مسيرتي مُرصّعة بالذهب وينقصني معدن الأولمبياد النفيس
يجتهد كثيرا العداء سفيان حمدي لتحقيق ما ينقص مسيرته الرياضية، وهو الحصول على ميدالية ذهبية في الألعاب شبه الأولمبية المقررة هذه الصائفة بطوكيو، وبدا عداء سباقات السرعة في حوار مع النصر، غير قلق لتأخر حجز بطاقة التأهل، وقال «علاق الجديد» في هذا الخصوص، إن ظروف الجائحة وقلة التحضيرات حرماه من «مستواه»، ضاربا موعدا لكل محبي ألعاب القوى ومتابعي انجازات ذوي الهمم، بمناسبة ملتقى تونس لتحقيق الرقم المطلوب الذي لن يستعصي عنه، خاصة وأنه بطل العالم وصاحب الرقم القياسي العالمي، في اختصاص 400 متر.
عُدت لأجواء المنافسات الرسمية من بوابة الملتقى الدولي فزاع بدبي لرياضيي ذوي الهمم، أين نلت ميداليتين فضيتين في سباقي 200 متر فئة T37 و 400 متر فئة T37، هل أنت راض عن هذه النتائج، خاصة وأنك تعوّدت على افتكاك الذهب دوما ؟
لعلمكم خُضت المسابقة الأخيرة، وأنا أعاني من بعض الآلام على مستوى الركبة، جراء الإصابة التي ألمت بي منذ فترة، حيث شاركت بالحقن، ورغم ذلك، نجحت في حصد ميداليتين فضيتين، لأؤكد بأنني لازلت من أفضل الرياضيين في اختصاصي، في انتظار استعادة كامل عافيتي، وهناك لن أقبل بغير الذهب.
المرحوم علاق ملهمي وشرف أن أكون «نسخة منقحة» منه
تبدو مقتنعا بالفضة، جراء ما عانيت منه في الفترة الماضية، أليس كذلك ؟
صدقوني، لم أكن أفكر على الإطلاق في “لون” الميدالية التي سأظفر بها، خلال ملتقى فزاع بدبي، بقدر ما كنت أبحث عن تحقيق الحد الأدنى المؤهل للألعاب البارالمبية بطوكيو، خاصة وأنني كنت على يقين بأن نهائي 400 متر، الذي هو اختصاصي الأول سيكون قويا، في وجود البطل العالمي والأولمبي وهو روسي الجنسية، كما كانت المنافسة على أشدها في حضور أبطال متميزين في هذا النوع، أحدهما من مصر والآخر فرنسي الجنسية، لقد تحديت كافة المصاعب، ونجحت في مجاراة كافة هؤلاء الأبطال، لأنهي السباق في الصف الثاني، وهي نتيجة رائعة مقارنة بابتعادي الطويل عن أجواء المسابقات الرسمية.
يقال بأنك شاركت في بطولة فزاع في آخر لحظة، لماذا ؟
مشاركتي في بطولة فزاع كانت محل شك، بعد إصابتي بفيروس كورونا، حيث كنت أتأهب للمشاركة مع زملائي، في تربص بمدينة تلمسان، غير أن نتائج تحاليل الكشف عن “كوفيد 19” كانت إيجابية، ما اضطرني للبقاء بالمنزل، لأعود بعد شفائي لأجواء التحضيرات شهر ديسمبر الماضي، واكتفيت بالاستعداد لمدة 45 يوما، ولكنها كانت كافية لمقارعة الأبطال، والظفر بمكانة فوق منصة التتويج.
تفصلني ثانية عن طوكيو سأدركها بتونس !
