أبحـــاثي عــن - التســـلل السلبـــــي - لاقت القبول وأحس نفسي مهمشا
l«عيبُ» الخضر في المحور ويمكننا بلوغ ربع نهائي المونديال lضعف التكوين سبب تدني مستوى اللاعب المحلي
lمباريات البطولة عبارة عن ركض وراء الكرة وفقط !
يتمنى المدرب المغترب عبد القادر زموري، استفاقة المسؤولين على كرة القدم الجزائرية، ومنح الفرصة للإطارات الجزائرية المغتربة، من أجل المساعدة على إعداد برامج تكوينية تنهض بمستوى اللعبة، وقال ابن مدينة باتنة في حوار مع النصر، إن كتابه المعنون بـ»المرحلة الرابعة في كرة القدم الحديثة»، يشرح ويفصل طريقة كسر دفاعات المنافسين، بالاعتماد على «امتياز» التسلل السلبي، الذي أقرته الفيفا للتحفيز على اللعب الهجومي، كما تطرق أيضا في ذات الحوار لتقنية «جينق ووال»، والمهمة المكلف بها على مستوى بلدان شمال إفريقيا.
uفي البداية، هل لك أن تعرف بنفسك للجمهور الجزائري؟
عبد القادر زموري، مدرب محترف ومتحصل على أعلى الشهادات بأوروبا «يويفا برو أ»، كما أحوز على شهادة مكون ومؤطر للمدربين في تقنية الفيديو والتكتيك، أصدرت كتابا تحت عنوان «المرحلة الرابعة في كرة القدم الحديثة»، وحاليا في ظل الظرف الاستثنائي، أشتغل كمحلل تقني وفني عبر الفيديو لشركة «سيكس» الإيطالية.
uمتى هاجرت إلى إيطاليا؟
كان ذلك، قبل 31 سنة، عندما كنت لاعبا في جامعة باتنة، أين اخترت ضمن تشكيلة المنتخب الوطني الجامعي لكرة القدم الخماسية، وتأهلنا إلى مونديال إيطاليا سنة 1990، وفضلت خلالها الهجرة لمواصلة الدراسة، لكن بالمقابل واصلت مشواري الكروي، حيث تقمصت ألوان فريق في القسم الثاني لكرة القدم الخماسية، وبعدها انتقلت إلى مجال التدريب، وتحصلت على شهادة «يويفا ب» في 2005، لأكمل بعد ذلك دراستي وأحصل على أعلى شهادة في أوروبا «يويفا برو أ»، وكان ذلك سنة 2010، حيث درست إلى جانب عدة أسماء معروفة.
uمن هم النجوم الذين درست إلى جانبهم؟
درست التدريب في معهد «كوفرتشيانو» المعروف، والذي تخرج منه عدة مدربين كبار، وكان معي في نفس الدفعة كل من مونتيلا وكييزا وماركيجياني.
uهل لك أن تحدثنا عن الكتاب الذي أصدرته؟
الكتاب الذي أصدرته، كما قلت لك تحت عنوان «المرحلة الرابعة لكرة القدم الحديثة»، ويتحدث عن التسلل السلبي، الذي أقرته الفيفا، قبل أن أعمل على تطويره، وإصدار كتاب بعد سنتين من البحوث والدراسات، وكان ذلك عام 2017، وقمت بعرضه وتقديمه في عدة بلدان أوروبية مثل سويسرا وإيطاليا، وتمنيت أن يكون ما توصلت إليه في خدمة الكرة الجزائرية، لكن للأسف...
uنفهم من كلامك، بأنه لم يتم الاتصال بك من الفاف للاستفادة من خبرتك، أم ماذا بالضبط؟
أجل لم يتصل بي أي مسؤول من الفاف أو المديرية الفنية، وكما تعلمون الفيفا هيئة لا تتعامل مع الأشخاص بل مع الاتحادات، وكنت أتمنى أن تتبنى الفاف الكتاب وترسله للفيفا، لكن للأسف لم أجد آذانا صاغية، رغم أن حقوق الكتاب محفوظة.
uلم تحدثنا عن مضمون الكتاب، وماذا تقصد بالضبط بالمرحلة الرابعة في الكرة الحديثة؟
الكتاب يتحدث عن التسلل السلبي المعتمد لكي يمنح أفضلية للمهاجمين، لأنه في السابق عندما يكون اللاعب في أي وضعية تسلل يصفر الحكم، ولكن الفيفا لكي تساعد المهاجمين سنت قانون «التسلل السلبي»، الذي اعتمدت عليه، في «نظرية المرحلة الرابعة في كرة القدم الحديثة»، لأنه كما تعلمون هناك ثلاث مراحل في الجانب التكتيكي، الأولى عندما تكون في حالة دفاع، والثانية في وضعية الهجوم، وأما المرحلة الثالثة تتعلق بكيفية الانتقال من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية، قبل أن أدخل المرحلة الرابعة التي يتم خلالها الاعتماد على التسلل السلبي، والذي يعتبر طريقة حديثة لكسر الخط الدفاعي، وكل شيء موجود في الكتاب، الذي نال إعجاب عدة مدربين معروفين في إيطاليا، وأصبحت أعتمد عليه في تأطيري وتكويني للمدربين، وهنا أريد أن أضيف أمرا..
uتفضل ..
