معنيا بلقاءين هامين أمام منتخب زيمبابوي من أجل ترسيم التأهل إلى «كان» الكاميرون، واستجابت كافة الأسماء لتعليمات «الكوتش» بلماضي، إذ وضعوا مصلحة المنتخب الوطني في المقام الأول، ليتأجل موعد الالتقاء إلى نهاية شهر ديسمبر، أين سجلنا قدوم بن سبعيني وحلايمية وبوداوي وفرحات وعطال إلى الجزائر، بعد استفادتهم من راحة لعدة أيام تزامنت وعطل رأس السنة بمختلف دول أوروبا.
وكانت فرحة العناصر الوطنية كبيرة جدا بملاقاة أهاليهم، وهو ما جعلهم يقاسمون هذا الشعور رفقة محبيهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك وأنستغرام)، كما حدث مع بن سبعيني وبعده فرحات الذي نشر صورة رفقة والدته وكتب:» بعد سنة وأربعة أشهر أخيرا أنا في حضن الوالدة الكريمة».
هذا، وتبدو مثل هذه التفاصيل والجزئيات بسيطة لدى البعض، غير أن الناخب الوطني يولي لها أهمية قصوى، ويعتبرها من أبرز أسباب نجاحه، فهو يصر على أن التساهل في أمور مماثلة من شأنه أن يورط المنتخب، كما أنه قد يكون سببا في انتشار التسيب وسط المجموعة، ولو أن الجميع على يقين من احترافية رفاق بغداد بونجاح، الذين استجابوا لكافة التعليمات بصدر رحب، كونهم على دراية بأهمية ذلك تحت شعار «لا شيء يعلو فوق مصلحة المنتخب الوطني».
مروان. ب