إذن تعتبر مشاركتك الأخيرة بالمتميزة ؟
ظهوري في ملتقى فزاع بدبي كان مميزا لعديد الاعتبارات، في مقدمتها الإصابة التي عانيت منها على مدار عدة أشهر، فضلا عن معاناتنا من نقص التحضيرات للاستحقاقات الكبرى، جراء مشاكلنا طيلة السنة الماضية مع رئيس اتحادية ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي تنحى أخيرا، في انتظار تعيين مكتب جديد، يكون إن شاء الله عند مستوى تطلعاتنا، وعن نفسي لقد صنعت الحدث في دبي، كوني حضرت لمدة شهر ونصف فقط، وهي فترة قد لا تسمح لك حتى بتحقيق رقم يوصلك إلى النهائي، ورغم ذلك تحديت الصعاب، وصنعت لنفسي مكانا في منصة التتويج.
معنوياتك الآن ارتفعت وطموحاتك كبُرت، ماذا تقول في هذا الخصوص؟
بعد غيابي الاضطراري عن كل المنافسات في عام 2019، استعدت الثقة في النفس، عقب الإنجاز الذي حصدته في دبي، حيث نلت ميداليتين فضيتين في سباقي 200 و400 متر، وهو ما سيكون بمثابة الدافع المعنوي الكبير، للمنافسة على تأشيرة التأهل للألعاب البارالمبية، في انتظار التأكيد على تميّزي كما جرت عليه العادة.
رغم إمكاناتك ومكانتك العالمية لم تضمن بعد التأهل للألعاب شبه الأولمبية، لماذا ؟
لعلمكم، تفصلني ثانية واحدة عن اليابان، حيث حققت 54 ثانية في سباق 400 متر خلال الملتقى الدولي فزاع بدبي، وخلال البطولة القادمة المرتقبة بتونس، سأحاول أن أبصم على توقيت قدره 53 ثانية أو أقل، من أجل ترسيم تأهلي للألعاب البرالمبية المقبلة، خاصة وأنها فرصتي الثمينة، للتأكيد على المكانة المرموقة التي وصلت لها، جراء تضحياتي الكبيرة على مدار عدة سنوات.
رياضيو ذوي الهمم يستحقون ما هو أفضل
حدثنا عن أهم إنجازاتك لحد الآن ؟
تربعت على عرش سباقات 100 و 200 و400 متر، وظفرت بعديد الميداليات المحلية والقارية وحتى العالمية، لعل أبرزها ميداليتين في الألعاب البرالمبية في 2008 ببكين، وبرونزية الألعاب البرالمبية بريو دي جانيرو بالبرازيل، وذهبية سباق 200 متر في بطولة العالم بنيوزيلندا الجديدة في 2011 مع تحطيم الرقم القياسي.
على العموم تتويجاتي لا تعد ولا تحصى، وأبرزها ما حدثتكم عنها، ولئن كانت بطولة نيوزيلندا التي حطمت فيها الرقم القياسي العالمي، راسخة في ذهني، كوني حصدت فيها ثلاث ميداليات من مختلف الأنواع، وفي اختصاصاتي الثلاث، بالمقابل أنا بطل الجزائر في 12 مناسبة كاملة حصدت، خلالها 36 ميدالية ذهبية في سباقات 100 و200 و400 متر، كما نلت البطولة العربية مرتين، بداية بتلك التي أقيمت بمصر في 2007، وحصدت خلالها المعدن النفيس مرتين، كما توّجت بميدالية ذهبية في سباق 100 متر في الدورة التي احتضنتها قطر في 2011، ضف إلى ذلك، نلت لقب بطل إفريقيا في 2010 بالمغرب، بعد ظفري بثلاث ميداليات ذهبية، بالموازاة مع نيلي 5 ميداليات من مختلف الأنواع في الألعاب الإفريقية.