يوم 15 فيفري الجاري، سأعرض طريقة جديدة في التكوين، وهي عبارة عن حائط «جينق وول»، وهي تقنية سيتم الاعتماد عليها مستقبلا في تكوين المواهب، لكن هذه المرة مع الاعتماد على وسائل حديثة، لتسهيل تنمية وتطوير موهبة اللاعب في كل الفئات، وتم الاتصال بي لأكون المشرف على مستوى بلدان شمال إفريقيا، وأنا أبحث عن إدخال هذه التقنية للجزائر، وكما تعلمون اللاعب الجزائري موهوب بالفطرة، وينقص فقط الاستثمار في الإطارات والاهتمام بالتكوين، من خلال إستراتيجية واضحة وعدم استعجال النتائج، لقد كانت لي تجربة من قبل مع مولودية باتنة في موسم 2012 -2013، وفضلت حينها الاعتماد على لاعبي الآمال والأواسط، ونجحنا في ضمان البقاء مبكرا، وأتذكر جيدا بأن الرئيس السابق للفاف روراوة أشاد بعملنا، بعدما وقف على مستوى ممتاز، قدمه لاعبين شباب لا يتجاوز سنهم 21 عاما، في صورة العمري وبن شعيرة.
uوكيف ترى مستوى البطولة الجزائرية؟
من الناحية التقنية والتكتيكية يمكن وصفها بالكارثية، لأننا لا نشاهد كرة جميلة ما عدا فريقين أو ثلاثة، ومباريات بطولتنا عبارة عن لهث وركض للاعبين خلف الكرة وفقط، دون تنظيم تكتيكي، ولا أقول هذا لكي أقلل من عمل المدربين، لأن كل الفاعلين تقريبا ضحايا سوء التكوين وعدم الإلمام بأبجديات الكرة.
uيعني بأن مشكلة الكرة الجزائرية تتمثل في غياب التكوين أم ماذا بالضبط؟
نعم، المشكلة التي تعاني منها الكرة الجزائرية هي التكوين، خاصة على مستوى الفئات الشبانية، عكس ما هو الحال في أوروبا، بدليل أن عدة لاعبين يتألقون في الصغر، لكنهم سرعان ما يختفون عن الساحة الكروية، وهنا السؤال يطرح نفسه بقوة، عن سبب غياب الاهتمام والعناية الضروريتين لمثل هذه المواهب، الواجب صقلها في مراكز التكوين، التي يحسب عددها في الجزائر على الأصبع، عكس ما هو الحال في الخارج، كما يجب أن تكون هناك متابعة، وإستراتيجية واضحة، والبحث عن الاستثمار في اللاعبين الشبان.
uبما أنك مقيم بإيطاليا كيف ينظر للاعب الجزائري ببلد «الكالتشيو»؟
اللاعب الجزائري معروف في إيطاليا وفي معظم البلدان الأوروبية، بأنه لاعب فني وذكي، وهناك إجماع بأنه جيد تقنيا.
uوهل كنت تتوقع تألق بن ناصر مع الميلان؟
بن ناصر نجح في ظرف وجيز في فرض نفسه في تشكيلة الميلان، وهو ما يؤكد الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها، ورغبة إدارة النادي في تمديد عقده تلخص كل شيء.
uوكيف ترى مستقبل المنتخب الوطني الأول مع بلماضي؟
المنتخب الوطني في تطور وبلماضي يقوم بعمل رائع، وحسب رأيي فإن تعداد الخضر الحالي بحاجة لمحوريين يتمتعان بالسرعة والخفة، وأنا واثق من أننا في حال ضمان تأشيرة المونديال يمكننا الوصول لربع النهائي على الأقل، لأننا نملك مجموعة متناسقة وجيدة، والمستوى العالي يتطلب أن تكون قويا على جميع الخطوط، والكرة الحديثة تتطلب حيازتك على قاعدة دفاعية قوية، والمنتخب الحالي يمكنه مواصلة التطور، سيما وأننا نملك لاعبين مميزين في وسط الميدان والهجوم، وهناك أيضا عناصر صاعدة تستطيع تدعيم الخضر مستقبلا.
u وما هي النصيحة التي يمكنك تقديمها للفاف للنهوض بالكرة الجزائرية؟
لا يمكنني تقديم أي نصيحة، لأن الاتحادية لم تستغلني، ورأيي لن يكون لديه فائدة، لأنهم ببساطة لم يتصلوا بي، ليس من أجل شغل منصب، بل لتقديم المساعدة، وأتمنى تغيير طريقة التكوين، كي يتطور الوضع، وصدقني في الجزائر هناك إطارات كبيرة وذات كفاءة تستحق الحصول على فرصة، ومواهب كثيرة تحتاج لمن يصقلها.
حاوره: حمزة.س