أكيد أنك تطمع في المعدن النفيس خلال الألعاب البرالمبية المقبلة ؟
حزت على المعدن النفيس في عدة بطولات وملتقيات عالمية ودولية، ولكن ينقصني الذهب في الألعاب البرالمبية، ولن أدخر أي جهد خلال بطولة طوكيو من أجل انتزاعه، ولكن شريطة التحضير بشكل جيد لهذه البطولة، التي ستشهد مشاركة الأفضل فقط، لقد استعدت ثقتي في النفس، بعد البطولة الدولية الأخيرة بدبي، وسأعمل لأكون في أتم جاهزيتي للاستحقاقات المقبلة، خاصة مع تطهير الأجواء داخل الاتحادية، فضلا عن الوعود التي قدمتها لنا وزارة الشبيبة والرياضة، لإجراء تربصات في المستوى.
صعدت للبوديوم في دبي بشهر ونصف فقط من التحضيرات
ألست متخوفا من تأثيرات الابتعاد الطويل عن أجواء المنافسات ؟
الأمور لن تكون سهلة، خلال الألعاب البرالمبية، كوننا نفتقد للتنافسية المطلوبة، فمنذ ملتقى مراكش الذي لُعب في شهر مارس من سنة 2020، غبنا عن كل التظاهرات، وهو ما قد ينعكس بالسلب على مستوياتنا خلال بطولة طوكيو، ولكننا سنحاول التعويض خلال الفترة المتبقية، خاصة وأنه لا تزال تفصلنا عن انطلاقة البطولة العالمية بضعة أشهر، والعناصر المعنية قادرة على استعادة لياقتها.
وزارة الشبيبة والرياضة وعدت بالتكفل برياضيي ذوي الاحتياجات الخاصة، ما رأيك ؟
لكي نكون صرحاء، الوزارة الوصية لم تبخل علينا بشيء طيلة المرحلة الماضية، وتحاول بشتى الطرق وضع الرياضيين في أفضل الظروف، ونحن رياضيو ذوي الاحتياجات الخاصة، نشكر الوزير على الدعم الممنوح لنا، من أجل التحضير للاستحقاقات التي تنتظرنا، كما استغل الفرصة للتوجه بشكر خاص لكاتبة الدولة المكلفة برياضيي النخبة سليمة سواكري التي استقبلتنا بمكتبها، ومنحتنا المساندة المطلوبة، كونها تشعر بأحوالنا، باعتبارها بطلة سابقة.
يقال أنك خليفة البطل المرحوم علاق، ما تعليقك ؟
أجل، يلقبوني بعلاق الجديد، كوني أقاسم المرحوم عدة نقاط، إذ نشترك في نفس الاختصاصات 100 و200 و400 متر، وهذا كله يجعلني أشعر بالفخر والاعتزاز، على اعتبار أن الأمر يتعلق ببطل رفع راية الجزائر عاليا، ولئن كنا سوية قد حققنا ميداليات بالجملة في مسيرتنا الرياضية، وحطمنا أرقاما عالمية، وهذا ما اعتبره بمثابة تكليف أكثر منه تشريف، في انتظار أن أعتلي منصة التتويج في ألعاب طوكيو، رحمة الله على علاق، وإن شاء الله أواصل السير على خطاه، كونه من الرياضيين الذين لن تنساهم الجماهير الجزائرية مهما مر الزمن، بالنظر لما قدمه وتعبه في سبيل رفع الراية الوطنية عاليا.
عانينا مع مسؤول اتحادية ذوي الهمم السابق ونتفاءل خيرا مع الجدد
بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
شكرا لجريدة النصر على اهتمامها برياضيي النخبة، والتركيز على فئة ذوي الهمم، كون الأخيرة لم تبخل بشيء على الجزائر، ونجحت في إهدائها عدة ميداليات، خلال كبرى البطولات، لعل آخرها ملتقى دبي الذي أنهيناه كأفضل منتخب إفريقي وعربي من حيث عدد الميداليات، وحصدنا المرتبة الخامسة عالميا، متفوقين على منتخبات تحوز على إمكانيات أكبر، وحضرت لهذا الموعد بشكل أفضل، على عكس منتخبنا الذي تأثر كثيرا بتداعيات جائحة كورونا.
حاوره: سمير. ك